الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الايمو والديمو

مرتضى الشحتور

2012 / 3 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


في بلاد الشرق تبرز معضلة فاذا دخلت الديمو قراطية احد اوطاننا كان اعداء الديمقراطية اكثر المستفيدين منها.يقمعون في فضائها ويستبدون من خلالها ، بل يحللّون ويحّرمون ، ويشتمون ويلعنون ويفسّقون ويفسقون.هناك جهات لاتؤمن بالديمقراطية ولكنها تنتهز الاجواء الديمقراطية لتصل الى غاياتها الاثمة.
اما البسطاء الذين تسحرهم وتتملكهم اشعاعات الديمقراطية فيعتقدون ان بوسعهم ان يمارسوا حريتهم ويجردوا اقلامهم ويطلقوا اراءهم ويرتدوا ما يتناسب مع اذواقهم وينضوون في تجمعات وجماعات سلمية ومجتمعية، يعبرون عن اراءهم ،ينتقدون ويؤيدون ،يشيدون قصورا باحلامهم ويسقطون عروشا بمخيلاتهم! يرفضون فريقا ويصفقون لفريق، ولطالما صدموا قبيل ان يصحى احدهم من كابوسه الوخيم وليله البهيم ،حتى اذا ما تجاوز قلم الكاتب قيامه وقعوده وركعوه وسجوده او انهى الاخر مافي جعبته وافرغ كنانته تلقى الرد مزلزلا.
ودائما يصبح من المحال اعادة الحال الى ماكانت عليه.
ودائما ردود الجهات المتخفية والغبية والتي تعمل في بيئة ظلامية تكون انتقامية وقاسية واستبدادية.
قضية الايمو وفضيحة الايمو وقتلة الايمو هم نمط من المارقين الذين وجدوا في الديمقراطية ميدانا رحبا ليستلوا سيوفهم ويكشفوا عن ساديتهم. ويمارسوا وحشيتهم.
لانعرف من اهدر دم الايمو.
ولكننا نعرف السبب ؟
الديمو قراطية ،و اشباه رجال الدين من غلاظ القلوب الذين تتجنب المؤسسة الرسمية ان تقول لهم قفوا عند حدكم .
الذين يفتون على الهوى وينصبون انفسهم محل الائمة والمراجع وماهم ائمة ولا مراجع؟
لم نكن نعرف الكثير عن الايمو.
ولكنني استطيع ان اشخصهم؟
شياب من الجنسين بسطاء ركبوا موجة التمدن القادم إلينا ،ولقد ادركنا الان فهذه الظاهرة انتشرت في اوربا وامريكا في 1984 ،يقولون الايمو شباب محبط بسطاء طيبون متسامحون يحتاجون إلى رعاية وعناية.
موجودون في كل المجتمعات غربا وشرقا ومن كل الديانات والمذاهب ،ضغط عليهم الزمن وتنكر لهم الآباء ولم يعتني بهم المجتمع ، كيفوا أوضاعهم مع الحزن والضياع واخترعوا لهم تجمعا واختصوا لأنفسهم زيا مميزا، يتسم بالضيق واللون الفاقع وانسياب الشعروهذه الملابس تحمل أحيانا كلمات من أغاني الروك المشهورة ويضعون الكحل الكثيف على العينين ويرتدون الحلق المعدني في الاذن او لانف او يعلقونها في اليد. كما أن شعر الذكور يكون منسدلا من الأمام.
وليس كل من فعل ذلك فهو منهم فبعضهم فقط مدعون يحاولون لفت الانتباه.
افرادها يستمعون الى موسيقى الروك الصاخبة, ولقد توقع الكثير من الناس أن لا تستمر هذه الظاهرة أو الثقافة.
إلا أنها اصبحت من أكثر الظواهر انتشارا بين المراهقين، حتى أصبح عدم وجودهم منظرا غير اعتيادي، وهم منتشرون في الدول الغربية وبعض الدول الشرقية
قدمت الينا الايمو ما أكثر الأشياء القادمة والوافدة التي يمارسها الشبان والفتيان بدون تحقيق وتدقيق، سيما في اوساط العامة من الناس.
والثابت في امرهم انهم ليسوا عبدة الشيطان والاوثان ، بل وبينهم المتدين الى جانب قليلي الايمان وعلى حد سواء!
ربطهم بالالحاد والاوثان يشكل دعوة لاراقة دمائهم ومن دعى الى قتل نفس بغير حق استحق لعنة الرب.
الديمقراطية تقتضي مؤسسات قوية تحمي الحريات وتتصدى للعصابات.
نقف الى جانب الايمو بالقدرالذي اقره الدستور ورسمه ديننا الحنيف بقدر حمايتهم من انتهاك الحريات واهانة الحقوق.
الدولة معنية بالتصدي لمن يستغل الحرية للطبش والقتل وان تتعامل الاجهزة الامنية مع القتلة في اطار من المهنية وبما لايسمح لمن يريد ان يجعل الدين طريقا لقتل المواطنين وزعزعة امننا وتخويف شبابنا ونشر الرعب في صفوف مجتمعنا.
ماكان الايمو ليظهروا في اوساطنا لولا اعتقادهم بالايمان والحرية ولولا ثقتهم بما نعلنه ونعتنقه من مباديء الانسانية.
انهم شباب سحرتهم الموضة وركبهم جنون التقليد غير التقليدي. لاعلاقة لهم بالشيطان ولا بالاوثان. يستحقون الرعاية والعناية ولكن قتلهم ومطاردتهم عمل يتنافى مع سماحة الاسلام ومباديء الديمقراطية ومعاني الحرية .
تبا للديموقراطية. التي تتيح للعصايات والمافيات ان تفتي وتقتل وتبث الرعب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة