الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 2

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



النصّ الكامل و الحرفيّ لفتوى القرضاوي



ظهور فتوى القرضاوي:

في فورة هيجان الديناصور الأمريكي من عضّة الحادي عشر من سبتمـبر، (1) و تهديـد إدارته المتشنّجة و المحمّلة بالويل و الثبور لمن تجرّأ على خدش يده المضرّجة بدماء الـمسلمين وغير المسلمين، و الحيلولة دون ترك تلك اليد، وإتمام مهمّتها الهمجيّة في تحقيق العدالة الأمريكية بطريقتها الخرقاء، و في ذروة عمليّة التعبئة و تجميع القوى لـ" تأديب" من قـرّر زعيم البيت الأبيض تحميلهم مسؤولية ما حدث في 11/9، ظهرت فتوى القرضاوي التي كان قد سرّبها من تحت الطاولة، وخوّل بموجبها للجيش الأمريكي البطش بالعزّل من أهـل التوحيد في أفغانستان و غير أفغانستان، إستنادا على حجج واهية وغريبة، و تأويلات فريدة في سفاهتها و جرأتها على الله، واستغفالها للمسلمين (2).وقد وردت الفتوى ــ الجريمة كما يلي:

" السؤال يعرض قضية شديدة التعقيد وموقفا بالغ الحساسية يواجهه إخواننا العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي، وفي غيره من الجيوش [!!!؟] التي قد يوضعون فيها في ظروف مشابهة. و الواجب على المسلمين كافة ان يكونوا يدا واحدة ضدّ الذين يروّعون الآمنين، و يستحلون دماء غير المقاتلين بغير سبب شرعيّ، لأن الإسلام حرّم الدماء و الأموال حرمة قطعية الثبوت الى يوم القيامة.اذ قال الله تعالى( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعا، و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) المائدة 23و33. فمن خالف النصوص الإسلامية الدالة على ذلك، فهو عاص مستحقّ للعقوبة المناسبة لنوع معصيته، وقدر ما يترتب عليها من فساد أو إفساد. يجب على إخواننا العسكريين المسلمين في الجـيش الأمريكي، أن يجعلوا موقفهم هذا ـ و أساسه الديني ـ معروفين لجميع زملائهم و رؤسائهم، و أن يجهروا به ولا يكتموه [!!!!!؟؟] لأن في ذلك إبلاغا لجزء مهمّ من حقيقة التعاليم الإسلامية، طالما شوّهت وسائل الإعلام صورته أو أظهرته على غير حقيقته. ولو أن الأحداث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة عوملت بمقتضى نصوص الشريعة وقواعد الفقه الإسلامي، لكان الذي ينطبق عليها هو حكم جريمة الحرابة الوارد في سورة المائدة الآيتان 33و34. لذلك فإننا نرى ضرورة البحث عن الفاعلين الحقيقيين لهذه الجرائم، وعن المشاركين فيها بالتحريض و التمويل والمساعدة ، وتقديمهم لمحاكمة منصفة تـنزل بهم العقاب المناسب الرادع لهم ولأمثالهم من المستهينين بحياة الأبرياء و أموالهم، والمروّعين لأمنهم. وهذا كله من واجب المسلمين المشاركة فيه بكل سبل ممكنة[!!!!!؟] تحقيقا لقوله تعالى(و تعاونوا على البر و التقوى، ولا تعاونوا على الإثم و العدوان) المائدة 5.[!!!!!؟] ولكن الحرج الذي يصيب العسكريين المسلمين في مقاتلة المسلمين الآخرين مصدره ان الـقتال يصعب أو يستحيل التمييز فيه بين الجناة الحقيقيين المستهدفين به، وبين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في ما حدث [ !!!!؟]، وان الحديث النبوي الصحيح يقول" اذا تواجه المسلمان بسيفهما فقتل احدهما صاحبه، فالقاتل و المقتول في النار، قيل هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: قد أراد قتل صاحبه (رواه البخاري و مسلم). والواقع ان الحديث الشريف المذكور يتـناول الحالة التي يملك فيها المسلم أمر نفسه [!!!؟] ، فيستطيع ان ينهض للقتال و يستطيع ان يمتنع عنه، وهو لا يتناول الحالة التي يكون المسلم فيها مواطنا و جنديا في جيش نظامي لدولة يلتزم بطاعة الأوامر الصادرة إليه، وإلا كان ولاؤه لدولته محلّ شكّ [!!!!!] مع ما يترتب على ذلك من أضرار عديدة . يتبن من ذلك، أن الحرج الذي يسببه نص هذا الحديث أما انه مرفوع، وإما أنه مغتفر بجانب الأضرار العامة التي تلحق مجموع المسلمين في الجيش الأمريكي، بل وفي الولايات المتحدة بوجه عام اذ أصبحوا مشكوكا في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيته [!!!!؟؟] ، ويتمتعون فيه بحقوق المواطنة، وعليهم أن يؤدوا واجباته. وأما الحرج الذي يسببه كون القتال لا تمييز فيه، فإن المسلم يجب ان ينوي مــساهمته في هذا القتال و أن يحقّ الحقّ و يبطل الباطل [!!!!!؟؟] ، و أن عمله يستهدف منع العدوان على الأبرياء أو الوصول الي مرتكبيه لتقديمهم للعدالة، وليس له شأن بما سوى ذلك من أغراض القتال قد تنشئ لديه حرجا شخصيّا لأنه لا يستطيع وحده منعها ولا تحقيقها و الله تعالى لا يكلف نفسا الا وسعها، والمقررعند الفقهاء ان ما لا يستطيعه المسلم و غير ساقط عنه لا يكلف به، و انما المسلم هنا جزء من كلّ لو خرج عليه لترتب على خروجه ضرر له ولجماعة المسلمين في بلده [!!!!؟؟]، أكبر كثيرا من الضرر الذي يترتب على مشاركته في القتال. والقواعد الشرعية المرعية تقرر انه اذا ما اجتمع ضرران ارتكب أخفهما [!!!!؟؟] ، فاذا كان يترتب على امتناع المسلمين على القتال في صفوف جيوشهم ضررعلى جميع المسلمين في بلادهم، وهم ملايين عديدة، وكان قتالهم سوف يسبب لهم حرجا أو أذى روحيّا ونفسيا، فان" الضرر الخاص يتحمل لدفع الضرر العام"، كما تـقرر القاعدة الفقهية الأخرى. وإذا كان العسكريون المسلمون في الجيش الأمريكي يستطيعون طلب الخدمة مؤقتا أثناء هذه المعارك الوشيكة في الصفوف الخلفية للعمل في خدمات الإعاشة و ما شابهها ـ كما ورد في السؤال ـ من دون ان يسبب لهم ذلك ولا لغيرهم من المسلمين الأمريكيين حرجا ولا ضررا، فإنه لا باس عليهم من هذا الطلب، أما اذا كان هذا الطلب يسبب ضررا أو حرجا يتمثل في الشكّ في ولائهم، أو تعريضهم لسوء الظن، أو لإتهام باطل أو لإيذائهم في مستقبلهم الوظيفي، أو للتشكيك في وطنيتهم، و أشباه ذلك، فانه لا يجوز عندئذ هذا الطلب[!!!!!؟؟؟؟؟] . و الخلاصة انه لا باس ـ إن شاء الله ـ [؟؟؟؟!!!!! ] على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضد من " يظنّ" [!!!!؟؟؟] انهم يمارسون الإرهاب أو يؤون الممارسين له و يتيحون لهم فرص التدريب و الإنطلاق من بلادهم مع إستصحاب النية الصّحيحة على النحو الذي أوضحناه دفعا لأي شبهة قد تلحق بهم في ولائهم لأوطانهم، و منعا للضرر الغالب على الظن وقوعه، وإعمالا للقواعد الشرعية التي تنصّ على أنّ الضرورات تبيح المحظورات وتوجـب تحمل الضرر الأخف لدفع الضرر الأشدّ، والله تعالى أعلم و أحكم "( جريدة الشرق الأوسط العدد 8356 بتاريخ 14 اكتوبر 2001 وقد نشرت أيضا بنفس الصحيفة في يوم 8اكتوبر 2001).


( بعد مرور اكثر من عشر سنوات على صدورها، فإن السواد الأعظم من قاعدة الإخوان، لم تسمع بهاته الفتوى و لم تقرأ عنها، بل و تستبعد أن تصدر عن القرضاوي. لأن من سمات القاعدة الإخوانية ( إلاّ ما قل و ندر)، قصور طرفها على ما كتبت قيادتها وما يرد في النشريات الإخوانية و هذا لا يعفيهم من المساءلة أمام الله لغفـلتهم و أتباعهم الأعمى لزعاماتهم التافهة) .


يتبع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ما أصاب أمريكا في 11 ــ 9 يعدّ عضّة بسيطة قياسا الى المجازر التي أقامها هذا الكيان الدموي في حقّ الشعوب المنكوبة، بداية من الهنود الحمر، مرورا بشعب فلسطين، وصولا الى أبناء العراق الذين هلك منهم ما يناهز المليونين خلال عشرية واحدة من الحصار الإقتصادي المشدّد. فغضب أمريكا نتيجة ما حدث لها في 11ــ 9 لا يقاس في سفاهته إلاّ بغضب ذلك المستعمر الأروبي الذي كتب في مذكّراته مستنكرا عضّ أحد الزنوج يده أثناء ذبحه إيّاه حيث كتب يقول: " لقد عضّني الوغد!"...إن تقييم الأمريكان لإدارتهم الشرّيرة لا يقلّ سوءا عما وصفت "فالبنتاغون حسب الأمريكان أنفسهم هو "وكر جهنم " و" عشّ الزنابير " و" وكر المؤامرات الشريرة في العالم" بتعبير العامّة " و تعبير المفكر الأمريكي غور فيدال " .


(2) الذي حدث، أن القرضاوي قد أفتي بعد اسبوعين فقط من حوادث 11/9 لأمريكا و لغير أمريكا، بغزو بلاد المسلمين مستعينة بالمجندين المسلمين في صفوفها وقد دفعت ازدواجية موقف القرضاوي (الذي يعيث مع الذئب ويبكي مع الراعي)، السيّد إمام محمد الى كتابة مقال بعنوان:" فتوى من القرضاوي و العوّا و البشري و آخرين تجيز للعسكريين الأمريكيين المشاركة في الغارات على أفغانستان" سجّل فيه تناقض القرضاوي، وقد أفتتحه بما يلي:" أثار الهجوم الذي شنه الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي الداعية الإسلامي المعروف ضدّ العمليات العسكرية الأمريكية ـ البريطانية على افغانستان في خطبة الجمعة، و في المؤتمر الصحفي الذي عقده في منزله بالدوحة، ردود فعل متباينة لما تضمّنه من تناقض مع الفتوى التي أصدرها مع مجموعة من الشخصيّات الإسلامية بخصوص شرعية الحملة الأمريكية ضدّ الإرهاب، وإجازة مشاركة الجنود المسلمين الأمريكيين في الحرب الحالية، ردّا على العمليات الإرهابية التي وقعت في نيويورك وواشنطن في أيلول سبتمبر الحالي"( أنظر جريدة الشرق الأوسط العدد 8356 الأحد 27 رجب 1422 الموافق لــ14 أكتوبر 2001، انظر ايضا نفس الجريدة بتاريخ 8/10/2001).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة