الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في أفكار وممارسات الأحزاب العراقية

عبدالناصرجبارالناصري

2012 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية




لطالما حلم العراقيون أن يفيقوا على رؤية عراق جديد فيه أحزاب عراقية أصيلة متنوعة ومتعددة , وبفضل الله تمكنوا أخيرا من رؤية هذا الحلم وشاهدوا المئات من الأحزاب السياسية
حتى أصبح داخل كل شارع أكثرمن مقر لها , وحظيت هذه الأحزاب لأول وهلة باستقبال وترحيب من قبل العراقيين
لأنهم تصوروا بأن هذه الأحزاب سوف تساهم في اعادة بناء العراق الجديد وتساهم في تحقيق أماني وتطلعات هذا الشعب المظلوم
الذي أبتلي بنظام القمع والظلم والموت السابق , ولم ينتبه المواطن العراقي الى أن هذه الأحزاب لم تتشكل وفق فكر عراقي يدعو للعراق
فقط , بل تأسست على الأفكار القومية والأممية والاسلامية نفسها . ولانريد الخوض في أيدلوجيات هذه الأحزاب وأنما أريد فقط أن أسلط
الضوء على الأفكار التي يفترض أن تقدمها للمنتمين اليها , وأتساءل : هل أن هذه الأحزاب تقدم أفكارا للأفراد الذين ينتمون اليها ؟
من خلال بعض المشاهدات التي نشاهدها يوميا داخل مقرات الأحزاب أستطيع أن أروي بعض الممارسات التي تمارسها
لا توجد أي أفكار تتماشى مع عصرنا الحالي تطرح على المنتمين
عدم السماح لأي فكر متنور يطرح داخل مقر الحزب
مشاهدة قناة الحزب فقط وعدم السماح لأعضائها بمشاهدة قناة أعلامية أخرى
الاهتمام والتركيز على اطالة اللحية ومن يحلق لحيته توجه له الاستفسارات
تمجيد الوزراء الذين ينتمون لهذا الحزب
السماح بالصاق التهم في كل الأحزاب الأخرى بغض النظر عن مصداقيتها
الالتزام بلقب الحجي لكل مسؤول في الحزب
ترتيب الكراسي وتقديم الشاي لزائري الحزب
مناقشة اللقاء الذي أجراه أي مسؤول في الحزب وتأييد كل ماذهب اليه
الالتزام بمواعيد الصلاة وأدائها داخل مقرالحزب
الترويج للحزب وكسب الأعضاء الجدد وفق هذه الممارسات
استلام فايلات ومستمسكات المواطنين بحجة وجود تعيينات
الالتزام بحماية مقر الحزب من خلال واجبات دورية بين الأعضاء لكي يحرسوا المقر , فهنالك الوجبة النهارية والوجبة الليلية من الحراس
الالتزام بتعليق صور مراجع الحزب على جدران مقرات الحزب وبيوت المنتمين اليه
الولاء المطلق لرئيس الحزب ولأمينه العام
لا يوجد تدرج حزبي داخل هذه الأحزاب
لا يوجد أي دعم مادي للأعضاء الجدد بل مواعدتهم على أمل بأن حزبهم سوف يقوم بتعيينهم
على كافة المنتمين أن يخدموا الحزب خدمة حسنة وتقديم كل مايطلبه منهم لمدة غير محددة حتى يأتي تعيينهم
عدم وجود نظام داخلي للحزب وعدم معرفة أي عضو مهمته وكيفية العمل وفق النظام الداخلي
الالتزام بشراء جريدة الحزب
الالتزام بالاشتراكات الشهرية وهي مشابهة لاشتراكات حزب البعث بحجة دعم الحزب
عدم مناقشة المسؤول بما يطرحه حين يجتمع باعضاء الحزب وعدم الاعتراض عليه
استبدال التصفيق بكلمة أحسنت بارك الله فيك وطيب الله أنفاسك
رفع شعارمحاربة البعث والسماح لكافة البعثيين بالأنتماء للحزب
التغطية على ممارسات المنتمين للحزب واستعمال الحزب من أجل الوصول الى أعلى المناصب
هذا هو الواقع الحزبي داخل العراق , فهل هذه الممارسات الحزبية قادرة على بناء العراق ؟
أو بناء مجتمع سليم ؟ وهل تدل على أن هذه الأحزاب تستحق أن تسمى أحزابا ؟
أعتقد بأن اسمها الحقيقي دكاكين , لأن من يعمل بها لا يعرف غير الترويج لبضاعة دكانه ,
الأحزاب في الحقيقة انما نشأت من أجل ظاهرة تقدم الشعوب , اذ لا يمكن لبلد أن ينهض من دون أن يكون هنالك أحزاب تساعد في
ترسيخ المبادىء العامة لسياسة البلد .. ولذلك نحن نتطلع الى ولادة أحزاب جديدة مبنية على أسس عراقية فقط ومبنية على أفكار عراقية
بحتة , لأن كل بلد لايمكن أن ينهض بأفكار مستوردة من الخارج , أو بأفكار شخص فقد الحياة أو أستشهد , لأن الحزب
امتداد مع الحياة ولا بد لرئيس الحزب أن يكون حياً لكي يجاري متطلبات الحياة على كافة الصعد التي تواجه البلد .
خلافا لما نراه الآن فنحن نرى أغلب الأحزاب السياسية العراقية الحاكمة تدار وفق نظرية مؤسسها المتوفى أو المستشهد ومع
أحترامنا وأجلالنا الى ما طرحوه أيام المعارضة , ولكن هؤلاء المتوفين لو كانوا اليوم أحياء لأدانوا ممارسات من يحكموا بأسماءهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تحاول فرض إصلاح انتخابي على أرخبيل تابع لها وتتهم الصي


.. الظلام يزيد من صعوبة عمليات البحث عن الرئيس الإيراني بجانب س




.. الجيش السوداني يعلن عن عمليات نوعية ضد قوات الدعم السريع في


.. من سيتولى سلطات الرئيس الإيراني في حال شغور المنصب؟




.. فرق الإنقاذ تواصل البحث عن مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئ