الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وراء الأكمة ما وراءها

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2012 / 3 / 22
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


من المبادئ العامة في القانون الدستوري والتي تأخذ بها الدول أن منصب نائب رئيس الجمهورية منصب سيادي . ويُعتبر هذا المنصب متميّزاً في النظام القائم في العراق المبني على التوافقات السياسية بين القوى والكتل الفاعلة في الساحة وبالإستناد إلى خصوصية المخاض الذي نتج عنه تشكيل الحكومة الحالية بموجب إتفاقية أربيل قبل سنتين .

لم يتوضح لحد الآن ما حصل في واشنطن عند زيارة المالكي الأخيرة إليها والتي إشتهرت بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي غير ما صرّح به المالكي في ذلك المؤتمر بإتمام التوقيع على إتفاقيات بين البلدين لصالح العراق . وقد علقنا حينئذ في مقال لنا أن الإتفاقات بين أي بلدين تتم عادة لصالح الطرفين وليس لطرف واحد . وبالتأكيد ليست الولايات المتحدة جهة خيرية تقدم الخير لبلد آخر دون مقابل .

وقبل عودة المالكي إلى أرض الوطن ، كانت إحدى " المحاكم المتمتعة بإستقلالية تامة 100% " قد أصدرت مذكرة إعتقال بحق طارق الهاشمي ، نائب رئيس الجمهورية . ولما كان رئيس الوزراء ، وهو الذي يشغل منصب وزير الداخلية وكالة ، خارج القطر فلا يصدق أي عاقل أن أجهزة وزارة الداخلية تجرّأت لتنفيذ أمر المحكمة دون الحصول على الضوء الأخضر من الوزير . كانت أولى تباشير نتائج زيارة المالكي لواشنطن ، إثارة " زوبعة " أدّت إلى سفر طارق الهاشمي إلى كوردستان العراق مستفيداً من تلكؤ أجهزة وزارة الداخلية في إلقاء القبض عليه ، وكذلك تقديم المالكي طلباً إلى مجلس النواب لإسقاط الحصانة عن نائبه صالح المطلك . ولم يتوضح لحد الآن ما إذا كان ذلك التلكؤ مقصوداً لتوريط قوى الجبهة الكوردستانية بموضوع ليسوا طرفاً فيه ، أو توطئة لإثارة زوبعة أخرى بعد حين للحفاظ على الجو السياسي عكراً . إنشغل الوسط السياسي كله بموضوع إعتقال الهاشمي وهروبه ، وطوى النسيان موضوع الإتفاقيات التي تم التوقيع عليها في واشنطن . ولم يكتفِ المالكي بالزوبعة المثارة الخاصة بطارق الهاشمي ، بل وسّع دائرتها بهجومه على شركائه وحلفائه ( مبتدئاً بالتيار الصدري ) وتصريحه مهدداً بأنه يمتلك ملفات قد يضطر إلى كشفها . وأخيراً أعلانه حرباً مكشوفة ضد التحالف الكردستاني وتسخيره أجهزة الإعلام للهجوم على رموز هذا التحالف .

لم تكن الحكومة العراقية في يوم أضعف من ما هي عليه الآن . ففي حين إنشغالها الكلي بالتحضير لمؤتمر القمة العربية ، وإستخدامها القوى العسكرية والأمنية لتوفير وضع أمني مستقر يؤمن سلامة الوفود المشاركة ، نرى حدوث موجات عديدة من أعمال التخريب والإرهاب التي تخلف وراءها مئات من الضحايا يوميا . نرى الحكومة تتخذ موقفاً متصلباً في موضوع عقد الحوار الوطني لمناقشة المشاكل التي يعاني منها العراق ووضع الحلول لها . إن هذا الموقف المتصلب مضافاً إلى مجمل الإخفاقات في تقديم أية منفعة للشعب طيلة فترة تبوء المالكي رئاسة الحكومة ، جعل السيد مقتدى الصدر يصف المالكي بالدكتاتور ، وجعل أياد علاوي يهدد بتقديم مذكرة عن أوضاع العراق إلى مؤتمر القمة ، وكذلك جعل مسعود البرزاني يصف حكام بغداد بالفاشلين ، مهدداً بالرجوع إلى الشعب الكوردي لإتخاذ " قراره النهائي ". كل هذا والمالكي غير معنيٍّ بها كلها . فهل ترى أنه غير دارٍ أنه يقطع الغصن الذي يقف عليه ، أم أن شيئاً ما مخبّأ وراء الأكمة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ


.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية




.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi