الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين مقتدى الصدر وصدام حسين

محمد لفته محل

2012 / 3 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ما إن انسحب الاحتلال الأمريكي من العراق بسبب هشاشة العملية السياسية الطائفية وأزمة أمريكا الاقتصادية حتى أعلن (مقتدى الصدر) قائد ميليشيات (جيش المهدي) انتصاره على القوات الأمريكية وتحرير العراق! بعد هزيمتها على يد ميليشياته! بالضبط كما كان يعلن (صدام حسين) عن انتصاراته في حروبه الخاسرة، واحتفل أمام وسائل الإعلام بهذه المناسبة باستعراض قواته العسكرية في الشوارع وحده بدون وجود للميليشيات التي شاركت في قتال الأمريكان من الطائفة الأخرى؟ أنه يزيف التاريخ كما كان يفعل (صدام حسين)، فالمتابع يعلم أن ميليشيات (جيش المهدي) تمت محاصرتهم في مقابر النجف من قبل القوات الأمريكية ومعهم (مقتدى الصدر) داخل ضريح (علي بن أبي طالب) ولولا وساطة المرجع الديني (علي السيستاني) لكان مقتدى في خبر كان، ثم جاءت صولة الفرسان والقوات المشتركة الأمريكية 2007 وقامت الخطتان بالتوازي باعتقال الرؤوس الكبيرة للقيادات، وهرب الباقي لإيران وكان (مقتدى الصدر) أول الهاربين، أما الباقي فأنكر صلته ب(جيش المهدي) حتى هزموا كليا، ما جعل (مقتدى الصدر) يعلن تجميده لميليشياته حفاظا على ماء الوجه كما فعل (صدام حسين) في حرب الخليج الأولى حين أعلن انسحابه من الكويت بعد هزيمته أمام القوات الأمريكية حفاظا على كرامته ثم أعلن انتصاره بالحرب؟.
لقد أصبح (مقتدى الصدر) الصنم الجديد بعد (صدام حسين) فصوره منتشرة في كل مكان كما كانت صور (صدام حسين) بل أن بعضها اخذ ذات المكان الذي كانت فيه صورة (صدام حسين)؟!، إن صناعة الرموز عندنا هي من ارخص الصناعات، فلقد أصبح (مقتدى الصدر) رمزا وثائرا ضد الاحتلال!! متغاضين عن جرائمه في قتل الشرطة وسرقة أسلحتهم 2004 وحرق مراكز الشرطة في فترة (أياد علاوي) كذلك قتل وتهجير وتدمير مساجد الطائفة السنية 2006، بمساعدة حكومة (إبراهيم الجعفري) بعد تفجير القبتين في سامراء، كذلك انتهاك ميليشياته للحريات الخاصة في مناطقهم بفرض الحجاب وتفجير وإغلاق محلات الأشرطة الصوتية والتسجيلات والأقراص الليزرية باستثناء الأناشيد التي تروج لهم والأناشيد البكائية!! وطرد الفرق الموسيقية للحفلات والأعراس، ومنع الشعر الطويل للشباب، ومنع وسرقة وتدمير محلات الخمور، ومنع القمار في المقاهي، والاعتداء على طلاب جامعة البصرة وتشكيل محاكم شرعية (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لها حق الجلد والتعذيب والإعدام!! كل هذا يتم السكوت عنه؟ في حين أن (مقتدى الصدر) لم يحارب أمريكا حين احتلت العراق إلا بعد أن أغلقت جريدته (الحوزة) واعتقال معاونيه ووكلائه وقادة ميليشياته، وانه حين حُوصر بالنجف وافق على حل ميليشياته وتسليم الأسلحة وتحويلهم إلى جيش عقائدي! مقابل عدم مطاردته قضائيا وامنيا بسبب اتهامه بقتل رجل الدين (عبد المجيد الخوئي) والإفراج عن معاونيه. فأين الوطنية من كل هذا؟ ثم إن الدعم الإيراني بالسلاح والمال والتدريب يكفي وحده لرفع الصفة الوطنية عنهم، والتي تنوي إيران من وراءه تكرار نموذج ميليشيات (حزب الله) اللبناني بالعراق وذلك عبر حفر أنفاق في أراضي الجنوب تؤمن له البقاء في حالة تعرضه لهجوم خارجي كما نجحت مع ميليشيات (حزب الله) و (حماس) في حربها ضد إسرائيل، إن المستقبل سيكون لسيطرة التيار الصدري على الجنوب سواء بالانتخابات أو بالقوة العسكرية وإقامة ولاية فقيه أخرى بالجنوب، ما يجعل مشروع التقسيم ممكنا جدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قيادة
حمورابي سعيد ( 2012 / 3 / 18 - 08:44 )
اخي محمد..ان الشعب الذي يختار ضريرا اعمى كي يقوده ,مصيره الهاوية لا مناص.تحياتي


2 - الجبناء لايعيشون طويلاً
الحارث العبودي ( 2012 / 3 / 18 - 12:19 )
الأعور بين العميان نظرية معروفة سلفاً حيث أصبحوا ملوكاً بين عميان العقول ....ولكن الحقيقة تشير الى أن الجبناء لايعيشون طويلاً...تحياتي لك وشكراً.

اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة