الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يتجاسر ليقول لصدام حسين _إنهم العبيد _؟

جاسم محمد كاظم

2012 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


تتجمد الدولة وتصدا مفاصلها حين تغزوها المهرجانات الشعرية بحضرة القائد ويصبح إعلامها المقروء والمسموع ساحة حرة يتسابق فيها الشعراء وقراع الطبول من المنشدين لخياطة أجمل ثوب يرتدية القائد بالكلمات .ويتوقف فيها النبض تماما يوم تعيش على أكل الماضي وتحذف من الذاكرة زمن الحاضر وأخيه المستقبل .
ويكون مفهوما للعارفين شكل وألوان لوحة النهاية التي تصل إليها تلك الدولة بتراثها الرملي العتيق .
وتدخل الدولة نفق الغباء حين لا تعتبر من سير التاريخ ولا تكون قادرة على هضم مفرداتة جيدا عندما تكرر أخطاء السنوات والعقود المتعاقبة ويصيب الخرس آذان عارفيها وتعقد الخشية السن من يدعون فيها الفهم والمشورة وتتراجع أقدام الشجاعة إن تنطق بكلمة حق إمام سذاجة الحاكم وعقلة البليد .
واذكر في إحدى المرات كيف عاد خيال "القائد الفذ" إلى الماضي السحيق وفكر هذا القائد مليا في إحدى إغفاءاته كيف استطاع جدة العظيم" نبوخذ نصر" من إيصال الماء إلى أعلى الجنائن المعلقة بدون مضخة ماء كهربائية في ذلك الزمن الغابر .
واجتمع في حضرة القائد الملهم أعظم المهندسون واستمعوا بآذان صاغية إلى كل حرف نطقه القائد في تلك المحاضرة القيمة .
وطلب القائد في أخر أمرة من أولئك الخبراء تصنيع وسيلة بدائية تستطيع رفع الماء إلى أعلى تلك الجنائن التي لم يراها احد أبدا .
واحتار المهندسون بتصنيع تلك الآلة العجيبة الخالية من الأنابيب البلاستيكية والمعدنية واخترع كل منهم ناعورة الخاص متعدد الدواليب والطوابق وفشلت كل المحاولات الهندسية من رفع قطرة ماء لمتر واحد في بناء تتجاوز طوابقه على ال10 أمتار .
وذهب القائد مع الريح ولم يرى تلك الآلة العجيبة التي لم تكن غريبة زمانها أبدا ولم تزد حروفها المكونة عن أربعة أحرف لو إن الشجاعة تحركت في السنة الخبراء وقالوا بالحرف الواحد "إن تلك الآلة يا سيادة القائد تسمى – العبيد _
لكن العبيد أصابهم الخرس ولم يتفوهوا بحضرة القائد الأعظم والأعلم .
وبسبب أعلمية القائد وفهمه الهائل ( ضاع أبو علي ومسحاته ) كما يقول المثل الدارج وأصبحت الدولة فريسة سهلة لرغباته ونزواته المكبوتة وبمرور الزمن شيئا فشيئا يصبح القائد ربا معبودا تتسمى الدولة باسمة وتصبح كلماته المقدسة إنجيلا يحفظ وترانيم صلاة تردها شفاه الصغار في ساحات المدارس وتتداخل صورته المرتدية لكل صرعات الأزياء حتى في غرف النوم .
وتعيد الكارثة نفسها من جديد حين يرفض العقل نسيان صورة القائد الأعلم العارف بكل شي وتكررها دائما فرشاته التي لا تعرف غير اللون الأبيض والأسود ولا تستطيع مواشيرة من تجزئة الألوان إلى مفرداتها الصحيحة حين يتنازل عن فكرة الواعي ويستلم بدل عنة مفردات ملفوفة تبقى صورة القائد الأعلم شكلا غير قابل للتحليل والتجزئة يتراجع إمامها أهل الاختصاص والمعرفة لتكتب في النهاية قاموسها المهيمن بكل الكلمات الصدئة وتفرض علينا عن عمد قصائدها المستهلكة بزمن يتطاول كثيرا وكثيرا حتى يستعيد العقل المحطم بناء ذاته من جديد ليعرف بعد نهاية المطاف إن رأس السلطة وقائدها الأعلم هو الأغبى إن لم يكن الأغبى على الإطلاق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زيادة كبيرة في إقبال الناخبين بالجولة الثانية من الانتخابات


.. جوردان بارديلا ينتقد -تحالف العار- الذي حرم الفرنسيين من -حك




.. الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية الفرنسية: تابعوا النت


.. إسرائيل منقسمة.. ونتنياهو: لن أنهيَ الحرب! | #التاسعة




.. ممثل سعودي يتحدث عن ظروف تصوير مسلسل رشاش | #الصباح_مع_مها