الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوافات عرفانية (2) لذة الحيرة

عادل علي عبيد

2012 / 3 / 19
الادب والفن



العيون الساكنات كمدن واجمة ، او قرى هامدة / مساحات تتجاهل معالمها / وتعبر أبعاد خرائطها / تفصح جغرافيتها عن أحداث محتدمة / في وحل النفس تطمس شخوصنا / تبان هزائمنا وهي تدلل عن تاريخ صفحاتنا الحمراء والصفراء / ونحن نوغل بانتهاك عوالمنا وإفشاء أسرارنا المطلقة / البوح بمدركاتنا الهائمة جعلنا نعتمد صمتنا الغائي وهو يرجح العزوف / وينسخ أسطورة القلوب السليمة الغضة / التي راحت تتسابق على نزعاتنا وتعلن عن نيل الجائزة / عندما تتحرك كرات عيوننا ندرك سر أسرارها / وما يختبئ خلف تلالها الواسعة / وجبالها المنيفة / بصيرتنا التي تخلو من أدران طوافنا / طوافاتنا التي تخلف دخاننا الذي التي يعكس صورة انتكاساتنا / لم تستكن طوافاتنا او تقنع وغدت كالتوصيات التي يفرضها العقل / الأفكار حبال مشانقنا تلوح بآفاقنا / في مناجات نفوسنا / ودعوات وتضرعات مناسكنا / ونداءاتنا الحرى نستحضر ذلك الهاجس الذي يزاحم العقول / عيونه التي تتربص وجودنا / التي تلاحقنا وتستفحل تحديقاتها في زمن السكينة / تنشر كشافاتها على مواطن اليقين / حتى تغدو الروح صحراء جديدة / تبقى بكارتها عصية على من يخترقها / لم تطأها أقدام السالكين / ولا غمرات الخائضين / رمالها ، حصياتها لا تستقر في مساحة او زمان / او حتى تنتظر أخواتها / مناجاتنا ، دعواتنا ، تضرعاتنا ، نداءاتنا هي هروبنا من أنفسنا / أخيرا ستحط يوما خلف تلك المثابة المنشودة والشاخصة لا محالة / هذه الصيرورة من افرازات الفكر ومخاضات العقل ستحط فينا بين جبهات متقاتلة محتدمة لا تنفك صراعاتها ولا تشبع من دماء / إن هروبنا نحو داخلنا / يفضي إلينا / مسافاتنا التي تقطعها العقول وتطويها القلوب تتجه نحونا / ثق سيدي أن أقسى وأقوى الجبهات التي تواجهنا تشخص فينا / وتقبع وتستقر داخلنا / نحن المذنبون الجاحدون المتجذرون بالخطيئة والموغلون في الإثم / ذلك النوال المتمخض من رياضتنا / الذي يزاحم اللذة / ويزيح نرجسيتنا / إن رحلتك ستستمر معمدة بالمنغصات وعامرة بالمطبات والحؤول / مناجاتك مشفوعة بأصواتك التي تجيب / ودعواتك تحمل مفرداتك / ودعواتك تفيض من قلبك / والنداءات عبارة لطالما الفتها / ولكن هناك من يقيس حالة رجاحتك في تغليب القطع على الظن واليقين على الاحتمال / في فورة تلك الملابسات / وهداة الصخب / نكون أنت وأنا كفقاعة تنتظر انتحارها / فليس سوى الهواء المهيمن على عالم الفقاعة / ليس سوى الهواء الذي يحدد مدى تلوينها (1) وثقل درجاتها / فمتى نصل أعتاب التمكين ، ودرجة القرار / متى ؟ / الوصول هنا حالة من استحالة عقيمة / وضرب من مغامرة أكيدة / الرياضة مطية نوالنا / والنول عسير هذه المرة / مقوم باللذات العلى والمقامات الفضلى والدرجات السامية / ..../ .
في جوف الليل تنشط بنيات أفكارنا / لتعلن عن هزائمنا / ونحن نزيد في الحيرة / نغص بها / لتصبح هزائمنا نصرا ما بعده نصر / وفتحا مبينا يمهد لنا الدخول نحو عوالمنا / بين اتحادنا والحلول تقفز من تلك الأسئلة الشاردة الواردة وهي تتحرانا / وفي وقت تغادرنا الأجوبة وتعترينا حيرتها .

(1) التلوين : اصطلاح عرفاني يعني تلوّن الفرد وتحوله من حالة إلى أخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرار عن العود من نصير شمة - من آلاف السنين


.. عود نصير شمة عمره 100 عام - صنع خصيصا له




.. تلمس الشاشة تتحول ألوان بلون إحساسك ? فكرة عظيمة شارك فيها ن


.. عزف لفريد الأطرش بطريقته الخاصة.. نصير شمة مع منى الشاذلي




.. VODCAST الميادين | الممثل والمخرج السوري فايز قزق | 2024-06-