الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجيش الإسرائيلي متأكد

فايز صلاح أبو شمالة

2005 / 1 / 17
القضية الفلسطينية


الجيش الإسرائيلي متأكد أن رجال الأجهزة الأمنية الفلسطينية عرفوا بخطة تفجير المعبر في رفح، وربما ساعدوا في تنفيذها، هكذا جاء في صحيفة هآرتس 16/1/2005، أما صحيفة معاريب فإنها تؤكد أن الفلسطينيين عرفوا بخطة تفجير معبر (كارني) المنطار، وفي ذلك تلميح من الجيش الإسرائيلي إلى طبيعة المهمة التي يريدها الإسرائيليون من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وهذا ما لا يرتضيه رجل في فلسطين، ولا يستطيع عليه صبراً حتى من تغمس في بئر السلام مع اليهود، مهما كلف الأمر، وذلك لسبب بسيط؛ أن رجال الأجهزة الأمنية هم فلسطينيون، أهلهم يقصفون، وزملاؤهم في سياراتهم يحرقون، وأولادهم يموتون وقد اخترقهم الرصاص الإسرائيلي، وبيوتهم تدمر على رؤوسهم، وإخوانهم تطاردهم الطائرات، ونساءهم تحت رحمة الدبابات، فكيف يرضى من آمن بالله وطرد المحتلين من بلاده أن يقدم أخاه المسلم إلى حبل مشنقة اليهود، كيف لا يغمض عيناً عربية عن يد عربية تحفر نفقاً لنسف موقع عسكري إسرائيلي لطالما ذاق منه الموت، فإذا كان الشاعر العربي قد قال يوماً:
لا أذود الطير عن شجرٍ قد بلوْتُ المرَّ من ثمره
فإن أي فلسطيني اليوم لا يخفي الأمنية بتدمير مواقع الجيش التي لا تكف عن قتل الفلسطينيين صباح مساء؟ وبالتالي كيف يمنع أفراد الأجهزة الأمنية الفلسطينية إخوانهم الذين يعملون على تدمير برج المراقبة الذي أطلق النار على إيمان الهمص، ورائدة العصار، وإيمان حجو، وغيرهن الكثيرات من الطالبات.
الذي يوقف بحر الدم المتدافع في الطرقات هو الانتخابات الإسرائيلية، عندما يقرر الإسرائيليون أن فترة حكم شارون جلبت لهم المصائب، وطورت من قدرات الفلسطينيين القتالية، وعليهم _ أي الإسرائيليون_ أن يعيدوا حساباتهم السياسية من جديد بعيداً عن العنف، والإرهاب الذي يقوده من تثلمت شفرة سيف القتل بين يديه.
ويكفي أي عاقل الإطلاع على رسالة شارون إلى بول مارتين رئيس حكومة كندا، كما جاءت في صحيفة هآرتس 16/1/2005، قال شارون: "فعلنا كل ما طلبه الفلسطينيون منا في الشهرين الأخيرين، ولكن لا يمكن أن نستمر في تحمل الوضع الذي نساعد فيه الفلسطينيين، ويقتل فيه الإسرائيليين، إذا كان هذا هو الرد الفلسطيني فلا يتوجب علينا أن نساعدهم".
إن قول شارون يطرح أسئلة على كل من يعيش المعاناة في الضفة الغربية وقطاع غزة، هل شعرتم بمساعدة شارون لكم؟ هل أوقف الجيش الإسرائيلي التصفية والقتل؟ هل فتح الطرق المغلقة والمعابر؟ هل رد الاعتبار للإنسان الفلسطيني؟ هل توقف عن التجريف والقلع وخلع الأصل والفرع؟ هل...؟ كل ما سبق يتعلق ببعض تحسين شروط الحياة اليومية الذي يدعي شارون القيام بها كذباً، فكيف إذا وصل الأمر إلى مطالبنا السياسية العادلة، ربما يشيب من هولها أحفاد شارون ضمن هذا المنطق الشاروني الدجال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة


.. الشرطة الفرنسية تحاصر مؤيدين لفلسطين في جامعة السوربون




.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت