الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمتي في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي

سعاد خيري

2012 / 3 / 21
سيرة ذاتية


مساهمتي في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي
تحت شعار , من اجل انهاء الحرب فورا واسقاط الدكتاتورية الفاشية وتحقيق البديل الديموقراطي, انعقد المؤتمر الوطني الرابع في 10-15/تشرين الثاني /1985, في منطقة نائية ومعزولة من كردستان ومع ذلك لم تنج من القصف المتبادل بين الجانبين العراقي والايراني, وكم مرة اضطررنا للانتشار والاحتماء بالاشجار المعمرة والكهوف لتجنب القصف. وكان للانصار دور كبير في انجاح المؤتمر سواء من حيث ضمان سلامة وصول المندوبين او في اختيار مكان انعقاد المؤتمر وتشييد قاعته وحراسته الامر الذي وفر الاجواء لخوض النقاشات في جو من الاطمئنان . ولكن كانت الاجواء محتدمة بالصراعات الفكرية . فقد كان التأليب ضد زكي خيري صريحا. واتهم بانه كان ضد الكفاح المسلح عموما وشوهت دعوته للدفاع عن الوطن ضد الاحتلال الايراني بانه دفاع عن الدكتاتورية, ودعوته للتحالف مع القوات المسلحة هو تحالف مع السلطة الدكتاتورية لانهم يعتبرون الجيش العراقي اسوة بجيش هتلر كتلة واحدة في خدمة الدكتاتورية ومعاداة الشعب !! متناسين دور الجيش العراقي في ثورة 14/تموز/1958. وكانت النقاشات في المؤتمر متوترة وكنت كمن في دوامة اشاهد فلما دون ان تتاح لي فرصة للحديث. وفي احدى الجلسات طلب زكي خيري تثمين دفاع الجيش العراقي عن الوطن وصيانة البصرة من الاحتلال الايراني!! فانبرى احد الرفاق قائلا , استغرب من وجود مثل هذا الشخص بيننا !! وفي الانتخابات طلب احد الرفاق منح زكي خيري لقب عضو لجنة مركزية فخري دائم. فنهض زكي خيري قائلا , ارفض اللقب الفخري وانا لا زلت نشطا فكريا وحتى انشط من بعض الشباب!!
وفي احدى فترات الاستراحة من النقاشات وكانت في ساعة متاخرة من الليل خرجنا من قاعة الاجتماع لنرى اجمل سماء في العالم!! وبدون ان نشعر هتف اكثر من واحد منا , ما اجمل هذه السماء!! كانت في زرقة غامقة ومشعة في ان واحد والنجوم تتلالا بشكل عجيب!!وبقوة انتزعنا انفسنا من سحر تلك الاجواء لنعود الى الاجواء المشحونة بالصراعات التي لم يكن بعضها مهذبا.
وفي انتخابات اللجنة المركزية لم ينتخب زكي خيري وانسحب من الجلسة الختامية وبقيت , وانشدت , حصن حزب شاده فهد كيف تسطيع هدمه قرد!! وانشد معي كل من يعرف النشيد الذي يعرفه معظم الرفاق من سجناء العهد البائد. فتساءل اكثر من رفيق , كيف تستطيع ام يحيى ان تنشد بعد كل ما حصل!!
كنت اقصد بالنشيد تحدي كل ما حصل فقد كنت وما زلت ما يهمني بقاء الحزب الشيوعي العراقي قويا موحدا ومستجيبا لمتطلبات العصر رغم كل الصعوبات ورغم كل ما يتعرض له من ارهاب خارجي ومن محاولات تشويهه وحرف سياسته من الداخل. وواثقة بان الصراع الفكري كفيل بحل كل مشاكله . فهو ضرورة موضوعية في المساهمة الفعالة في قيادة نضال شعبنا من اجل التحرر والمساهمة في تحرير البشرية , ولذلك فهو يستقطب خيرة ابناء شعبنا وجذوره تمتد عميقا في ضمير شعبنا ولذلك فهو قادر على تسديد خطاه, وكم من مرة ارغمت القاعدة الحزبية والجماهير قيادة الحزب على تصحيح سياستها.
وفي اليوم التالي تقرر سفرنا واعدوا لنا بغلين لايصالنا الى الحدود الايرانية وودعنا عضو القيادة الجديدة ابو داوود ليقول لزكي خيري بعينين دامعتين , سابقى تلميذك المخلص!! وسلكنا نفس الطريق الى دمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة أمام وزارة الدفاع اليابانية رفضا لشراء طائرات مسيرة م


.. عادل شديد: مسألة رون أراد تثير حساسية مفرطة لدى المجتمع الإس




.. دول غربية تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحتها لضرب أهداف داخل رو


.. ما دلالات رفض نصف ضباط الجيش الإسرائيلي الاستمرار بالخدمة بع




.. أهالي جباليا يحاولون استصلاح ما يمكن من المباني ليسكنوها