الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(تسع عجاف ولئن شكرتم لازيدنكم

علي الشمري

2012 / 3 / 22
كتابات ساخرة


((تسع عجاف ولئن شكرتم لازيدنكم))
بعد أيام معدودات وتكتمل تسع سنوات على تغير النظام الديكتاتوري في العراق .علينا بنظرة سريعة أن نتفحص الأحداث التي جرت على الساحة العراقية وما جناه المواطن الحالم بالتغيير,وماذا قدم قادته لهم ,هل هم فعلا يتسابقون لخدمته وأعلاء شأن الوطن ؟أم انهم يتسابقون في التباكي على الفقراء والأيتام والأرامل والثكالى,أما متناسين أو لتبرئة أنفسهم كونهم هو السبب في ما وقع لهؤلاء؟
يظهرون حزنا وإيلاما وتبرما لما أصاب العراقيين من قتل وتشريد وتهجير وسفك للدماء ,أما تبجحا لتبيان مدى حبهم وشغفهم بالشعب أو لخداع الآخرين من خلال ذر الرماد في العيون.
يرفعون شعارات قدسية في كل مناسبة أو دونها يدعون الآخرين إلى الصبر كونه هو مفتاح الفرج.يدعونهم إلى ترك الدنيا وملذاتها كي ينعموا ما وعدوا فيه في دار الآخرة ,وأن صدقوا بدعواهم لتركوا هم ملذات الدنيا وأعطوها للفقراء ,هل يعقل ان يتركوا نعيم الآخرة لغيرهم وهم من اشد المنافسين لهم في الدنيا.؟
لماذا هم يتمتعون بكل ما لذ وطاب في الحياة الدنيا ويسكنون القصور الفاخرة أذا صدقت قناعاتهم بان الدنيا دار فناء.والآخرة دار بقاء؟لماذا لم يستبدلونها؟
لماذا تنصب وصاياهم على المحرومين وتدعوهم إلى الشكر على كل حال فأن بالشكر تدوم النعم.ويوصوهم بأنهم يبلون في نقص الأنفس والأموال والثمرات دون غيرهم .لماذا الاختبار يشمل المستضعفين دون المتسيدين؟؟
يدعوهم إلى الشكر لان فيه دوام النعم حتى لو كانوا في بحبوبه من العيش ,وقصورهم تعلوها عبارة هذا من فضل ربي,أليس الرب للجميع؟
أيعقل أن يبقى الفقراء طيلة حياتهم جياع حفاة عراة بانتظار الآخرة التي فيها لا يجوع ولا يعرى.وكروش من يدعوهم في أتساع ؟
عندما يسألونهم عن الغرب الكافر وتنعمه بالعلم والتكنولوجيا فيردون عليهم بان الله خلق الغرب خدما لكم ليقدموا ما أنتجته عقولهم لخدمتكم .وقسم يبررون ذلك بأننا خلقنا من أجل الآخرة وليس للدنيا.
عليكم أن لا تشهروا سيوفكم بوجه الحاكم المسلم أيها الفقراء وأن لم يعدل فيكم عليكم أن تصمتوا عن ظلمه وجوره إن وقع عليكم ,عليكم أن تصموا أذانكم عما قيل وقال عنه ,لان عدوكم في الطرف الأخر متربص بكم,عليكم غض الطرف عن كل ما يسرقه من أموالكم وثرواتكم .فانه قيم ويمتلك الوصاية عليكم كونكم لم تبلغوا سن الرشد بعد؟.
تسع عجاف ولم يتوقف نزيف الدم والقتل ,وعليكم الشكر لان فيكم ما زال على قيد الحياة فالصبر عند المصيبة أيمانا فلازيدنكم منه.
عليكم أن تصبروا على الجوع والحرمان لان الصبر على الجوع قناعة فلازيدنكم قناعة والقناعة من الإيمان .
عليكم أن لا تبيحوا بسر ظلمكم واستعبادكم للآخرين واصبروا وصابرو فان الصبر في حفظ السر كتمان وهو من صفات الإيمان فلازيدنكم أيمانا.
عليكم أن لا تجزعوا وتملوا أن وقع عليكم نقص في الأموال والأنفس والثمرات ,واصبروا من أجل أن تدوم علاقتكم بخالقكم فان الصبر من أجل العلاقة وفاء ,فلازيدنكم وفاءا
عليكم أن لا تحسدوا وتبغضوا المترفين والمتنعمين بالخيرات من أخوانكم في الدين فان الحسد يعمي القلوب والبصيرة ,أدعوا لهم بالمزيد ,وانتظروا نصيبكم الأكبر في دار النعيم .
عليكم أن تدعوا لأسيادكم ما تحبونه لأنفسكم رغم حرمانكم منه وان لا يصيبهم ما أصابكم من ذل وهوان ,فالمسلم كالجسد الواحد إذا شكي عضوا تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
تسع عجاف والمزيد من تشكيل الجيوش والمليشيات لا تحتجوا عليها فإنها تمهيد وتهيئة لظهور منقذكم ,واشكروا لازيدنها لكم .
تسع عجاف والأزمات والفتن تعصف فيكم لا تتظاهروا لإنهائها فأنها من علامات الساعة فاشكروا من يفتعلها ,لان بالشكر تدوم النعم.
تسع عجاف وانتم تعيشون في الظلام وحرمان من النور لا تملوا فان لكم نور الآخرة الدائم لا ينقطع ,فاصبروا فان الصبر مفتاح الفرج.
تسع عجاف وانتم تسكنون في بيوت الطين والصفيح لا تقلقوا على مستقبلكم وأولادكم فقصوركم عالية مهيأة لكم في جنان الخلد؟
تسع عجاف والأمية تفتك بالعراقيين وأعدادهم في تزايد ,فلا تستعجلوا أمركم فطلب العلم من المهد إلى اللحد.
لا ضير أن وقع عليكم المزيد من الموت والقتل ,تتعدد الأسباب والموت واحد,الأهم أن من يمثلكم في البرلمان متحصنون ومصفحون ,فاشكروا نعمة بقاء من يمثلكم لازيدنكم قتلا,
لا تبتسموا أو تفرحوا في أعيادكم ومناسباتكم ,فقد كتب عليكم كما كتب على الذين من قبلكم الحزن والبكاء ,وكما تعلمون فأن الأجر على قدر المشقة,فلازيدنكم ردحا وأجرا ,
اقتنعوا أيها العراقيون بان مصيركم ليس أفضل من مصير جبر ,وكما يقول المثل الشعبي العراقي( من أمه للقبر ),طالما تغافلتم وتقاعستم عن المطالبة بإنسانيتكم قبل حقوقكم .......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحاكم والشعب والعبودية
سردار ( 2012 / 3 / 22 - 21:08 )
ياخي مقالتك ينم عن عراقية اصيلة..وعن مدى تاْلمك لحال العراق وشعبه ولكن بصراحة اقول لك ان رجال الدين دجنوا الشعب على العبودية والاستسلام للقمع وتاليه الحاكم المستبد وعائلته !!


2 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 23 - 04:48 )
تحيه وتقدير
في طويلة القيتها في مثل هذه الايام من الغام الماضي في باريس قلت فيها
اطلع او شوف البلد
مابيه بعد من جد وجد
و لا اذا راشد زرع هو الحصد
لابيه اليفرق بين اللعب والتعب والجد
والقانون دستور بيه عجيبٍ ورد
والوطن خيمه مشككه وانكسر بيها العمد
لا باب الها ولا ثابته بكاع بوتد
الفاعل عله اصابع ايد ينعد
ومضايق ومحصور ومقيد
والمفعول بيه منصوب وهواية مجرور والجار اسم مفرد
والحال منصوب بالفتحه
او واحد عليه تمددمدسند محتد مستبد
تحية لك اخي علي على هذه الصرخه
سننشر هذه الطويله خلال ايام


3 - العزيز الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 3 / 23 - 16:11 )
اكرر التحية
تســـــــــــــــــــــــع عجاف
تصلح عنوان لقصيده بدات تدغدغني فهل تتكرم به علينا
لك الشكر ايها المتفضل


4 - كائنات تشبه الإنسان
عدلي جندي ( 2012 / 3 / 23 - 17:29 )
أخي علي بعد التحية أكاد أؤمن أن شعوبنا مخلوقات تختلف في تكوينها الجيني الوراثي عن بقية شعوب العالم حتي لو هاجر البعض أو ولد للمهاجر وليد تربي وتجنس بجنسية الغرب إلا أن الجين الوراثي التغييبي يتملك علي عقل المولود وما حدث في فرنسا من الشاب الجزائري خير دليل علي ما أقول وأيضا أنها أقدار تلك الشعوب أن تقودها كائنات لا تنتمي إلي الإنسانية إلا في المظهر


5 - بس لا يصيرن ثلاثين
د/ حسين محيي الدين ( 2012 / 3 / 23 - 18:23 )
الاخ علي الشمري . المشكلة الحقيقية لا يضحك على شعبنا البسيط هذا التيار ويظل كاعد على الكرسي لثلاثين عاما .الله اكبر مما يخبئه هؤلاء الجلاوزة على شعبنا ان لا يستكين ويخدر فهؤلاء اساتذة في التخدير


6 - وهذا ما نريد الوصول اليه
علي الشمري ( 2012 / 3 / 23 - 19:23 )
الاخ الكريم سرداد المحترم
عسى ولعل تكون هناك أستجابة لمن يسمع صرخاتنا ويتعض ,ويرفض الهيمنة والاستبداد وان كانت بلباس قدسي,
شكرا لمرورك ,تقبل تحياتي


7 - هل من مجيب؟؟؟
علي الشمري ( 2012 / 3 / 23 - 19:43 )
الاخ الفاضل الاستاذ عبد الرضا حمد جاسم المحترم


مفهوم الحريه مفهوم له امتداد في التاريخ الانساني . حيث لا يمكن ان تمنح الحرية بقرار او نص دستوري انها حصيلة اجيال من الفهم الانساني حيث ,لا يمكن التنازل عنها اطلاقا ولكن ما يؤسف له ان مجتمعا لم يرث من تراكمه الحضاري الحرية والانسانية بقدر ما أرث تراكمات من العبودية والتسلط ,أنها قراءة للتاريخ بالمقلوب .
شكري وأمتناني لمرورك الكريم ,ولكا مطلق الحرية في اختيار ما شئت ,فقصيرتك لا تفرق عن طويلتك ,الاثنان يعبران عن واقع مؤلم ومزري يعيشه العراقيون
تقبل تحياتي












8 - وراثي مستحكم وغير قابل للتهجين
علي الشمري ( 2012 / 3 / 23 - 19:52 )
الاخ الفاضل عدلي جندي المحترم
لماذا تقارن بالشاب الجزائري في فرنسا وتناسيت قادة العراق الذين أمضوا اكثر من ثلاثة عقود في اوروبا وفي مرحلة الشباب ,واليوم عندما عادوا لحكم العراق عادوا الى حاضنتهم القيمية الموروثة من العشائرية والمقدس لم يجلبوا معهم ولو جزء يسير من حضارة الغرب فقد أنتزعواها قبل وصولهم الحدود العراقية
تقبلوا تعازينا الصادقة بوفاة البابا شنودا


9 - ثلاثين ويزيد
علي الشمري ( 2012 / 3 / 23 - 20:26 )
الاخ حسين محي الدين المحترم
اذا بقي الشعب على حالته هذه ,حالة الخنوع والاستسلام للقضاء والقدر ,فالربع سوف يبقون أكثر من ثلاثين عام في ربيعهم الدائم, ولنا في حكم أيران خير نموذج,
وخططهم ومشاريعم تدلل على انهم ينحون نفس خطى الولي الفقيه.
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته