الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصريحات برزاني محاولة لاجهاض جنين القمة العربية في بغداد

محيي المسعودي

2012 / 3 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



لم تأتِ تصريحات مسعود برزاني المخالفة للدستور والقوانين العراقية, "حول قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي" صدفة ولا دعما للهاشمي المتهم بالارهاب, ولا محاولة للتقرّب من القائمة العراقية – العدو اللدود لبرزاني – ولا انتصارا للاعراف والاخلاق الكردية التي تحدث عنها برزاني, لان الاخير لا يحمل ولا يمثل الاخلاق الكردية , فهو من انتصر بصدام حسين على ابناء جلدته من الكرد وقتل الالاف منهم في اربيل والسليمانية, مطلع عقد التسيعينات من القرن المنصرم, أي انه لا يمتلك اخلاقا كردية او غير كردية , وهو لا يعترف ولا يعمل بالدستور العراقي, ولا يسمح للجيش العراقي ولا للشرطة الفيدرالية بالدخول الى الاقليم ولا يستجيب للقضاء الفدرالي , مع انه نفسه هو من فرض الفدرالية على بلد لم يكن يوما من الايام دولا مستقلة , انها تصريحات محسوبة جيدا من قبل رجل لئيم تفرد بحكم اقليم كردستان لسنوات طوال وهو يبحث عن سُبل تسمح له بالبقاء والتفرد بالحكم الى الابد . وتأتي تصريحاته الاخيرة بهدف محدد ومقصود وهو افشال القمة العربية التي لا يريدها برزاني في بغداد " بحكم نزعته الدكتاتورية العنصرية" مع انها قمة عربية برآسة وادرة كردية, اذ ان من سيرأس القمة العربية في بغداد هو الرئيس جلال طلباني ومن حضّر لها ويدير اعمالها هو وزير الخارجية هوشيار زيباري ووكلاهما كرديان وان لم يكونا من فصيلة برزاني ولا يشتركان معه في عقليته ونهجه الدكتاتوري , نجح برزاني في اللعب على القائمة العراقية من خلال نغمة " عدم تسليم الهاشمي للقضاء العراقي " ومن خلال أظهار عداءه للمالكي - خصم العراقية السياسي - , وقد غض اعضاء القائمة العراقية الطرف عن حقيقة ان برزاني هو الخصم الاول لهم على الساحة السياسية بحكم قضايا الاراضي المتنازع عليها , واستقلال الاقليم, والتحالف مع الجنوب على حساب حقوق عرب الشمال .
ان برزاني عمل ويعمل مع الاسرائيلين والامريكان وحتى الاتراك بكل طاقاته من اجل بقائه رئيسا للاقليم , وهو ليس كرديا وطنيا, ولا عراقيا وطنيا, بل, هو دكتاتور يستخدم العنصرية من اجل ادامة حكمه , وهذا ما تشهد به مسيرته السياسية الحافلة بالعنصرية والتمسك بالسطة باية وسيلة متاحة . وبعد ان شعر البرزاني بعجز القائمة العراقية عن افشال انعقاد القمة في بغداد وتخلي حلفاء القائمة العرب عنها تحت الضغط الامريكي , بعد ان ادرك هذه الحقيقة وبات يرى قرب انعقاد القمة اراد تفجير الوضع داخل البلاد من خلال تجاوزه على الدستور والقضاء وتنصيب نفسه قاضيا في قضية الهاشمي , لقد فعل كل هذا من اجل ان يُحدث صراعا مصيريا داخل العراق يعتقد انه سيعطل به القمة او على الاقل سيضرب قاعدتها في بغداد ويقلل من اهميتها , انه يعرف تماما ان عودة العراق الى الحاضنة العربية تضعف من فرص استمراره في حكم الاقليم واللعب بمصير العراق وفق الاجندة الاسرائيلية التي يشاركه فيها بعض العرب مثل زعيم الكتائب اللبناية سمير جعجع صاحب مذابح صبرا وشاتيلا والذي استقبله برزاني في الاقليم دون علم وموافقة حكومة المركز. ان برزاني يدرك جيدا ان حكومة عراقية تحظى بدعم عربي لا يمكن ان يفرض عليها اجندته لان الدول العربية ستستخدم نفوذها الاقليمي والدولي وامكانياتها لصالح عراق موحد قوي لا يخدم ابدا مصالح برزاني الشخصية. ان الرجل يبحث عن مصالحه الشخصية والاسرية على حساب الكرد خاصة والعراقيين عامة . فهل تنجح رصاصاته بأصأبة او اجهاض جنين القمة العربية التي تتمخض به بغداد ؟ ولن استبعد ابدا ان يعلن برواني استقلال اقليم كردستان قبل انعقاد القمة بايام او ساعات في محاولة اخيرة منه لافشال انعقادها في بغداد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملثمون يوقفون المحامية سونيا الدهماني من داخل دار المحامين ف


.. نبض أوروبا: هل حدثت القطيعة بين بروكسل ومالي بعد وقف مهمة ال




.. الأردن يُغلق قناة تابعة للإخوان المسلمين • فرانس 24


.. المبادرة الفرنسية و تحفظ لبناني |#غرفة_الأخبار




.. طلاب جامعة هارفارد يحيون الذكرى الثانية لاغتيال شرين على يد