الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهيدة الأمومة

كوثر علوي بلغيثي

2012 / 3 / 17
الادب والفن


ورود جبلية متفتحة تعلن قدوم فصل الربيع، تشرق بألوانها الزاهية لتكنس أوراق الرتابة والحزن المتساقطة أثناء الخريف..أشعة ذهبية تنساب من قرص أصفر، وسط سماء صافية، بين أغصان تلك الأشجار العملاقة لتبعث الدفء في نفوس أتعبها صقيع الشتاء..نسمات هواء لطيف تحمل عبق الخزامى المنعشة لتجلو الضجر والشجن وترسم الإبتسامة على وجوه سئمت ذاك اللون الرمادي...

هناك، تحت ظل شجرة قرب منبع الجدول تجلس سيدة تمسك كتاباً وترقب والحب يشرق من عينيها طفلاً وطفلة يلهوان كعصفورين عذبين، يبنيان قصور البراءة بالأحجار الملونة،يصنعان أطواق السعادة بالزهور الجميلة، يطاردان الفراشات المحلقة..والأم تشاهد وقلبها يخفق بالحب، ملاكيها الصغيرين يلهوان كنحلة تحلق من زهرة إلى زهرة...تساقطت لؤلؤة من محارة بين عينيها زينت خدها المخملي..ربما تذكرت مجئ يوم تضطر فيه لفراق ابنيها الرائعين..فلكل قصة جميلة نهاية،ولكل شمس مشرقة غروب،ولكل ربيع منعش خريف...

فجأة، تغيرت ملامح وجهها التي كانت هادئة إلى ملامح خائفة ومصدومة في نفس الوقت وهي تنظر نحو السماء فإذا بشجرة مسنة ضخمة تتهاوى..تطير العصافير فزعة..أبت ساقاها أن تحملانها..ودارت الدنيا من حولها..مر شريط حياتهما أمام عينيها مذ اتيا هذه الدنيا..استجمعت قواها وهرولت مسرعة لإنقاذ طفليها..أمسكت طفلها بيد وحملت طفلتها باليد الأخرى ثم جرت بكل ما رزقها الله من قوة..وما كادت تبتعد عن الخطر الذي كاد يودي بحياة فلذات كبدها حتى قصم جذع الشجرة ظهرها،هوت المسكينة بجسدها على الأرض مغشيا عليها..وعيناها شاخصتان على ملاكيها،انها نظرة الوداع،ارتسمت على شفتيها إبتسامة شاحبة وهي تستدعي أنفاسها الذاهبة قائلة:وداعاً صغيراي..وداعاً!!!

ثم أطبقت جفنيها وذهبت!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء


.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان




.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس