الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين العقل والعاطفة

محمود هادي الجواري

2012 / 3 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يقول البعض أن الهلاك والموت الزؤام الذي يتلقاه شباب الايمو هو نتاج للحرية العبثية او هو توصيف لبعض الكتاب والمحللين النفسانيين على انه هو حالة هروب الشباب من المجتمع واللجوء الى الذات ، فيبدا التحكم فيها بعيدا عن الاعراف والقيم المجتمعية المتعارف عليها ، ولذلك يلجئ الى الظهور وبشكل مختلف نابذا كل ما هو مألوف في طريقة العيش كالمأكل او الملبس او حتى ممارسة بعض الافعال الغير مألوفة للمجتمع ، ولكوني عشت في اوربا وانا في مرحلة الشباب اي في سن العشرين عام او اكثر بقليل ونحن نعلم ان لكل عقد من الزمن له مواليده وله صرعاته التي يبحث من خلالها مظاهر حب الاختلاف عن المجتمع باتباع نمط معيشي يتناسب ومواليد ذالك الجيل ، فعندما كنت في السبعينات من القرن المنصرم وكنت حاضراعلى نهاية تقليعة جيل الاربعينيات اي ممن بلغ العشرون عام والحديث هنا عن مشاهدتي نهاية ما يسمى بالبيتلز آنذاك وتعنى لنا بالعربية الخنافس ..هذه الظاهرة التي اجتاحت اوربا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ، وكما انها اجتازت حدود اوربا لتصل الى المنطقة العربية والشرق اوسطية ولم تكن تتوقف او تنتهي عند اتباع طائفة او عرق وانما طغت تلك الظاهرة على الجميع ، ومما لا يعرفه البعض ان لكل فكرة غريبة او شاذة بمفهومنا ، يكون دائما لها منظريها ولها مستفيدين منها واول ابواب الاستفادة هي المردودات الاقتصادية شانها شان الاكتشافات العلمية او التكنلوجية التي تدر ارباحا طائلة على مخترعي ومبدعي تلك الاكتشافات .. اذن في الغرب هناك مصممين وضعوا برامج وحسابات دقيقة مع العلم المسبق كم ستدوم تلك الظاهرة التي تم حسابها وكم هي مردوداتها منذ انطلاقها للمارسة وحتى اضمحلالها.... اذن المجتمعات الغربية والدولة التي تتمتع باعلى درجات الديمقراطية هي ستقف مساندة طالما هي لاتضر ولا تمس الدولة وانما تحسب على انها نوع من انواع الانشطة الاقتصادية التي حتما ستدر الارباح ولا يهمها الى اين ستصل واين ستمارس بشكل منافي للاخلاق من عدمه وخاصة الدول التي لاتتمتع بالحريات الفردية ولم تلامس الديمقراطية من بعيد او قريب .. اذن هناك نضج في المجتمع الغربي وهناك تخلف في المجتمع الشرقي الذي تقيده وتحدد شبابه الكثير من الموانع ومنها على سبيل المثال الدين والاعراف والمثل ، من هنا نستطيع ان نقول ان الدولة مسؤولة عن شبابها ، ففي المجتمعات الغربية هناك سبق للمعرفة وهنا في المجتمعات الشرقية التعسف و الاتجاه نحو المجهول بالشباب الذي لا يستطيع ان يجد عملا ينشغل به .. وهذا لا يحتاج بطبيعة الحال الغوص عميقا في فك الغاز هذا الجنوح الشبابي واسبابه في المجتمع الغربي الذي يتمتع الشباب فيه بالقوانين التي تضمن له العيش الرغيد سواء ااكان في سوق العمل او خارجه ، وهذا بطبيعة الحال سيستغل الشباب العاطل عن العمل كل طاقته والتي لم تستثمر بالعمل ولنقل بسبب تضخم البطالة وانحسار فرص العمل .. ، هذا لا يعنى ان الشباب لا يمتلك الوسائل الترفيهية المتعددة في المجتمع الغربي ، ولكن ما يجعله لاهثا وراء الصرعات هو التباهي في قدرة الشباب على تغيير انماط حياتهم وتسجيل قفزة محسوسة ومثيرة للانتباه .. اذن المرحلة التي يعيشها وهو حاضرا فيها ويحاول وضع بصمة جيله الذي تميزه ظاهرة بعينها ، وكما ان الجيل السابق لا ينظر بعين الامتعاض عما يفعله الجيل الجديد ، ولكونه انه لعب دوره وانتهى .. هنا نستطيع ان نبرز الشئ المفقود في مناشداتنا وتضامننا مع من ؟؟ شباب الايمو .. الجناة الذين قتلوا اولئك الشباب ... ام الدولة التي اهملت وتناست دورها ؟؟ اقول ان النواتج هي طبيعية في مجتمع كالمجتمع العراقي وبغض النظر عن الجريمة والعقاب اقول ان الجاني والمجنى عليه هما مظلومان وضحية سلوك الدولة وغياب وعيها وتفهمها الى ماهية النتائج والى ماذا والى اين سيصل الاهمال او عدم الفهم او الاستبداد في الاراء الغير المنصفة وغير الخجولة من غياب انسان دون مبرر وانما هناك سبق المعرفة بالاسباب والنتائج اذا كانت تتبع منهجا علميا سواءكان يمت للدين صلة من جهة او بالعلم من الجهة الاخرى .ولكون الظاهرة المفجعة حدثت في العراق ، انني لم الاحظ ان هناك من الكتاب او المثقفين المصلحين او الملمين عن تتبع مسيرة المجتمع ولا يقتصر ذلك على الشباب لكونهم هم اليوم الضحية ، ان الكتاب او السياسيين لم ينتبهوا الى المظاهر السلبية الكثيرة التي تنتظر المجتنع وانما يبرز الكتاب والمثقفين والسياسيين دورهم وحماسمهم عند حدوث الكوارث وليس قبل استباقها وتطويقها.. ولا ابالغ اذا وصفت في موضوع مستقل ونشرته على هذا الموقع الكريم وتحت عنوان ( ردكالية الاحزاب وتطلعات الشباب ) .. في هذا المقال كنت اريد ان اضع القراء من المثقفين والسياسيين امام حقائق جمة ومخاطر ستحدث مالم ننتبه الى حساسية الوضع العراقي باجمعه وخاصة موضوع الشباب الذي اخذت تعصره ردكالية الاحزاب وكما نعلم ان الاحزاب الردكالية ترفع شعارا ان لم تكن منا فانت علينا .. ولذلك لجئ الشباب الهروب من الواقع والمجتمع عائدا الى محاورة الذات نظرا للفراغ الشاسع الذي يعيشه وخاصة انه لا يريد الانتماء الى الاحزاب لكي لا يكون جزءا من ماكنة الموت المدمرة التي تفجع العشرات كل يوم ..وكما هو معلوم ان اصحاب الحظوظ بين الشباب سواء كان يتمتع بثقافة من عدمها كانت له الافاق متفتقة والابواب مفتوحة واصبح يتسيد الاخرين الذين لم يستسلموا الى نداءات الاحزاب التي توعد الشباب بالموت او منح الحياة .. اذن الشباب كان يرى انه من الاولى ان يرسم نهاية حياته وكما نعلم ان نهاية الايمو الموت وهم شباب ،،،،اذن الازمة هي ايضا سياسية وتعود الى نفور المجتمع من الاحزاب الردكالية وكل همومهم هو ايجاد اي شئ جديد ينتمي اليه لانه هو جزءمنه ولربما هو صانعه وليس صنيعة كالدمى ..تضاممنا مع شباب الايمو وبهذه اللاعلمية سيجعل البوابة مفتوحة لتمرير عواطفنا الى بوابات اخرى اكثر حزنا والما ، علينا ان لا نتعاطف وانما علينا اجبار الدولة وحث الشباب على المطالبة بحقوقهم وابسطها حقهم في العمل والعيش الرغيد ، عند ذاك نستطيع ان نحكم على الظواهر فيما اذا كانت شاذة ام الشذوذ هو من وحي الدولة التي لا تريد لابنائها الحياة الحرة الكريمة ... وبدورنا كاصحاب رأاي وحملة رسالة الوطنيون المستقلون نوجه ندائنا الى الدولة المدانة اولا بهذه الجرائم وخاصة الجيل الذي يريد ان يكون او لا يكون ، فهو قادر على استخلاص الرسائل اشفوية والتحريرية ان الدولة لها اليد الطولى في توجيه الشباب اذا توفرت النوايا الصادقة واذا كنا نعمل بالدستور او بمبادئ ديننا الحنيف ، انتم الجناة فماذا ستقولون لله عز وجل ؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السؤال الأهم
سداوي ( 2012 / 3 / 17 - 18:47 )
الأستاذ محمود المحترم ...كل التقدير والثناء على الجهد والموضوعية والحرص على مستقبل شبابنا العراقي ...وهل تجد في أولي الأمر من السياسيين المتنفذين والمرجعيات والمليشيات التي تثار حولها علامات الأستفهام حول مأسات الضحايا !!هل تجد في أي منهم ما ينم عن إستنكار حقيقي لهذه المأساة !! أم صمت مطبق للكثير ممن يتنافسون في كل شاردة وواردة ؟ وكأنه صمت الرضى والتأييد؟؟ وما تحليلك للسلطة التنفيذية التي كذبت كل الأخبار وكأنها النعامة التي تخفي رأسها عن رؤية الآخرين ومواجهة الحقيقة المرة ؟؟ مع وافر الأعتزاز


2 - رد على تعليق
محمود هادي الجواري ( 2012 / 3 / 19 - 12:49 )
اخي القارئ العزيز تحية طيبة ونشركم على مشاعركم النبيلة ... الدول وفي كل العوالم سواء كانت متقدمة او متخلفة .. هي تنظر وباعين مفتوحة الى المثقفين لتغيير او تصحيح مساراتها ، ونحن ما علينا الا نشر الوعي وذلك اضعف الايمان

اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا