الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 4

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 4


و في موضع آخر من تعقيبه و بأسلوب تمتزج فيه المأساة بالملهاة، و في تلخيص ما ورد في فتوى الحال كتب د. الصاوي:" لقد أجازت الفـتوى للمسلمين في الجيش الأمريكي أن يقاتلوا إخوانهم المسلمين حيثما وجّهتهم هذه الدولة سواء في أفغانستان أو في أيّ منطقة من العالم وفاء بحقوق المواطنة و دفعا لتهمة الإخلال بها! فقد جاء في صدر الإستفتاء أنه حول: مدى جواز مشاركة العسكريين المسلمـين في الجيش الأمريكي في المهمـات القتالية و سائر ما تتطلبه في أفغانستان وغيرها من سائر بلاد المسلمين، و جاء في نهاية الفتوى نصّا: و الخلاصة أنه لا بأس إن شاء الله على العسكريين المسلمين من المشاركة في القتال في المعارك المتوقعة ضدّ من تقرّر دولتهم أنهم يمارسون الإرهاب ضدّها أو يؤوون الممارسين له أو يتيحون لهم فـرص التدريب و الإنطلاق من بلادهم" فالولايات المتحدة هي التي تحدّد من هم خصومها من المسلمين! و أجهزة إستخباراتها شهود عدول! و متى قرّرت أنّ هذه الجهة أو تلك هي المعتدية وجب عليهم التوجّه لقتالها! و أن لا يكون في صدورهم حرج من ذلك"! ..."و على هذا فنحن كما يقول أحد المحلّلين أمام شيك على بياض تملأه العسكرية الأمريكية كما شاءت..." و يواصل الكاتب:" و تحتوى الفتوى على جملة من المجازفات نوجزها فيما يلي :
ـ تسويغ مظاهرة المشركين على المسلمين متى قرّر المشركون أن المسلمين هم المعتدون! و قد علم من دين الإسلام بالضـرورة بطلان ذلك وتحريمه إلى الأبد، و مثل هذه البديهيات لا تحتاج إلى حشد أدلّة و سوق براهين و حسبنا قول الله عزّ وجلّ ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوّي و عدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودّة و قد كفروا بما جاءكم من الحقّ )) الممتحنة1(1) و قد نزلت هذه الآية وما بعدها فيما هو أدنى من ذلك بكثير فـي كتاب كتبه حاطب بن أبي بلتعة في لحظة من لحظات الضعف البشــري إلى أهل مكة يخبرهم بما اعتزم عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم من قتالهم، فكيف بمن يظاهر على فريق من أمّته بالسلاح و يشارك مشاركة فعلية فيما يشنّ عليه من حروب إبادة شاملة ؟! "(2) .

" ــــ تقديم شهادة الكفار في باب الدماء و الأموال و الأعراض على شهادة المسلمين، فمتى قرّر هؤلاء الكفّار إدانة جهة من الجهات فقد ثبتت عليها التهمة و إستحقّت العقوبة، وإن راغمت بذلك أهل الأرض قاطبة من المسلمين! فقد كان فيما ذكرته الفـتوى في خلاصتها كما سبق:" أنه لا بأس إن شاء الله على العسكريين المسلمين من المــشاركة في القـتال فـي المعارك المتوقعة ضد من تـقرّر دولتهم أنهم يمارسـون الإرهاب ضدّها أو يـؤوي الممارسين له و يتيحون لهم فرص التدريب والإنـطلاق من بلادهم"" وقـد علم بالضرورة من الدين بطلان هذا المسلك الذي يغني فساده عن إفساده، فلم يقل بتسويغه أحد من المسلمين على مـدى هذه القرون المتطاولة! بل علم فساده من المعقول وطبائع الأشياء إذ كيف تـتحوّل دعوى الخصم إلى شهادة مقبولة، و يكون هو نفسه الحكم، و يكون هو نفسه القائم بالتنفيذ، فيجمـع له بين الخصومـة و الشهادة و القضاء و التنفيذ! "

" ـــ أنّ شهادة غير المسلم لا تقبل إلاّ في حالة الوصيّة في السفر، إذا أصابت الشخص مصيبة الموت و لم يجد من يستشهده غيرهم، وهي قـضيّة مدنيّة بحتة لا مصلحة له فيــها و لا خصومـة، ولا يظهر فيها أثر لعداوة و لا لغير عداوة، قال تعالى( يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصيّة إثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن إرتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنّا إذن لمن الآثمين) المائدة 106 " " هذا فضلا على اتـفاق أهل العلم، على أنّ العداوة الظاهرة مانعة من قبول الشهادة، فلا تقبل شهادة العدوّ على عدوّه، ولا سيّما إذا كان موضوع الشهادة هو موضوع الخصومة، حيث يصبح بذلك خصما و حكما في آن و احد " .

"ــ رفع الحرج عن إمتداد آثار العمليات الإنتقامية التي تقوم بها جيوش الكفّار إلى الأبرياء من المسلمين من المدنيين نساء كانوا أو أطفالا أو شيوخا، مادام المسلم قد نوى بهذه العمليات أن يحقّ الحقّ و يبطل الباطل! لأنه لا يستطيع منع هذه التداعيات و لا تخفيفها، و ما لا يستطيعه المسلم فهو ساقط عنه لا يكلّف به، و أحسب أن هذه هي المرّة الأولى التي يسطّر فيها أنّ إحقاق الحقّ و إبطال الباطل يمكن أن يتحقّق من خلال مقاتلة المسلمين تحت راية المشركين! و أن القتال تحت الراية الصليبيّة يرفع عن المقاتل إثم إمتداد آثار قتاله إلى غير المقاتلين من المسلمين! ثمّ ما هو المبرّر لهذا كلّه؟ تجيبك الفتوى بأنه: دفع أي شبهة تلحق به في ولائه لوطنه أمريكا! " إهــ

يتبع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) قادة الإخوان كما سنرى في ثنايا هاته الرسائل الأربع و بالتفصيل المملّ "يرون أن العمل السياسي يدخل في إطار الإجتهاد و لا علاقة له بالحلال و الحرام، و الإجتهاد في مفهومهم ليس له أيـة صلة بإلإجتهاد الشرعي و ضوابطه، إنه آراء تمليها مصالح الجماعة و تتشابه في كثير من جوانبها مع آراء العلمانيين إلاّ أنهم يحرصون على تـغليفها بغلاف إسلامي، ومن الأمثلة عن هذه الإجتهادات مداهنة اهل الكتاب والدخول معهم بحوارات هدفها إقامة جبهة موحدة لأهـل الإيمان، التحالف مع الأحزاب و التكتلات العلمانية من أجل قيام حكومة وطنية تلتزم في دستورها و قوانينها رأي الأغلبية( و الكلام للسلفي محمد سرور زين العابدين من مجلة السنة العدد 58 وهو لم يذكر الإخوان بالإسم لأنه كان منهم!). و قد راينا راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية يؤكّد أكثر من مرّة بأنه وفيّ للمدرسة البورقيبة ذات العداء الصّريح للإسلام عقيدة و شريعة تصوّرا و سلوكا و قد رأيناه أخيرا يصرّح في عقب زيارته لمركز الدراسات الإستراتيجية بواشنطن بأنه وفيّ أيضا لسياسة المخلوع زين العابدين بن عليّ في ربط علاقات باسرائيل!.

(2) حكم من ظاهر النصارى هو الردّة عن دين الإسلام. وهو أمر لا يرتاب فيه من كانت له معرفة بنواقض الإيمان خصوصا و قد إنتفت موانع التكفير ( الإكراه أو الجهل بالحكم الشرعي ) في حق القرضاوي. نسأل لله العفو و العافية في الدنيا و الآخرة.
و لئن حاورت قياديا اخوانيا في شان فـتوى الحال لأستنكر صدورها عن الشيخ، ولئن واجهته بها لأكتفى بحكّ رأسه ثم قال:" هذا موقف سياسيّ لا غير!"ولعلّق جريمة القرضاوي على مشجب "فقه الواقع أو فقه النوازل وهو فقه مقطوع الصلة بنصوص الشرع، و هو " لا يختلف عن مبدأ الصوفيّة في التفريق بين الحقيقة و الشريعة .. إذ ليس صحيحا أنّ مثل هذا الأمر تحكمه المصالح، و إنما يحكمه الشرع. فأتقوا الله ولا تقدّموا أقوالكم على قول الله و رسوله وحذار أن تكونوا من الذين وصفهم الله عز و جلّ بقوله( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة