الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا كتبت -روز اليوسف -عن البارازاني وجلال طالاباني قبل خمسين عام

جاسم محمد كاظم

2012 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


واحدة من أكثر هواياتي شراء المجلات القديمة والقديمة منها جدا , وقراءة تلك المجلات حرفا حرفا . وبسبب تلك الهواية جمعت الكثير الكثير من تلك المجلات والصحف القديمة بأشخاصها المعروفين وغير المعروفين في حينهم ممن اشتهروا وبرزوا في التاريخ بعد ذلك بكثير .
ومن أرضية سوق السراي وقعت عيني على كومة من صحف وجرائد قديمة جدا وبدون تمييز كما يقوا صاحبها " لحم على بارية " وجدت مجلة " روز اليوسف" تعود إلى عام 1964 وبالتحديد شهر مارس خصصت صفحة اللقاء الذي يعدة "جلال كشك " بلقاء الملا مصطفى البارازاني تحت عنوان " العربية بحروف كردية " ومن خلال هذا اللقاء بدأ جلال كشك حديثة ووصفة عن الملا مصطفى البرازاني قائلا .
" ونزل الملا معلوماتي إن سنة فوق الستين ولكن مظهرة لا يتجاوز الخامسة والأربعين.ز حذاء بني قديم جدا .. وثياب كردية ولكنة وحدة يتمنطق بخنجر تقليدي ضخم له يده سوداء .. وعلى رأسه شي يشبه البشكير الأحمر اللون ..بفمه أسنان ذهبية وشاربة اصغر من شنب ابنة لقمان الذي هرب من السجن يوم ثورة 14 رمضان .. بيده ساعة جلدية ساعة عجيبة يلبس الساعة بالمقلوب أي إلى الداخل وفوق كل هذا بلطو جبردين ويدخن سجائر لف في فم طوله 4.5 سنتمتر ويحمل ولاعة .
" التقينا وتعانقنا وكتمنا دموعنا في الضحكات .. والصياح " الله بالخير " بخير بيت " وخفقت قلوبنا بإخوة الدين والوطن وتاريخ أربعة عشر قرنا . وقلت للملا مصطفى البارازاني ماذا تريد إن تقول .. والملا قليل الكلام يفكر قبل إن ينطق ويحاول إن يتكلم بالحكمة "
قال الملا مصطفى البارازاني " أنا لا أضع شيئا فوق الإسلام ..ولا أريد لراية إن ترتفع فوق راية الإسلام والذين اغفلوا الأخوة الإسلامية هم الذين تسببوا في كل ما حدث "
واستمر جلال كشك بطرح أسئلته مع أجوبة الملا حول معنى الحقوق القومية للأكراد .
"فقال الملا مصطفى البارازاني ...إن الرجل في قمة الجبل وحوله مائة بندقية رهن إشارة منة " .." معناها إن يعيش الناس كآدميين في أخوة وسلام معناها إن يكون العراق لشعب العراق "
ووصل جلال كشك في حديثة إلى جلال الطالاباني ويصفه بأنة أكثرهم نشاطا وقدرة على التعبير قال جلال الطالباني عن معنى الحقوق القومية للاكراد " معناها الإدارة الذاتية ضمن الدولة العراقية " .
ويصف جلال كشك الطالاباني بأنة الوحيد الذي يستطيع إن يمزح أمام الملا مصطفى البارازاني .
وعن قصة المفاوضات الكردية مع البعث فقال جلال كشك " أما عن قصة المفاوضات فقد صرح لي الملا مصطفى البارازاني أنة في أواخر عهد البعث جرى اتصال معهم فقالوا للمتصل نحن على استعداد لمعاونة أي قوة تريد الإطاحة بالبعث ولكننا لا نشتري وعود حرب البعث كله " بكندرة " أي حذاء ."
وبعد ثورة تشرين قال جلال طالاباني رأينا بعض الأسماء البعثيه فلم يزل شكنا بل اعترف إننا هاجمنا الحكومة في جريدة "خة بات " أي النضال سأعطيك نسخة منها ولكنهم اتصلوا بنا .. طلبنا إشراك السفارة المصرية ".
وعن قصة الصداقة التي تجمع الملا مصطفى البارازاني مع جمال عبد الناصر كتب جلال كشك " وقال الملا "في 1956 كنت في غرفتي بموسكو ولم أقابل عبد الناصر كان عندي راديو سمعت تفاصيل الهجوم البريطاني الفرنسي الإسرائيلي .. إنا كان عندي ولد هو اعز أبنائي .. إدريس .. توفي غسلته وكفنته ودفنته بيدي ما بكيت عندما سمعت إنباء الهجوم على مصر بكيت حتى غشي علي "
" قبل بدء المفاوضات مع الحكومة العراقية أرسلت خطابا خاصا إلى الرئيس جمال عبد الناصر إنا ائتمن عبد الناصر على ديني وشرفي وأولادي ".
وعن تأييد الملا مصطفى البارازاني للوحدة العربية يقول الملا " الوحدة العربية هي قوة للإسلام وقوة للأكراد .. من الذي اتهمنا بمعاداة الوحدة العربية ... البعث ..هل عمل البعثيون للوحدة .. البعثيون ما اخلصوا للعرب حتى يخلصوا للأكراد "
أما عن فلسطين فقد سالت الملا فقال " ما أحب الكلام .. أنا ما املك أقول سأعيش أم لا .. إذا اتفقت كلمة كلمة الإسلام والعرب ولابد لكل عمل من أساس متين .. وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل . أما عن جهة دين الإسلام وأمة النبي محمد فنحن أول من يفديها بحياته "
وعن مؤتمر القمة العربية فأجاب الملا " إذا كانت القرارات ينفذونها يكون عظيم ."
ويعود جلال كشك في أخر مقابلته باستعادة موضوع الحقوق القومية للأكراد ليضيف تعليقا لجلال طالاباني " قال جلال طالاباني .. إن موضوع الحقوق القومية للأكراد قد ترك للتفسير في جو هادئ يساعد على الفهم المتبادل وهو في اعتقاده لا يتجاوز نوعا من الإدارة الذاتية ضمن الجمهورية العراقية .. ولكنة خاض مناقشة حامية معي حول تفاصيل المستقبل السياسي للعراق كنت سعيدا بتا لأنها تؤكد إن لا تفكير في الانفصال "
وأضاف الطالاباني بأنة سيحضر مع الملا لزيارة القاهرة وقال الملا " أول بلد سيزوره هي القاهرة .. واقترحت علية إن يرسل أولادة الصغار مسعود وإدريس وصابر لتكملة تعليمهم بالقاهرة واستحسن الفكرة ووعد ببحثها مع أخيه الشيخ احمد فهو لا يملك التصرف في أولادة إل بموافق أخيه الأكبر "
وفي أخر المقابلة يعود جلال كشك نافيا أي تفكير للملا مصطفى البارازاني في الانفصال قائلا " ونفى الملا أي تفكير في دولة كردية "
وقبل إن يختم جلال كشك لقائه فيقول " وقطع الملا معصوم خضر حديثنا بمطالبة دفع راتبه عن الشهور التسعة التي لجا فيها إلى الجبل وكذلك مرتب ابنة الذي يدرس في القاهرة ""
وأخيرا يختم جلال كشك حديثة مع الملا الذي تمنى تحقيق الرفاهية بوجبة غذاء " كان الغداء أرز و"حجل" وهو طائر كردي وبطاطس بالدمعة وخبز كالبتاو .. وشربنا شايا وتعانقنا وطارت بنا الطائرة ."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- المصدر : مجلة روز اليوسف العدد :1865 . السنة التاسعة والثلاثون . الاثنين . التاسع من مارس : 1964 الصفحات 22-25 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمس واليوم
رعد الحافظ ( 2012 / 3 / 22 - 20:15 )
تحيّة طيبّة أخي ,طريقة حلوة قراءة المطبوعات القديمة للعودة لأفكار رجال ذلك الزمن
بمناسبة ذكر المرحوم إدريس إبن الملا مصطفى , أنا كنتُ فتى بصحبة والدي إلتقاه في منطقة قرب حاج عمران , وكان منصوب مضيف ومائدة طويلة عريضة وكان ذلك بداية سبعينات القرن الماضي فترة الصلح و11 آذار الذي لم يستمر طويلاً , تذكرتُ هذه اللقطة مقارنةً مع وصف جلال كشك لمائدة طعامهم يومها والحجل والأرز
*****
لكن من جهة اُخرى من يسمع كلام مسعود البارزاني اليوم ,عن المالكي وساسة بغداد يلحظ هذا الفرق الكبير الحاصل عموماً بالحالة الكردية , أقصد نحو الأفضل من ناحيّة قوّة مطالبتهم بحقوقهم / وهي مشروعة عند كل ذي عقل منصف
لكن نحو الأسوء من حيث الإستئثار بالسلطة القبلية على حساب مجموع الشعب الكردي
أنا أظنّ الفساد عند الساسة الكُرد اليوم اقلّ من المركز عموماً , لكن ليس كثيراً
أقصد الفساد موجود هناك أيضاً بطرق مختلفة
ثم الى متى تبقى سيطرة البارزاني والطالباني ؟ ألا توجد عوائل كردية غيرهم ؟
أغلب الظنّ إحدى أكبر المشاكل بعد إستقلالهم ( الموعود ) بدولتهم , هو صراع المصالح بين تلك العائلتين ومؤيديهم وأحزابهم ,وهذا ليس بجديد !


2 - تحية للصديق رعد الحافظ
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 3 / 23 - 03:30 )
شكرا يا صديقي على هذا الإضافة وهذا الرد يقول الملا مصطفى البارازاني حين سالة جلال كشك هل يرغب بالسلطة فأجاب لا ولايريد منصبا من الرئيس عارف لانة يقول عن نفسه بأنة رجل فقير جدا .
مع فائق التحية

اخر الافلام

.. 67,1 بالمئة.. تقديرات نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخ


.. الفرنسيون يختارون: -برلمان معلق- أو تعايش صعب بين الرئاسة وا




.. حزب الله يرد على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه بعشرات الصواريخ


.. ما أهمية خطاب أبو عبيدة للفلسطينيين قبل جولة جديدة من مفاوضا




.. شبكات | لماذا حظرت برلين المثلث الأحمر المقلوب؟