الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امبراطورية الأطفال

كوثر علوي بلغيثي

2012 / 3 / 21
الادب والفن


كتب فوق الباب الكبير بلغة موليير وفولتير " أومبير" أي "إمبراطورية" هي فعلا إمبراطورية وإمبراطورية عظمى كذلك،عندما تراها لأول مرة لا تجد أن هناك ما يوحي لتسميتها بهذا اللقب الفخم... باب أزرق عتيق ذهبت رياح الزمن بنصف طلائه فأصبح بلونين أزرق وأسود كسماء في الساعات الأولى من بزوغ الفجر .. يقف وراءه رجل في زي شرطي يظهر جزء من وجهه من شق ا...لباب يستفسر عن سبب المجئ، تشعر للوهلة الأولى أنك تجري صفقة لبيع سلعة مهربة لكن ما أن تنطق بتلك الكلمة السرية: أنا من الأفركاندلز، حتى تتغير ملامح وجهه ويفتح الباب على مصراعيه مرحباً بك.. كأنك ضغطت على زر جهاز التحكم عن بعد لتغير من قناة لأفلام الرعب إلى قناة تبث خطابا للقدافي مع مظلته وسيارته الشهيرتين وهو يتمتم بكلام مبهم وغير مفهوم... المهم اتركونا من معمر وهلوساته..كل هذا وتسمونها إمبراطورية؟ كيف؟

انها ليست الإمبراطورية العثمانية لكنها تشبهها في شمسها التي لا تأفل.. انها ليست الإمبراطورية الرومانية لكنها تشبهها في صمود جيشها الذي لا يقهر.

عند ولوج الباب والدخول إلى الساحة الكبيرة تجد "الأباطرة"..أباطرة لا يتربعون على العروش.. أباطرة لا يرتدون الحرير.. أباطرة لا يضعون التيجان على رؤوسهم

انهم أطفال صغار يلعبون ويمرحون، يغنون ويرقصون.. هم أطفال حذفت من قاموسهم كلمات "أم" و "أب"و "أسرة"...لكنهم أبوا إلا أن يعيشوا في سلام وحب مع مديرة ومسؤولي الإمبراطورية الذين فرضت الحياة، قسرا، أن يكونوا عائلتهم...

كم كنا سذج عندما اطلقنا على زيارتنا إسم "بسمة"..هم ليسوا في حاجةلفرشاة سعادتنا لتخط على شفاههم تلك البسمة... لأن البسمة دستورهم.

هناك..أنشدنا لهم الضحكة، فعلمونا عزف لحن المرح.. سقيناهم من كأس الطيبة فغرفنا من حوض براءتهم.. البسناهم ثوب الفرح فغطونا بملاءات السعادة.

إمبراطورية الأطفال مدرسة عظيمة علمتنا أن الأسرة ضرورية لنكون سعداء، لكن لو لم توجد فلن ندفن رؤوسنا في مقابر التعاسة، أن الأم منبع الحنان لكن لو لم توجد فالله سيفجر عيون العطف والرحمة لتصب في انهار قلبك، أن الأب هو رمز الأمان لكن لو لم يوجد فالحياة ستجعل من نفسك مصدراً للأمان والطمأنينة.

قال الرسول عليه الصلاة والسلام:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس" لذا نود أن نشكر إمبراطورية الأطفال على كل ما أهدت لنا... شكرا، لأنك جعلت من أفركاندلز حقلا تزرعون فيه بذور محبتكم،طيبتكم وعفويتكم التي سنرى ثمارها في كل عمل لنا.شكرا، لأنك كنت المحطة الأولى لقطار الأفركاندلز عبر رحلته الطويلة في ربوع القارة السمراء.

شكراً أطفال الإمبراطورية...شكرا لانكم أباطرة الإبتسامة بلا منازع

( هامش على زيارة جمعية طلبة مغاربة ناشطين في السنغال تسمى الافريكاندلز اي شموع افريقيا الى احدى دورالايتام في دكار )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال


.. صباح العربية | نجوم الفن والجماهير يدعمون فنان العرب محمد عب




.. مقابلة فنية | المخرجة لينا خوري: تفرّغتُ للإخراح وتركتُ باقي


.. فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمين علي | اللقاء




.. بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء خاص مع الفنان