الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواقف الدولية من الحرب العراقية الايرانية

سعاد خيري

2012 / 3 / 18
سيرة ذاتية


المواقف الدولية من الحرب العراقية الايرانية
وفي 26/9/1980 عقد مجلس الامن لاول مرة جلسة لمناقشة العدوان العراقي على ايران واتخذ قراره المرقم 479 في 28/9 داعيا الطرفين الى وقف اطلاق النار دون ان يدعو العراق الى سحب قواته من الاراضي الايرانية التي احتلها. لان ايران كانت لا تزال تحتجز 52 من الرهائن الامريكان ولم يكن اي سند لها في مجلس الامن, اضافة الى ممانعة الدول العربية لفرض اية عقوبات على العراق. وتركت جهود المفاوضات والتوسط الى دول منفردة والى السكرتير العام للامم المتحدة الذي عين اولف بالما ممثل خاص له . وحاولت دول عدم الانحياز ومنظمة العمل الاسلامي التدخل, دون ان تسفر كل تلك الجهود عن اي تقدم, لان هدف امريكا واسرائيل كان اطالة الحرب لكي يستنفذ النظامين العراقي والايراني نفسيهما في القتال.
ولكن بعد معركة المحمرة في ربيع 1982 التي خسر فيها العراق عشرات الالوف من القتلى والجرحى واستسلام 40 الف جندي, اعلن العراق في 20/حزيران /1982سحب قواته من الاراضي الايرانية الى الحدود الدولية, واستعداده للتفاوض لحل الخلافات بين البلدين بالطرق السلمية . وتبنت الحكومة العراقية جميع شروط الصلح الديموقراطي العادل التي وضعها الحزب الشيوعي العراقي واضافت اليها تبادل الاسرى التام والشامل. ولكن ايران رفضت الدخول في اية مفاوضات مع حكومة صدام ورفضت وقف اطلاق النار وجميع الوساطات الدولية بل واخذت تجتاح الاراضي العراقية , تحت شعار الطريق الى القدس يمر عبر كربلاء!! واعلان عزمها على اقامة دولة اسلامية في العراق.
فاستبسل العراقيون في الدفاع عن وطنهم!! وبقيت الولايات المتحدة تتلاعب بالطرفين لتطيل الحرب ولكن عندما اخذت ايران تتغلغل في الاراضي العراقية, وحرب الناقلات في الخليج العربي تنزل الخسائر بها وبالدول الاخرى , اخذت تتقرب من العراق واعادت العلاقات الدبلوماسية معه عام 1984 وتزوده بالمعلومات المستمدة من الاقمار الصناعية واستطلاعات الاوكس. كماعرقلت تدفق الاسلحة الى ايران . وازداد تدخلها في الحرب الى جانب العراق لتعزيز تواجدها العسكري في الخليج. وبحجة تهديد الحرب لمصالحها اسست , القيادة المركزية , لقواتها تغطي عملياتها مساحات شاسعة تمتد من المحيط الهندي الى الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط, ومحورها الخليج. وحشدت تركيا عضو حلف الاطلسي قواتها على الحدود العراقية في مخطط لاقتسام العراق مع ايران في حال انهيار الدفاع العراقي وتحويل العراق الى قاعدة لحلف الاطلسي.
وكشف حكام ايران عن تصميمهم لاقامة نظام اسلامي تابع لهم في العراق في مؤتمر طهران, للمعارضة العراقية , المنعقد في 24-27/12/1986, تحت شعار , مؤتمر انقاذ الشعب العراقي, ولم يحضره من المعارضة العراقية سوى المنظمات الاسلامية المقيمة في ايران والحزبين الكرديين اوك وحدك, وبعض القوى المعارضة المقيمة في لندن . وشكلت لجنة لوضع الدستور العراقي المقبل بقيادة مسؤل ايراني الى جانب لجان اخرى يقود كل منها مسؤل ايراني!! وعلى امل نقل جلسات المؤتمر الى البصرة في حال انتصار هجومهم الكبير على البصرة لتحويله الى برلمان يختار الحكومة الاسلامية!! واعدت حتى الدعوات الترحيبية للقوات المحتلة باربع لغات, اهلا بكم في جمهورية العراق الاسلامية!!
ولكن الصمود البطولي للجيش العراقي احبط كل تلك الامال رغم الارهاب الدموي الذي كان يتعقبهم حتى على جبهات القتال!! وتصاعدت الضغوط الدولية ولاسيما بعد التطور السريع في اساليب القتال واسلحته بما فيها الاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا. فاصدر مجلس الامن عدة قرارات لانهاء الحرب ولكنه فشل في منع تصدير السلاح الى الجانبين , وفشلت عدة وساطات لتحقيق المفاوضات السلمية. فالاستراتيجية الامريكية الجديدة , نيو كلوبالزم , الهيمنة العالمية , التي انطلقت في مطلع الثمانينات, وضعت ايران من جديد كحليف يحاذي اكثر حدود الاتحاد السوفيتي حساسية عن طريق استنزافها في حرب طويلة من ناحية وتزويدها بصفقات من الاسلحة من ناحية اخرى. فقد كانت الولايات المتحدة تزود ايران بالصواريخ ضد الطيران والدروع وقطع الغيار عبر اسرائيل وتظلل الطرفين بالمعلومات الزائفة.
ووقف الاتحاد السوفيتي ضد هذه الحرب منذ البداية وادان العدوان العراقي على ايران وطالب بانهائها فورا وحل الخلافات بين الطرفين عن طريق المفاوضات. وعندما رفض العراق في البداية وقف الحرب والانسحاب الى الحدود الدولية قطع الاتحاد السوفيتي امداد العراق بالسلاح. ولكن وبعد رضوخ العراق للمطالب الدولية وانسحابه الى الحدود الدولية واصرار ايران على الاستمرار بالحرب واحتلالها لاراضي عراقية واعلان تصميمها على اقامة نظام اسلامي تابع لها في العراق, استأنف تزويد العراق بالسلاح وكشف عن المخططات الامريكية لاطالة الحرب لتحقيق اهدافها في الهيمنة على المنطقة وتصعيد التوتر الدولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الى المناظلة الشيوعية سعاد خيري
حسين قادر ( 2012 / 3 / 18 - 12:01 )
تحية طيبة لك يا أم يحيى الغالية
بمناسبة عيد ميلادك الثالث والثمانين
والذي تحتفلين به غداً أتمنى لك المزيد من الصحة
والعطاء والعمر المديد من أجل مصالح شعبنا العراقي
باقات من الورود الحمراء لعيد ميلادك المجيد مع
أجمل الأمنيات القلبية وأن تكون كل أيامك أعياداً ومسرات

اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل