الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نكسة أنظمة و انتفاضة شعب

نادية بن ورقلة

2012 / 3 / 20
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لا أعلم إن كنا نؤمن بهندسة ثورة أو مشروع حرب، أو أننا نطرب الساحات بالهتافات و نرفض التحدث إلى الساسات و لكن ماذا كان من المفترض بنا فعله. هل مزاولة الرشق و المظاهرة أو غلق الباب أمام المناورة الأجنبية التي تحيك مخططها بعناية . و إن كان المشهد الإعلامي له أعين رقيبة و أيادي ناعمة تتسلل الى الواحهة لمضاعفة الغنائم و استمالة ود و عطف زعماء يملكون المال و المصير فإستعبدوا الشعوب و إستمات الجميع في هتك عقل المواطن العربي الذي أصبح يذر الرماد في عينيه حتى لا يلام و لا يعدم .هل ما نشهده اليوم حرب عصابات أو أفول أنظمة تصدح في الخواء و تنذر بتعاقب المآسي؟ أنظمة فاسدة تريد هي الأخرى تطويق الساحة بسلاح النبالم و التمادي في هز المساعي و تقييد المصائر و إلحاق الحوار المجدي الى مرامي بائدة تأذن للسلاح المحظور في دخول مكاتبها و إطلاعه على خططها لصيد هشاشة الكراسي التي تمتحن اليوم أمام حشود عريضة من الشعوب رفعت الشعارات الرنانة و طلبت الحكام بالتنحي.و هي تصارع اليوم في جميع الإتجاهات للذود و التعبير عن رسالتها لتطويق الخوف و عزل الضعف الذي جال الشوارع و عصف بأمن المدن ،عشرات الجثث تتربع على عرش المآتم و المساجد تأم بمقتوليها في حبور .بعد أن أشاع القناص خبثه و صوب سلاحه ليقتفي حركات المارة و يرسل برصاصه الطائش ليقذف به و يلوح عاليا ليعلن أنه تمكن من إيصال ضربته صوب الهدف فيزهق دم الرجل أو الطفل البريء .الى متى تتداخل المسالك و تشق الأحزاب و يسيس الشارع لنوهم أو نتوهم بجسارة الحال و غلو الظلم و استنفار الشعب الغائر في موت أثم و تبتر الطرق و نطالب بعدالة القضية وبنصرة الحق و إزهاق الباطل المتراخي فهل لهتافنا أن يعتلي الأفق و هل لنا أن نستمر في الكفاح و لكن أي كفاح؟ مع من؟ و ضد من؟ الى أين نحن اليوم منتمون ،فقد إنشق الحزب و تجمهر القادة و تحزبت أفول الجماعة القعساء و الجميع مدافع و معلن و مهاجم و متهم وسط سيل من الألغام و ضع في حقل الإعلام إعلام هجين إسترق العيون و صم الآذان و طمس الأذهان و الجميع يستنكر هذا العبث المائج و المد الإعلامي الجاسر و تخذيره السام .أين مناقب الأولون الذي إحتذوا الى منطق العفو و تبؤا منزلة العدل بعد أن اعتلوا منصة الكياسة و قادو شعوبهم بعقل و سلاسة أما الجميع اليوم يكاشف حتى سدت الآذان .و لا زلنا اليوم نركن في زاوية البيت نفتح الشاشات لنقتفي آثار أخبار الإنتفاضات كل يوم هذا السيل العارم من المشاهد الذي يصلك في سباق محموم فيلوذ بنفسه هذا المشاهد المغلوب عن أمره يحاول إيهامه بأن العدو واحد و لتحقيق السلام لا بد أن نحسن اللعبو الدق على الدفوف و الرقص على السلالم و اليوم أصبحت لدي النية في إهمال نشرات الأخبار فلا أريد أن أبلغ عن حجم النكسة فأصبحت تلازمني رغبة في الخروج و التنفيس عن حالي و شراء علبة حلوى فلا أجد اليوم الداعي لذلك فإن خرجت سأقتفي أثر الثرثرات و الأحاديث المسائية عن ما آل إليه حال الدول اليوم فأصبحت مهددة بإخطار يطلعني بدنو نكسة أخرى ستصيبني في الوريد و تحيلني الى الموت المحقق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.


.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين داعمين لغزة أمام متحف جا




.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية