الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة عربية رئيسها كردي

ابراهيم زيدان

2012 / 3 / 19
السياسة والعلاقات الدولية



هي المرة الاولى التي يكون فيها شخص من قومية غير القومية العربية رئيسا للقمة ، فقد شاءت الاقدار ان يكون الرئيس جلال الطالباني المعروف باعتزازه القومي الذي لايخفيه رئيسا لها بلامنازع ، مثلما جاءت الفرصة للعرب ان يثبتوا للعالم اجمع انهم قوم بلا عنصرية بدليل ترؤس شخصية كردية لقمتهم الثالثة والعشرين التي لهث السياسيون العراقيون من اجل انعقادها باي ثمن حتى لوكان هذا الثمن التنازل عن مواقفهم القومية ازاء بعض الدول الشقيقة التي تطبخ المؤامرة لاسقاط نظامها السياسي بذرائع شتى كتلك الذرائع التي اسقطت صدام حسين واعطت الشرعية للولايات المتحدة الامريكية لان تحتل العراق وتجعل منه نهبا للجميع وتبديدا لثوراته تحت عناوين مختلفة ولكنها تصب في مشروع واحد يهدف الى ابقاء العراق ضعيفا ارضاء لاسرائيل وتحقيقا لحلمها الصهيوني في اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل .
فالرئيس جلال الطالباني ماانفك يوما الا وعبر عن اعتزازه بقوميته وانحيازه الى كردستان على حساب الوطن الام ، وكأننا عبر تصريحاته ومواقفه المريبة نرى حاكما لايبالي بتدمير العراق ، بدليل انه قدم مشروع قانون إلى البرلمان لإعادة ترسيم الحدود الإدارية للمحافظات المشمولة بالمادة 140 من الدستور إلى ما كانت عليه قبل تغييرها ، وهذا من اجل حدود كردستان طبعا وليس من اجل اية محافظة اخرى ، لان المشروع غير وطني ، وقد جوبه بالرفض والاستنكار من اطراف سياسية كثيرة فالنائب عن القائمة العراقية شعلان الكريم يرى أن مشروع رئيس الجمهورية جلال الطالباني لإعادة ترسيم حدود المحافظات ينم عن ( عصبية مقيتة وطائفية بغيضة)، وفي حين هدد بحمل السلاح للقتال إذا ما طبق المشروع، مشيراً إلى أن (أهالي صلاح الدين سيقفون بوجه هذا المشروع حتى إن تطلب الأمر استعمال القوة)، وجدد رئيس مجلس قضاء الحويجة رفضه لمقترح إعادة ترسيم حدود المحافظات الذي طرحه رئيس الجمهورية جلال طالباني ، معتبرا أنه مشروع ينطوي على (أهداف غير وطنية) ، فضلا عن تصريحاته المتكررة عن كردستانية كركوك التي يرى فيها الاخوة التركمان هويتها التركمانية ، فقد وصف الرئيس جلال الطالباني مدينة كركوك بأنها قدس إقليم كردستان العراق وقال إن هذه المدينة المتنازع عليها لم تعد إلى الإقليم حتى الآن ، داعياً الأكراد فيها إلى اتفاق إستراتيجي لتفعيل ما سماه النضال المشترك ، وقال الطالباني في كلمة بمناسبة إحياء ذكرى انتفاضة محافظة السليمانية ضد النظام السابق خلال العام 1991(إنه يجب ألا ننسى أن هناك مناطق لم تعد لحد الآن إلى أحضان الإقليم (كردستان) مثل كركوك ونحن بحاجة إلى النضال المشترك) ، وقد جوبه هذا الموقف بالرفض ايضا فقد ردت النائبة مها الدوري ( إن إعتبار الطالباني كركوك قدس كردستان سيدفع العراقيين الى إعتبار كردستان قدس العراق) وأضافت الدوري أن تصريح الطالباني هو تصريح غير مسؤول يصدر عن مسؤول يعتبر نفسه رئيسا للعراق وليس من حقه إن يطلق تصريحاته كرئيس حزب وهو يتسنم حاليا منصب يمثل فيه كل العراق من شماله الى جنوبه ، وقالت الدوري (كان يجب على جلال الطالباني كرئيس للعراق البلد المحتل أن يعتبر العراق كله قدسا بيد الاحتلال الامريكي ويطالب بخروج الاحتلال فورا من العراق ويدين كل الجرائم البشعة التي أرتكبتها قوات الاحتلال في العراق الحبيب) ، وانتقد النائب عن القائمة العراقية حامد المطلك تصريحات رئيس الجمهورية جلال طالباني والتي وصف فيها كركوك بـ (قدس كردستان) ، عادّا هذه التصريحات بانها ( عامل تفرقة لا عامل تهدئة للشعب العراقي )، وقال المطلك في ( كنا نتمنى من رئيس الجمهورية ، ان يكون رئيسا لكل العراقيين ويمثل جميع طوائفهم وقومياتهم ، وكان عليه ان يقول ان كركوك قدس لكل العراق ) ، وتجاوز العراقيون واعني بهم اصحاب الفخامة والسعادة والمعالي كل هذه المواقف العنصرية ومنحوا الرئيس الفرصة في رئاسة القمة التي لن تحقق شيئا يذكر للعرب ، بدليل ان جميع القمم اوصلت العرب الى الحضيض بفضل خنوع الرؤساء والملوك والامراء الى سيدهم في البيت الابيض ، من اجل الحفاظ على عروشهم وكراسيهم الخاوية من أي موقف وطني مشرف ، وسرعان ماتخلى عن بعضهم يوم لم يدعم مشروع الولايات المتحدة في العراق مستغلا ثورة الشعب العربي على حكامه العملاء ، فسرق الربيع العربي وقتل حلم الجماهير بنظام وطني شريف يلبي طموحات الجماهير التي ضحت بارواحها .
اليوم هي فرصة تاريخية امام الرئيس جلال الطالباني الذي يجد البعض ان وضعه الصحي قد لايمنحه مثل هذه الفرصة في ترؤس القمة العربية ليسجل انجازا كرديا اولا وعراقيا ثانيا وعربيا ثالثا يكتب له بفضل الدعم الامريكي الذي كان ولايزال وراء هذه القمة التي شهدت تنازلات في المواقف وصفقات سياسية بين العراق وبعض الدول المجاورة من اجل حضورها ، مثلما فاحت من ملفات الاستعداد لها رائحة الفساد ، ولعل في انعقادها مايفوت الفرصة على المتربصين بالفساد والفاسدين فتحها امام الملأ ، فالمهم كل شيء يهون امام هذه القمة المنتظرة بفارغ صبر السياسيين العراقيين !
فاية قمة هذه ؟ واي عرب هؤلاء ؟
ولكن يؤكد العرب اليوم انهم بلاعنصرية ولاتعصب قومي وهم يمنحون مام جلال الذي يتغنى بكردستان فرصة رئاسة قمتهم التي لن تحقق للعرب شيئا يذكر كسائر القمم التي لاتحمل من القمة سوى الاسم فقط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طالباني رئيسا للعرب
الان كاردوخي ( 2012 / 3 / 20 - 00:24 )
يعني لو خرجت من جلدك فانا لكوردي رئيسا للقمة العربية , ولكن انني محتار هل سيقول الطالباني مخاطبا الاخرين بكلمة نحن العرب , اكيد سيتجنب الطالباني هذه الكلمة باي شكل من الاشكال , الله عليكم ياعرب كوردي رئيسا لكم بعدما كنتم تنظرون الى الكورد نظرة ازدراء , وهاي الدنيا تدور وسيقول الرؤساء العرب للكوردي سيدي الرئيس او سيادة الرئيس المهم سيكون الطالباني رئيسا لك شئتم ام ابيتبم , انني اتحسر على شئ واحد فقط لو كان المهرج قذافي موجودا فانه من المؤكد كان سيتغيب الطالباني؟؟؟
لله في عياده شؤوون ي

اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و