الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب لم يصدر الحرب العراقية الايرانية مخطط امبريالي

سعاد خيري

2012 / 3 / 17
سيرة ذاتية


كتاب لم يصدر
الحرب العراقية الايرانية مخطط امبريالي
احتدم الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي مع اندلاع الحرب العراقية الايرانية حول الموقف منها , في اجواءانشغال الجميع بالكارثة التي زج النظام الدكتاتوري البلاد فيها بعد ان حطم قوى المعارضة واسكت اية وسيلة يمكن للشعب التعبير عن رايه من خلالها, وسخر كل موارده للتسلح والاعداد للعدوان. وكان التحريض الامريكي واضحا ودعم دول الخليج, الامر الذي كان بفرض توسيع التحليلات السياسية وربطها بعموم الوضع العالمي والعربي وليس النظر الى القضية من خلال صدام حسين فقط!!
واحتدم الصراع بداية حول , لمن الاولوية , لاسقاط النظام ام لانهاء الحرب !! فقد كان البعض يصر على اسقاط النظام اولا لان استمرار الحرب يفيد في اضعاف النظام!! وخضنا الصراع لتوضيح خطأ هذه الفكرة . فالحرب وويلاتها ستشغل الجماهير عن النضال اولا ومن ثم تمكن النظام من استغلالها لاثارة الشعور الوطني تحت شعار الدفاع عن الوطن وتوجيه نضالها ضد الخطر الخارجي, لاسيما بعد التحول في مجرى الحرب وانسحاب القوات العراقية من الاراضي الايرانية وبدء الاجتياح الايراني للاراضي العراقية واعلان تصميمها على اقامة حكومة اسلامية تابعة لها في العراق. وعندها رفع زكي خيري شعار الدفاع عن الوطن بهدف نزع هذا السلاح من يد صدام وتعزيز التحالف مع القوات المسلحة التي كانت تطوق المقاومة في كردستان . لم افهم عمق تحليله وعارضته وكانت وداد حاضرة النقاش بيني وبينه حول الموضوع انطلاقا من اعتبار لنين شعار الدفاع عن الوطن في الحرب العالمية الاولى شعار قومي خاطئ رفعته الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية . وتعجبت وداد من حدتي فهي لاول مرة في حياتها تجدنا على خلاف في الراي وفي نقاش حاد. فاعطاني كتاب, الحروب العادلة وغير العادلة , وبعد قراءته اعترفت بخطأي . وكتبت مؤلف بعنوان, الحرب العراقية الايرانية مخطط امبريالي, كنت انوي اصداره قبل ان يعد زكي كتابه , الحرب العراقية الايرانية وقضايا الثورة,. ولم يعد له حاجة بعد ذلك .جاء في مقدمته,
نشبت الحرب العراقية الايرانية في ايلول /1982, وعرفت بحرب الخليج لانها دارت بين دولتين خليجيتين. ويكمن في مقدمة اهدافها الهيمنة الامريكية على دول الخليج بما تحتويه من ثروات بترولية ضخمة من جهة وباعتبارها احد المحاور الاستراتيجية الحساسة للهيمنة الامريكية على العالم.
وجاء في الخلفية التاريخية للحرب العراقية الايرانية , ان امريكا سارعت منذ ثورة 14/تموز/1958 وانهيار النظام الملكي التابع وحلف بغداد العدواني لملء الفراغ من خلال دعم وتقوية النفوذ الايراني في المنطقة. لانها تتميز بسعة حدودها مع الاتحاد السوفيتي من جهة وغنية بثرواتها النفطية الغزيرة من جهة اخرى. فحولتها الى قاعدة عسكرية جبارة متطورة في غرب اسيا شأن البرازيل في امريكا اللاتينية.
وحلت ايران محل العراق في حلف بغداد , وبدأت مرحلة جديدة من الصراع بين العراق وايران للعب دور الشرطي على الخليج. وعمد شاه ايران الى اضعاف منافسه العراق حتى بالوسائل ذات حدين, مثل تقديمه المساعدة للانتفاضة الكردية المسلحة ضد الحكومة العراقية, ايا كانت هذه الحكومة . فقد جاء في تقرير عن الحرب العراقية الايرانية اعداد كيت ماكلان وجورج جوفيه بعنوان , حرب الخليج – دراسة للقضايا السياسية والعواقب الاقتصادية , في الواقع نقلت ايران القتال الى المناطق الكردية , عام 1974 وفي هذه الاثناء وصل دعم ايران لاكراد العراق الى اقصى مداه ولغاية مارس 1975 عندما التقى الشاه بنائب الرئيس العراقي صدام حسين في الجزائر,.
وفي الوقت الذي انشغل العراق بقضايا الحدود كانت الحكومة الايرانية ماضية في بناء قواعد بحرية والحصول على معدات بحرية ثقيلة وانشاء ألة عسكرية ضخمة لدعم ادعائها بالسيطرة على الخليج ومداخله المطلة على المحيط الهندي. وهكذا تحققت السيطرة الايرانية فعلا وبدون اية مقاومة جادة من العراق.
وفي اتفاقية الجزائر تنازل صدام عن جزء من شط العرب لايران بتعيين الحدود طبقا للخط الملاحي العميق في شط العرب مقابل تعاون الشاه في قطع الامدادات عن الثورة الكردية التي كانت في عنفوانها وتضم 12000 مقاتل . فانهارت بين عشية وضحاها وصرح احد ابناء البارزاني انذاك , لم نعتمد على اصدقاء الشعب الكردي الحقيقين, الشعب العراقي والحزب الشيوعي , في الداخل , والاتحاد السوفيتي في الخارج, بل اعتمدنا على قوى كانت على استعداد لتبيعنا ببرميل نفط!!, ومع ذلك نسي القادة الاكراد هذا الدرس التاريخي واثروا التعاون مع ايران على المكشوف في الحرب العراقية الايرانية.
واستثمر صدام انهيار الثورة الكردية لتوطيد نظامه الدكتاتوري والتخلص من الحلفاء الوقتيين ولاسيما الشيوعيين, ليسترضي الامبريالية الامريكية والرجعية العربية, ولاستثمار التدفق الهائل لعوائد النفط في السباق الاستراتيجي مع ايران وبناء قاعدة عسكرية جبارة من خلال استيراد كميات هائلة من السلاح وبناء الصناعات العسكرية وانتقل في السياسة الخارجية من صيغة التحالف الاستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي, الى صيغة , ابعاد المنطقة عن الصراعات الدولية, و, المعادلة بين القوتين العظميين,. وبدأ التقرب من دول الخليج والاردن والابتعاد عن دول جبهة الصمود والتصدي, سوريا وليبيا واليمن الديموقراطية. وتصاعدت طموحاته في التوسع والهيمنة على الخليج.
وفي مواجهة ذلك بادرت زمرة البكر الى عقد اتفاقية الوحدة مع سوريا. وحقق البعث اوج انتصاراته في عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد, ضد اتفاقية , كمب ديفيد, في خريف 1978 ونجح صدام في عزل نظام السادات. بيد ان الصراع بين الزمرتين البعثيتين ادى الى احباط مشروع الوحدة مع سوريا والى استيلاء صدام على السلطة بدون منازع .
وخلال تلك الفترة نضجت الثورة الايرانية وانتصرت بسقوط الشاه في 11/شباط/1979 واحتدم الصراع ضد الامبريالية الامريكية وعملائها في ايران الى جانب الصراع على السلطة بين القيادة الدينية السلفية من جهة والبرجوازية اللبرالية وحلفائها من اليساريين من جهة اخرى وادت الثورة الى خلخلة القوات المسلحة وتحركت القوميات المضطهدة من الاكراد والتركمان والبلوش, مطالبة بحقوقها القومية.
وفي عام 1980 بلغت التناقضات بين ايران وامريكا اوجها بعد فشل امريكا في انقاذ الرهائن الامريكين المحتجزين في ايران وتفاقم رعب امراء الخليج من تصدير الثورة الايرانية فوجد صدام في تلك الاجواء الدولية والايرانية المناسبة لانزال ضربته بامل تركيع ايران وانهاء سيطرتها على الخليج. وبعد مناوشات على الحدود اعلن في منتصف ايلول 1980 الغاء اتفاقية الجزائر من طرف واحد وفي ايلول /1980 اخترقت ثماني فرق عسكرية عراقية الاراضي الايرانية على جبهة طولها 800 كم معتمدا على سحر الضربة الاولى التي كثيرا ما اغوت المغامرين العسكريين. ورغم تقهقر الجيش الايراني الى مسافة 100-150 كم الا انه افلت من التطويق والابادة. فقد ساعد العدوان ,الخميني على تعزيز نفوذه وتعبئة المشاعر الوطنية على قمع المعارضة الداخلية فانخرط حتى عرب خوزستان في مقاومة القوات العراقية وبدأت ايران الهجوم المضاد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراك داخل قاعة البرلمان الإيطالي


.. تصاعد حاد للقصف المتبادل بين حزب الله وإسرائيل




.. المستشفى العائم الإماراتي في العريش يستقبل مزيدا من الجرحى م


.. بعد رد حماس.. ما مصير الصفقة المقترحة لوقف الحرب على غزة؟




.. -عمرها 130 عامًا-.. احتفاء بمعمرة جزائرية كأكبر الحجاج سنا ف