الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى متى تصادر كرامتنا وثرواتنا

جمال المظفر

2012 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية




من شيم الحكومات العربيه انها تصادر كرامة شعوبها من اجل ان يبقى رأسها عاليا وكرسيها مصانا ، لانها ترى في المصادرة علوا لشأنها دون ان تدرك ان علو الحكومات بعلو قامات شعوبها وتلك حقيقة اثبتت ثورات الربيع العربي صحتها ..
مصادرة الحريات والكرامات دستور الحكومات وهدفها الاسمى ،ان تجعل شعبك خانعا تحت ادوات القمع والترويع والترهيب ، فلكل حاكم جيشا جرارا من البلطجيه المتمرسين في التعذيب وباكتشاف اساليب غير مطروقه على مدى التاريخ .. ودائما ماتكون الضحية الاولى عبرة لغيرها ، لانها تمثل به شر تمثيل وربما تفتك بعائلته بل وبالعشيرة كلها ، فلايجوز قبول ابناء المعارض القبول في المدارس والجامعات وحرمانهم من اي حقوق تقاعديه او مدنيه ، واطلاق صفة الفئه الضاله على العشيرة كلها لانها انجبت ( الابن العاق ) الذي وقف ضد السلطة المنزلة من السماء ، والمصيبا ان هناك بعض رجال الدين الذين خرجوا بفتاوى فنطازيه تبيح قتل عباد الله تحت تبويب ( الخروج على طاعة ولي امر المؤمنين ) وبهذه الفتوى منحوا الطغاة صفة الهيه لايمكن منحها لبشر لانها اداة قتل واباده ، كل من يطالب بالاصلاح يخرج على عصمة امير المؤمنين ، وكل من يعلو صوته يجب تقليم لسانه او بالاحرى قطف رأسه ، وان يسير الشعب وفق المثل المصري الشهير ( امشي على العجين وما تلخبطوش ) ..!!
الطغاة في عالمنا العربي يدّعون الدين ، بل ويطبقون مايحلوا لهم منه ، اما مالايناسبهم فيديرون ظهورهم اليه ، اكتنازهم الاموال والعبث بمقدرات الشعوب وثرائهم على حساب الطبقات الفقيره وبذخهم الاموال على العواهر وبنات الليل وطاولات القمار او على عارضات الازياء الرشيقات ، كل ذلك لم تطله انظارهم ، ولايؤمنون بما أنزل ، وربما يشككون في نزول مثل هذه الايات ، ولايؤمنون بالاحاديث المسندة وغير المسندة ..
اتذكر حادثه تاريخيه تشدني اليها كلما مررت قربها الاوهي طلب عقيل ابن أبي طالب مساعدة أكبر مما يستحق من بيت المال , مما دعا الامام علي بن ابي طالب عندما كان خليفة ان يحمي له جمرة ويضعها بيده . جاعلا من ذلك الموقف عبرة ودرسا للعدالة والمساواة بين الرعية بل ودليل على انه كان حازما مع اولاده ومع اخوته ولايتهاون معهم على حساب حقوق الرعيه ...
تلك الحكمة العظيمه تستوقفني دائما ولو كان كل (امير المؤمنين ) يتعظ من هذه الحكم العظيمه لما تطاولت يده على اموال المسلمين ولانمحت خارطة الفقر من عالمنا العربي ، لكن كل مالدينا من ولاة هم مجرد سراق وفساد وحمقى لاشأن لهم بالدين ولاناقة لهم بالاحاديث وهم ابعد مايكونون عن صفة العفة والشرف ..
امراء المؤمنين والاقارب والحواشي والمنافقون والمداحون يستولون على مقدرات الشعوب بينما الالاف المؤلفة من المساكين تعيش تحت خط الفقر وفي دول تعوم على النفط ، تشم النفط ولاتراه ، اشبه بالجاذبيه الارضيه نتحسسها كفعل دون ان نراها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبيل حصولها على حزمة مساعدات


.. موسكو تصعد هجماتها بعد مؤتمر سويسرا للسلام




.. طفلة باغتها القصف قبل أن تهنأ بحذاء العيد


.. لا ماء ولا طعام.. في ثاني أيام عيد الأضحى بشمال غزة يشتد الج




.. مشاهد تظهر حريقا ضخما غرب لوس أنجلوس التهم 15 ألف فدان وتم إ