الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نوروز . . و ازمة الحكومة العراقية

مهند البراك

2012 / 3 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بينما يحتفل الشعب الكوردي بعيد النوروز و تشاركه فرحته كل الشعوب المحبة للحرية و السلام، و فيما يستعد العراق لاستضافة القمة العربية في بغداد العاصمة التي يرى فيها مراقبون بكونها خطوة هامة من اجل استقرار البلاد . . تزداد ازمة الحكومة العراقية بشكل ملفت للنظر بعد احتجاجات متنوعة و بعد ان قوبل تظاهر الالاف من اجل الخبز و الكرامة بارهاب الحكومة، في اوقات نبّه فيها و و قال و كتب كثيرون عن مخاطر تحول الحكم العراقي الى دكتاتورية جديدة ـ بقصد او بدون قصد ـ من خلال تواصل و تزايد تجميع السلطات الاساسية بيد شخصية واحدة لكتلة شيعية متواضعة قياساً بالكتل الشيعية الاخرى، بلغة المحاصصة ذاتها .
و كشفت تصريحات رئيس اقليم كوردستان السيد البارزاني و خطابه في عيد النوروز عن الحجم الخطير للازمة . . حين نبّه علناً الى مايلعبه الاستئثار المتزايد بالسلطات العسكرية و الامنية و المالية و غيرها من قبل شخص واحد و مقربين، في وقت لا يتوقف فيه تمزّق قوى البلاد و معاناتها بسبب التمييز الديني و الطائفي، الفساد الإداري، الضائقة المعاشية و البطالة، و استغلال الارهاب لما يجري و تمكّنه من اختراق القوى العسكرية و الأمنية العراقية الذي يبدو و كأنه لاينتهي، بدلالة التفجيرات المتواصلة المؤلمة الاخيرة . .
و في وقت تشكّل فيه كوردستان بنظر اوسع الاوساط، حجر الزاوية الهام في المسيرة السياسية بعد سقوط الدكتاتورية، بعد ان لعبت جماهيرها و فصائل البيشمركةالانصارالدور المتواصل الابرز و الأكثر تنظيماً و ممارستها تحدياً معلناً في معارضة و مواجهة الدكتاتورية و قدّمت اثمانها غالياً بالارواح و بحق الوجود و الحياة، ابادت الدكتاتورية اثرها مناطق كوردستانية بكاملها.
و استطاعت المسيرة الكوردستانية بما يواجهها من موروث و ثغرات و تحديات متنوعة داخلية و اقليمية و دولية، ان تحقق نجاحات لم تستطع الحكومة الاتحادية المركزية بالقائمين عليها الآن تحقيقها . . . حتى عادت القضية الكوردية تشكل ملاذاً لأوساط عراقية متسعة، في وقت تلعب فيه دور صمام امان كبير لمدى صواب المسيرة السياسية على طريق تقاسم السلطة و تبادلها سلمياً و جعلها شراكة وطنية بين كل الاطياف العراقية وفق الدستور، كمانع متين امام تكوّن دكتاتورية فردية من نوع جديد، اخذت تزداد ملامحها وضوحاً بتوظيف الإدعاء بتمثيل مذهب بعينه، مذهب صار بتياراته و قواه السياسية ممن يعانون من طغيان تلك النزعة الفردية ذاتها، على حد بياناتها و مواقفها.
و فيما يتهم البعض مواقف حكومة اقليم كوردستان، بكونها انعزالية و ساعية للانفصال بالاقليم عن العراق، فانهم لا يلاحظون حجم التحديات اليومية التي تواجهها و التي من اهمها اهمال الحكومة العراقية لحقوق كوردستان الدستورية في المادة 140، و ينسون ان نجاح السيد المالكي في تشكيل حكومته الحالية و جلوسه في رئاستها يعود الى اتفاقية اربيل في ايلول 2010 برعاية السيد البارزاني بعد ان طال تعذّر تشكيل الحكومة العراقية لمدة اكثر من عام على اعلان نتائج الانتخابات التشريعية الاخيرة . .
و يشير متخصصون الى انهم ينسون صراحة التحالف الكوردستاني في مطالبته حينها بعدم الاستعجال بسحب القوات الامريكية دون ضمانات واضحة تحفظ وحدة العراق وفق الدستور ـ رغم انواع المواقف المزايدة و المنافقة لعدد من الاطراف حينها ـ . . حيث تفجرت الخلافات سريعاً بين كتلة المالكي " دولة القانون " الحاكمة الفعلية و " الكتلة العراقية " اثر الاعلان عن انسحاب القوات الاميركية نهاية العام الماضي، و تفجّر العديد مما تعرفه و ترصده حكومة السيد المالكي منذ سنوات على حد بياناتها بحق الكتل الاخرى دفعة واحدة . . دون السعي لتوفير المستلزمات الاساسية لتعميق المسيرة لصالح اوسع الفئات العراقية الكادحة بعربها و كوردها و سائر اقلياتها الدينية و المذهبية و القومية، برجالها و نسائها و شبابها .
و يرى مراقبون ان تصريحات السيد البارزاني الاخيرة و توافق و تأييد كتل سياسية عراقية متزايدة لها ، من عربية و كوردية، سنية و شيعية، قد تجعل السيد المالكي و كتلته الحاكمة في زاوية ضيّقة لاينفعها فيها حتى رضوخها للإملاءات الخارجية، في وقت لم تعد فيه الوعود ذات جدوى، و صار عقد مؤتمر عاجل لكل القوى السياسية المشاركة في المسيرة السياسية، للتوصل الى حلول عملية و اجراءات تنفيذية وفق الدستور . . مهمة لاتقبل التأجيل .

22 / 3 / 2012 ، مهند البراك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!