الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الانسان المثالي في حكومة الملالي

محمد باني أل فالح

2012 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



تكاد تكون الشعوب رغم اختلاف هويتها وثقافاتها ونظمها تتفق على أن يكون من يتصدر القوم هم من أهل العلم والمعرفة وممن خبر مجالات الحياة عبر ممارسة العمل والتخصص في مجال عمله وأن يكون قد حاز على شهادة أكاديمية تمكنه من الامساك بزمام الامور والتبصر في ما يكون بين يديه من مسؤوليات عليه أن يكون في صدارة المسؤولية لتولي تلك المهام وهناك مفاهيم سياسية ومهنية وسياقات ثابتة تنتهجها النظم السياسية في تبني أشكال الحكم كالتكنوقراط او التوافقية او الاغلبية وما سار علية نظام الحكم في العراق هو الشراكة الوطنية بين ائتلاف الاحزاب الاسلامية .
عندما تأخذك دوامة الحياة وتدخل في دهاليزها وأنفاقها تصدمك بعض الحالات التي ترسخت في نهج الحركات السياسية والمؤسسات المدنية التي تبنت عناصر لا ترتقي الى مستوى المسؤولية ولا تمت الى واقع العمل المهني والسياسي بأي صلة فهناك نلاحظ وجود اختلاف جذري بين المنصب والمسؤول وبين موقع المسؤولية ومن تصدى لها وتولى أدارتها فهناك خرق واضح لضوابط المهنة وألية وصول المسؤول الى منصبه عبر ممارسة الادوار الدنيا ثم الصعود تدريجيا نحو القمة من خلال مواكبة العمل والنجاح في الادارة ومواصلة تحقيق الانجازات الميدانية همس لي أحد الاصدقاء بأن في منطقته تولى أحد مدراء قاعات الافراح في زمن النظام المباح سليل الزايرة صبيحه وخير الله طلفاح منصبا أمنيا وتقلد رتبة عسكرية في ليلة وضحاها ولكي يتمكن من أدارة الامور فأنه يأخذ معه أبنه يوميا ليقرأ له البريد اليومي علما أنه لم يرتدي الزي العسكري في حياته فقد كان والده عضو فرقة بينما كانت والدته وكيلة في المخابرات وهو اليوم قيادي كما يصطلح عليه في بعض الاحزاب أن هذا النمط من السلوك الانتهازي الذي يتبناه البعض له تأثير سلبي على واقع الحياة اليومية لأن هذا الضابط الذي لا يمتلك مقومات الواجب العسكري وأولويات الضبط العسكري ونزاهة المبادئ نراه يمسك بوحدة عسكرية لها شأنها في أدارة الدولة وأبداء الخدمات للمواطنين وهي في سياق عملها نجد الارتباك واضح في أدارة عمل هذه المؤسسة العسكرية وتباين أداء عناصرها وتفاوت مجمل نشاطها الخدمي مما يعكس ذلك سوء الادارة من قبل أمرها الذي وصل الى موقعه من خلال المحسوبية أو المحاصصة أو المال الحرام وينعكس ذلك بسلبية كاملة على جميع مفاصل أداء مؤسسات الدولة التي تتبنى ذات المعيار في اختيار مسؤوليها وشاغلي المناصب الادارية العليا الذين يفتقرون الى المهنية والشهادة الاكاديمية والنزاهة مما يؤثر على مستوى الاداء المهني المرافق لحلقات العمل الاخرى وانتكاس واقع الاداء العام للخدمات ورفع مستوى البناء والنهوض بالواقع المتردي للمجتمع لذلك كان الفساد أفة مستفحلة بين ثنايا مؤسسات الدولة لأنه لا يمكن القضاء على الفساد وإصلاح الوضع العام دون التخلص من تلك البؤر المفسدة في عملها والطارئة على واقع العمل المهني والسياسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تبدو كالقطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أدهشت


.. أصوات من غزة| سكان مخيم جباليا يعانون بسبب تكرار النزوح إلى




.. يحيى سريع: نجحنا حتى الآن في إسقاط 5 مسيرات أمريكية من نوع ط


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني في مدينة تبريز عاصمة محافظة




.. تحذير من حقن التخسيس لأصحاب هذا المرض