الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برنامج -دائرة الستة أشخاص-: للحد من العنف المجتمعي

عائشة خليل

2012 / 3 / 21
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


أُطلق اليوم في الولايات المتحدة الأمريكية 20/3/2012 برنامج (Circle of 6) أي "دائرة الستة أشخاص". والبرنامج المجاني الذي يعمل على جهاز هاتف الآي فون حاصل على جائزة البيت الأبيض "لبرامج مصممة ضد الإساءة"، والتي يرعاها نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن ووزيرة الصحة كاثلين سيبيليوس. وقد احتفى نائب الرئيس الأمريكي بإطلاق البرنامج قائلا: "إنه برؤية وإبداع هؤلاء المبرمجين، من الشباب والشابات فإن لدينا الآن خط دفاع ضد العنف في حياتهم." وأعتقد جازما أن آثاره ستمتد إلى أبعد من شباب وشابات الجامعات الذين صمم من أجلهم.

يستهدف البرنامج بالأساس طلاب وطالبات الجامعات بالولايات المتحدة، حيث أثبتت الدراسات أن نسبة ثلث السيدات الأمريكيات تعرضن للعنف خلال أحد مراحل حياتهن كبالغات، وأن أكثر المتسببين في العنف الواقع على الفتيات والسيدات الأمريكيات هم من معارفهن (أزواج، أو أصدقاء، أو معارف). ويستثمر البرنامج فكرة أن طلاب الجامعات يعيشون جزءا كبيرًا من حياتهم على الإنترنت، فيستخدمون هواتفهم النقالة للتواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أو تصفح الإنترنت، أو مجرد الدردشة، بالإضافة إلى استخداماته العادية لتلقي المكالمات وإرسال الرسائل النصية القصيرة. فالهواتف الذكية ليست من الكماليات لجيل ترعرع في ظل الثورة المعلوماتية.

وفكرة البرنامج بسيطة، حيث يختار الشخص خمسة أشخاص من أصدقائه ليتموا "دائرة الستة أشخاص". ويمكنه بضغط زر واحدة أن يرسل رسائل نصية قصيرة على هيئة نداء استغاثة يحدد مكان تواجده؛ أو يطلب منهم الاتصال به "لأنه يرغب في مقاطعة الحديث الدائر ساعتئذ"؛ أو يطلب منهم المشورة حول أمر ما خاص بعلاقته. فيستجيب له عدد من أعضاء دائرته أو أكثر. ومن الطريف أن نقارب بين هذه الفكرة وفكرة مواقع التواصل الاجتماعي، والمبنية على دائرة من الأصدقاء، وإن كان العدد محددا في هذا البرنامج، فإنه أكثر اتساعًا في برامج التواصل الاجتماعي. كما أنه من الطريف ملاحظة أن الشباب والشابات ليسوا فقط مستهلكين للبرمجيات الحديثة، وإنما هم أيضًا منتجين لها.

ولكن من الهام أيضًا أن نتوقف عند فكرة البرنامج، حيث استثمر المبرمجون خيالهم العملي لتطوير أداة تخدم وتساهم في حل مشكلة متأصلة في المجتمعات البشرية ألا وهي قضية العنف ضد النساء. فلم يتوقفوا عند دائرة الإنكار التي تغلف عالمنا العربي عن مشكلة العنف ضد النساء، والادعاء بأنها مشكلة قليلة الانتشار ومحصورة في بيئات اجتماعية أو اقتصادية محددة. بل نظروا إلى انتشارها في بيئة اجتماعية - يمكن الادعاء بعلو مكانتها التي تصل إلى البرج العاجي - وهي بيئات شباب وشابات الجامعات. وليس المقصود هنا مؤازرة الأنماط الاجتماعية التي تغص بها الجامعات الأمريكية - أو حتى إدانتها - ولكن المقصود هو الاحتفاء باستخدام التقنية الحديثة للمساهمة في حل المشكلات الاجتماعية، والتي تحظى بدعم المؤسسات الرسمية، وقبل كل شيء النظر إلى الواقع نظرة نقدية - تخلو من التمجيد الزائف للواقع أو إنكاره - تمكنهم من الفحص والتمحيص والتخطيط والعمل والتطور نحو مجتمع أفضل. فهل من مجيب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب


.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار




.. المرأة الريفية صمود ونضال أمام واقعها المهمش


.. المسؤولة الإعلامية في منظمة كفى زينة الأعور




.. جنان الأعور إحدى المشاركات في المحاضرة