الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجريمة البشعة في العراق بلا صدى او رد فعل

نوري جاسم المياحي

2012 / 3 / 22
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


يبدو لي ان العراقيين فقدوا عواطفهم واحساسهم الى درجة وكانهم اموات ...والسبب هو سلوكية القائمين على الامر من المسؤولين اللامبالية تجاه المواطن وبما يحدث وكان كل منهما يعيش في واد ...
بالامس تناقلت وكلات الانباء ...خبرين لجريمتين احداهما وقعت في فرنسا (تولوز) والاخرى وقعت في بغداد ( الزعفرانية ) ...المشتركات بين الجريمتين ..عدد الضحايا ...هنا اربع ضحايا وهناك ايضا اربع ضحايا ...هنا قتل امرأة بالغة وثلاث اطفال ...هناك قتل حاخام يهودي بالغ وثلاثة اطفال يهود ...هنا نحروا بالسكين كالدجاج ..وهناك قتلوا برصاص مسدس ...هنا اعلنت اخبار الجريمة بلا ردة فعل ظاهرية ...وهناك انقلبت الدنيا وعلى لسان حال كل القادة والساسة معلنين الشجب والاستنكا الاستنكارات والاحزان والتعازي بما فيهم قادة الامم المتحدة وفي مقدمتهم الامين العام والجامعة العربية واسرائيل ...وهنا مرالخبرمرور الكرام ..كلمات لاتتجاوز عدد اصابع اليد في تايتل الفضائيات بالرغم من بشاعة الجريمة ...
الخبر يقول ...ان امرأة (عراقية ) اسمها سارة وعمرها 25 سنة و اطفالها الثلاث ..وجدت جثثهم منحورين في بيتهم ...هذا كل ماتناقلته الانباء وليس كما حدث في فرنسا ( عرفوا البير منو حفره والنغل منو بزره ...ومن وراء الجريمة ودوافعها )..وحاصروا القاتل والقوا القبض على اخيه ...
وهنا ضاعت الجريمة والمجرم بين الجرائم التي ترتكب يوميا وبلا حساب ..سوى توجيه الاتهامات وتنظيم الاضابير واعطاءها ارقام وخزنها فوق الرفوف العالية ...والغريب المؤلم تفكيرهم باصدار قانون العفو العام ..فممن يخاف القاتل اوالمجرم الجاني ؟؟؟اذا كان يقتل وينتظر قانون للعفو للافراج عنه ؟؟
لنعد الى تحليل الجريمة وبشاعتها ...فلو فرضنا ان الضحية المغدورة تزوجت وكان عمرها 15 سنة ( اي طفلة ) وانجبت الاطفال الثلاث ...ففي كل الاحوال لايتجاوز عمر اكبر اطفالها التسع سنوات ...واصغرهم ربما عمره سنة او سنتين ...وهنا أسأل ...ما جريمة هؤلاء الاطفال الابرياء ليذبحوا بالسكين كالدجاج ؟؟؟وماذا قالت ارواحهم الزكية لحظة الذبح ...وهم يتحسسون والسكين تنحر رقابهم الطرية (الله واكبر على كل ظالم )...فمهما تكن دوافع الجريمة ...فلاتبيح للمجرم ان يجرأ على فعل ذلك ...ولكن وكما يبدوا لي شخصيا ان ما يجري يستهدف قتل المشاعرالانسانية والبشرية عند العراقي (اذا لازالت عنده مشاعر )..والا ما معني عرض صور ضحية الايمو وهو محطم الرأس بالبلوكة ؟؟؟ وعرض افلام تجميع اشلاء ضحايا الانفجارات والدماء تصبغ ارض الشوارع ؟؟ وافلام مصاصي الدماء في الفضائيات بلا رادع او رقابة ؟؟؟
يبدوا لي ان الهدف من وراء هذه الجرائم والتعامل معها في الاعلام وفشل الحكومة والمؤسسات المختصة والامنية يؤكد ان الهدف من وراءها ترويع ونشر الرعب بين الناس وترويضهم على القساوة والتي يمكن ان اسميها بأسلوب او سيناريو المجرم (ابو طبر المشهورة ) ..ويمكن حصرواختصار الاسباب والدوافع بما يلي :-
---- خسة ودناءة الصراعات السياسية والطائفية بين الكتل الحاكمة الهتهم عن الانتباه للانحدار الاخلاقي والانساني والسلوكي الذي اصاب المجتمع العراقي ...
---- قساوة ووحشية القتل عند البعض من المجرمين وهذه ظاهرة نفسية اجتماعية ولابد للمؤسسات من دراستها ومعالجتها ..
---- دور حكومة الفشل والفاشلين ...التي تتاجر (بين حين واخر ) بالاعلان عن العفو عن القتلة والفاسدين والمزورين والحرامية والمرتشين ...والنتيجة الحتمية لهذه السلوكية ..هي تدمير بنية وقيم واخلاقية المجتمع بنشر الخوف والرعب في صفوفة وعجز الحكومة عن حمايته ...
اي باختصار ...الجريمة والامعان في بشاعتها تستغل لاغراض سياسية معشعشة في عقلية السياسي المريض نفسيا ...ولاسيما عندما تكون عقلية هذا السياسي اجرامية ..وما اكثر هذه النماذج المريضة في عراق اليوم للاسف الشديد ...
اللهم احفظ العراق واهله ...اينما حلوا او ارتحلوا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ابو الطبــــــر فرخ ابو بلوكـــــــــة
كنعــان شـــماس ( 2012 / 3 / 22 - 14:06 )
تحية يا استاذ المياحي على تعريـــة هذه القاذورات والخباثــــة والتي تســــقط عقيدتها الشـــيطانية على الضحايــــا الابريـــــــاء فعلا القصد هو زرع الفزع في المجتمع العراقي فيشــــلون ارادته وتفكيره مايوكد مشاركة المسولين في الحكومة سكوتها المخــــزي على هذه الاشاعات المدمرة وعدم طــــرد مروجيها من وظائفهم او تقديمهم للمحاكم رحم الله الابريـــــاء


2 - ما خفي كان اعظم
نوري جاسم المياحي ( 2012 / 3 / 23 - 05:32 )
استاذ كنعان ...المجتمع العراقي يتعرض وبشكل مبرمج ومنهجي للتشوية والتخريب ...وكما يقال ...ان كنت تعرف فتلك مصيبة وان كنت لاتعرف فالمصيبة اعظم ...وثق يا عزيزي اننا لانعرف ما خفي ....

اخر الافلام

.. كوباني تحتضن مهرجان زيلان الثالث


.. -الشهيدة زيلان رمز للمرأة الكردية المناضلة-




.. لمناهضة قتل النساء منظمة سارا تطلق حملة توعوية


.. مسرحية غربة




.. دعاء عبد الرحمن طالبة بكلية الصيدلة بجامعة أم درمان