الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا اليوم/جرائم ضد المدنيين

عدنان الأسمر

2012 / 3 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



تتهم العديد من المنظمات الدولية النظام السوري بارتكاب جرائم ضد المدنيين تتمثل بالحصار، والقتل ،وتدمير المنازل ،وإيقاف خدمات الماء ،والكهرباء ،والهاتف، والمواد التموينية ،وتبرأ هذه المنظمات عصبات الإرهاب من تلك الجرائم إلا أن تاريخ الصراعات بين الدول، أو الصراع الداخلي يوضح العديد من الحقائق وخاصة حصارا ستالين جراد 200 يوم ، حصار لنين غراد 900 يوم وصراع قبائل الهيتو والتوتسي و الزولو .
وما يحدث اليوم في مالي، والنيجر ،وتشاد وحصار غزه :
أن ضرب المنشاءات المدنية والإخلال بالأمن المجتمعي وزيادة عدد القتلى بين المدنيين هي أهداف يسعى لتحقيقها العدو أو عصبات الإرهاب لبيان قوتها الفعلية ومدى ضعف النظام السياسي الحاكم فالمتضرر الفعلي من تلك الجرائم هو صاحب المصلحة في عدم ارتكابها في حين أن المستفيد الفعلي من تلك الجرائم ، وهي عصابات الإرهاب هي التي تلجأ لممارستها بدون إعلان أو تبني تلك العمليات الإرهابية .
تلجأ الدول لضرب المنشاءات المدنية وقتل المدنيين وحصارهم بهدف إضعاف إرادة الخصم ،ودفعه للاستسلام وتتميز تلك العمليات بالشدة والقسوة في حالة السعي لحسم الصراع، وفي الحالة السورية فأن عصابات الإرهاب والتمرد لا تمتلك صفات سيادية بمعنى السيطرة على مناطق جغرافية، أو انحياز كتلة سكانية واسعة لها ، أو امتلاك بنية عسكرية تقليدية فهي مجموعات صغيرة متفرقة لا تخوض مواجهة بناء على سيطرة محددة على مساحة من الأرض مما يعقد الصراع العسكري، ويقيد أيدي السلطة الرسمية في توجيه ضربات لمناطق المدنيين في حين يمكن للعصابات توجيه ضربات للمدنيين .
يمارس القتل بشكل جماعي، وإجرامي في حال الصراع العرقي، أو الطائفي بهدف تخفيض إعداد الناس الخصوم أو ،التطهير العرقي ،أو دفعهم للنزوح عن مناطق جغرافية ،وإنهاء حالة التداخل بين السكان المختلفين دينيا أو عرقيا أو إرهاب السكان الحياديين أو الموالين لأحد الإطراف المتصارعة، وفي حالة الصراع السوري يستثنى هذا البعد من الصراع لان النظام السياسي هو المستفيد من استقرار التكوين الاجتماعي واستمرار تعايشه باعتبار ذلك من أركان استقرا ر الدولة في حين أن القوى الامبريالية ، وأدواتها المحلية هي المعنية بالعبث باستقرار وتماسك التكوين الاجتماعي السوري .
يلجا النظام الرسمي لاستخدام القوة في ظروف محددة دون الاهتمام بحياة المدنيين ،أو ممتلكاتهم ومنها مثلا لجوء عصابات الإرهاب للاحتماء بالمدنيين واستخدامهم دروع بشرية أو سعي النظام لحسم الصراع لإنهاء الأزمة بسرعة ،وعدم السماح بطول عمرها وذلك لمنع انتشارها في مناطق أخرى أو تشكيل انطباع لدى الرأي العام الدولي أو المحلي يفيد بضعف النظام وقرب سقوطه وهذا ما تمارسه كافة النظم السياسة في العالم بما فيها النظام السوري، ويمكن للنظام ممارسة أبشع إشكال الإبادة بما في ذلك دفن الناس أحياء، أو السير على أجسادهم بالدبابات .
إن تحليل طبيعة الجريمة وبيان أهدافها يشير إلى الجاني فالنظام السوري لا يمكن أن يكون مستفيد من ضرب منشئاته المدنية أو العسكرية أو قتل مواطنيه لتحقيق هدف سخيف يتمثل في أدانت عصابات الإرهاب لان تلك الادانه لاقيمة لها في حين أن تلك الإحداث تبين قوة عصابات الإرهاب، وامتلاكها أدوات استخبارية ،وعسكرية متفوقة على قوة النظام وقادرة على ضربه وآلامهم.
أن استمرار طاحونة الدماء والقتل والتخريب بغض النظر عن الجاني الحقيقي هي حالة تبعث على الخوف والقلق على المستقبل السوري كما أنها أعمال تخدم البرنامج التآمري على سوريا ومضمونه إطالة عمر ألازمه وإتاحة الفرصة لتفاقم مظاهر الأزمة الاقتصادية، وتوسيع مناطق عدم الاستقرار، وزيادة قائمة الأهداف التي يجب أن تتعرض للهجمات العسكرية من قبل عصابات الإرهاب، واستنزاف عناصر قوة النظام من هنا تأتي أهمية الاحتكام للعقلانية والابتعاد عن ممارسة مظاهر الدولة الأمنية والاحتماء بمظاهر سلوك الدولة المدنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي