الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على السوريين ان يفوزوا بحريتهم - بدون مساعدة احد!

حنا زيادة

2012 / 3 / 22
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



"حافظ على معنويات الفريق عالية"، وأضفت "الأسوأ قد انتهى". جاء الجواب سريعا بالرغم من سؤ الاتصال على"سكايب" "ليس المعنويات ما ينقصنا ولكن السلاح".

ومحدثي هو علي الحلبي، رئيس مجموعة من الثوارالذين بسطوا سيطرتهم على بلدة عندان في محافظة حلب، شمال سوريا. وقد روى لي صعوبة شراء السلاح وتهريبه عبر الحد...ود التركية، وذلك لأن السلطات التركية كثفت دورياتها لمصادرة الأسلحة التي تتوجه للجيش السوري الحرة. وجاء كلام علي الحلبي في وقت كان فيه كل من القادة الاتراك والعرب والغرب يشددون على ضرورة دعم المعارضة السورية وتسليح الجيش السوري الحرة.

ولكن كما قال علي: "انه مجرد كلام. لم نشعر بأي مساعدة - لا من العرب أو الأتراك. المال نحصل عليه بنفسنا، ونشتري الأسلحة من المهربين والضباط الفاسدين في جيش الأسد ". بعد عام من ثورة السوريين على نحو أدهش الجميع للمطالبة بحريتهم، وأستعادوا الشوارع التي حرمهم حكم البعث منها خلال اربعة عقود، والعالم لا يزال غير قادر على انتهاج سياسة ثابتة تجاه نظام الاسد. وكما في حكاية أسطورية، يواظب المدنيين السوريين بشكل يومي تقريبا على تنظيم المظاهرات السلمية حيث يواجهون خطر الموت وهم يرقصون، ويغنون وينشرون رسالتهم للسوريين ولبقية دول العالم "سوريا بدها حرية". وكان رد نظام الأسد الرصاص والقنابل والمذابح.

بعد مرور عام على خروج المظاهرات الأولى في درعا - التي بدأت عندما قام طلاب المدارس بالكتابة على الجدران "الشعب يريد اسقاط النظام" وتعرضهم للسجن و للتعذيب بقلع اظافرهم – لا يزال الصليب الأحمر وغيره من منظمات المعونة الإنسانية لا يستطيعون الوصول للسكان الذين يعانون بشكل مريع. في حين يستمر النظام تحت نظر العالم بنقل حقول الموت من مدينة الى مدينة. من درعا في الجنوب الى حمص وحماه في قلب سوريا الى اللاذقية على الساحل وحلب في الشمال و اخيرا وليس اخرا الى مدينة الرقة في الشرق. ولقد نجح السوريين في توجيه ارهاب النظام ضد النظام: من يسقطت شهيدا قي مظاهرة يوم أمس يغذي مظاهرات مواكب الجنازة في اليوم التالي، إذ تخرج العائلات الثكلى والجيران لتشييعهم. وتتوافر الآن تقارير موثقة ومخيفة عن مجازر وفظائع يقوم بها جنود وشبيحة النظام ضد المدنيين والمنشقين عن الجيش، والتي دفعت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان باتهام نظام الأسد بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وكل هذا يبين أمرين: الى اي مدى من القمع النظام مستعد للذهاب في اخضاع الاحتجاجات. ولأي درجة السوريين مصممون على تحقيق حريتهم.

بعد عام مع اطول ثورات الربيع العربي، هناك حقيقتان سياسيتان واضحتان. الأولى أن نظام الأسد سوف يستخدم كل وسائل القمع في ترسانته لقمع الثورة، من دبابات وطائرات هليكوبتر وفرق الموت الى التلاعب بوسائل الاعلام، والمناورات الدبلوماسية والوعود الكاذبة بلإصلاح. والحقيقة الأخرى هي أن الثائرين لن يتخلوا عن كفاحهم، بغض النظر عن مدى العنف الذي تستعمله قوات الأسد ضدهم.

إضافة لهذا الواقع السوري المؤلم، هناك حقيقتان سياسيتان واضحتان في الواقع السياسي دولي. الأول هو استمرار الغرب في التأرجح بين التأنيب الشفوي للاسد، وعقوبات شبه فعالة وإصدار التهديدات القليلة المصداقية عن تسليح المعارضة وعن خلق مناطق آمنة أو مهاجمة قوات النظام. في الوقت الذي كان يخشى المجتمع الدولي من قيام القذافي بجرائم كالتي يقوم بها الاسد الآن، قامت منظمة حلف شمال الأطلسي بشن حربا لمنع ارتكاب تلك الجرائم، وذلك بعد وقت قصير من إندلاع المظاهرات في مدينة بنغازي. السوريون يدركون أن حياتهم وموتهم، يزنان أقل من حياة وموت الليبيين لان لا يوجد نفط في بلدهم. لكن على الرغم من ذلك، فإنهم يعتقدون ان تعاظم جرائم الأسد في نهاية المطاف سوف توقظ ضمير العالم. حتى الآن، على الرغم من جرائم الحرب الموثقة وشهادات الصحفيين الغربيين عن فظائع بابا عمرو في حمص لم يكن من الممكن الحصول على مجرد ادانة من مجلس الامن الدولي لهذه الجرائم.

وذلك نتيجة الواقع الدولي الثاني: فبينما كان دعم الدول العربية والغربية و تركيا للثورة السورية مترددا في البداية، و الى الآن بعد عام كامل ما يزال غير كاف، يستطيع نظام الأسد الاعتماد على دعم غير مشروط من حلافائه على المستوين الإقليمي والدولي. فتقدم ايران الدعم الاقتصادي والعسكري بشكل لا محدود. وروسيا تقوم بتسليح النظام والحيلولة دون إدانته في مجلس الأمن، وتعارض فرض عقوبات على الأسد المحافل الدولية. بينما تقوم الحركات الشيعية الراديكالية كحزب اللاه و جيش المهدي بإرسال ميليشياتهم المدربين تدريبا جيدا لقتال الثوار السوريين..

انه هذا الدعم الإقليمي والدولي الغير مشروط الذي يتمتع به الأسد - وفي تناقض صارخ مع الدعم المتعثر للدول الغربية والعربية وتركيا للمعارضة - الذي يفسر السر وراء بقاء النظام.

في حين أن النظام يستشرس في تحويل ثورة السوريين من انتفاضة ضد نظام الدكتاتوري إلى حرب أهلية طائفية بين العلويين الشيعة و السنة، والى صراع بين القوى الاقليمية والدولية، على السوريين أن يتصرفوا وفقا للحقيقة المرة التي نادت بها حناجرهم الثائرة منذ بداية المظاهرات التي لا تكل: "يا الله، ما إلنا غيرك يا الله".
سيفوز السوريين بحريتهم من دون مساعدة احد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلكم ثوريون من سلالة لينين وجيفارة وهوشي منا
هيثم رباح ( 2012 / 3 / 22 - 19:17 )
السلاح ينقصهم ام التدخل الاجنبي؟ماذا تعني بندقيةفي مواجهة جيش مثل الجيش السوري؟الى متى هذا التفليق والهذيان كلكم اصبحتواثوريون يابن زيادة بين ليلة وضحاها في وقت يبدي الكثير استعداه ليكون وسيط من اجل الف ليرة وحتى يخون ابيه واخيه من اجل مائة دولار وانت تتحدث ان ماينقصهم لتحقيق المبادئ العليا السلاح؟ماذا عن الفدية والاغتصاب وتدمير البنى التحتية


2 - لا تهتم
ماجدة منصور-ام لهب ( 2012 / 3 / 23 - 15:29 )
أستاذ حنا، لا تهتم لأي رأي لشبيحة النظام من كتبجية و معلقين و ما شابه
نتمنى أن يكون في بلدنا سوريا رجال كحضرتك لا ينطقون سوى الحق
لك احترامي

اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم