الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصدد شكوى عصابة علاوي على مجموعة السيستاني الانتخابية!

جلال محمد

2005 / 1 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اشتكى حزب اياد علاوي" الوفاق الوطني" ومجموعته الانتخابية، قائمة" الائتلاف العراقي الموحد" الانتخابية التي باركها السيستاني والمتكونة بشكل رئيسي من المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وحزب الدعوة من ان الاخيرة تلجا الى الاستفادة من صور السيستاني واسمه "المقدسين" قي حملتها الدعائية و بانها تلجا كذلك الى تهديد الناس في العديد من مدن جنوب العراق بالقتل من اجل اجبارها على التصويت لصالحها. هذه الشكاوي جاءت على لسان احد اركان عصابة علاوي " عماد شبيب" الذي ذكر اضافة الى ما سبق مجموعة من التهم الاخرى. انكر هادي العامري رئيس منظمة بدر مجموعة من التهم الا انه لم ينكر الرئيسية بل دافع عنها قائلا بان السيستاني نفسه "بارك" اللائحة الانتخابية المذكورة ....
السؤال الذي يبرز الى ذهن من يطلع على هذا الخبر لاول وهلة هو: ما الدافع وراء هذه الشكوى؟ هل هو حرص مجموعة علاوي على نزاهة الانتخابات ومنع هذه المجموعات الاسلامية من استغلال الدين ونفوذ رجالاته من استغلال ما لديهم من تاثير على القطاعات الواسعة من الجماهير لصالح مجموعة او مجموعات سياسية معينة؟ هل هي محاولة من مجموعة علاوي للوقوف بوجه الممارسات الارهابية لاحزاب الائتلاف العراقي الموحد في مدن جنوب العراق؟ الجواب، براينا هو بالنفي طبعا. فعلاوي وعصابته من اشد المعارضين لقيام نظام علماني وهو احد المتحمسين لقيام نظام يستمد قوانينه من الاسلام وشريعته الرجعية ومن المنطقي ان من يدافع عن الاسلام وهيمنته على السلطة يجب ان يتوقع بان يدخل الدين وفتاويه وتاثير ملاليه في الحياة السياسية وهو مع امريكا اللذان يحاولان استغلال السيستاني من اجل التاثير على رجالات السنة لدفعهم نحو الاشتراك في الانتخابات يشتكي الان من ان السيستاني دخل على الخط لغير لصالحه!.
ما تمارسه الاحزاب الاسلامية في مدن الجنوب من ارهاب الجماهير هو صحيح تماما الا ان ما اشارت اليه مجموعة علاوي هو غيض من فيض وهي اضافة الى ذلك ليست ترتبط بالانتخابات فقط بل انها بدات مع احتلال العراق وتسلط الاحزاب الاسلامية على رقاب جماهير مدن الجنوب بدعم قوي ومكشوف من النظام الدموي الايراني. اشكال ووجوه ارهاب تلك الاحزاب شاملة لكل نواحي الحياة المدنية ولاتقتصر على اجبار الناس على التصويت لصالحها. ان تلك الاحزاب حولت مدن الجنوب الى اجزاء من الجمهورية الاسلامية من حيث سريان الانظمة والقوانين الرجعية، الارهاب والقتل اليومي، مصادرة كل الحقوق المدنية والسياسية ، فرض الحجاب على النساء بالقوة ، التحكم بمصادر معيشة الناس وتهريب ما يمكن تهريبه الى ايران فلماذا تشير مجموعة علاوي الان الى تلك الامور ولماذا تحصرها بمسالة الانتخابات فقط؟ اليس هذا الامر شبيها بقصص العصابات الاجرامية التي يدب الخلاف بينها بعد ردح من اعمال الاجرام وتبدا الواحدة منها بفضح المجموعات الاخرى؟
مسالة اخرى يجب ان نشير اليها في هذا السياق وهي سجل ممارسات علاوي وعصابته منذ دخولهم الى العراق فهو الذي اعاد حكم الاعدام عندما كان في مجلس الحكم، وهو الذي قال قبل ايام في ذكرى تاسيس الجيش العراقي بانه كان معارضا لحله وظل يكيل المديح لهذه المؤسسة القمعية والدموية وهو الذي تعهد، بوصفه بعثيا سابقا واحد اركان الاجهزة القمعية للبعث ، بتقوية اجهزة المخابرات والامن ... وهو الذي يعمل بشكل حثيث على اعادة مسئولين كبار من النظام المقبور الى الخدمة واخر اتصالاته كانت مع " نعيم حداد" العضو القيادي السابق في البعث واخرين الا انهم لم يرضوا بالتعاون معه، حسبما ذكرت الاخبار. ان من تكن هذه جزءا يسيرامن ممارساته يجب ان يتوقع بان عاقلا واحدا لن يصدقه وهو يتباكى رياءاعلى حقوق جماهير العراق الانتخابية وغير الانتخابية.
يضاف الى ذلك ان السياسة التي مارستها امريكا ومجموعة الاحزاب الموالية لها منذ سقوط البعث حولت العراق في الواقع الى مجموعات قومية، طائفية، دينية وبات المواطن العراقي يعرف على اساس كونه جزءا من احدى هذه المجموعات وصارت الاديان والمذاهب تتحكم بامور المواطنين اليومية والسياسية ايضا فكيف يطالب علاوي ومجموعته بوقوف الدين والملالي وايات الله على الحياد وعدم التدخل ويتوقع ان يصدق احد ما مطالبته؟
ان علاوي الذي تثبت كل ممارساته السابقة والراهنة بانه ليس الا قوميا فاشيا وبانه لايعمل الا على الاتيان بنظام قومي عشائري وديني في العراق لايلجا الى التظلم من شركائه الاسلامين من مجموعة السيستاني الا كدعاية انتخابية الا انها تكشف خوفا من تزايد نفوذ هؤلاء وسيطرتهم على مرافق الدولة المتعددة ومن فقدانه للحظوة التي يتمتع بها الان لدى الامريكان ومن ان يكون مصيره كمصير الجلبي الذي سبقه.
الا ان المسالة الاساسية التي يجب ان تدركها جماهيرالعراق هي ان مهزلة الانتخابات التي يتباكى علاوي رياءا على نزاهتها ليست الا حلقة اخرى من مسلسل السياسة الامريكية للخروج من ازمتها السياسية الراهنة في العراق ولاضفاء الشرعية على النظام الدموي الذي سيتمخض عنها وان انتصار اوخسارة علاوي او المجموعة التي باركها السيستاني لن يغير من جوهر هذه الحقيقة ذلك ان النظام المذكور لن يكون في كلا الحالاتين دولة علمانية مدنية غير قومية وغير دينية تعرف المواطن وتتعامل معه على اساس متساو بغض النظر عن انتمائه القومي، الديني ، الطائفي او الجنسي ولن تستجيب لمطالب وحاجات الجماهير الانية والملحة بل ستكون دولة مبنية على اساس قومي طائفي وديني تحمل في كل لحظة من لحظات وجودها بذور حرب طافية ، قومية ودينية بغيضة تلوح بوادرها في الافق منذ الان ، ولذلك من الضروي ليس مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة فيها بل فضحها وكشف اهدافها الرجعية الخبيثة.

جلال محمد
16/1/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها