الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للعولمة وجه واحد

تامر العوام

2005 / 1 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


بعد مرور قرابة السنتين على الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق على خلفية الاتهامات الموجهة له بامتلاك
أسلحة دمار شامل قد تهدد الأمن القومي الأمريكي وتزعزع الاستقرار العالمي يعيش العراق حالة من الدمار على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، على الرغم من كثرة الشعارات البراقة التي تطلقها قوى التحالف عن المستقبل الذهبي للعراق وعن الحرية والديمقراطية التي سيتمتع بها الشعب العراقي ، ولكن بمجرد النظر إلى المشاهد اليومية المنقولة من الفضائيات لما يحدث يوميا في العراق وما تسببت به آلة الحرب الأمريكية من دمار شامل يستطيع أي إنسان الحكم بديهيا على اللوحة السياسية الموجودة .
وبما أن الرئيس الأمريكي يحمل قلب كبير وكل هذا الحب للعالم وللشعب العربي وخاصة الشعب العراقي والفلسطيني وربما السوري واللبناني والسوداني لاحقا ولا يعلم أحد كبر قلب الرئيس الأمريكي والذي يتمتع بقدسية كنيسية والذي تم انتخابه لفترة رئاسية جديدة .
وبما أن الوعي الفطري للإنسان يرفض شريعة القتل والدماء وعلى الرغم من وجود أمراض كبيرة في مجتمعنا العربي خاصة وفي جنسنا الآدمي عموما نستطيع إذاً وبنفس هذا الوعي الفطري أن نكتشف أن العدو الأمريكي قيادة وربما شعبا لا يملك مقومات ومكنونات هذا الحب العاطفي اتجاه بلدان العالم الثالث .
وبعد سنتين من الاحتلال لم تستطع أمريكية إثبات امتلاك العراق لتلك الأسلحة وبعد إسقاط نظام صدام حسين نرى أن القوات الأمريكية لازالت موجودة في العراق ....!!!؟
على الرغم من الصعوبات التي تتعرض لها القوات الأمريكية إلا أنها حسمت خيارتها بالبقاء بالشكل الاستعماري المباشر
بذريعة إرساء حكم ديمقراطي من خلال انتخابات حرة .
هي العولمة بأوجها وبشكلها العسكري الأكثر خطورةً تملك دائماً مبررات القوانين الأكثر ظلماً للإنسان وها
هي الطغمة الحاكمة تحرك وتتحكم بالاقتصاد العالمي هي المستفيد الأكبر من غزو العراق .
لقد أدخلت أمريكية المنطقة بدوامة كبيرة وباستراتيجية جديدة يبدو أننا ((حكومات وشعوب )) لم نستطع فهمها
حتى الآن ولكن إذا ما أعدنا قرأت الحركة الرأسمالية العالمية منذ نشأتها وحتى الآن مروراً بتطور الأنظمة الرأسمالية الغربية وبانهيار المعسكر الاشتراكي نجد أنفسنا أمام بوابة كبيرة كُتب عليها (( الاقتصاد ))وما يحدث بالعراق اليوم من عمليات انتحارية وتصفية وتغيب للقوى العلمانية اليسارية أو بالحد الأدنى القوى الوطنية التي لها مصلحة بإنهاء الاحتلال ،و ظهور قوى يمينية سلفية ما هو إلا نتاج الضغط الأمريكي وربما يتعدى الموضوع أكثر من ذلك فهذه الحركات السلفية بالإضافة إلى السلطة العراقية المنتخبة من قبل الأمريكيين تقوم بدور محوري بتهميش القوى الوطنية بالإضافة إلى تركيزها فقط على زعزعة استقرار العراق وهذا لا يخدم سوى العدو الأمريكي بالإضافة إلى الصفقات الاقتصادية التي
يقوم بتنفيذها الموساد الإسرائيلي ما هو إلا الجوف الغير مرئي لطبيعة النظام العولمي العسكري .
لقد استطعت أمريكية أشغال العالم عن السبب الحقيقي الذي دخلت من أجله للعراق وأفغانستان ولكن المفارقة هنا تكمن بأن أمريكية لم تقم باقتسام التركة أو الكعكة المسروقة كما فعلت بحرب العراق الأولى ، مما جعل دول غربية تعارض الحرب وعلى رأسها ألمانية و فرنسا والتي تحاول الآن طرح عولمة بديلة وإن كانت تصورها بشكل أكثر بريقا عن طريق طرح ثقافة بديلة تارة أو عن طريق علاقاتها الفرنكفونية وأرثها الاستعماري القديم
ونرى ذلك بشكل واضح من خلال الضغوط التي مارستها على كل من سورية والجزائر للدخول بالمجموعة الفرنكفونية .
إن الضبابية التي تحاول فرنسا تجميل عولمتها البديلة من خلال طرح شعارات جديدة بدلا من الاحتلال مثلا
((الشراكة الأوربية )) وكأن كل مشكلتنا ستحلها هذه الشراكة وبدلا من إسقاط الأنظمة الدكتاتورية (( الضغط عليها لتنفيذ بعض المطالب )) كموضوع حقوق الإنسان وإلغاء قانون الطوارئ........ ألخ
ربما يغيب عن هذه الأنظمة الرأسمالية بأن العولمة هي الشكل الأكثر تضخما للرأسمالية والأكثر ظلما للإنسان
وكأن فرنسا تجعل من عولمتها شكلا خلاقا من أشكال التبادل الثقافي فقط .
ولكني أعتقد أن العولمة الأوربية والأمريكية واحدة ولكن الآلية الداخلية لتلك الطغم المتحكمة برؤوس الأموال قد تختلف باختلاف موازين القوى العالمية والسوق اللازمة لتصريف البضائع .
وإذا ما كنا لا نزال بعيدين قليلا عن الدخول في هذا النهج الليبرالي الجديد والدخول في اقتصادية السوق وخصخصة القطاع العام وتفريغ الدولة من مهماتها الاجتماعية والاقتصادية والخدمية اتجاه المواطن ..... تعمل
الحكومة السورية اليوم على الانخراط في هذا المضمار الضيق والضبابي مع أن الأمثلة الموجودة أمامنا كثيرة لنتعلم الدرس ممن سبقنا في الركوب في قطار الليبرالية السريع .
أن الضغوط التي تمارس على سورية اليوم ما هي إلا لتجهيز خريطة جديدة للمنطقة بتغير القيم الثقافية والفكرية
وإغراق المنطقة بثقافة العولمة الأمريكية و الأوربية .
وما لا يعيه المواطن السوري البسيط هو خطورة الانخراط في هذا النهج الليبرالي الجديد والانفتاح على اقتصادية السوق وما يترتب عليه من خصخصة القطاع العام أو بيع القطع الخدمي ، والمشكلة هنا تكمن في تفكير المواطن السوري وإشكالية وعيه فنحن لا نملك الوعي الاقتصادي الكافي فهناك مصطلحات كثيرة لا ندرك معناها كا (( الخصخصة ، اقتصادية السوق ، والسوق الحرة ، والمصارف الخاصة ، ورفع الضريبة الجمركية وشركات المساهمة والبورصة وكثير جداً من هذه المصطلحات المطروحة والتي تبدو لنا غريبة ولا نعلم مدى خطورتها هنالك طبقة من المنتفعين وللآسف هم في مراكز سياسية يعملون على دفع الحكومة للدخول بهذا النهج الليبرالي رغم بعض الشعارات التي تطلقها من حين لآخر عن تحفظاتها الكبيرة ولكن الواقع يقول غير ذلك وما هذه التصريحات لبعض المسؤولين التي بدأت تأخذ طريقها للوضوح والأكثر علانية إلا نتيجة حتمية للسلوك الذي تتبعه الحكومة
ومن المؤسف والخطير انه في ظل غياب دراسات دقيقة عن الاقتصاد السوري خارج الأطر الحكومية توضح للمواطن خطورة المرحلة الراهنة فما معنى غياب حرية رقابية صحفية على طول الثلاثين عام الماضية على منشآتنا التابعة للقطاع العام وتزايد الفضائح عن فسادها وخسارتها وعجزها عن مواكبة حاجات السوق في هذا الوقت بالذات //فضائح بالجملة // والغريب وجود شخصيات داخل تلك المنشآت يتكلمون بأرقام دقيقة ودراسات للسنوات الماضية عن تلك المنشآت
انه لشيء مضحك وغريب بوجود هؤلاء الأشخاص القادرين على تحديد مكامن الخطأ والخسارة من عشرة أعوام ولم يستطيعوا تدارك هذا الخطأ
طبعاً لكي لا أكون مجحفاً بحقهم ............؟ ربما يكونون من دعاة الانفتاح الليبرالي وصحابي مشروع الإنقاذ الاقتصادي المبني على بيع القطاع العام وخصخصته لإنقاذه من خسارات جديدة
وهذا ما حدث في شركة الكرنك التي تم توقيفها عن العمل دون النظر التي مئات العاملين فيها وتأمينهم
أخيراً اعتقد أن هذه الحرية الصحفية ((الاقتصادية )) غير موجود لأنها لم تستطع حتى الآن تحقيق الرقابة على رموز اقتصادية كبيرة وكثيرة ................. تهيمن على الاقتصاد السوري وتقدر ميزانيتها بأضعاف ميزانية سورية مع العلم أننا نعيش في بلد اشتراكي إحدى أهم أهدافه هو نقل ملكية وسائل الإنتاج من القطاع الخاص إلى العام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع صلاح شرارة:


.. السودان الآن مع صلاح شرارة: جهود أفريقية لجمع البرهان وحميدت




.. اليمن.. عارضة أزياء في السجن بسبب الحجاب! • فرانس 24


.. سيناريوهات للحرب العالمية الثالثة فات الأوان على وقفها.. فأي




.. ارتفاع عدد ضحايا استهدف منزل في بيت لاهيا إلى 15 قتيلا| #الظ