الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين تاخذني يا نغم ؟

أسماء الرومي

2012 / 3 / 20
الادب والفن


شعاعاتٌ تتراقص
أناملٌ تعزفُ
نغماتٌ همسُ نخيلٍ
وتنتشر البساتينُ ظلالاً
للسقفِ السائرِ وطناً معي
قيثارة الحبِ
دعي المغني يشدو
رواء القلوبِ وأنفاسُ بلدي
هذا النبع المتفجر
من أرضِ الطيبِ
عطري الدنيا
إحملي القلبَ نسائماً
وللصدرِ المتعبِ شهيقاً تفتحي
دعاءٌ من قلوبنا
سلمتَ ياصوتَ العندليبِ
المشرقِ من عالمِ الشمسِ
سلمتَ ياسدرةَ الطيبِ
ياباسقَ النخلِ
قيثارتي أنثري الأنغامَ بساطاً
طرزيه بالوردِ
ومن أوتارِ القلبِ لمي الشمسَ
واشرقي حباً
لقيثارةِ الحبِ
نغمٌ همساتُ نخيلٍ،عطرُ أنسامٍ
ضياء تحملني وتسير
ولكن لمَ لذاكَ الشارعِ يانغم؟ تأخذني لشارعٍ يمتد طولاً وعرضاً،ولا حتى نخلةً واحدةً على جانبيهِ
بل يمتد بامتدادهِ سوراً عالياً كان يمنعنا حتى من المسيرِ في ذاك الشارعِ
كنتُ وحقائبي في سيارةٍ للأجرةِ في طريق عودتي من بغداد أثناء زيارتي الأخيرة.كنا سائرين في
بداية الطريق المؤدي للمطار،لم نقطع مسافةً طويلةً،شعرتُ وكأن همساً على جانبِ الطريقِ يناديني
خطوات صغيرة تختلط مع بعضها،أنغامٌ عذبةٌ تنساب إلى أذني وكأجنحةِ الفراشاتِ تدور الخطوات
لتقترب مني،تحمل عطرَ زهورٍ وكأني أتنسمها
حاولتُ أن أستدير إلى تلك الجهة التي كانت على يميني ولكن إحساساً كان يجعلني أتسمر في مكاني
لم أستطع حتى أن أدير رأسي إلى تلك الجهةِ القريبةِ من كتفي
وتسير السيارة لتصل إلى تمثالٍ يتوسط الشارع بأجنحته العالية الضخمة،هو تمثال عباس بن فرناس
أوقف السائق سيارته هناك لينزل حقائبي ويعود راجعاً إذ لا يسمح للسياراتِ بالأستمرار،والمسافرين
ينتظرون في هذه النقطة لسيارات مخصصة تحملهم إلى المطار
وقفتُ قربَ حقائبي وأنا أنظر لهذا الشارعِ وكلمات لا يسمح ويمنع تدق في رأسي،تساءلتُ منذ متى
وإلى متى وهذا الشارع مسموح وممنوع،وكم تعذبنا ياسنين،بسبب هذا،وكم كنا ندور فمن منا كان
يجرؤ أن يخطو بضع خطوات بسيارته في هذا الشارع،فقد تصادف هذه الخطوات مرور أحدهم
المدللين، والويل لمن في السيارة فأي خطأ ومهما كان صغيراً معناه الموت المؤكد
وكم كنا نسمع عن هؤلاء الذين كانوا يموتون بسبب تلك الأخطاء
إبتسامة مريرة تعلو شفتي وأنا أتذكر تلك الكلمة.كنا نستدير بسيارتنا بعد أن أوصلنا أختي إلى
المطار والتي كانت في زيارةٍ لبغداد،أثناء الأستدارة،إنحرفت السيارة قليلاً في أحد الممنوعات،أقصد
الأتجاهات الممنوعة،وما أكثرهن.وما هي ألاّ خطواتٍ قليلة،وصرخةً عاليةً تُسمرنا في مكاننا
كان أحدهم واقفاً برشاشته المتجهة نحونا
صرخ بصوته الغاضبِ:لمَ تتجهون لهذه الجهة الممنوعة.إعتذرنا فلم نكن ننوي السير في هذا الأتجاه
وعاد لصوته الغاضبِ،وكأنه لم يسمع إعتذارنا ستأتون معي والسيارة سترمى في المزبلة.درتُ
برأسي إلى من معنا،إلى الخلف،ياإلاهي..سآخذكم معي أرعبتني،وعدتُ وبسرعة لأقول قبل أن تنزلنا
أرجو أن تتصل بفلان
أبعد رشاشته بعد سماعه الأسم ولان صوته وهو يقول سأسامحكم هذه المرة وإياكم أن تعاودوا،كان
من أنقذنا هو أحد طلابنا
درنا لنسير عائدين.نَظرَتْ إليّ أختي والتي كانت معنا وهي تبتسم بخبثٍ لتقول:كانت رنة توسلٍ تلك
التي سمعتها في صوتكِ،لَمْ أسمعكِ هكذا قلتُ:وهل كنتُ أستطيع غير ذلك ونحن إمرأتين وفتاة صغيرة
وأنا بوقفتي المشدودة لحقائبي عدتُ لأنظر للتمثالِ بقربي
لاأدري لِمَ رأيته ولأولِ مرة وكأنه يبتسم،هذا الذي كنت أراه دوماً عابساً هو وشارعٌ خُلقَ وسيموت
مع الممنوع
هززت بكتفي لأبتسامة ابن فرناس الساخرة،إذ لم أكن أدري إن كان يبتسم لخيبة جناحيه الضخمين
اللذين أنزلاه كالحجر إلى الأرض،أم هو يبتسم لخيبة أجنحةٍ تدور معنا وتدور
صوت نغمٍ جميل يعاود سمعي
أي مسيرةِ هذه التي أخذتني إليها في هذا الليل ياحلو النغمِ،وقلتُ مبتسمةً:ماذا تقول يانغم بكوب قهوةٍ
وسأعده بيدي
ستوكهولم
18/3/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر


.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية




.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال