الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دقيقة صوت ..ترحّما على الديمقراطية

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 3 / 19
كتابات ساخرة



و لمّا جنّ الليل ثانية..دارت دقائق الساعة ثانية وفق الادمان على الأغلبية ..هل أنت أغلبيّ ؟ اذن حلال عليك أن تظفر بما شئت من الدقائق..هل أنت أقليّ و صفري و سافر و حداثي و فرنكفوني ..فمندوب اليك بدقيقة واحدة..هل أنت غبيّ ؟ بوسعك أن تصمت ترحّما على الشهداء و على الثورة و على الديمقراطية ..و لمّا أضاعوا مفتاح الثورة الأصلي اتجهوا رأسا الى صانع المفاتيح في دقيقة ..جرّبوا عليها كل أنواع المفاتيح و كلّ المفاتيح امتنعت عن الدقيقة..لا هي تفتح و لا هي تُغلق ..و استمرّ النباح الى الصباح ..جرّبوا عليها كل أنواع المفاتيح الوقتية من مفاتيح القصر الى مفاتيح قطر الى محطة مفتاح سعد الله...ومن مفتاح يعقوب الديلفوني الى مفاتيح الأندلس ..و اضطرّ المجلس الى تنشيط مفاتيح العصر العبّاسي مشحونة بقينات حسناوات مازالت ترقص الى اليوم..و تسمع جعجعة و لا ترى غير انتصاب عشوائي في دقيقة ..و في الأخير لجؤوا الى مفاتيح المنازل التي تسلّل اليها وادي مجردة ضيفا و خرج منها ثقيلا جدّا ..و سرق معه كل المفاتيح في دقيقة ..فمن أين لهم بمساكن شعبية في دقيقة ..دفعوهم الى تجريب العيش الكريم في دقيقة بعد أن أغرقوهم بأكياس المكرونة والدقيق..خرج قمحا من بين أيديهم ..باتوا جياعا نصف قرن من الزمن ..عادوا يقتاتون على قموحهم بعد أن عادت اليهم متمدّنة بثياب الأحزاب و الجمعيات و السافرات في دقيقة .و في دقيقة صاروا بلا قباضة مالية ..و بلا مال يقبضونه ..و في دقيقة أحرقوا كل شيء ..و حطّت حذو حرائقهم طائرة الحكومة في دقيقة لكنّها عادت في دقيقة مخافة أن تتورّط في تهمة حرق الحكومة في دقيقة ..
دقيقة من فضلك..أنت اليوم لا تتقن سكن دقائق ثورتك جيّدا..حكومة في دقيقة ومعارضة في دقيقة ..اسلام في دقيقة ..كلمني في دقيقة.. بخمسين مليم الدقيقة .. لمن تصلح الدقيقة ؟ للنقاش أم للنباح أم للنكاح .؟ و من يشتري دقائقنا و من يعدّ دقائقه الأخيرة ؟ و من يحسن قتل الوقت المدفوع البلاء في دقيقة ؟ ..هل لك دقيقة عُرفية ..و زواج في دقيقة..و من يستطيع الى ذلك الأمر سبيلا و في دقيقة ؟؟..و لن تعدلوا في دقيقة ..وختانكم سيتم في دقيقة ..و ترحّموا على ثورتكم في دقيقة ..و لم تتبق لدينا غير مفاتيح في دقيقة و دقيقة أقلّ من الدقيقة ..دقيقة جوتابل و معارضة جوتابل و حكومة جوتابل و شعب جوتابل ..لم يتّفقوا على دقيقة فكيف سيوقعون معا دقائق البلاد و مصير العباد ..يا لهذا الشعب ؟؟. الكلّ فيه على عجلة من أمره .ثار في دقيقة و أخطأ الانتخاب في دقيقة و جاع في دقيقة و فاضت وديانه في دقيقة ..و سرقت ثورته في دقيقة و منحوه دقيقة واحدة للترحّم على الأحياء و الأموات ..قرّروا ألاّ يتفقوا و قرروا أن يسكنوا حوار الطرشان. لم يتفقوا لدقيقة ،كيف سيتفقون على الدهر كلّه؟ و الجياع يموتون الدقيقة تلو الدقيقة ،فهل لهم بربّ يستجيب لهم في دقيقة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي


.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب




.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?