الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيناريو الأبيض والسيناريو الأسود

احمد مصارع

2005 / 1 / 17
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


السيناريو الأسود والسيناريو الأبيض ؟
من التعابير المركزية في أدبيات الحزب الشيوعي العمالي العراقي , وهو من المفردات القاسية ومن وحي قسوة
الواقع ووحشيته , وهو انقلاب على فكرة السيناريو الأبيض .
السيناريو الأبيض هو الحلم بتغيير الاستبداد الوطني , بمساعدة الإقليم المجاور والقوى العظمى , وذلك من أجل هدف مشترك للداخل العراقي مع الخارج لمحاصرة الاستبداد ومنعه من تجاوز حدوده الوطنية , بما يخدم السلم العالمي من جهة , وبما يعيد للعراق نظاما ديمقراطيا وفق المقاييس الحديثة , المتعارف عليها إنسانيا ودوليا , ومن أدبياتنا المألوفة , ليعود الوطن حرا وشعبه سعيدا.
من الطرائف السوداء التي ترددت في الشارع العراقي ومنذ عقود : أن أحدهم كان يردد باستمرار عبارة
( آني شردت ؟ والله ش نطاني ؟ ), وحين يسأله المارة : يجيب أردت منه أن يميت أمي , فمات أبي , والبقية تتبع , والمعنى في قلب الشارع .
كنا أمام دولة طاغية , لامكان فيها لأي فكر أو سلوك حر , لالفرد ولا لجماعة , وآيا كانت انتماءاتهم , قومية أو وطنية , يسارية أو يمينية , متمدنة أو علمانية أو حضارية , لأن الكل كان تحت ربقة نزوات ( القائد الضرورة )
لا العشائر ولا الفكر السلفي , ولا الحوزة , ولا البعث الحقيقي , ولا ...الخ .
انه هو , ويكاد يكون لوحده , معلق تمثاله , وصورته في كل مكان وزمان , في البيت والشارع ومكان العمل
وقد فرض على الجميع , على شعب بأسره أن يكون كطراطير السلطان عبد الحميد , وكلما ابتسم , نبتسم , وآلا يفسر ذلك بالمؤامرة , وإذا عبس لا نستطيع العبث , وذا عطس فعلينا أن نسترحمه , وهذا أمر عادي , وهو من صفات(الاستبداد الشرقي ) وهو المدخل لفهم السيناريو الأسود .
كان عبد الأمير قد طبخ له الباذنجان , وحين أكل الأمير وشعر بالراحة , وراحت اللقمة تهلهل في زردومه, راح يشكر الباذنجان لا العبد , بينما راح العبد يمدح الباذنجان الذي سواده كالمسك , وبياض قلبه براءة , وفي مرة تالية تضايق من نفس الأكلة , فذم العبد وراح العبد يهجو الباذنجان , فالله خلقه ممسوخا بوجه أسود وبرص أبيض , وحين ذكره بالتناقض في أقواله , قال : أنا عبد للأمير ولست عبدا للباذنجان ؟
السيناريو الأسود هو من نوع انفتاح قمقم ألف ليلة وليلة , ولكن الخارج منه , ليس شيطانا واحدا بل مجموعة من الشياطين , ففي السيناريو الأسود لم يعد هناك جيش ولا دولة , وكل مساجين الطاغية الشرقي خرجوا من القمقم في آن واحد معا ...؟
من أقصى اليسار والى أقصى اليمين , وكل يدعي وصلا بليلى العراقية المريضة , وكل يدعي نفسه الطبيب المداوي , من أبو الطبور إلى حفار القبور ؟
العراق اليوم تحت الاحتلال , ولقوى متعددة الجنسيات , ويبدو احتمال تزايد العنف فيه , بمثل احتمال السلم فيه , ومن الصحيح أن كل تدخل خارجي في جدليته , سيؤدي إلى الإضرار بالمصلحة الوطنية العراقية , ماديا أو معنويا , ولذلك لابد من التحفز واليقظة , ومراقبة التطورات الجارية , فإذا كان السيناريو المعد تحت المسمى (دوليا ) أسودا , فلابد من النزول إلى حلبة الصراع , استعدادا للهجوم على ( قصر الشتاء ) , وتبوءا لمكانة متقدمة في قيادة النضال من أجل الوطن الحر أولا , وفي الوقت الحالي فليس المهم , مجرد الانتخابات , ولكن ماذا سينتج عنها , ولكن القول بوجود سيناريو أسود بشكل قطعي , فهذا استنتاج بضرورة الانخراط في مقاومة يفترض وطنيتها وإنسانيتها , لأن الواقع اليوم رجراج بمافيه الكفاية على المغالطة , والإمبريالية الجديدة , قد تفصح عن رغبتها بترك العراق يجد توازنه نفسه بنفسه , وهو المستفيد في آخر الأمر ,
من الاقتتال الأهلي فيه ,فيكون قد أخرجه من دور الرافعة في الشرق الأوسط ولعدة عقود , كما فعل بالصومال , كما تركه شذ ر مذر و وإما أن يكشف عن حقيقة أطماعة التنينية في لعق النفط العراقي , وحرمانه من إيجاد توازنه , بل وجعله عبدا للأمير الإمبريالي الجديد ...
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام