الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر السابع لحزب الطليعة ورهان وحدة اليسار

عبد الإله إصباح

2012 / 3 / 18
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


يعقد حزب الطليعة مؤتمره السابع أواخر شهر مارس 2012 تحت شعر " بالنضال المستمر تتحقق سلطة الشعب " وهو مؤتمر ينعقد في خضم متغيرات كبرى عرفتها الساحة العربية بفضل الثورات التي اندلعت فيها والتي أدت إلى إسقاط أنظمة استبدادية ما كانت تتوقع بالمرة هذا النهوض الشعبي والجماهيري الذي فاجأها ولم تستطع بلجوئها إلى القمع الشرس من إيقافه والقضاء عليه. وما من شك أن استحضار سلطة الشعب في شعار المؤتمر يحيل إلى قوة الإرادة الشعبية التي حسمت في مصير هذه الثورات، كما يحدد سلطة الشعب كمرجعية عليا لأي نظام ديمقراطي منبثق من هذه السلطة ولا يستمد شرعيته إلا منها وحدها دون غيرها. غير أن تفاعلات ما بعد هذه الثورات تطرح على الحزب وعلى اليسار عموما جملة من الأسئلة المتعلقة بمدى تجدره في التربة الاجتماعية، بعد النتائج التي حصدتها قوى الإسلام السياسي في الانتخابات التي أجريت في العديد من البلدان العربية في خضم ربيعها الديمقراطي، كما يتعلق جانب من تلك الأسئلة بمصير اليسار الذي وجد نفسه يحصد نتائج هزيلة في هذه الانتخابات، على الرغم من لعبه لأدوار وازنة في هذه الانتفاضات الشعبية من خلال شبيبته بالأساس. الحزب إذن مطالب بالعمل على امتلاك أجوبة سياسية ونظرية عن خصائص اللحظة السياسية الراهنة انطلاقا من تشخيص دقيق للواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يؤطرها ويشكل خلفيتها. كما أنه مطالب بتحديد المداخل الممكنة للتأثير في هذا الواقع بما يخدم غاياته كحزب يساري، يناضل من أجل أن يكون الشعب قادرا على تقرير مصيره. وطبيعي أن الثورات العربية أنعشت آمال الحزب في إمكانيات التغيير والإنعتاق، بعد هيمنة أجواء من الإحباط بفعل جمود الساحة السياسية لمدة طويلة. ولذلك فإن آمال التغيير ينبغي أن تترجم إلى أداء سياسي متميز يكون في مستوى اللحظة السياسية الراهنة بما هي لحظة فارقة في المسار السياسي للمغرب. وهذا يعني ضرورة الوعي بأهمية تجديد وسائل وأساليب الفعل الحزبي لتجاوز مكامن الخلل والقصور فيه، مع التأكيد على ضرورة استناد هذا التجديد على مقاربة تتوسل المعرفة النظرية للمحيط الاجتماعي الذي يعمل في إطاره، حتى لا يكون أداؤه مشوبا بعوامل النكوص والارتكاس وعدم النمو والتطور. وسيكون على الحزب نبذ أي اتجاه إلى التقوقع والانعزال على خلفية إحساس ما بامتلاك الحقيقة والصواب، إذ ليس مهما في النضال السياسي امتلاك " الحقيقة " فقط، بل لابد معها من امتلاك القوة الإشعاعية والجماهيرية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يدعيه حزب الطليعة حاليا ولا أي حزب يساري آخر. وهذا ما يفرض عليه عدم الوقوع في منطق الحزبية الضيقة، وترسيخ توجه الانفتاح على القوى اليسارية والديمقراطية، وتعزيز واقع التحالف القائم حاليا سواء في إطار "تحالف اليسار" الذي يضم ثلاثة أحزاب يسارية، أو في إطار " تجمع اليسار" الذي يضم أربعة أحزاب. علما بأن مستوى التحالف في الإطارين معا لم يعد كافيا ليكون جوابا سياسيا ونضاليا لمتطلبات المرحلة الراهنة، لأن استمرار تشردم اليسار وصراع مكوناته غير المفهوم، وغير المبرر، لا يخدم في الواقع إلا أعداء التقدم سواء كسلطة استبدادية أو قوى ظلامية. وحزب الطليعة الذي لا شك يدرك خصوصية المرحلة الراهنة بكل تعقيداتها السياسية، عليه بذل مزيد من الجهد لتحييد عوامل التفكك والانقسام في الجسم اليساري حتى يكون مؤهلا للتعاطي مع هذا الواقع السياسي المستجد
بما يخدم اتجاه التطور فيه. لقد بات مؤكدا عجز أي حزب يساري عن التأثير في الواقع وإحداث تغيير فيه بمفرده وبمعزل عن القوى اليسارية الأخرى. إن تجاهل هذه الحقيقة هو قفز على الواقع من شأنه أن يزيد في عزلة أي تنظيم يساري لا يأخذها بعين الاعتبار، ولذلك فالمؤتمر السابع لحزب الطليعة سيكون ناجحا إذا حظي موضوع وحدة اليسار بالاهتمام اللازم والأولوية القصوى في قراراته وتوصياته وخططه المستقبلة. إن واقع التشتت والانقسام لم يعد مقبولا ولا مبررا سواء بمنطق الموضوعية أو المردودية السياسية لليسار ككل، وواهم أي فصيل منه إذا ظن أنه يستطيع أن يلعب دورا ذا أهمية ووقع ملموس في المشهد السياسي من منطلق التقوقع على الذات والتمسك بنرجسية حزبية تفتقر إلى الحس التاريخي. مطلوب إذن من حزب الطليعة في مؤتمره السابع أن ينطلق ويرسخ قناعة أساسية مفادها أن الوحدة رهان استراتيجي، وأن اليسار لا مستقبل له خارج وحدته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي


.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد




.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل


.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية




.. لقاءات قناة الغد الاشتراكي مع المشاركين في مسيرة الاول من اي