الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهيد الوطن عزالدين سليم ... تغييب مستمر .. وحقيقة لن تندثر

كرار طالب الحجاج

2012 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إن من مصائب عراقنا ان يقتل أصحاب الرأي وعمالقة الفكر , لكن الأشد ألما هو ما يتعرض له هؤلاء العمالقة من تغييب وإهمال متعمد من قبل قادة العراق الجديد وما يعانيه شهيد الوطن عز الدين سليم مثال واضح كوضوح الشمس على هذا الاهمال , نعم إن هذه المحاولات لم تكن الاولى في حياة الشهيد , فقد بدأت أول حلقات التغييب ضده من قبل النظام البعثي وأزلامه خصوصا بعد انتمائه لصفوف الحركة الإسلامية وعمله كحلقة الوصل بين قيادات التنظيم وبين الشباب المجاهد من أبناء مدينته الهوير والمناطق المجاورة فوضع تحت المراقبة وتعرض للمضايقة والاعتقال مرات عديدة مما اضطره إلى الهجرة إلى الكويت وبعد انكشاف العمل هاجر الى إيران محاولا إظهار المظلومية الكبرى لأبناء وطنه وما يعانونه من الآم وابتلاءات مبادرا للعمل من اجل المساعدة في تخليصهم من المقبور صدام وطغمته الفاسدة عبر العديد من المؤتمرت و اللقاءات التي كان يعقدها بين الحين والاخروبالرغم من إخلاصه وعمله الدءوب لخدمة أبناء العراق عانى أبي ياسين تغييبا متعمدا وتحجيما كبيرا لدوره وإخوانه العاملين في سبيل الله والوطن ....
لكن الشهيد وكما كان يقول (( غالبا ما تشتد محنة المستقيمين في الطريق لا لشئ إلا لأنهم مستقيمون , لا يتملقون حين يتملق الآخرون ولا ينحنون حينما ينحني الوصوليون ... )) بقي وكعاته دائما منشغلا عن آلامه وما يعانيه من محن مفكرا بالآم شعبه سائرا بخطه المستقيم الذي اختطه لنفسه منذ بدايات حياته مهما اشتدت الابتلاءات والظلامات , وما إن سقط النظام وبعد فترة وجيزة عاد عبد الزهراء عثمان لوطنه الذي طالما ارقه الحنين اليه وهنا بدأت مرحلة جديدة من مراحل التغييب حيث وبعد عمله كعضو في مجلس الحكم العراقي رفض البعض تسلمه لمنصب رئاسته إلا أن إصرار الوطنيين والانتخابات التي تجري لأول مرة كان لهما كلمة الفصل في أن يشرف عزالدين سليم كرسي الرئاسة , فبدأ الضوء يسلط تدريجيا على هذه الشخصية وبانت بعض أفكاره ونظرياته وآراءه التي تنبع من صميم الواقع العراقي المر الذي يعيشه أبناء العراق ومن ابرز نظرياته نظرية ( حكومة الإنسان ) التي دعا لها حال وصوله ارض الوطن والتي يحاول من خلالها بناء الإنسان الذي سيقوم باختيار حكومة تمثله ومن ثم تقام دولة الإنسان المنشودة , إضافة إلى العديد من الأفكار التي يحاول من خلالها أن يزيح الألم ويضمد الجراح ويخدم العراق وشعبه وهذا مما لا يروق لاعداء العراق سماعه فحاولوا ان يبعدوا ويغيبوا عبد الزهراء نهائيا من على المشهد العراقي فيكملوا بذلك كل محاولات التغييب التي عاناها ويعانيها الشهيد من بعض أبناء خطه وأصدقاءه في طريق الجهاد , فجاء هؤلاء المجرمون بسيارتهم المفخخة ليفجروا موكب الرئيس وهو متجه الى عمله , فقتلوا عزالدين سليم ورفيقه ابا محمد العمري وابن اخيه اسعد وبعض أفراد حمايته , نعم لقد غيب هؤلاء اللعناء جسد ابي ياسين فحاول من غيبوه سابقا ان يكملوا العملية فيبعدوا ويطمسوا اسم الشهيد من ذاكرة التأريخ حيث لم يستذكروه في أي من احتفالاتهم الرسمية التي يستذكر فيها شهداء العراق بل يستذكر فيها أشخاص لم يقدموا شيئا امام ما قدمه شهيد الوطن , بل لم يقيموا أي استذكار له في ذكراه التي مر عليها سبع سنوات ونحن نقترب الآن من ذكراه الثامنة لا لحاجة للشهيد بذلك إنما ليفتخر العراق بأنه ولد رجالا كعزالدين , ولكن ليعلم كل من لا يعلم ان اسم عزالدين سليم سيبقى خالدا بفكره وآراءه , وان يوم 17 / 5 الذي فقد العراق فيه هذه الشخصية الوطنية الفذة سوف لن ينسى من ذاكرة الوطنيين والشرفاء الذين يستذكرون الشهيد , كما أقول لمن غيب هذا الشهيد وأفكاره بان إهمالكم لهكذا رجال إنما هو إهمال وعدم مراعاة لمبادئ العمل الإسلامي , وان اليوم الذي سيسلط فيه الضوء على فكر وأطروحات هذا المفكر الذي بذل كل ما يملك من اجل دينه ووطنه لهو آت حتما , واعلموا ايضا أن فكرة الشهادة لم تكن مغيبة عن فكر شهيدنا الذي كان ينتظرها بفارغ الصبر ولكم في كلماته التي كتبها في القصاصة التي وجدت في ملابسه بعد الحادث دليلا على ذلك (( جازفنا في مجلس الحكم بأرواحنا وسمعتنا .. لكي نحقق مصالح العراقيين في مرحلة حساسة ))
فسلام عليك يا شهيد الوطن وعلى فكرك ونهجك المستقيم وعزاؤنا لأنفسنا بان خطك ونهجك مستمر على يد بعض المخلصين الذين يعملون لإبراز فكرك وتطبيق نظرياتك .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التلفزيون الإيراني: تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو


.. مقتطفات من لقاء سابق أجرته الجزيرة مع الرئيس الإيراني الراحل




.. لحظة دخول مساعدات لشمال قطاع غزة


.. بعد اتهامات طهران لها بتدبير الحادث.. واشنطن تؤكد أن لا علاق




.. بايدن وترامب والملف الإيراني | #أميركا_اليوم