الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارين بوي 2

عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)

2012 / 3 / 17
الادب والفن


كارين بوي 2
عبد الستار نورعلي

كارين بُوْيَ (Karin Boye) شاعرة وروائية وناقدة سويدية ولدت عام 1900 . توفيت منتحرة 1941 بابتلاع كمية كبيرة من الحبوب المنومة ، إذ عاشت الفترة القلقة المضطربة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية في القرن العشرين ، ممزقةً بين المثالية والتوق الى الموت.
أصدرت أول مجموعة شعرية عام 1922 (الغيوم) والتي عبّرت فيها عن تأملات شابة وتفكيرها في الله وأزمات الحياة ومستقبلها الشخصي.
أصدرت خمس روايات، وخمس مجاميع شعرية، وتراجم منها ترجمتها لـ(الأرض اليباب) للشاعر ت. س. إليوت.


* سُـحُبٌ

انظرْ الى السُحُب الكثيفة، قممُها العاليةُ البعيدة
فخورةٌ، وامضةً ترتفع، بيضاء مثل ثلج أبيض!
هادئة تنزلق إلى الأمام حتى تموتَ في النهاية بهدوء
ببطء تتحلّلُ الى زخة من القطرات الباردة

صاحبةُ الجلالةِ السحبُ – خلال الحياة، خلال الموت
تتقدّمُ مبتسمةً في شعاع الشمس اللامعة
دون قلق مخفيّ في الاثير نقيةً تماماً،
تذهب بهدوء كبير، بازدراء هادئ لقَـدَرها.

كان رائعاً لي أنْ يتمكن فخرُ العيد هذا
منْ الارتقاء بي إلى الأعلى، حيث لا تبلغ سرعةُ العوالم
وكيف أنّ العواصفَ الهادرةَ تدور حولي بغضبٍ
لتحمل تاج شعاع الشمس الذهبي حول قمة رأسي.

* منْ مجموعتها البكر (سحب Moln) التي صدرت عام 1922


* المُتَدرِّعَة

حلمْتُ الليلةَ بسيف.
حلمْتُ الليلةَ بمعركة.
حلمْتُ أنّي أقاتلُ بجانبكَ
مُتسلِّحةً وقويةً ، الليلةَ .

برقَتْ يدُك بقوة.
فسقطَ الماردُ عند قدمك.
مجموعتُنا أنجزتْ مهمتها بيُسر وغنّتْ
في خطر الظلام الصامت.

حلمْتُ الليلةَ بالدم .
حلمتُ الليلةَ بالموت .
حلمْتُ بأنّي أسقطُ بجانبك
بجرحٍ قاتل ، الليلةَ.

لم تلاحظْ سقوطي أبداً.
كانَ فمكَ صارماً.
بيدٍ ثابتةٍ أمسكتَ الدرعَ
وسرْتَ الى الأمام .

حلمتُ الليلةَ بالنار.
حلمْتُ الليلةَ بالورود.
حلمْتُ بأنّ موتي كان جميلاً ولذيذاً.
هكذا حلمْتُ الليلةَ.

* عنوان القصيدة بالسويدية (Sköldmön)، والترجمة الحرفية له (عذراء الدرع) ، وهي تسمية أُطلقتْ على امرأة عذراء شاركت في معركة في العصور القديمة بالشمال الاسكندنافي. وقد آثرتُ أنْ أعنوّنَ القصيدة بـ(المُتَدَرِّعَة). والقصيدة من مجموعتها (بلاد مخفيّة Gömda land ) الصادرة عام 1924 .

* صلاة إلى الشمس

أيتُها اللامباليةُ بعيون لم ترَ الظلام أبداً !
ايتها المُحرِّرةُ التي تكسر كُتَل الجليد بمطارق ذهبية !
أنقذيني!

مستقيمةً مثل خطوط دقيقة تُمتَصُّ سيقانُ الورود فوق الهضبة:
أقربَ إليكِ تريدُ الأوراقُ أنْ ترتعشَ .
الأشجارُ تقذفُ قوتَها كإشارة باتجاه ارتفاعها:
أولاً هناكَ في الأعلى
تُمدِّدُ الأشجارُ أحضانَ الأوراق العطشى إلى النور ، ناذرةً.
لقد سحبْتِ الانسانَ
منْ ثباتِ صخرةِ الأرض ذات النظراتِ العمياء
إلى نبتةٍ جوّالة متمايلة مع ريح السماء على الجبين.
نبتتكِ ساقٌ وجذور. نبتتكِ عموديَ الفقري.

أنقذيه !
ليس حياتي. ليس جلدي.
فوق السطح لا تهيمنُ آلهة.
بعيونٍ مُغلقةٍ وأذرع مكسورةٍ
هو لكِ ، الذي عاشَ مستقيماً ،
وعند الذي يموتُ مستقيماً
موجودةٌ أنتِ، عندما الظلامُ يلتهم الظلامَ .
الضجة تعلو. الليلُ يشتدُّ.
الحياةُ تشعُّ عميقاً بثمنٍ غالٍ.
أنقِذي ، أنقِذي ، أيتُها الإلهةُ المُبصِرَةُ،
ما وهبْتِ.

* ( Bön till solen )منْ مجموعتها (منْ أجل الشجرة För trädets skull ) الصادرة عام 1935 .

احتيار وترجمة عن السويدية: عبد الستار نورعلي
الخميس 2 فبراير 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقطات من عرض أزياء ديور الرجالي.. ولقاء خاص مع جميلة جميلات


.. أقوى المراجعات النهائية لمادة اللغة الفرنسية لطلاب الثانوية




.. أخبار الصباح | بالموسيقى.. المطرب والملحن أحمد أبو عمشة يحاو


.. في اليوم الأولمبي بباريس.. تمثال جديد صنعته فنانة أميركية




.. زوجة إمام عاشور للنيابة: تعرضت لمعاكسة داخل السينما وأمن الم