الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاترنا العتيقة مرآة لنا

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 3 / 21
الادب والفن


في عز الصحو نحتاج لان نعترف ونصدق بأننا نذهب الى حيث لا نريد بعكس حالنا ونحن في عز الحلم اذ يستقر بنا المقام الى حيث ما نريد، فلا صوت إلا صوتنا حيث نختار الزمان ونختار الاشخاص الذين سنمضي معهم بقايا صوتنا وبقايا فرحنا، حين يكون الواقع مأزوما نتقهقر الى الوراء نعود صغارا ومراهقين نتلون بقصص اصبحت كبيرة بما حملّناها من ادوار كانت كلها من نسج الخيال اذ كان الخيال ما زال فضاء فسيحا.
نعود بالزمن الى احداث اصبحت مدونات في دفاتر عتيقة، نشحذ منها الفرح وبراءة الصغار كي نصارع الزمن بما نكنزه من حكايات كانت هي الفرح الاول او العيد الأول حيث حبال الارجوحة وهي تغدوا بنا مرحا وضحكا وتحدي هل بقي لنا شيء نريد ان نتحداه والموت اصبح ميقاتا سعيدا لمن وجد من يكفنه ويلبسه ثيابا بيضاء او يصلى على روحه بأجمل ثيابه، لا بأكياس سوداء او ملقى من شامخات السحاب.
هل نستطيع الهروب من واقع يطاردنا في يقظتنا مقتحما حياتنا قتلا ودمارا وحرائق الى واقع اخر، كم نحتاج لان نكون اصحاء نفسا وروحا في زمن يكاد يبلغنا بسوءة لا نستطيع ان نداريها بأي تراب.
العالم بكل ثقله لا يترك لنا فسحة من أمل والموت اصبح بالمجان لا نعرف فيه الضحية من الجلاد اختلطت الامور كلها علينا، هل تراني ضللت طريق الطفولة والمراهقة وأنا اشحذ بهما واقعا ربما يحتاج منا جميعا لان نهرب منه، ام تراني ضللت طريق الضحية حتى اشيعها بالدعاء والغفران.
عدت ادراجي الى دفتري العتيق هروبا وأملا بشيء ينقصني، هل كنت في شوق حتى لم اعد ادري من أنا دفاترنا العتيقة مرآة لنا.

في دفتري العتيق كم كنت عاشقة للفرح كم كنت حالمة ببلوغ القمر، كم كنت اكتنز مشاعر للوطن ومن سأسميه وطن ان استطعت العثور به.
على كل المراحل العمرية نواجه الحياة بدهشة البحار وشوقه الى غياهب المجهول نواجهها بهدوء ربما لا يكون هدوء الاطمئنان اذ اننا دائما نحيا في لب العجلة وعندما يأتي ما كان مجهولا، ترانا نتطلع الى الماضي بشوق الملهوف لماذا نتجمد مع الزمن الراهن ولا نسير به الى الامام.
لماذا اصبحت الحياة مغيبه لماذا اصبحنا مجرد عدد مفرّط به يتنافس من بيده الامر ايما كان موقعه في طرق الابادة حتى غدت جماعية.
رجعت الى دفتري القديم سعيا للأمل وسرقة الاحلام منه رجعت اليه ولدي شوق بتحدي الحاضر والتغلب عليه عدت منه بنصف امل وقليل من التحدي وكثير من الاحلام المتكسرة اذ وجدت ان كثير من الاحلام معتدى عليها ولم يعد متاحا حتى الاشهار بها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اجمل ما كتبت وما قرأت لك
سيمون خوري ( 2012 / 3 / 21 - 17:53 )
الأخت عبلة المحترمة تحية لك هذه المادة من أجمل ما كتبت وقرأت لك فعلاً العديد من أحلامنا معتدى عليها ولم يعد متاحاً الأشهار بها خوفاً عليها وربما خوفاً منها, أن تحلم بالحب والمساواة شئ جميل ، لكن الأسوء أن تجد من يحاول تحطيم هذه الأفكار وهذا الحلم بأفكار غير قابلة للتعايش أو مستوردة من ماض لا يمت للحاضر بصلة. شئ مروع أن يتحول عقل البعض الى علبة سردين فارغة لكن مغلقة. مع التحية لك


2 - فراديسنا تلك في دفاترنا العتيقة
ابراهيم البهرزي ( 2012 / 3 / 21 - 19:26 )
بقوة يا عبلة , هكذا بقوة الارادة والفصاحة والصراحة والصدق تكون الكلمة حلما ثم محاولة ثم قوة عاتية , من الدفتر العتيق , من التجربة كلها , بمرها وعسلها , تتبرعم الروح وردة كالدهان ,
نصا اثر نص تزدهرين ياعبلة
كانك كنت صمتا حكيما فاطلقته ضحكة ما او امل ما
من الدفتر العتيق , من براءته وصراحته الحميمة والحنونة يكون الصدق
لا اريد ان يمر يوما دون ان اقرا لك جديدا
فانت غزيرة بما ينبغي وقادرة على ما ينبغي
وهكذا بقوة يا عبلة , بقوة ارادتك التي اراهن ان تكون
اشد على يديك وقلمك بقوة


3 - في أغلب الأحيان الإنسان من صُنع ظروفه
الحكيم البابلي ( 2012 / 3 / 22 - 05:03 )
كلنا يملك دفاتر صفراء قديمة نفتحها بصمت وحزن بين الحين والآخر
هناك مثل عراقي يقول : -عندما يفلس اليهودي يرجع لدفاتره العتيقة- ، وها نحنُ نعود أحياناً لتلك الدفاتر القديمة يا عبلة
من خلال دفتري وجدت أن الدولة التي شهقنا على أرضها أول نسمة هواء هي التي تصنع في أغلب الأحيان ظروفنا وطوالعنا وحظوظنا ومآسينا وحتى مدى ذكائنا أو غبائنا ، ولن الجأ لأمثلة بعيدة ، بل سأخذ نفسي وأخوتي كمثال
خرجتُ من العراق في بداية السبعينيات ، وخلال عدة سنوات تحسنت حالتي النفسية والإقتصادية والإجتماعية والعائلية وحتى الفكرية ، بينما تم حصد حياة أخويَ الإثنين في العراق ولم يكن لأحدهم حتى قبر كبقية الأموات
وربما يقول البعض أن هذه حالة لا تُصلح للمقارنة ، لكنها حقيقة حدثت لألاف الناس وتقول لنا بوضوح أن مصائر الناس - في أغلب الأحيان - مرتبطة أو محكومة بالدولة التي يعيشون فيها
فقط تصوري يا عبلة إنك ولدتِ في دولة غربية أو شرقية حضارية نوعاً ما ، هل كنتِ
ستكونين تحت نفس ظروفك الحياتية العامة التي أنتِ فيها اليوم ؟
أترك الجواب لك
بعضنا يا عبلة وُلد في الزمن الغلط والدولة الغلط والعائلة الغلط والدين الغلط
تحياتي


4 - المبدع الرائع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 22 - 10:28 )
الاستاذ المبدع سيمون خوري كلماتك آسرة جدا حتى لا استطيع الرد اذ الفرح عندما يستقر بالنفس يتلعثم اللسان ، قلبك الرائع لا يستطيع الا وان ينشر الفرح ،
دمت مبدعا تحياتي اليك


5 - الاستاذ الرائع ابراهيم البهرزي
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 22 - 10:39 )
الاستاذ ابراهيم البهرزي اتعلم منك ومن قلمك دائما واشكر تواضعك
هل تعرف ان الامل يصير كبيرا عندما يكون في الحياة اناس يملكون قلوبا كبيرة
وهل تعرف بان ابداعك كنز ويوم يطول بالتفكر
اشكر قلبك الرائع وابداعك الساحر
تحياتي اليك


6 - الاستاذ الرائع الحكيم البابلي
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 3 / 22 - 11:08 )
تحياتي استاذ البابلي من خلال ردي على تعليقك الذي يقطر حسرة، تراني لا الومك بل اشد على يدك واكرر ان ما قلته صحيح 100% الوجع وانعدام فرص العدالة وسرقة الاحلام تكاد تكون سمة لكافة الدول العربية ويثبت ذلك ان فتيل الثورة اشتعل في اكثر من بلد عربي وكأن الثورة مرض معدي ، هي ليست كذلك ولكن ظروف الانسان العربي هي التي تكاد تكون متشابهه حتى يكون الحلم واحد وهو الحرية
العمر يمضي والاحلام اصبحت رفاهية
لا ادري اردنا ان نهرب الى دفاترنا العتيقة من اجل ومضة فرح فأخذنا الواقع بما فيه من وجع
الحقيقة انني سعيدة لانني في رعاية قلوب ذهبية حضرتك والاستاذ سيمون خوري والاستاذ ابراهيم البهرزي
ما زال في الحياة امل تحياتي اليك

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي