الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بين الأجندة النيوكولونيالية و النزعات العرقية

إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)

2012 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


1- الربيع الديمقراطي العربي و المشروع النيوكولونيالي.. في إيضاح مظاهر التناقض
بعد أن كانت الأوضاع السياسية و الاجتماعية تتسم بالجمود و التردي؛ في مجمل دول العالم العربي؛ جاء المد الثوري ليطلق حركية غير مسبوقة؛ حركت المياه الراكدة و أعادت؛ من جديد؛ طرح الأسئلة النهضوية؛ فيما يخص؛ الاستبداد و التخلف و الفساد... و لذلك؛ فإن ما بعد أحداث الربيع العربي يشكل قطيعة مع ما قبلها.
إذا كنا لا نختلف –طبعا- حول الرهان الديمقراطي الذي تؤسس له ثورات الربيع العربي اليوم؛ حتى و لو كان هذا الرهان في بداية طريق الألف ميل؛ فإنه من الضروري أن نكون على تمام الوعي بما يشكله هذا الرهان المنشود؛ من تحديات حقيقية أمام المشروع الاستعماري الجديد؛ بوجهه الرأسمالي البشع؛ و الذي لا ينظر إلى الشعوب و الدول؛ إلا باعتبارها مناجم لا تنضب للمواد الخام؛ و أسواقا لاستهلاك المنتوجات الصناعية.
و لذلك؛ فإن التحدي الذي يفرضه الربيع الديمقراطي العربي اليوم؛ يتجلى بالأساس؛ في نشر قيم الحرية و الاستقلالية و الديمقراطية؛ أي الخروج من وصاية الدولة التسلطية؛ التي توجه المجتمع في اتجاه خدمة مصالحها الضيقة؛ إلى فضاء أفسح حيث يمارس الفرد مواطنته؛ باستقلالية و حرية تامة و بمسؤولية كذلك.
و هذا ما يمكنه؛ على المدى المتوسط؛ أن ينجح في تشكيل جيل جديد؛ يتميز بالحرص على المصالح العليا لوطنه و أمته؛ حيث يشعر بأن مسؤوليته لا تقل قيمة عن مسؤولية رجل الدولة؛ و هكذا يظهر رأي عام جديد؛ يؤثر في صناعة القرار السياسي؛ عبر آلية الانتخاب التي تمنحه فرصة اختيار نخبته السياسية؛ التي تجسد طموحاته في الإصلاح.
من هذا المنظور يمكن أن نؤكد؛ منذ البداية؛ أن الرهان الديمقراطي الذي يسعى الربيع العربي إلى ترسيخه؛ لا ينفصل عن رهان تحقيق استقلالية القرار السياسي الوطني؛ من خلال التمكن من حماية سيادة الوطن و الأمة. و إذا أخذنا بعين الاعتبار؛ الرهان الاستعماري المعارض فإننا يمكن أن نفهم جيدا؛ الصراع الذي يمكن أن يطبع العلاقة بين المشروعين المتناقضين.
لقد بدأت معالم هذا الصراع تبدو جلية الآن؛ رغم أننا في بداية المسار الطويل؛ سواء في علاقة مصر مع الولايات المتحدة؛ من خلال ما أثير مؤخرا حول المساعدات الأمريكية و علاقتها بالقرار السيادي المصري؛ فقد خرجت أصوات تندد بهذه المعادلة التي كانت منطقية في عهد النظام السابق؛ لكن الواقع الجديد يفرض اليوم منطقا جديدا؛ يجب أن يتحكم في نسج خيوط علاقة جديدة؛ قائمة على أساس التوازن و المصالح المشتركة؛ من دون الخضوع لسياسة الأمر الواقع؛ التي توجه السياسة الخارجية الأمريكية؛ في علاقتها بمصر ما قبل الثورة .
كما يبدو أن نفس هذا الصراع؛ هو الذي بدأ يطبع علاقة تونس بفرنسا؛ فبالإضافة إلى الجفاء الواضح الذي أصبح يطبع هذه العلاقة؛ نلاحظ نوعا من التمرد على السياسة الخارجية الفرنسية التي تحكمت؛ لعقود في القرار السياسي التونسي ووجهته لخدمة مصالحها؛ و سواء مع الجناح اليساري/الوطني الذي يمثله السيد منصف المرزوقي؛ أو مع الجناح الإسلامي الذي يقوده المفكر و السياسي الوطني (رشيد الغنوشي)؛ فإن هناك توجها واضحا لفرض استقلالية القرار الوطني التونسي؛ حتى و إن تعارض مع مصالح فرنسا .
إذن؛ و اعتمادا على هذا المنطق؛ هل يمكن أن ننتظر من القوى الرأسمالية الكبرى؛ أن تبارك ربيعنا الديمقراطي؛ و جميع خبرائها أصبحوا يدركون جيدا؛ أن الكلمة الفصل ستكون مستقبلا للشعوب؛ و التي ستسعى لبلورة الإرادة الشعبية انتخابيا؛ من خلال دعم نخبة سياسية وطنية مناضلة؛ تضع مصالح وطنها وأمتها على قائمة اهتماماتها ؟
إن منطق السياسة الذي يقوم على أساس تبادل/صراع المصالح؛ يؤكد أن الدعم الذي تلقته الثورة العربية من طرف الغرب؛ يمكن أن يتراجع في أي حين؛ أو بالأحرى يمكن أن ينقلب رأسا على عقب؛ ليتحول إلى حاجز يعرقل بناء المشروع الديمقراطي العربي المنشود؛ و هذا ما سينعكس سلبا على إيقاع التحول الذي يعيشه العالم العربي.
لقد تميزت الرأسمالية الغربية؛ منذ ظهورها؛ بنزعة كولونيالية ترتبط جوهريا بالبحث عن المواد الخام و عن الأسواق الكبرى؛ لترويج سلعها الصناعية؛ و هذه النزعة هي التي قادت الغرب الأمريكي-الأوربي في علاقته بالشعوب و الأمم الأخرى؛ منذ الحركة الاستعمارية التوسعية خلال القرن التاسع عشر؛ و بعد ذلك من خلال التوجه الكولونيالي الجديد للهيمنة على العالم؛ و محاولة توجيهه لخدمة الاحتياجات الرأسمالية المتزايدة؛ للمواد الخام و للأسواق .
قد نتساءل عن علاقة هذا التحليل بالراهن العربي؛ خصوصا و أن الكيان الرأسمالي الغربي (أمريكيا و أوربيا) أبدى رغبة جامحة في إنجاح المشروع الديمقراطي في العالم العربي؛ و قد يذهب البعض بعيدا؛ حينما يعتبر أن الأنظمة الديمقراطية هي الوحيدة القادرة على تأمين مصالح الغرب؛ في إطار علاقة شراكة؛ تقوم على أساس تبادل المصالح .
لكن؛ يمكن أن نعقب بأن ترسيخ الديمقراطية؛ هو بالأساس؛ حضور متزايد للإرادة الشعبية في صناعة القرار السياسي و الاقتصادي. و هذا ما يدفعنا إلى التساؤل مرة أخرى؛ هل يمكن للشعوب العربية التي أبانت؛ كلما أتيحت لها فرصة التعبير عن رأيها؛ عن التزامها بخصوصيتها الحضارية؛ و بسيادة قرارها السياسي و الاقتصادي؛ هل يمكن لهذه الشعوب أن تتماهى يوما مع إرادة الهيمنة التي تمثلها الرأسمالية الغربية ؟
يمكن أن (نتسرع) و نجيب؛ بناء على المؤشرات التي يمنحنا إياها الواقع العربي ماضيا و حاضرا؛ أن الثقافة العربية/الإسلامية في جوهرها ثقافة مقاومة؛ منذ القديم و حتى حدود الآن؛ و هذه الخاصية هي التي دفعت (هكتنكتون) في تنظيره لصراع الحضارات؛ أن يؤكد؛ بان النموذج الغربي يواجه تحديا ثقافيا كبيرا؛ يمثل فيه العدو الأخضر (الحضارة الإسلامية) تحديا كبيرا. و لذلك فإن نهاية التاريخ التي تحدث عنها (فوكوياما) ليست بالرهان سهل التحقق؛ كما قد يزعم البعض؛ من أولئك الذين يعيدون نسج خيوط الفكر الاستشراقي المتهافت؛ في تنظيره للشرق؛ و لكنها مهمة صعبة جدا؛ بالنظر لما تتميز به الحضارة العربية الإسلامية من عمق تاريخي مكنها دوما؛ في مواجهتها للتحديات التاريخية؛ من المحافظة على تماسكها و قوتها في المواجهة.
و لعل؛ أكبر دليل هو النجاح في مواجهة الهجمة الاستعمارية الشرسة خلال مرحلة القرن التاسع؛ عندما تم طرد الاستعمار الرأسمالي الغربي؛ على وقع ضربات المقاومة؛ التي نجحت بوسائلها البسيطة في تحطيم مشروعه على صخرة الواقع. و لذلك فإني أزعم أن هذه الروح المقاومة؛ ما زالت سارية في شرايين الأمة العربية الإسلامية مشرقا و مغربا؛ و هي مستعدة للانتفاض في أي حين؛ حينما تستشعر خطورة الموقف.
إن ملامح اللا-انسجام؛ التي بدأت تطفو على السطح؛ في علاقة الربيع الديمقراطي العربي بالمصالح الرأسمالية؛ هذه الملامح تؤكد؛ أن الرهان الغربي على استبدال الأنظمة التسلطية المتهالكة التي استنفذت مهمتها؛ في تامين المصالح الرأسمالية؛ بأنظمة ديمقراطية تابعة و خانعة؛ هذا الرهان يبدو خاسرا منذ البداية؛ لان الشعوب العربية حينما ثارت و ضحت بدمائها؛ فهي لم تكن تسعى إلى استبدال (شن بطبقة)؛ لأنهما وجهان لعملة واحدة؛ و لكنها كانت تسعى إلى تأسيس ممارسة سياسية جديدة؛ حيث يستمد الحاكم شرعيته من الإرادة الشعبية؛ و لذلك فإنه مضطر للتعبير عن هذه الإرادة في صياغة قراراته؛ و إلا فإن مصير (ابن علي و مبارك و القذافي ...) في انتظاره .
إن الغربيين؛ بخبرائهم و سياسييهم واقتصادييهم؛ حينما يحذرون من التهديد الذي يمثله الإسلاميون؛ الذين قادتهم لأول مرة في التاريخ العربي الحديث؛ صناديق الاقتراع إلى الحكم؛ حينما يحذرون من التهديد القادم فإن تخوفهم؛ في الحقيقة؛ لا يرتبط بالتوجه الإيديولوجي؛ و لكنه تخوف من المشروع الوطني؛ الذي يمكن أن يمثله الإسلاميون؛ و هو مشروع سيهدد؛ بالضرورة؛ المصالح الغربية المتراكمة؛ لعقود؛ في علاقة بالأنظمة التسلطية؛ التي كانت تحصل على الدعم الغربي كثمن لتامين المصالح الرأسمالية الغربية في بلدانها؛ و لو كان ذلك على حساب مصالح أوطانها. و بما أن الرأسمالية الغربية لا تعترف بغير مصالحها فإنها رمت بشبكة وسائطها في مزبلة التاريخ؛ عند أول اختبار للقوة؛ ما دامت هذه الأنظمة غير قادرة على تأمين مصالحها.
في ظل هذا الواقع الجديد؛ الذي يبدو أنه بدا يتشكل بإيقاع أسرع من المتوقع؛ يمكن أن نتساءل عن رد الفعل الغربي المنتظر؛ و هو قادم لا محالة؛ لأننا لا يمكن أن نتوهم أن الغرب سيفرط في مصالحه الإستراتيجية؛ و سيستسلم بسهولة لموازين القوى الجديدة التي فرضها الربيع الديمقراطي العربي . لكن ما هي طبيعة رد الفعل؛ هذا هو السؤال الجوهري ؟
لا يمكن؛ طبعا؛ أن نتصور تدخلا كولونياليا مباشرا على شاكلة مرحلة القرن التاسع عشر؛ أو على شاكلة العراق حتى؛ لأن العالم بدأ يعرف تعددية قطبية؛ يبدو أنها ستعرقل لا محالة التوجه الأحادي الذي ساد منذ انهيار جدار برلين؛ حيث احتكرت الولايات المتحدة؛ في شراكة مع أوربا القرار السياسي العالمي؛ سواء من خلال العقوبات السياسية و الاقتصادية؛ أو من خلال الضربات العسكرية الاستباقية لشل أي نوع من المقاومة المحتملة .
لكن؛ رغم بروز معالم وضع عالمي جديد؛ يمكن أن يساعد دول الربيع العربي؛ فإن الغرب الرأسمالي يمتلك أوراق رابحة عديدة؛ يمكن أن يستخدمها؛ كلما أحس بأن خيوط اللعبة تنفرط من بين أصابعه؛ و هي أوراق كثيرة سنحاول التوقف عند ورقة منها؛ نعتبرها أخطر ورقة يمكن أن يلعبها الغرب الرأسمالي؛ لإفشال المشروع الديمقراطي العربي المنشود .
2- النيوكولونيالية و الأجندة العرقية .. مصالح مشتركة
منذ الهجمة الاستعمارية على المشرق العربي و مغربه؛ عاشت الحضارة العربية الإسلامية على وقع هزات عنيفة و منظمة؛ استعملت فيها اعتي الأسلحة (المحرمة حضاريا)؛ و ذلك لمحاولة طمس المعالم الحضارية التي أسس لها العرب/المسلمون؛ على امتداد قرون متوالية؛ من آسيا إلى إفريقيا إلى أوربا؛ و هي معالم لم يستطع كل الغزاة و المتآمرين محوها؛ لأنها كانت متجذرة في نفوس الشعوب؛ التي شكلت الامتداد الحضاري العربي الإسلامي.
و لعل قوة العروبة الضاربة التي منحتها الانتشار و التجذر؛ لتتجلى في ارتباطها بالإسلام؛ منذ القرن السابع الميلادي؛ كبداية لتشكل تراث فكري و سياسي و ديني مشترك بين الشعوب العربية؛ أنتجه و طوره العرب المسلمون؛ في المشرق العربي و مغربه. و هذا التراث هو الذي صاغ رؤية مشتركة للعالم؛ بين مختلف الشعوب التي انتمت إلى الحضارة العربية الإسلامية؛ و ساهمت في بنائها.
لذلك؛ كانت الإستراتيجية الاستعمارية واضحة المعالم؛ منذ البداية؛ العمل على تمزيق الوحدة الحضارية التي جمعت ووحدت شعوبا مختلفة. و لا يمكن أن تنجح هذه الإستراتيجية إلا عبر خطط مدروسة؛ تهدف إلى تشتيت التراث الحضاري المشترك؛ دينا و لغة و ثقافة... و ذلك؛ من خلال بعث الروح في النزعات العرقية و القبلية التي سعى الإسلام؛ منذ البداية؛ إلى محاصرتها لأنها تهدد الوحدة الحضارية المنشودة.
إن توجه نابليون بونابرت؛ من خلال حملته العسكرية على مصر؛ إلى بعث الروح في النزعة العرقية الفرعونية؛ لم يكن مصادفة البتة بل كانت خطة مدروسة؛ سعى من خلالها المستعمر إلى فك ارتباط مصر بامتدادها الحضاري العربي الإسلامي؛ ليسهل الاستيلاء عليها و إعادة برمجتها حضاريا؛ من منظور يخدم المصالح الاستعمارية.
و نفس الخطة اعتمدها الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي(المغرب-تونس-الجزائر) من خلال بعث النزعة العرقية الأمازيغفونية؛ باعتماد سياسة مدروسة؛ هي التي أطلق عليها اسم السياسة البربرية la politique berbère ؛ و التي كانت تهدف إلى محاولة فك الارتباط بين الغرب الإسلامي و شرقه؛ باعتبارهما امتدادين جغرافيين؛ نجحا لقرون في تشكيل امتداد حضاري موحد .
الآن؛ و ما أشبه اليوم بالأمس؛ ينبعث المشروع الاستعماري من رماده؛ بعد أن احترقت جميع أوراقه؛ في صدامه مع المشروع الوطني ذي البعد العربي الإسلامي؛ و المناسبة طبعا ترتبط بالربيع الديمقراطي العربي الذي انطلق ليستكمل المشروع النهضوي؛ كمشروع أكمل حلقته الأولى (التحرر و الاستقلال) و بقي ينتظر الحلقة الثانية (الحرية و الديمقراطية).
لكن؛ ما يبدو هو أن لأذناب الاستعمار أجندتهم الخاصة؛ التي لا تنسجم مع الاتجاه العام الذي عبر عنه الرأي العام العربي؛ و هي أجندة لا تنفصل –طبعا- عن الرؤية الاستعمارية الفاشلة و التي حاولت؛ بكل ما أوتيت من قوة؛ زعزعة الوحدة الحضارية للشعوب العربية الإسلامية؛ كمدخل أساسي لفرض السيطرة و الوصاية الاستعمارية .
إن عودة النزعات العرقية اليوم؛ لتطفو على السطح من جديد؛ ليس مصادفة البتة؛ بل تعبر بالأساس عن مشهد قديم؛ حيث تداخلت الأجندة الاستعمارية مع النزعات العرقية لإنجاح وظيفة واحدة؛ تتجلى في تحطيم الأساس الحضاري الذي يشد البناء السياسي و الاجتماعي... و يمنحه قوة مقاومة الرجات الاستعمارية؛ و ذلك تمهيدا لتحطيم كل البناء من الأساس؛ باعتماد خطة (فرق تسد) .
و تعلمنا دروس الماضي القريب؛ أن التدخل الكولونيالي في العالم العربي خلال مرحلة القرن التاسع عشر؛ كان يراهن؛ بالأساس؛ على التنوع العرقي الذي يعيشه العالم العربي؛ و هذا التنوع بقدر ما يمثل عامل إثراء ثقافي و اجتماعي؛ فإنه في نفس الآن؛ شكل ورقة رابحة للمشروع الكولونيالي؛ لأن المستعمر راهن منذ البداية على توظيف هذا التنوع؛ لخلخلة الانسجام الاجتماعي أولا؛ و بعد ذلك توظيف التعدد العرقي و الإثني و الديني و المذهبي و اللغوي ... لتفجير المجتمع من الداخل؛ و بالتالي تيسير مهمة السيطرة بأقل مجهود ممكن.
إن الورقة الرابحة التي يمكن للغرب الرأسمالي أن يلعبها؛ لإفشال المشروع الديمقراطي العربي؛ هي ورقة التعدد العرقي؛ بحيث يمكن في أي وقت أن ينبعث المشروع الاستعماري القديم من رماده؛ بنفس الإستراتيجية و بنفس التخطيط كذلك. و لذلك يجب على النخبة الوطنية أن تكون في منتهى اليقظة؛ في علاقة بالنزعات العرقية التي تخترق المجتمعات العربية مشرقا و مغربا. و هذه النزعات يمكنها في أي وقت أن تتحول إلى مشاريع انفصالية؛ ستلاقي –بالتأكيد- دعما كاملا من طرف القوى الرأسمالية الكبرى لأنها تخدم مصالحها .
و في هذا السياق العربي المضطرب؛ يجب أن نستحضر؛ بقوة؛ مشروع الشرق الأوسط الكبير؛ الذي قام –في الأساس- على خطة تشتيت دول المنطقة العربية (مشرقا و مغربا) إلى قطع دومينو؛ يتلاعب بها المحافظون الجدد و الصهاينة؛ لتشكيل بناء هرمي جديد؛ يستجيب لنزعاتهم الاستعمارية. و يمكن في هذا السياق أن نستحضر المخطط الذي صاغه (رالف بيترز) الضابط المتقاعد في الاستخبارات العسكرية الأمريكية؛ و الذي نشر بمجلة القوات المسلحة الأمريكية في عدد يونيو/حزيران 2006 تحت عنوان:
How a better Middle East would look : Blood borders
Ralf Peters – Blood borders: how a better middle east would look – AFJ (Armed Forces Journal.
في البداية؛ ينطلق بيتزر من مقدمة أساسية؛ سيبني عليها جميع النتائج التي سيخلص إليها في الأخير؛ و هي أن الحدود التي تفصل بين الدول في العالم ليست عادلة, لكن الحدود الأكثر اعتباطية في العالم -في نظر بيترز- هي تلك التي تشكل الدول الإفريقية و دول الشرق الأوسط (العالم العربي) تلك الحدود التي رسمها الأوربيون لحماية مصالحهم. و يستعير (بيترز) مصطلح الحدود غير العادلة من(تشرشل)؛ ليعبر عن الوضع القائم في الشرق الأوسط؛ و هذا الوضع في اعتباره؛ سيحضر كسبب رئيسي في اندلاع الكثير من المشاكل؛ بين الدول و الشعوب في المنطقة.
و يتوقف (بيترز) عند مشكل الأقليات؛ في منطقة الشرق الأوسط و ما لحقها من ظلم فادح –في نظره- و ذلك حين تم تقسيم الشرق الأوسط؛ أوائل القرن العشرين (يقصد اتفاقية سايكس بيكو) مشيرا إلى هذه الأقليات "بأنها الجماعات أو الشعوب التي خدعت؛ حين تم التقسيم الأول" ويذكر أهمها: الأكراد، والشيعة العرب و مسيحيي الشرق الأوسط، والبهائيين والإسماعيليين والنقشبنديين... ويرى بيترز أن ثمة كراهية شديدة؛ بين الجماعات الدينية و الإثنية بالمنطقة تجاه بعضها البعض، وأنه لذلك يجب أن يعاد تقسيم الشرق الأوسط؛ انطلاقا من تركيبته السكانية غير المتجانسة؛ القائمة على الأديان والمذاهب والقوميات والأقليات، حتى يعود السلام إليه !!
و تفوح من هذا المخطط؛ منذ البداية؛ رائحة سايكس بيكو النتنة؛ حيث تمت شرذمة المنطقة العربية؛ على المقاس الفرنسي البريطاني أوائل القرن العشرين؛ و ذلك لفسح المجال أمام إنشاء كيان غريب؛ تحت الرعاية البريطانية التي جسدها وعد بلفور .
إن هذا المخطط بالإضافة إلى مخطط مشابه وضعه وزير الخارجية الأمريكي الأسبق (هنري كسنجر) ليس سوى قطعة الثلج التي تغطي جبل الجليد؛ و ذلك لان الغرب الرأسمالي تعامل؛ منذ القرن التاسع عشر؛ مع المنطقة العربية باعتبارها منطقة غير منسجمة حضاريا و جغرافيا؛ و لذلك يجب اللعب على أوتار التعدد العرقي و الديني؛ كلما دعت الضرورة إلى إعادة صياغة خرائط المنطقة؛ لخدمة المصالح الغربية .
إن هذه المخططات ليست تنظيرا يصوغه باحثون أكاديميون؛ بل هي بالأساس رؤية إستراتيجية؛ تتحكم في الفعل و الممارسة على أرض الواقع؛ و إذا كنا غير قادرين على استيعاب خطورة هذه الرؤية؛ على المستوى النظري؛ فإننا سنضطر مستقبلا إلى قبولها و التأقلم معها واقعيا؛ إذا فشلنا في مواجهتها .
و لعل ما جرى في السودان من تفكيك و تمزيق للدولة؛ بدعم مفضوح من طرف الحلف الأمريكي-الأوربي؛ و بتغطية من الأمم المتحدة ؛ ليعتبر بداية فقط لشرعنة الانفصال؛ و صياغة نموذج مستقبلي يمكن أن يعمم على كامل المنطقة العربية؛ كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
و هذا النموذج هو الذي يتم تسويقة في العراق؛ حيث يعبر الأكراد عن نزوعات انفصالية في واضحة النهار؛ و في تحد سافر للدستور العراقي؛ الذي شاركوا في وضعه؛ و من المفروض أن يعملوا على حمايته؛ عبر مؤسسة رئاسة الدولة التي يمثلونها في النظام السياسي الجديد؛ لكن الأكراد أنفسهم لا يمثلون قرارهم السياسي الخاص؛ بل ورطوا أنفسهم ضمن مخططات انفصالية موضوعة مسبقا من طرف صناع القرار الأمريكي؛ الذين دخلوا العراق من أجل تطبيق هذه المخططات الانفصالية؛ لتوسيعها فيما بعد على المنطقة العربية ككل.
أما في مصر؛ فإن مشكلة الأقباط بدأت تطرح بقوة؛ لتبرير التدخل الدولي في البداية؛ تمهيدا لزرع بذور الانفصال لاحقا؛ و هذا ليس تخمينا و حسب؛ بل يدخل ضمن مخططات بأبعاد إستراتيجية بعيدة المدى؛ تنتظر الفرصة السانحة فقط؛ للخروج إلى حيز التطبيق.
و ليس بعيدا عن المشرق العربي؛ فإن إيديولوجية الانفصال أصبحت تخترق بقوة دول المغرب العربي؛ سواء في المغرب أو في الجزائر؛ باعتبارهما دولتين قائمتين على أساس تعدد عرقي و لغوي؛ أصبح يستثمر من طرف قوى خارجية؛ لزعزعة وحدة و استقرار البلدين. و لعل آخر ما كشف عنه الستار؛ هو الاختراق الصهيوني للأقلية الأمازيغية؛ بهدف خلق نموذج كردي في كل من المغرب و الجزائر؛ قابل للانفصال في أية لحظة بدعم نيوكولونيالي؛ سياسيا و عسكريا.
و بالإضافة إلى الاختراق الصهيوني للأقلية ألأمازيغية في المغرب العربي؛ يحضر كذلك الاختراق الفرنكفوني؛ الذي يمتلك رصيدا تاريخيا محترما جدا؛ في دعم انفصال الأمازيغ عن العرب في المنطقة المغاربية؛ و هذا رهان كبير بدا في تحقيقه المقيم العام الفرنسي (ليوطي) لكن الوعي الوطني المرتبط بأبعاد عربية-إسلامية أفشل هذا الرهان قبل ولادته؛ لأن الظهير البربري الذي حاول تطبيق هذا المخطط الاستعماري في المغرب؛ هذا الظهير الذي كان يخطط لفصل الأمازيغ عن العرب في المنطقة المغاربية؛ كان المسمار الأخير الذي دقته الحركة الوطنية المغربية في نعش الاستعمار الفرنسي .
لكن ما أصبح يخيف الآن؛ هو أن المخططات الفرنكفونية؛ أصبحت تعود بقوة؛ مستغلة غياب الحس الوطني لدى الناشئة؛ التي لم تعش لحظات التحرر الوطني؛ و آخر بوادر هذا النجاح تم التعبير عنها على أرض الدولة الاستعمارية السابقة؛ عبر تشكيل حكومة أمازيغية صورية؛ ستكون البداية الفعلية لتقسيم الجزائر إلى دويلتين متنازعتين؛ بدعم فرنكفوني؛ يمكنه أن يتحول في أي وقت إلى دعم دولي؛ يطالب بتقرير مصير (الشعب الأمازيغي) الذي لم يكن يوما إلا شعبا جزائريا؛ أو شعب المغرب الأوسط في التاريخ الوسيط؛ باعتباره شعبا موحدا يتشكل من عرب و أمازيغ و أندلسيين و أفارقة؛ حيث تعايشت جميع هذه الأعراق بسلام ووئام؛ إلى حدود دخول الجزائر ضمن الحسابات الإمبريالية؛ لما يزيد عن قرن من الزمان .
إن ما يبدو من انسجام؛ بين الرهان الديمقراطي الذي يفرضه الربيع العربي؛ و بين الرؤية الغربية؛ ليس في الحقيقة سوى وهم سينفضح عند أول اختبار؛ و ذلك نظرا للتعارض الواضح بين الرهانين؛ خصوصا إذا نجح الربيع العربي في تتويج مشاريع سياسية وطنية؛ ستكون بالضرورة بمثابة حواجز حقيقية أمام المصالح الغربية في المنطقة العربية؛ و من ثم يمكن أن نتصور مسبقا طبيعة الصراع القادم؛ و هو صراع نتوقع أنه سيعيد إنتاج استراتيجيات و خطط الماضي؛ التي تم اعتمادها لإعادة صياغة خرائط المنطقة العربية؛ بما يخدم المصالح الرأسمالية. و نحن إذ نحذر من النزعات العرقية؛ فإننا ننطلق من هذه التجارب السابقة؛ حيث عمد المستعمر في كل مرة إلى اللعب على هذه الأوتار الحساسة بهدف حماية مصالحه؛ و هو مستعد لإفشال الرهان الديمقراطي اليوم باعتماد نفس الإستراتيجية و الخطط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بؤس نظرية المؤامرة !!!
أمناي أمازيغ ( 2012 / 3 / 18 - 15:58 )


متى تفهمون أنكم ،، وكل العقول القومجية معكم ،،، من توفرون مناخا صلبا للمؤمرات ،، أنتم من تصنعون المؤمرات فتأتي أميركا والغرب لتقوم بتفعيلها و تنفيذنا !!!

ماذا يقول السيد جنداري عن مشروع القومية العربية ضد التواجد العثماني في المنطقة الشرق أوسطية ؟!!

لتكون منسجما مع تحليلاتك ،،فمن المنطقي جدا أن تعتبرها مؤامرة استعمارية (من قبل فرنسا و بريطانيا ) ،، جاءت كمقدمة لمشروع إستعماري نفذه الضابط البريطاني توماس ادوارد لورنس بأيادي عربية !!!

من يهاجم وزيرا لمجرد أنه قال أنه إتحاد مغاربي وليس مغربا -عربيا- لينسجم مع ما جاء في الدستور . فلا ننتظر من أن يكون أكاديميا وموضوعيا في تناوله لهكذا وقائع وحقائق تاريخية !!

فلنتصالح أولا مع ذواتنا في الداخل ،،، لنبحث بعد ذلك من هم أعداؤنا في الخارج !!






2 - الى امناي امازيغ
ميس اومازيغ ( 2012 / 3 / 18 - 18:55 )
يا امناي امازيغ هون عليك عزيزي ان صاحبنا قد انفض من حوله اهله بعد ان انتبهوا الى ان مشتري الذمم من القومجيين العرب خربت ديارهم واخرجوا من الجحور كالجرذان غير انه و صاحبه فؤاد بوعلي ما يزالان يتلذذان بمرارة الواقعة لتجدهما يغردان خارج السرب والذأب لا يفترس الا القاصية.
ⵜⴰⵏⵎⵎⵉⵔⵜ ⴰ ⵎⵎⵉⵙ ⵏⵉⵎⵎⴰ


3 - تنويه لادريس جنداري
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 13:09 )
اتفق تماما مع مايقوله الدكتور جنداري واتفهم كل هواجسه وانا امازيغي الاصل مسلم عربي الهوية, فكلنا اخوة ومواطنون.الطرح العرقي تشكل في الغرب ولم يكتف بما اسموه الحقوق الثقافية بل صاروا يتحدثون عن امبراطورية وهمية تمزغا وبنزعة عنصرية مثيرة ضد العرب والدين
وضد اللغة العربية ويتقربون من الدوائر الصهيونية ويستقوون بالخارج
الرد يجب ان يكون بالحوار والتوعية واتشاء جمعيات اخوة وتضامن ومحاربة العرقية الابارتايدية وتوضيح موقف الدين منها وكل الزعماء الاعلام في تاريخنا القديم والقديم والمعاصر
ادريس جنداري درع الوطنية ضد الكراهية العنصرية جزاك الله خيرا
خذوا حذركم


4 - تنويه لادريس جنداري
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 13:09 )
اتفق تماما مع مايقوله الدكتور جنداري واتفهم كل هواجسه وانا امازيغي الاصل مسلم عربي الهوية, فكلنا اخوة ومواطنون.الطرح العرقي تشكل في الغرب ولم يكتف بما اسموه الحقوق الثقافية بل صاروا يتحدثون عن امبراطورية وهمية تمزغا وبنزعة عنصرية مثيرة ضد العرب والدين
وضد اللغة العربية ويتقربون من الدوائر الصهيونية ويستقوون بالخارج
الرد يجب ان يكون بالحوار والتوعية واتشاء جمعيات اخوة وتضامن ومحاربة العرقية الابارتايدية وتوضيح موقف الدين منها وكل الزعماء الاعلام في تاريخنا القديم والقديم والمعاصر
ادريس جنداري درع الوطنية ضد الكراهية العنصرية جزاك الله خيرا
خذوا حذركم


5 - دائما وراءك يا أغونان يا عربي الهوية
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 19 - 15:56 )
طبعا أنا هذه المرة لن أرد على ماجاء في مقالة السيد جنداري ، فهو يعرف موقفي جيدا. وكل مايمكنني قوله في حقه هو تقديري الكبير لحبه لوطنه وإخلاصه الشديد.طبعا مع إختلافي الشديد جدا مع رؤيته القومجية !
أعود لعبد الله أغونان عربي الهوى والهوية.أعذرني فأنا لدي حساسية قوية تجاه المستلبين الكارهين أنفسهم ، أقوى حتى من حساسيتي تجاه القومجيين الإقصائيين! ولهذا لن أتركك تنشر أمراضك.الإستلاب مرض عضال!!!
المصيبة ياسي أغونان أنك تزعم أنك تفهم في دينك! تتحدث عن موقف الدين وأنا أتحداك ((( مليون مرة ))) أن تثبت لنا أن الإسلام هو ضد مطالب الأمازيغ !! بين يديك القرآن ، 114 سورة بالتمام والكمال و6236 آية،محكمات ومتشابهات. ذكرنا بإسم السورة ورقم الآية التي تفرض الهوية العربية كهوية واحدة وحيدة لا شريك لها ؟ يالله آسي لفقيه رانا كنتسناوك !
أما عن الأخوة والمواطنة، نعم كلنا إخوة ومواطنين ، ولكن من قال لك أن الأخوة والمواطنة تقتضي أن يقطع الأخ لسان أخيه ليفرض عليه لسانه ويعتدي على خصوصيته ؟! ألا يمكن للأخوة أن تتحقق إلا إذا ذاب أحدهم في الآخر وتخلى عن خصوصيته ؟ هذا إستلاب وليس أخوة !
يتبع


6 - عن العنصرية يا أغونان يا عربي الهوية
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 19 - 16:43 )
عن العنصرية التي تقول أنها مثيرة ضد العرب وضد الدين ، فأنا أقول لك أن أمثالك من المستلبين ومن القومجيين هم السبب الرئيسي في تأجيج تلك العنصرية! ماذا تنتظر من قوم أو أشخاص أنت تسيء إلى أصولهم وإلى لغتهم وخصوصياتهم تريد إقصاءها تحت ذريعة أن لغة القرآن عربية و أن النبي عربي..؟! من العنصري ؟ نحن الذين نتحدث مع غيرنا باللسان الدارج حتى وهو موجود في مدننا وبيننا، في حين ذاك الغير عندما تسأله : لماذا لا تتعلم الأمازيغية وأنت مقيم بيننا منذ مدة ؟ يجيبك : آش غادي ندير بها، فاش غادي تنفعني !
لا تعتقد يا سي أغونان أن كل الناس مثلك تهون عليهم خصوصياتهم ، أنت جدا واهم !
أما عن الإستقواء بالخارج إذا كان هناك من يلجأ إليه فأنا شخصيا أتفهم . ماذا تنتظر منه عندما يتلقى الظلم والإقصاء من ( أخيه ) ؟ مضطر أخاك لا بطل !!
( عنصرية الأمازيغ) يا سي أغونان يا عربي الهوية ، هي ردة فعل وليست سبق إلى الفعل
يتبع


7 - تعلّم التسامح على أصوله يا سي أغونان يا عربي
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 19 - 17:25 )
قبل أن أتحدث عن التسامح ، دعني ألحق هذا القول بالتعليق السابق : نمودج العنصرية الذي يمارس في حقنا هو منعنا من التحدث بالأمازيغية أثناء الفصل الدراسي حتى لو كان جميع التلاميذ أمازيغ وحتى لو كان المعلم أو الأستاذ هو أبوك ! يعني داخل القسم علينا أن نتواصل باللسان العربي الدارج والدراسة باللغة العربية الفصيحة ، أما لساننا الأمازيغي فهو للشارع فقط ولا غير ! نحن هم العنصريون يا سي أغونان !!
أما عن نمودج التسامح : علاقتي ببعض أصدقائي ذوي اللسان الدارج ممن درسوا معي أثناء إقامتهم المؤقتة بمدينتي. فيهم من تعلم الأمازيغية ويتحدثها بطلاقة ولكن فيهم من يفهم فقط ويصعب عليه الرد ، هؤلاء عندما نتواصل ، هم يحدثوني بلسانهم الدارج وأنا أرد بلساني الأمازيغي والعكس أيضا ، هم يفهمون ما أقوله وأنا أفهم مايقولون ولحد الساعة تجمعنا صداقة نمودجية رغم تباعد المسافة.
نعم للأخوة ولكن أن يقبلني ذلك الأخ كما أنا وليس كما هو ! هذا هو التسامح ، أنا أمازيغي وأنت عربي ، والملك لله لا لغيره !


8 - تعقيب
إدريس جندا ري ( 2012 / 3 / 19 - 17:39 )
تحية لكم جميعا
أود أن أؤكد لكم جميعا أن الحوار واجب؛ يفرض نفسه علينا جميعا حتى نتجنب الصراعات العرقية التي تعصف بأمن عدة مجتمعات إفريقية . و هذا الحوار أستحضره شخصيا و أنا اتحدث عن الأمازيغية في المغرب؛ لذلك أستحضر دائما شكلين من الأمازيغية:
1- أمازيغية وطنية؛ أعتبرها شخصيا جزءا من هويتي و ثقافتي المغربية و هذا ما يميزني عن السعودي و المصري ...
2- أمازيغية عرقية؛ تسعى إلى بث الخلافات و الصراعات بين أبناء الوطن الواحد؛ تحت شعارات مشوهة ؛ و هذا النوع هو الذي ينسجم مع الأجندة النيوكولونيالية كما تماهى يوما مع الأجندة الكولونيالية .
و نفس هذا المنطق هو الذي يحكمني في مناقشتي للعروبة؛ و أستحضر كذلك شكلين:
1- العروبة كحضارة في علاقتها بالإسلام ؛ و هي مكون ساهمت شعوب مختلفة في بائه؛ و عندما تنتمي إليها فهي تحس بانتمائها إلى حضارة ساهم الأجداد في بنائها .
2- العروبة كقومية متطرفة؛ في علاقتها بأحزاب البعث؛ و هذ النوع لا يهمني و انا أول من يثور عليه و ينتقده؛ لأن شوه القيم الحضارية العربية المشتركة؛ لخدمة مشروع سياسي بطابع عسكري .


9 - إقتراح للسيد أغونان
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 19 - 17:46 )
إذا كان يضيرك و يقض مضجعك أن تتواجد هوية أخرى بالمغرب وأن لا تستفرد العروبة بهوية المغرب ، أقترح عليك مثلما فعلت معع عبد الله بوفيم إقتراحا فيه الدواء الشافي لعلتك. هذا الإقتراح هو أن تقصد السعودية حيث لا هوية إلا العروبة وحيث مهد العروبة.هناك ستجد ضالتك سترتاح و تريح..
تحياتي للجميع


10 - السيد ادريس ازيرارتعالوا الى كلمة سواء
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 18:27 )
اخي العزيز ادريس
هون عليك كلنا ابناء ادم وحواء عليهما السلام ومسلمون ومغاربة ونتكلم اللغة العربية بعضنا امازيغ واخرون عرب ونحن في وطن واحد. انا امازيغي مثلك من سوس واتقن لغتي الاصلية واحب مسقط راسي وتعلمت الكتابة بتيفيناغ ذاتيا من كتيب في مدة عشرة ايام واحب اغاني الروايس من الحاج بلعيد الى تباعمرانت واتكلم مع ابناء قريتي بتشلحيت وتابعت الحركة الثقافية الامازيغية وكنت عازما على اجراء بحث الاجازة في الثقافة الامازيغية بالجامعة بداية الثمانينيات لكن انعدام المشرفين حال دون ذلك
مشكلتنا دائما التطرف الى اقصى حد كم المتدينين واليساريين والقوميين وهانحن الامازيغ نكرر نفس الخطيئة .في المغرب ثلاث اثنيات امازيغية بالريف والاطلس وسوس اضف اليهم العرب والصحراويون بالجنوب كل يتطرف الى عرقه وجهته ولغته وبين العرب انفسهم قبلية عنصرية دكالة والرحامنة وعبدة ومزاب...الخ كما بين البيض والسود عنصرية
ان تركنا كل هؤلاء يتجاوزون الهوية الجامعة فالنستعد الى حرب اهلية تاتي على الاخضر واليابس وقد بدت بوادرها ,هذه هي الشعوبية المذكورة قديما في التاريخ والادب
اسال عقلك هل تجد هذه التعرات عند طارق بن زياد


11 - ادريس ازيرار تعالوا الى كلمة سواء
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 18:54 )
هل تجد هذه النعرة لدى عبد الكريم الخطابي او المختار السوسي ا و لدى الامازيغ الطبيعيين البسطاء وكثير من قادة الاحزاب المغربية والاعيان والفنانين وهم معروفون باسمائهم وبعضهم كتب في الموضوع نفسه.راجع حوار مع صديقي الامازيغي لعبد السلام ياسين
راجع مجلة الفرقان التي كان يشرف عليها سعد الدين العثماني عددان خاصان بالامازيغية
هدا الموقف المتطرف من بعض الشخصيات الامازيغية جديد خاصة من الجزائر والمغرب
انت تعرف هذه المواقف وما تثيره من ردود وكيف اقدمت السلطات على حل ماكان يسمى بالحزب الامازيغي الدمقراطي بعد تصريحات الدغرني العنصرية وتتابع مايكتبه الاستاذ عصيد من مقالات متطرفة تضر بالامازيغية والامازيغ من قذف في الدين واثارة الكراهية والعنصرية
والاستهانة بالقضية الفلسطينية واللغة العربية التي لايكتب النشطاء الاماويغيون المتطرفون الا بها,انظر مقالات اخينا في هذا المنبر ميس اومازيغ ودرجة الانفلات فيهامن دعوة للكراهية والطعن في دين الامازيغ والعربان ولهجة الحرب والتحقير
انت ربما سمعت ذلك اللغط الذي وقع بالمعرض الدولي للكتاب بالبيضاء وما يقع في الجامعات
بين امازيغ وصحراويين واسلاميين وقاعديين


12 - استنتاج
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 19:26 )
لكل هذا ياسيد ادريس ازيرار اقول لابد لنا من التزام بخصوصيات جامعة لمصلحة الجميع من اجل العيش وتفاديا للفتن واشاعة الكراهية والتطرف والعنصرية المقيتة
لااحد يجبرني عن التنازل عن لغتي الام وفي نفس الوقت لن يجبرني اجد على ترك لغة ديني واخرين من بني وطني لدى معهم تعايش وتاريخ وحضارة ضاربة في الاعماق عبر التاريخ والجغرافيا من يطعن في ديني ووطنيتي لانسب بيني وبينه وانا بريئ منه الى يوم الدين
هذا فراق بيننا.البخاري والغزالي وسيبويه وسلمان الفارسي ليسواعربا بالعرق بل عرب بالهوية الاسلامية اولا .ابو لهب عم النبي ونزل فيه ماعرفت وسلمان فارسي وقال عنه محمد رسول العرب والعجم سلمان منا ال البيت
ليست العربية منكم باب وام فمن تكلم اللسان فهو عربي , حديث شريف
هل نقذف بهؤلاء الى البحر ام نرجع الى الجزيرة كما تزعمون نحن ابناء هده الارض
بت نبت الناس اختلطت وتمازجت ويصعب الفصل وقطع الارحام كثيرون كروازيون اباؤهم عرب وامهاتهم امازيغيات وكثير من ابناء الامازيغ لايتكلمون لغة ابائهم وجل الامازيغ قاصر عن التعبير بامازيغيته في مطالب العصر الدين هوية اساسية للجميع والعربية لغة حضارة وثقافة ,ولله الامر


13 - شكر خاص للاخ جنداري
عبد الله اغونان ( 2012 / 3 / 19 - 21:45 )
انساني هذا السجال ان اشكر على الخصوص السيد ادريس جندار لامعرفة لي به الا مقالاته بجريدة المساء فيها التوازن الهوياتي المطلوب والتنبيه الى مخاطر الفرقة والكراهيو العرقية
اشكرك وادعو الله ان يجمع شمل هذه الامة اللهم الف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا ااااميييين


14 - تعقيب
إدريس جندا ري ( 2012 / 3 / 19 - 22:05 )
أشكرك؛ الأخ الفاضل عبد الله على كلماتك الطيبة؛ نحن دعاة وحدة بين جميع المغاربة لا دعاة تفرقة و يجب ان نكون على يقين تام بأن مصير التطرف العرقي الأمازيغي لن يكون افضل حال من مصير التطرف القومي البعثي. البقاء دوما للفكر الإصلاحي الأصيل الذي يسعى إلى نبذ الصراع و التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة و الوطن الواحد
تحياتي لك الأخ عبد الله و لكل الإخوة الذين يحرصون على مواصلة النقاش و التواصل؛ رغم الاختلاف في آرائنا؛ و هذا لن يكون سوى زيادة في إثراء النقاش و أكيد انه لن يفسد للود الذي يجمعنا كمغاربة قضية


15 - دعك من الديماغوجية يا سي أغونان !
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 20 - 22:44 )
أولا أنا صدقا أنصحك أن لا تقحم الدين في خزعبلاتك ودعه وشأنه وإلا فلتتحمل وزرك ! أنت لاتفقه شيئا في دينك ! ما أستغرب له حقيقة هو أنك وأمثالك كثير من المتطفلين على الدين عندما تتحدثون عن العروبة يخيل إلي الأمر وكأنه علي أن أعيد قراءة القرآن لأجد فيه ما يؤكد بأن (مسلم=عربي) و أن (عربي=مسلم)!!
ياهذا ، أن يكون سلمان أو البخاري أو أبو لهب أو إمرئ القيس عربا (عرقا أو تطفلا ) مالذي سيجنونه من ذلك وما فضلهم بذلك على غيرهم ؟! من تكلم اللسان العربي فهو عربي ، طيب نحن لساننا ليس عربيا !!! ثم ماذا عن العربي المقيم ببلدان العجم ولسانه عجمي هل هو عجمي ؟؟ من جهة أخرى نحن لسنا مقيمين ببلاد العرب حتى تفرض علينا العروبة ، نحن بأرضنا وأرض أجدادنا واللي ماعجبوش الحال أرض العرب معروفة وصحراؤها شاسعة تسع الناس و إبلهم. نحن أمازيغ وسنضل أمازيغ ولسنا عربا ولن نكون وهويتنا هي الأمازيغية ونحن مغاربة..
نحن لم نقصي أحدا ولكنهم هم من يريدون إقصاءنا يا إما أن نتلون بلونهم يا إما نحن عنصريون !
أما عن الهوية الجامعة فمن قال لك أن اللغة الواحدة الوحيدة شرط لتحقيق ذلك الجمع ؟ إليك أقرب مثال وهم إنفصاليو الصحراء ..


16 - دعك من الديماغوجية يا سي أغونان ! 2
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 20 - 23:13 )
ليك أقرب مثال وهم إنفصاليو الصحراء ! هؤلاء لهجتهم عربية ولغتهم الرسمية هي العربية وكذلك هويتهم يعني ببقائهم ضمن مغرب موحد ، مغرب (هويته عربية) وهو عضو بالجامعة العربية ، لن يشكل تهديدا لهويتهم .ولكن رغم ذلك يقولون أنهم شعب غير الشعب المغربي رغم أن عددهم لا يتجاوز نصف مليون ! في حين أن هناك دول موحدة بهويات متعددة !
وإليك مقتطف من مقالة الكاتب الصحراوي بوجمع خرجhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298510
(وعموما إن المجتمع الصحراوي له مميزاته التي توحده ثقافيا وتجعله مختلفا عن المجتمع المغاربي بالقدر الذي يشرع له كيانا مستقلا.
ومن هذا المنطلق يمكن القول على أن الصحراويين لهم الحق في تأسيس كيان مستقل يسود فيه تنظيم وفكر صحراوي من خلال مؤسساته التي كان بها تأسس هذا الكيان... )
وبالمناسبة يا سي أغونان ، لم أقرأ لك ولا لعبد الله بوفيم ولو لمرة واحدة تعليقا في مقالات بوجمع خرج الإنفصالية وما أكثرها. في حين ما أن يهمس أحد الأمازيغ عن العروبة حتى تكشروا عن أنيابكم وتشهروا سيوفكم المستلبة ! من يدري ربما يشفع لأولئك الإنفصاليين عند أغونان ومن والاه أن هدفهم في الأخير هو إقامة جمهور


17 - دعك من الديماغوجية يا سي أغونان !3
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 21 - 00:02 )
من يدري ربما يشفع لأولئك الإنفصاليين عند أغونان ومن والاه أن هدفهم في الأخير هو إقامة جمهورية عربية وما أدراك ما العربية،معبودة المستلبين !
أما عن أن اللغة العربية لغة حضارة وثقافة و إشارتك في كل مرة أن الأمازيغية لغة قاصرة.أحيلك يا سي أغونان إلى التاريخ. يخبرك أن اللغة العربية كانت في زمن ما لهجة قبيلة من قبائل العرب لا حظ لها من الحضارة ، ثم تطورت بعد الإسلام وبعد أن إقتبست وتفاعلت مع الكثير من اللغات و الحضارات . ثم إسأل عن اللغة الإنجليزية لغة العالم كيف كانت قبل الغزو النورمندي اللاتيني مجرد لهجة ولكن بعد تفاعلها مع اللغة اللاتينية وبعد تحضر أصحابها أصبحت اللغة الأولى في العالم.أين كانت اللغتان الإغريقية واللاتينية وما مصيرهما الآن ؟! تلك الأيام نداولها بين الناس..
لغتي الآن ضعيفة ، لا بأس، لكن بدل أن أقضي عليها علي أن أعمل على تطويرها ، كل اللغات إقتبست من بعضها البعض وكل الثقافات تفاعلت مع بعضها ليست هناك لغة ولا ثقافة نقية.اللغة الفارسية مليئة بالكلمات العربية إلى حد يثير الدهشة وكذلك كلمات إنجليزية ، ولكن رغم ذلك لم يتبرأ الفرس من لغتهم بل يعتزون بها !!










18 - أخيرا يا سي أغونان
إدريس أزيرار ( 2012 / 3 / 21 - 00:26 )
إذن علي أن أعتني بلغتي وأعمل على تطويرها بدل أن أستورد لغات الآخرين وإلا فإذا كان على الإستيراد فأعتقد أن هناك لغات أكثر تطورا بكثير من العربية !!
في الأخير دعني ألخص لك الأمر يا سي أغونان ، دعني أحاول تشخيص الحالة التي تعاني منها وبعض الأمازيغ للأسف . معرفتي في التحليل النفسي متواضعة جدا ولكن معلش سأحاول والله المستعان :
ردة فعلك الحادة وأنيابك المكشرة كلما أتى أحد الأمازيغ على ذكر العروبة بالنقد يذكرني ببعض ما قرأته عن جلسات التحليل النفسي حيث أن المعالج النفسي كلما ٱقترب من الجرح الغائر القابع في أعماق لا وعي المريض كلما كانت ردة فعل المريض مقاومة و عنيفة بل حتى عدوانية ! هناك جرح غائر في أعماقكم هناك نظرة دونية وكره للأصل وللذات قديم قدم تواجد العروبة بالمغرب..
صاحب الأصل يعتز بأصله ! أما ..... ف .....

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30