الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكائد التسمية : من اللواط إلى الشذوذ إلى المثلية [ 1 تفكيكات باللغة ] .

أيوب بن حكيم

2012 / 3 / 20
حقوق مثليي الجنس


ـ 1 ـ تمهيد ثقافي:

الأمة العربية أمة إسمية لفظية بالأساس ومن اللفظية الإسمية الجميلة يأتي ما يسميه الغذامي بالجمال القبيح[النقد الثقافي ] ، للتسميةِ إذن قبحها الشديد و مخاتلاتها التي تـَعبرُ التاريخ لتحدد المؤَرخ له ، ولها أيضا مكائد تمكر بنا فتوهمنا بشرعية المدلول و مصداقية الدليل اللغوي عبر تعنيف الدوال لنسقية التفكير البشري ، فتنحاز اللغة عن حياديتها لتعلن قسوة الاِمتلاك فالسيطرة، بذلك تكون مهمة الخِطابيين محاكمة وفضح الخطاب الذي يتوارى خلف مادية اللغة ؛ فهذه حلقة أولى في تغير تسميات الفاحشة، ومن ذلك أننا لاحظنا أن الفعل الجنسي في جغرافياتنا العربية بين الرجل و الرجل لم يتغير ممارساتيا بقدر ما تغير لفظيا ، وذلك لتهيئة المجتمعات الشرقية لتقبل هذه الآفة البشرية،لذلك عملت جمعيات المثليين ومنظمات حقوق الإنسان و حرية التعبير على إخضاع المصطلح وتدجينه في المتخيل دون تطويع المفهوم الذي ظل هو هو : ممارسة كارثية تنم عن أمراض نفسية و اِجتماعية ، ففي البدء كان إسم الفاحشة هو اللواط مع ما يعنيه ذلك من رفض اجتماعي بخلفية قرآنية فقهية، ثم تحولت التسمية إلى الشذوذ مما يعني أن اللفظة انتقلت إلى مستوى ألطف، ومن ذلك أن الشذوذَ يوجد في اللغة و الفقه والأصول فلا حرج إذن ، بعد ذلك أصبحنا نسمع بمصطلح المثلية بوصفه مصطلحا عائما يجمع السحاق و اللواط معا ، مما يعني أن جمعيات السحاقيات و اللواطيين اجتمعت أخيرا على مصطلح ظنت أنه بنائي ثقافي استدعته تـَلقائيا دورة التاريخ ، في حين أن دورة التاريخ لم تكتمل بعد مع مصطلح الشذوذ ليتم الانتقام من الرافضين للممارسة الكارثية بهذا المصطلح ، وقريبا سنرى مصطلحت جديدا على غرار "الأطفال الطبيعيين" وهم أطفال الزنى ، وعلى غرار "الأمهات العازبات" وهن المومسات الأمهات .

ـ 2 ـ التأصيل اللغوي اللواط ـ الشذوذ ـ المثلية:

ـ اللواط :

لاط في اللغة هي لصق و طين ، إذ اللفظة آتية لا شك من ممارسة قوم لوط ، حسب لسان العرب، ونرى في القاموس المحيط فإن لاط تعبر عن عمل قوم لوط الذين هم أول قوم انتبهوا إلى إمكانية أن يكون الرجلُ للرجل متعة، كما يورد صاحب مقاييس اللغة أن كلمة لاط تعبر عن الحب الشديد ، كما أورد الصاغاني في العباب الزاخر أن لاط تعبر عن الإنسان يريد إلحاق ولد بولده ومن ذلك قول الشاعر :

فهَل كُنتَ إلاَّ نُهبْةً استلاَطَهَـا شقُّي من الأقْوام وغدُ ملحَّقُ

ـ الشذوذ :

يورد صاحب "اللسان" أن شذ تعبر عن الاِنفراد عن الجمهور و أورد "ابن سيده" في "المخصص" أن شذ تعني الندرة عن الجمهور ، وقد تعني اللفظة أيضا الاستبعاد الاجتماعي بدليل ما أورده صاحب القاموس من أن الشذان هم "والَّذِينَ لم يَكُونوا في حَيِّهِمْ ومنازِلِهِم" ، وتجدر الإشارة أن مصطلح الشذوذ نشأ في الفقه ومن قبله اللغة ،حيث عبرت مدرسة البصرة عن رفضها للشذوذ اللغوي وقبلته مدرسة الكوفة بوصفه لهجات قبائل يجب ألا تقصى .

ـ المِثلية :

أورد صاحب "اللسان" أن مثل يراد بها التسوية ،ونورد نص ابن منظور لنرى جميعا خطورة هذه اللفظة ، يقول " مِثل: كلمةُ تَسْوِيَةٍ. يقال: هذا مِثْله ومَثَله كما يقال شِبْهه وشَبَهُه بمعنى؛ قال ابن بري: الفرق بين المُماثَلة والمُساواة أَن المُساواة تكون بين المختلِفين في الجِنْس والمتَّفقين، لأَن التَّساوِي هو التكافُؤُ في المِقْدار لا يزيد ولا ينقُص، وأَما المُماثَلة فلا تكون إِلا في المتفقين، تقول: نحوُه كنحوِه وفقهُه كفقهِه ولونُه كلونِه وطعمُه كطعمِه، فإِذا قيل: هو مِثْلة على الإِطلاق فمعناه أَنه يسدُّ مسدَّه، وإِذا قيل: هو مِثْلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جهةٍ دون جهةٍ " ولا ننسى أن الطريقة المثلى هي الطريق الحق في القرآن الكريم ، من هنا تنبع كارثية التسمية و مكرها الدنيء لتدجين الفكري الإسلامي الممنع بقوة الكلمة نفسها .

و المثلية مصطلح فقهي بالأساس تحدث عنه الشافعي وغيره ويعني معيار الشرع في الكفاءة ، كأن يوازن بين التمر واللبن وغيره لاستخراج المعيار .

ـ الحلقة الثانية في تأصيل المخيال و وتحوله إلى متخيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م