الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم الوليمة في ثقافتنا الكريمة

أيوب بن حكيم

2012 / 3 / 22
كتابات ساخرة


1. قد يسثصغر القارىء هدا الموضوع من عنوانه لما يحمله من دلالات ترتبط بالعبث ، لكن لو كانت "الزردة" عبثا لما أولاها المجتمع المغربي هدا الاهتمام ولكانت تسيا منسيا وعادة من العادات المنقرضة التي حق لنا أن نوليها من الرثاء حقها..

الزردة كلمة مغربية أصيلة تعني "وليمة" واسم من يقوم بعملية الازدراد"زرايدي"،هدا الاخير انسان شره يحب الاكل لدرجة تبعث على الانتباه ،ولعل فقهاء و"الطلبة" بمساجد مدينتي العتيقة خير مثال على هدا الشره..ف"الطلبة" وهم قراء القران في المناسبات يصلون الى حد المضارية و المخاصمة ادا تعدى أحدهم على نصيب الاخر، سواء أثناء ليالي الجنائز أم أثناء ولائم المساجد و الزوايا...والزرايدي انسان "كبور" والذي معناه كونه يحضر المناسبات سواء طلب منه الحضور أم لم يطلب منه دلك..والزرايدي انسان مرح في الغالب يعاني من في الهضم أو مشاكل في أمعائه عموما،وأعرف فقيها كان مسؤولا عن نظافة مسجد حينا توفي بسبب علة في جهازه الهضمي، ومن أشهر زرايديي حينا شيخ فقيه للقران،فكنا ادا أكملنا حزبا و [دأنا بالدعاء السري يقول جهرا:" يارب يارب ،صحن من الكسكس ولو بدون لحم و لا مرق.." فيغالبنا الضحك ونحن في أوج الخشوع وينظر الينا الامام شزرا،وهدا الاخير كنا نجلس اليه بعد صلاة العصر فنحضر الرغائف والحلوى فيفرح ويهش ويبش و يأتي على الصينية كلها ،فيسرنا دلك، أوليس إمامنا راض عنا؟؟؟والزرايدي يجب أن تتوفر فيه خاصية لا غنى له عنها،وهي أن يكون عالما علما كاملا،حافظا حفظا تاما،فقيها داريا علامة واعيا ملما إلمام المتمكن ،عارفا بمفاصل الدجاج و الخرفان،ومن هنا يفرق بيت الزرايدي الخبيلر و الزرايدي الغرير،و الاول منهما يكون غالبا حافظا للمتون و الادكار و الادعية ناهيك عن القران الكريم،بل إت هده المحفوظات ضرورة للتواجد في ليالي الطلبة و الزوايا وليالي الاربعين وولائم المساجد.هدا فيما يخص الزرايدي في المجال الديني،أما الزرايدي العادي فلا يكون مثل نظيره في التفرغ للزرود ،حيث أن الزرايدي/الديني يعتبر الزردة جزءا من عمله ،أما الزرايدي"اللاديني"فعادة ما يكون معلم فرن أو طبالا أو غياطا أو من الشباب الدين احتواهم الحرمان،وأعرف صاحب فرن بكى لأن طعام العرس فاته،والزرايدي هاهنا يجب أن يكون محدثا جيدا دا ظرف حتى يغلب بظرفه الجميع،ويرد عى كل من سولت له تفسه السخرية منه على عقبيه،فالبداهة شيءحتمي هاهنا ...أما ادا حتمت عليك الظروف حضورا في زاوية أو ما شابه فحدث ولا حرج عما يدور هناك من تبدير،فالزرود لا و لن تنتهي،وكل من دخل سلك الدكر و الامداح الاو مدعو للأكل ،فيفتتح المجلس بالدكر و إنشاد ما تيسر من بردة أو همزية،بعد هدا يحضر أهم شيء : الزردة،فهاهي الاكمام ترفع والسواعد تدفع وطبول الانتظار تقرع،وأصوات وهمهمات تسمع ،ومن لا جأش له يفجع ،حتى اذا أزفت الساعة المنتظرة صارت المائدة كالمضجع ،فلا أحد يتضعضع ولا صولة أو منصبا أو رتبة تنفع فصار الاستاذ سيان مع تلميذه ،فمعيار التفاضل أنذاك هو السرعة في ابتلاع لقمة وحشو أخرى تتبعها،وحتما يخرج التلميذ غالبا أستاذه الذي علمه أصول "تزرديت" كما لقنه أصول الفقه ..وكثيرا ما يقع شيء مضحك اذ يملء الزرايدية بطونهم بالدجاج مثلا معتقدين أنه الوحيد المبرمج مثلا فإذا باللحم ينتظر هجوما ولا أحد يقدم عليه الا مناوشة..وقديقع العكس فلا يملء الزرايدية بطونهم منتظرين الجولة الثانية فلا يأتيهم شيء من بعد ما أكلوا..قضيدة مضحكة جدا جدا عن امام و مأموم تخاصما لعلة الوليمة فتابعوا :الإمام والمأموم :

(من بحر الكامل)

بعـض الـمساجد لـم تعد لصـلاة بـل عـادت مـكـان شــكاة

نزل الامام على الطـعام بلهفة خف اليدين مسارع اللقمات

يخشى مزاحـمة من الـمـأموم ان صارت يداه بطيئة الحركــات

لكـن رائـــحة الطعام وشـت به ومضت الى الاموم بالهمــسات

إن الامام استــبد بـــــأكلة لكما معا من طالبي الحسنات

فجرى و قد ترك الوضوء بلوعـة فزع الفؤاد مسارع الخطوات

فإذا الامام ممدد بجوار صـــــح ن فارغ لم يبق غـير فتــات

متعبد مستغـــــرق فـي ذكره و د عائه متخشع الخــلجات

فتحسر الـــمأموم حسرة ثاكل ثم انزوى يكفكف العــــبرات

حانت صــلاة العصر وهـو مكشر لم ينقطع متجهم القســـمات

صاح العباد لـم الصـلاة تأخرت وتساءلواو تبادلوا النظرات

واستعجلواالمأموم أن أقم الصلا ة وعاتبوه بأعنف الكلمات

قــال اتركوني فالامام مـخادع هو من أضاع صلاتكم و صـلاتي

ما من طـــعام أوشراب بيننا إلا وعاجله بغير أنـــــاة

والله يشـــــــهد أنني لم أؤده بإساءة قـط طوال حياتي

فعلام يغدر بي وقد أنصــــفته كل الطعام و سائر الخـيرات ؟

فأتوا بقصعة كـسكـــس مزدانة باللحم ثم تحملوافالنـفقات

لما رأى الـمأموم مـاجاؤوا به مسح الدموع وأظهر البسمات

فأتى عليها وهو يشمت بالامــا م بدوره ويذيقه الحسرات

فاستاء هذا ثم أقسم بالــــطلا ق اذا تقدمـهم لفرض صــلاة

حتى لـقد حار العباد بأمـرهـم فأقيمت الصلوات فـي أشتات

لمل أقاموها تبادلت العيــــو ن رسائل بواسطة الـغمزات

فتعرضوا لهما بـــــضرب مهلك باللكم و الصفعات والركلات

للـه در مفقهين على الـــهوى شوهتم دينا عظيم صفـــات

أهو الولائم في المساجد أم ليا ل تشترى الاكلات بالايـــــات

يتجاهل الفقهاء عن علم تعـا ليم الاله بباطل العــــلات

وقلائل من يــخلصون لربـهــم بالصدق في الحركات و السكنات

فـقهاء عصر مظلم سادت بـــه بدع عليها أوحش الـــظلمات

وهـم أنوار بدر يهتــــــدى بسنائها داموا لإشعاعـات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة TheStage عن -مختار المخاتير- الممثل ايلي صنيفر الجمعة 8


.. الزعيم عادل إمام: لا يجب أن ينفصل الممثل عن مشاكل المجتمع و




.. الوحيد اللى مثل مع أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان.. مفاجآت في ح


.. لقاء مع الناقد السينمائي الكويتي عبد الستار ناجي حول الدورة




.. هشام حداد يستفز وسام صباغ.. وهل يسبق السوري اللبناني في التم