الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حَوْلَ غَلْق بَاب التَعْلِيقات ........

شذى توما مرقوس

2012 / 3 / 23
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن



مُلاحظَة هَامَّة : المَقالَة مُوجَّهَة فَقَطْ لِلبَعْضِ مِمَّنْ كَتَبوا خُشُونَةً في حَقِّ الكَاتِباتِ والكُتَّاب الَّذِين يَخْتارون غَلْق بَابَ التَعْلِيقات .

مِنْ آدم عربي إِلى وليد يوسف عطو .......

هُنا في هذهِ المقالة أَتناولُ فَقَطْ جَانب غَلْق بَاب التَعْلِيقات ولاشَيْءَ عَنْ انْتِقائيةِ الكَاتِب في الرَدِّ على التَعْلِيقات فذلك شَأْنٌ آخَر يَخْتَلِفُ تَماماً عَنْ سَابِقِهِ ولامَكانَ لَهُ في هذهِ المَقالَة .

ه ه ه ه ه ه ه ه ه

بَيْنَ حِيْنٍ وحِيْن تَتعالى في الحِوارِ المُتمدِن أَصْواتٌ تُندِّدُ بِمَنْ أَغْلقُوا بَاب التَعْلِيقات مِن الكَاتِباتِ والكُتَّاب ........
هَلْ يَقْتَرِفُ الكَاتِب خِلافاً حِيْنَ يُغْلِقُ بَابَ التَعْلِيقات لأَسْبابٍ مُتَعدِّدَة ، مُتَنوِّعَة ، كَثِيرة ، شَخْصِيَّة ، وَضْعِيَّة ، عَامَّة ، قَناعَةً ، .................. إلخ .
لِماذَا يَتِمُّ العَتَبُ عَلَيْهِ ، الكَاتِب لَيْسَ مُطالَباً بِالحِوارِ والنِقاش ، لأَنَّهُ سَبَقَ وأَنْ قَدَّمَ رُؤْيَتَهُ وفِكْرَتَهُ ونَظْرَتَهُ عَنْ الأَمْرِ في مَقَالَتِهِ ، مايَتَبَقَّى هو تَقْدِيم القُرَّاء والمُعَلِّقين لأَفْكارِهم ونَظْراتِهم ، فلِماذَا على الكَاتبِ أَنْ يُعِيدَ ويُكَرِّرُ في فِكْرَةٍ وَضْحَها بِمَقالَةٍ كَامِلَة ، وإِنَّ كانَ الأَمْر كذلك فلِماذَا لايَكْتَفي الكَاتِب بِطَرْحِ عِنْوانِ الفِكْرَة مَعَ رُؤوسِ نِقاطٍ لاتَتَعدَّى السَطْرين أَوْ الثَلاثَة على شَكْلِ أَسْئِلة أَوْ طَرْحِ مَوْضُوع ( تَماماً كَما يُثار النِقاش في البَرامِجِ التلفزيونية ) ، ثُمَّ يَدُورُ النِقاش بَيْنَ كُلِّ الأَطْراف : الكَاتِب ، المُعَلِّقين ، الحَانِقين ، المُؤيدين وغَيْرهم ، فيُخْتَصرُ دَوْر الكَاتِب ويُقَتَّرُ في جُهودِهِ ويَتَحوَّلُ إِلى مُقدِّم بَرْنامج يَطْرَحُ قَضِية لِلنِقاش ........

ثَانِيةً ، مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكْتُبَ الكَاتِب مَقَالَتَهُ ؟
هذا يَعْنِي إِنَّهُ كَتَبَ مايُفكِّرُ فيه ، وأَدْلَى بِدَلْوِهِ ورَأْيهِ في المَوْضُوعِ الَّذِي أَثارَهُ فَحْوَى المَقالَة ....... فهَلْ هُناك مِنْ ضَرورَة أَنْ يُلاحقَ الكَاتِب حَتَّى عُقْرِ دَارِهِ بِطَلبِ المَزِيد مِن التَوْضِيحاتِ والإِعادَةِ والتِكْرارِ لِفَحْوَى المَقالِ مِنْ خِلالِ بَابِ التَعْلِيقات .......
أَلا يَكْفي القَارِئ إِنَّ الكَاتب كَتَبَ المَقالَة وقَالَ كُلّ مافي جُعْبَتِهِ ؟ .......
هَلْ صَحِيح النَظْرَة المُتَداولَة عَنْ إِنَّ الحِوار مِنْ خِلالِ التَعْلِيقات مَعَ الكَاتبِ يَجِب أَنْ يَكُونَ مُثاراً ومُتداولاً ؟
إِذنْ مامَعْنَى وأَيَّة قِيمَة تَبْقَى لِكِتابَةِ مَقالَة ، إِنَّ الغَاية مِنْها تَنْتَفِي تَماماً ويَكُونُ كافياً أَنْ يَكْتُبَ الكَاتب تَعْلِيقاً حَالَهُ حَالَ المُعَلِّقين الآخَرين ويُحاوِرهم ويَنْتَهي الأَمْر .......
أَلَيْست النَظْرَة الحَقَّة المُنْصِفَة هي إِنَّ الكَاتِب قالَ مالَدَيْه بِمَقالَة وتَكُونُ التَعْليقات بَيْنَ المُعَلِّقين حَوْلَ فَحْوَى المَقالَة وفِكْرَتها ودُوْنَ الحَاجة لاسْتِدعاء الكَاتِب لإِعادَةِ وتِكرارِ ماقَالَهُ في مَقالَتِهِ ......
فالكَاتب يُعامَلُ مِنْ قِبَلِ المُعلقين كمُسْتَدعى ، عَلَيْهِ طَوالَ الوَقْتِ أَنْ يَدْحَض أَوْ يُثْبِت أَوْ يُسانِد ....... إلخ ، هَلْ فيما يَجْرِي إِنْصَاف بِحَقِّ الكَاتِب ؟
لِمَاذَا على الكَاتِب أَنْ يُوضِّح ويُوضِّح ويُوضِّح وقَدْ سَبقَ وأَنْ أَدى ماعَلَيْهِ وقَالَ ماأَرادَ في مَقالَتِهِ وكأَنَّ الأَمْر لانِهايَة لَهُ .......
مَعَ فَرْطِ الشَرْحِ والتَدْقِيقِ والتِكرارِ مِنْ قِبَلِ كُلِّ الأَطْرافِ تُشْلَخُ المَقالَة صَرِيعَةً تَائِهَة على شَواطئ أُخْرَى نَائية ًعَنْ أَهْدافِها ومِغْزَاها وغَايَاتِها ومَقاصِدِها .........

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

( مَعَ عَميق تَقْديري لِلنِسْبَةِ الوَاعية النَزِيهة مِن المُعلِقين )
إِنَّ مَنْ يُصِرون على الحِوار مَعَ الكَاتِب بِالذاتِ يُعبِّرون بِشَكْلٍ ما عَنْ عَدَمِ اهْتِمامَهم بِالمَقالِ بِقَدْرِ مايَهْتَّمون بِشَخْصِ كَاتِب المَقال وهذا خَطأ لن يَنْفَع بِتَطْوِير الثَقافَة بَلْ يَضرَّها .
بَعْضُ المُعَلِّقين يَسْعون لِلتَعْرِيف بِأَفْكارِهم وهذا أَمْرٌ مُتداوَلٌ وحَقّ ، بَيْنَما يَتَحوَّلُ هذا المَيْل لَدَى البَعْض إِلى سَعْي لِلتَرْويجِ لِلنَفْسِ كمُعَلِّقين ولَوْ بِأَسْماءٍ مُسْتَعارَة ، وهُنا مَنْ يَنْتَهِجُ مِنْهم أسْلوبَ الالْتِفافِ حَوْلَ الكَاتِب وتَأْييدهِ وبِالضِدِّ مِنْهم مَنْ يُحاوِلُ تَقْزِيم الكَاتِب وإِظْهارِهِ كشَخْص لايَمْلُكُ مايَجْدُر قَراءَتَه ومِنْهم مَنْ يَقِفُ بَيْنَ بَيْن ، وهكذا يَأْخُذ الأَمْر أَبْعاداً شَخْصِيَّة بَعِيدَة عَنْ الحِوارِ والنِقاش ويُصْبِح الأَمْر جِدالاً ، فشَخْص الكَاتِب هو مايُحرِّك المُقابل ولَيْسَ مانَتَجَ عَنْ ذهْنِيَّتِهِ .....
لِمَنْ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِف رَأْيي في الشُهْرَة والانْتِشار بإِمْكانِه قِراءَةَ مَقالي " خَلْفَ السَراب " ......
إِنْ سَلكَ البَعْض مَسْلكَ التَرْويجِ فذلك مِنْ حَقِّهم ولَكِنْ ؛ لِيَكُن بِطُرقٍ أُخْرَى بَعِيدة عَنْ اسْتِغلال سَاحَة المَقالَة والكَاتِب .......... المُعَلِّقون الصَادِقون في نَواياهم بِتَطْوِيرِ أَنْفُسِهم يُمْكِنهم ذلك مِنْ خِلالِ وَسائِل عَدِيدة : القِراءَة ، التَفحُّص ، التَأمُّل ، البَحْث ، الاسْتِقْصاء ...... إلخ ، ولَيْسَ مِنْ خِلالِ التَعْلِيقات فتَطْوِير الثَقافة لايَأْتي مِنْ خِلالِ ذلك ، هُناك طُرقٌ مُتَشعِّبَة ومُتعدِّدَة .
ثُمَّ هَلْ إِن إِجْبار الكُتَّاب والكَاتِبات على الحِوار هو الدِيمقراطية ؟
كُونوا أَكْثَر إِنْصَافاً ياسَادَة .
إِنْ كانَ اعْتِبار الرُدود والتَعْلِيقات امْتِداد ومُواصَلَة لِلمَوْضُوع المَطْرُوح فهذا الامْتِداد يُمْكِنُ أَنْ يَكونَ بِأَشْكالٍ أُخْرَى كمَقالَة مُقابلَة أَوْ رِسالة على ايميل الكَاتِب ..... إلخ .
فالاخْتِلاف بَيْنَ الطَرَفين يَنْحَصِرُ في شَكْلِ هذا الامْتِداد وكَيفِيَّتِهِ ، وهذا يُوضِّحُ إِن مَنْ يُغْلِق بَاب التَعْلِيقات لَيْسَ ضِدّ التَواصُل وإِنَّما يُؤْمِن بِشَكْلٍ آخَر لِلتَواصُل وكَيفِيَّتِهِ .
المُحَبَّذات لَدَى الأَشْخاص تَخْتَلف ، كُلٌّ لَهُ مايُحَبِّذه ، وهذا يَشْمُلُ طُرقَ التَواصُلِ مَعَ الآخَر .
ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

إِنَّ بَخْس قِيمَة المَقالَة يَجْرِي مِنْ خِلالِ بَابِ التَعْلِيقات ، فمُعْظم المُعَلِّقين بِاعْتِرافِ أَغْلبِهم يَدْخُلون لِلمَقالَة لَيْسَ لِقِراءَتها وإِنَّما لِقِراءَةِ التَعْلِيقات فَقَطْ وبَعْضَهُم يُعَلِّقون على المَوْضوع اسْتِناداً لِما يَقْرأون في التَعْلِيقات ، أَيْ إِنَّ جُهْد الكَاتِب قَدْ أقْتُصَ مِنْهُ وذَهَبَ أَدراج الرِياح ، ثُمَّ يَطْلُع عَلَيْنا البَعْض ويَتهِمُ الكَاتِب بِالخَوْف مِنْ المُواجَهَة والحِوار أَوْ بِالتَكبُّر أَوْ بِرَمي المَقالَة على صَفْحةِ المَوقِع ثُمَّ الفِرار ، حَتَّى إِن أَحَدَ الكُتَّاب وكُنْتُ أَقْرأُ لَهُ بِمَحَبَّةٍ وتَقْدير وأُكِنُّ لِكتابَاتِهِ تَثْميناً تَلاشَى بِفِعْلِ تَعْلِيقه على الأَمْر بِطَرِيقَةٍ غَيْر مُحَبذَّة حَيْثُ كَتَبَ :

( ثانياً ماذكرته حول الكتاب الذين لايريدون السماح للقراء بالتعليق على مايكتبوه هم تماماً مثل البنت التي مزق احدهم بكارتها وظلت تحمل سر ذلك سنوات حتى ابتسم لها الحظ ورقعت الفجوة على يد طبيب اخصائي لكن هاجسها بقي يمد انفه مخافة أن يعرف الزوج المقبل بفعل خبرت انها كانت عذراء داخل شرنقة . )

أَيْنَ هو التَرابُط أَوْ التَشابُه بَيْنَ الحَالتين في تَعْلِيقٍ كهذا ، هو لَيْسَ أَكْثَر مِنْ تَعْلِيقٍ لايَتناسَبُ مَعَ الحَالَة ولايُعبِّر عَنْها وأَيْضاً لايَدْعو لِلفَخْر ولايَلِيقُ بِمُسْتَوى كِتاباتِهِ .
هَلْ عسُرَ على الكَاتِب إِيجادِ كَلِماتٍ بَدِيلَة أَكْفأُ دَلالَةً وأَرْقُ لَفْظاً مِنْ هذهِ ؟ وهَلْ غَابَ عَنْ ذِهْنِ الكَاتِب ومُؤْيدِيه إِنَّ هُناكَ الكَثِير مِن الكُتَّاب مِمَّنْ لَهُم القُدْرَة الوَاعِيَة في الكِتابَةِ والبَراعَةِ الذَكِيَّة في الحِوارِ قَدْ أَغْلقُوا بَابَ التَعْلِيقاتِ كُلٌّ لأَسْبابٍ ما ، وإِنَّ هُناكَ على النَقِيض نَفْرٌ مِن الكُتَّاب مِمَّنْ يَقِلُّون عَنْهم قُدْرَةً ونُضْجاً فَتحُوا بَابَ التَعْلِيقات لِيَقُولوا ويَقُولوا ويَقُولوا ولَيْسَ مِنْ جَدْوَى مُزَادَة ولايَفْهَمُ أَحَدٌ مِن القُرَّاء فيما يَكْتُبون ويَتَحدَّثُون ناهِيك عَنْ افْتِقارِهم التَامّ لأَدواتِ الكِتابَة .......
إِنْ كَانَ الكَاتِب كما البَعْضُ يَدَّعُون يَتمَلَّكَهُ الخَوْف مِنْ جمْهُورِ القُرَّاء لَمَا جَدَّ على نَشْرِ مَقالِهِ في شَبْكةٍ عَنْكبُوتية يُطالِعُها الملايين ، فتَأمَّلُوا قَلِيلاً فيما تَقُولون .
يَجْرِي أَنْ تُحوِّلَ التَعْلِيقات والرُدود انْتِباه القَارِئ عَنْ المَقالَة وتُشَوِّشُ عَلَيْها ، وتَسْرِقُ اهْتِمامَهُ بها إِلى التَعْلِيقات والرُدود ، وهذه خَسَارَة لِلكاتِب تُلاحِقُ جُهْدَه وتَعَبَهُ ............ والمَواقِع مُمْتَلِئة بِقُرَّاءٍ يَدْخُلون إِلَيْها فَقَطْ لِقِراءَةِ الرُدودِ والتَعْلِيقات ومُتابَعة وَطيسَ المُناقَشاتِ الَّتِي غَالِباً ما تَنْحَرِفُ عَنْ المَقالَةِ وغَرضِها ، ويَنْصَّبُ اهْتمام القَارِئ كُلَّه على الرُدودِ والتَعْلِيقات دُوْنَ المرورِ على المَقالَةِ وقِراءَتِها ولَوْ مرور الكِرامِ ، بَلْ إِنَّ البَعْض يَكْتُبُ تَعْلِيقات على المَقالَةِ بِناءً على مايَقْرأَهُ مِن التَعْلِيقات ولَيْسَ بِناءً على ماكَتَبَهُ الكَاتِب لأَنَّهُ لم يَقْرأ المَقالَة ، وغَالِباً مايَكونُ لِلتَعْلِيقِ الأَول سَبْق القِيادَةِ فإِنْ كانَ مَدْحاً أَوْ تَأْييداً سَارَ على نَهْجِهِ الكَثِيرون مِنْ بَعْدِهِ وإِنْ كانَ ذَماً أَوْ مُخالَفَةً فَعَلُوا أَيْضاً .
التَعْلِيقات والرُدود تُشتِتُ جُهْدَ الكَاتِب وتُرْهِقه .......
ولايُخْفَى إِنَّ الرُدود والتَعْلِيقات هي فُرْصَة مَفْتُوحَة لِجَمْعِ أَكْبَر عَدد مِن الأَعْداءِ والأَصْدِقاء وسُوء التَفاهُم والتَحالُف والإِنْقِسام إِلى فُرَقٍ وجَماعات .
الخَسَارات كَما الفوائِد النَاتِجة :
ـ لِلقَارِئ
ـ لِلكاتِب
ـ لِلمَوقِع
سِياسة التَعْلِيقات جَرَّت في أَكْمامِها كَمَّاً كَبِيراً مِن القَطيعةِ والزَعَلِ وسُوءِ التَفاهُمِ وخسران المَواقِع لِخِيرَةِ كُتَّابِها ومُعَلِّقيها .
لم يُفكِّرْ أَحَدٌ مِمَّنْ ثَاروا في الأَسْبابِ الَّتِي تَدْعُو الكَاتِب لِغَلْقِ بَابِ التَعْلِيقات : الظُروف الصِحِيَّة ، الأَجْواء العَائليَّة ، سَاعاتُ العَمَلِ الطَوِيلَة ، المَسْؤولِيات العَائِليَّة أَوْ الاجْتِماعِيَّة ، النَشاطات الأُخْرَى الَّتِي تَحْتَاجُ أَيْضاً الوَقْت والجُهْد ، أَوْ نَظْرَة الكَاتِب نَفْسَهُ إِلى شَأْنِ التَعْلِيقات وعَدَم قَناعَتِهِ بِها ، عَدَم تَوفُّر الكَاتِب على كومبيوتر، ظُروف البَلدِ الَّذِي يَعِيشُ فيه ، مُعوِقات ظَرْفِيَّة ، عَدَم إِلمامِ الكَاتِب الكافي بِتَقنِيةِ الكومبيوتر ، طَبِيعَة الكَاِتب فَقَدْ يَكونُ شَخْصاً هَادِئاً مُحِبَّاً لِلكِتابَةِ ولَكِنْ غَيْرُ مَيالٍ لِلحَدِيث ، عَدَم الإِيمان بِالحِوارِ العَلنِيّ واعْتِبارِهِ مَظْهرَاً مِنْ مَظاهِرِ مُحاوَلَةِ البُروزِ والتَفرُّدِ فلِلكاتِبِ ايميل خاصّ وبإِمْكانِ مَنْ يُرِيد مُبادَلَتِهِ الرَأْي أَنْ يَكْتُبَ إِلَيْه ، أَوْ يَرُدَّ عَلَيْه بِمَقالَة حَيْثُ آواننا هذا بإِمْكانِ الكُلِّ أَنْ يَكْتُب فلامَوانِع ولاحَواجِز ولاضَوابِطَ مُعيَّنة تُجِيزُها كانَتْ فيما مَضَى قَائِمَة ، وأَسْبابَ أُخْرَى ....... إلخ .
أَيْضاً الكِتابَة لَيْسَتْ مِهْنَة لِيَتَفرَّغ لَها الكَاتِب ويَضْبِطُ مِيزانِية عَيْشِهِ بِمَوْجِبِها ، ولهذا فكُلّ الَّذِين يَكْتُبون لَدَيْهم مِهن أُخْرَى يَعْتَاشون مِنْها ، وهذه المِهن تَقْتَطِعُ وَقْتاً طَوِيلاً مِن اليَوْمِ وسَاعاتِهِ ، وهي الَّتِي تُؤمِّنُ العَيْشَ المَقْبُول لِلكاتِبِ وأُسْرَتَهُ ، فقَبْلَ أَنْ تُطالِبُوا الكَاتِب بِالكَثِير تَواضَعُوا قَلِيلاً وتَذكَّرُوا حُقُوقَهُ أَيْضاً خُصُوصاً وهذا لَيْسَ بِالسِرِّ المَخْفِي فالكُلّ يَعْلَمُ إِن الكِتابَة لاتُقِيتُ ولاتُعِيلُ أَحَداً وإِنْ حَاولَ أَحَدهُم أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَيْها كمَصْدَرِ قُوتٍ لَهُ ولِعائِلتِهِ لصَفَى بِهِ الأَمْر إِلى قَارِعةِ الطَرِيقِ مُسْتَجْدِياً أَوْ مُلْتَحِفاً أَحَد الأَرْصِفَة لا مَأْوَى يَأْوِيهِ والشَواهِد في الحَاضِرِ والمَاضِي كَثِيرَة ، فإِنْ كُنْتُم قَدْ اقْتَضَيْتُم عَنْ كِتاباتِكم قُرْشاً فأَفِيدُونا .
أَلا يَجِبُ تَعْدِيل النَظْرَة عَنْ الكَاتِبِ بَدَلاً مِنْ مُلاحَقَتِهِ على إِنَّهُ الشَخْص الَّذِي أَثارَ فِكْرَةً ما في مَقالَتِهِ وأَفْسحَ المَجالَ لِلمُعَلِّقين والقُرَّاء مُشاركَتِهِ فيها وتَداولَها قُدْماً بَيْنَ الآخَرِين وتَقْييمها وتَمْحِيصها دُوْنَ مُحاصَرَةِ الكَاتِب ومُضايَقتِهِ أَوْ الحَاجَة لِتِكْرارِ ماسَبق وأَنْ كَتَبَهُ ، ولِماذَا يَجِبُ أَنْ تَبْقَى الفِكْرَة المَطْرُوحَة حَبِيسَة المَساحَة بَيْنَ الكَاتِب والمُعَلِّقين فَقَطْ ؟ لِماذَا لاتَتَناثر بَيْنَ المُعَلِّقين والآخَرِين ......

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

.... في عَامِ 2010 كَتَبَ آدم عربي مَقالَة بِعُنْوانِ ــ عجباً لكتاب الحوار ـ يَتَحدَّثُ في سِياقٍ مِنْها عَنْ اخْتِيارِ بَعْضِ الكُتَّابِ / الكَاتِبات غَلْق بَاب التَعْلِيقات ......
www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=218049

في حِيْنِها كَتَبْتُ رَدَّاً على المَقالَة تَقاعَسْتُ عَنْ نَشْرِهِ .
تَلاهُ فيما بَعْد آخرون ذَهَبوا مَنْحاه ، وقَبْلَ مُدَّة قَصِيرَة لَمْلمَ احْتِجاجَهُ الأَخ وليد يوسف عطو فغَارَ بِاقْتِضابٍ ولُمامٍ وتَلْمِيحٍ على مَنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقات في زَاوِيةٍ مِنْ مَقالَةٍ لَهُ ( كيف يكون الحوار متمدناً ؟ ) ، أحْتَشدَ خَلْفَهُ مَنْ أَيَّدوهُ فيها ونَاصَروهُ وكأَنَّهُم في مُؤْتمر ، وأَطْلقُوا صَرامَةً ضِدَّ مَنْ أَغْلقُوا بَابَ التَعْلِيقات بَلْ واقْتَرحُوا على إِدارَةِ الحِوارِ إِجْراءاتٍ رَادِعَة ضِدّهُم كَرَفْضِ المَوقِع لِمَقالاتِهم كُلِيَّاً أَيْ عَدَم نَشْرِها .
اليَوْم لَمْلَمْتُ تِلكَ الأَوْراق وفَكَّرْتُ إِنْ كانَت بَعْض الأَصْواتِ مُصِرَّة على الانْتِقاصِ مِمَّنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقات فلابَأْسَ مِن الكِتابَةِ لِيَعْرِفُوا إِن كُلَّ ماذَهبُوا إِلَيْهِ لَيْسَ بِمُنزَّهٍ عَنْ الظُلْمِ والإِجْحافِ وبَعِيداً عَنْ الإِنْصَافِ وأَدْعُوهم لِيَقْلِبُوا المَرايا على ذواتِهم ومَكْنُوناتِهم عَلَّها تَمْنَحَهُم أَبْعاداً أُخْرَى لِلرُؤْيَةِ أَكْثَر نُضْجاً وإِنْصَافاً وعَدَالةً وديمقراطية ...... وأُشيرُ إِنَّ الديمقراطية الَّتِي يَتنادُون بِها هي في قُبولِ الآخَرِ المُخْتَلِف عَنْهُم ......
هذهِ سَاعَتكُم ، اثْبِتُوا ديمقراطيتكم الحَقَّة واحْتَرِمُوا قَرارَ الآخَر حَقِيقَةً وواقِعاً ولَيْسَ تَباهياً فَقَطْ فالَّذِين أَمامَكُم مِمَّنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقاتِ هُم المُخْتَلِفون عَنْكُم ......
مَنْ أَغْلقوا بَابَ التَعْلِيقات لَم يَنْتَقِصُوا يَوْماً مِنْ مُخالِفِيهم في التَوجُّهات (مِمَّنْ يَسْمحُون بِالتَعْلِيق ) فأَقْتَدُوا بهم ولاتَنْزلوا عَدَاوَةً وكَلاماً قَارِصاً فيهم لأَنَّ ذلك يُشوِّهُ صُورَتكُم ويُسِيءُ إِلَيْكُم ولَيْسَ إِلَيْهم ......
ودُمْتُم ديمقراطيين .......

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

أَما مَنْ يَشْتَرِطون على الكَاتِبِ فَتْحِ بَاب التَعْلِيقات مِعْياراً لِقِراءَةِ مَقالاتِهِ فمِيزانَهُم غَيْر رَاجِح ، وشَرْطَهُم لايُغْرِي وغَيْر لَماح ولايُغْنِي ، فإِنْ كانوا لايَحْتَاجون لِقِراءَةِ مَقالاتِ هذا الكَاتِبِ وذاك ، فالكَاتِب أَيْضاً لايَحْتَاجُ لِمَنْ يُحدِّدُ لَهُ خَطَّ سَيْرِهِ ونَهْجِهِ ونَمطَ اخْتِياراتِهِ ، فالقِراءَة يَجِبُ أَنْ تَعْتَمِدَ على أُسُسٍ أُخْرَى كجَودَةِ المَادَة وفِكْرَتِها مَثلاً ولَيْسَ هذا الشَرْط الوَاهِي المُتَرفِّع والطَافِح غُروراً .
وحِيْنَ لايَقْرأُ القَارِئ لِكاتِبٍ ما ، يَكونُ قَدْ أَهْمَلَ جُهْداً مَبْذولاً يُمْكِنُ الاسْتِفادَة مِنْهُ ، وهُنا أَنا أَتَحدَّثُ بِصِفَتِي قَارِئة وبِشعُورِي كقَارِئة في هذا الشَأْن .

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه
عَجَبٌ ودَهْشَة !!!

وما أَثارَ دَهْشَتي هو إِدْلاء بَعْض الكُتَّاب بِدَلْوِهم بِنَظْرَةٍ مُتداولَةً جَارِية ، وكُنْتُ أَظُنُّ إِنَّ ثَقَافَتَهُم الرَاقِية والمُتَفرِّدَة وتَميُّزهُم العَالي سيُؤْهِلهم لِتَبْنِي نَظْرَة ثَاقِبَة أَعْمَقُ صدْقاً وأَكْثَرُ تَميُّزاً وعَدَلاً وإِنْصَافاً في شَأْنِ مَنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقاتِ ، فإِذا بِهم يَنْجرُّون كغَيْرهم إِلى العَادِي والمُتداول العَامّ ولم يَذْهبُوا إِلى أَبْعَد مِمَّا ذَهَبَ إِلَيْهِ الآخَرون .
وعَجَبي يَسِيلُ مِنْ فِئةٍ أَبْدَتْ الصَرامَة والحِكْمَة في كِتابَاتِها وتَعْلِيقاتِها على مَدَى دَهْر ، ونَادَتْ بِضَرُورَةِ تَوفُّرِ الكَاتِبِ على أَدْنى الشُرُوط مِنْ : سَلامَة اللُّغة ، قِلَّة الأَخْطاء الإِمْلائِيَّة ، جَمال الأَسْلوب ، طَرِيقَة بِناء الفِكْرَة وشَرْحِها ، الإِلْمام بِالمَوْضوع المَكْتُوب عَنْهُ ، ناهيك عَنْ أَهمِيَّة الفِكْرَة المَطْروحة ؛ فإِذا بِها تَتَنازل عَمَّا نَادَتْ بِهِ وتَدُوس على قِيمَتِهِ انْحِيازاً لِحَالٍ آنِيّ فتُعْلِنُ بِأَنَّ أَهمِيَّة الفِكْرَة المَطْرُوحَة فَقَطْ هي المَنْظُورَة وماعَدَاها لاقِيمَة لَهُ مُقارنَةً بِمَنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقات فلايَقْرأُ لَهُم أَحد وإِنْ تَوفَّرَتْ فيهم كُلَّ الشُرُوطِ أَعْلاه ، و " لِكُلِّ ظَرْفٍ مَقولَة " يَصِف تَقلُبات هذهِ الفِئة .
وهُناكَ الجَوْقَة الَّتِي تُردِّدُ تِلك العِبارَة الغَيْر المُتفحِصَة وكأَنَّهم " تَاهَتْ ولَقتها " إِذْ يُردِّدون دُوْنَ التَوقُّف في التَأَمُّلِ فيها :

" الكَاتِب الَّذِي يُغْلِق بَابَ التَعْلِيقات لايُرِيد أَنْ يَسْمعَ إِلا صَوْتِهِ "

وأَسْأَلُ هذه الجَوْقَة المُردِّدَة ماالَّذِي يَعْرِفونَهُ عَنْ الكَاتِب ؟
هَلْ دَخَلُوا وجَالُوا في دَواخِلِهِ وقَرأوا مَكْنُوناتِ نَفْسِهِ لِيَتهِمُوهُ بِكُلِّ سُهولة بِهذِهِ العِبارَات الَّتِي تَفْتَقِرُ إِلى أَدْنَى حُدودِ العَدْلِ ؟
ما أَدْراهُم بِوَضْعِ الكَاتِبِ ، وحَالِهِ ، وطُرقِهِ ، وأَسالِيب تَعامُلِهِ مَعَ الأَمُورِ ؟
وأَغْرَب رَدٍّ ( في بَعْضِ مَقاطِعِهِ ) جَاءَ مِمَّنْ يَعْتَمِرُ قُبعَةَ الحِكْمَة مُنْذُ أَمد ، حَتَّى إِنَّهُ اقْتَرحَ رَفْض المَوقِع لِمَقالِ الكَاتِبِ الَّذِي يُغْلِقُ بَابَ التَعْلِيقات بِشَكْلٍ كُلِيِّ أَيْ عَدَمَ نَشْرِهِ .
كُنْتُ أَظُنُّ إِنَّنا في مَوقِع ثَقافِي ولَيْسَ في مَدْرَسَة .
وكُنْتُ أَظُنُّ أَن عُهُودَ الإِكْراهِ قَدْ انْقَرَضَتْ .
وجَرَّةُ دَهْشَتي تَفتَتتْ مِن كَاتِبٍ آخَر هُمام ، ذَكيّ ، لايُشَقُّ لِفِهْمِهِ غُبار حِيْنَ كَتَبَ بِهذا الصَدد أَيْضاً عِبارات جَارِحَة بِحَقِّ مَنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقات فقَالَ :

" أنا مع الجميع بأن ثمة كتاب ضعيفون ولاحيلة لهم ولاقدرة على التعامل مع الجمهور والرأي الآخر ، وهؤلاء معظمهم يغلقون باب التعليقات "

هُناكَ كُتَّاب نَاضجِين ولَهُم بَاعٌ عَتِيد وخِبْرَة لاتُبارَى وقَدْ أَغْلَقوا بَابَ التَعْلِيقات ، فهَلْ ياتُرى هُم على رَأْي الكَاتِب الهُمام أَيْضاً ضُعفاء ، أَمْ على رَأْي البَعْض لايُريدون سَماع إِلاَّ أَصْواتهم ، أَمْ على رَأْي أَحد الكُتَّاب كالبِنْت الَّتِي رُتِقَت بَكارَتَها
أَقُولُ لِلكَلامِ في تَداخُلاتِهِ شُؤون .
فعَجَبِي لِمَنْ لايُنْصِفُون ويَظنُّون أَنْفُسَهُم عَادِلُون .
وعَجَبِي لآرَاءٍ غَيْر مُنْصِفَة يَظُنُّها أَصْحابها عَادِلَة .

ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه

عَنْ أَي حِوارٍ يَتَحدَّثُون ؟ ...........
هَلْ هو الحِوار الَّذِي نَقْرأَهُ وقَدْ تَحَوَّلَ في نِسْبَةً عَالِيَةٍ مِنْهُ خشُونَةً وتَلْمِيحاً لَيْسَ في مَوْضِعِهِ وانْحِيازاً لِطَرَفٍ ما وحَتَّى حَوافِ الصُراخِ والتَشْويش وتَبادُلِ التُهَم ( مَعَ تَقْدِيري العَمِيق لِنِسْبَةٍ مِن التَعْلِيقات الجَادَّة والمُفِيدَة والعَالِيَة القِيمَة ) ، حَتَّى إِنَّني ذاتَ مَرَّة قَرأْتُ تَعْلِيقاً لأَحدِهم يُنوِّه لِلكاتِب بِأَنَّه سيَشي بِما كانَ مِنْ آراءٍ في الايميلات المُتبادَلة بَيْنَهُما .......
ماالَّذِي يَسْتَفِيدَهُ القَارِئ مِنْ حِوارٍ كهذا ؟ ناهيك عَنْ إِنَّ الكَاتِب والَّذِي بَذَلَ جُهْدَاً في كِتابَةِ مَقالِهِ يَتَحَوَّل في عُيونِ مُعْظَمِ القُرَّاءِ إِلى مُتهَم يَجِبُ أَنْ يُدافِعَ عَنْ كُلِّ كَلِمَةٍ يَقُولها ، بَيْنَما المُعَلِّق لايُتْعِبُ نَفْسَهُ في تَأمُّلِ ماقَرأَ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ تَعْلِيقَهُ المُفْحَم !!!! .......
هَلْ هذا هو الحِوار فيما يَجْرِي مِنْ مُحاولات تَقْزِيم الكَاتِب مَعَ حَفْنَةِ إِتْهامات مُنَوَّعَة .... .... إلخ ، كُلُّ هذا لَيْسَ بِحِوارٍ ، هو وَجْهٌ مِنْ الفَراغ .
في أَغْلبِ التَعْلِيقات تَسْتَشِفُ إِنَّ الكَاتِب هو الهَدَف في ذِهْنِ المُعَلِّق ولَيْسَ الفِكْرَة ،
وهكذا تَتَحَوَّلُ التَعْلِيقات إِلى ثِقَلٍ على الكَاتِبِ وإِضاعَةٍ لِوَقْتِهِ وجُهْدِهِ وتَوْتِيراً لِلعَلاقَةِ بَيْنَهُ وبَيْنَ المُعَلِّق ......
أَلا يَكْفِيهم إِنَّ الكَاتِب يَقِفُ قَبَالَة القُرَّاء مَكْشُوفاً غَيْرمَحْمِيّ بَيْنَما المُعَلِّق قَدْ تَسَلَّحَ بِكُلِّ الحِمايَةِ مِنْ أَسْماءٍ مُسْتَعارَة ورَمْزِيَّة وغِياب الايميل الشَخْصِيّ ..... إلخ .
إِلى كُلِّ مَنْ كَتَبُوا يَسْتَنكِرون غَلْق الكَاتِب لِبَابِ التَعْلِيقات أَقُول : حَيْنَ تَكْتُبون فعَلَيْكم بِالمَوْضُوعِيَّة وكُونوا مُنْصِفين ..... لِماذَا لاتُجْرون اسْتِفتاءً واسْتِقْصاءً ، أَوْ بَحْثاً ، أَوْ دِراسَة لِتَسْأَلُوا كُتَّاب المَوْقع عَنْ أَسْبابِ غَلْقِهم لِبَابِ التَعْلِيقات فتَتَوَّصَلُون إِلى نَتائِج مُخْتَلِفَة غَيْر تِلك النَظْرَة الأُحادِيَةِ الجَانِب والَّتِي تَكْتُبون بِها مَقالاتكُم والَّتِي تُعَبِّرُ عَنْ وجْهاتِ نَظَرِكُم فَقَطْ ، أَلَيْسَ الحِوار الَّذِي بِهِ تُؤْمِنون هو في إِحْدَى جَوانِبِهِ بَحْثٌ عَنْ الأَوْضاعِ والأَسْبابِ والأَحْداثِ ..... إلخ ؟
لِماذَا لَمْ تَقوموا بِهذِهِ الخطْوَة ، أَمْ إِنَّ اللَوْمَ والتَقْرِيع أَسْهل وأَيْضاً يَضَعكُم في مَوْقِع الحَاكِم على الآخَرِين بَيْنَما البَقِيَّة مُتَهمِين وهذا يُشْعِركُم بِالعِزَةِ والفَخْرِ والاسْتِعلاءِ ......
مِنْ السَهْلِ جِدَّاً أَنْ تَكُونوا حُكَّاماً مِنْ خِلالِ نَظْرَاتِكُم على الآخَرِين ، لَكِنْ مِنْ الصَعْبِ جِدَّاً أَنْ تَكُونوا مُتَمَّكنين مِنْ فِهْمِ أَسْبابِ الآخَرِين وتَقْدِيرها ومُراعَاتِها كَيْفَما كانَتْ دُوْنَ فَرْضِ آرائكم عَلَيْهم رَغْمَ إِنْ ذلك رُقي .......
إِنَّهُ لمِنْ المُعِيبِ إِنْ يُردِّدَ المَرْء عِبارات لَمْ يَقُمْ بِتَمْحِيصِها قَبْلَ النُطْقِ بِها ، ويُكِيلُ الإِتْهامات لأَشْخاصٍ لايَعْرِفهم ورُبَّما لَمْ يُكلِّفْ نَفْسَهُ حَتَّى بِقِراءَةِ ما يَكْتُبون .......
هذهِ غَايَة في القَسْوَة ولاتَصْدُرُ إِلاَّ عَمَّنْ وَجَدَ التَصَلُّب وعَدَم الشَفافِية إِلى نَفْسِهِ سَبيلاً ......
بِماذَا تُوصَفُ إِتْهاماتكم بِحَقِّ مَنْ أَغْلَقوا بَابَ التَعْلِيقات ، إِنَّها مَائِلَة الكَفَّةَ نَحْوَ الشَتْمِ والسَبِّ واللَوْمِ والتَقْرِيع أَكْثَر مِنْهُ نَحْوَ السُؤال ، هي تَجْرِيحات لِشُخُوصِ الكُتَّاب ، والتَجْرِيح يَطْوِي في ثَناياه كُلّ مامَرَّ ذِكْرَهُ .
من أغلق باب التعليق لايسمع إلاصوته
يخاف المواجهة والحوار
يكتب لنفسه
يفر هارباً من القراء
ضعيف
هو كمن يدفن رأسه في الرمل
هو كالبنت التي رتقت بكارتها
لايستحق التشجيع
مُتكبر ...... إلخ

فإِنْ كُنْتُم تُكِيلُون التُهَم لِمَنْ لاتَعْرِفون عَنْ قَناعَاتِهم وأَفْكارِهِم وأَوْضاعِهِم إِلاَّ الفُتات ، فهَلْ سيَروقَكُم إِنْ كَالُوا لَكُم بِنَفْسِ الكَيْل واتَّهَمُوكُم بِأَنَّكُم أَشْخاصٌ يَعْشَقُون الثَرْثَرة فَوْقَ مَقالاتِهم لِيُغْرِقوا السَاحَةَ بِضَجِيجِهِم قَائمين قَاعِدين فَوْق آذانِ القُرَّاءِ دُوْنَ هنيهَةَ شَهِيقٍ وزَفِير ، وإِنَّكُم تَبْحَثُون فَقَطْ عَنْ الصِيتِ والشُهْرَة ولَيْسَ عَن التَثْقِيفِ ، لأَنَّ روافِدَ التَثْقِيفِ لاتَتَوقَّف على أَوْ عِنْدَ التَعْلِيقات ولَيْسَت جُزْءً مِنْها بَلْ هُناكَ روافِدَ حَقِيقِيَّة أُخْرَى كالقِراءَةِ والتَأمُّلِ والبَحْثِ والاسْتِقْصاءِ ...... إلخ ، ويُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَنْهَلَ مِنْها إِنْ كانَ صَادِقاً في البَحْثِ عن ذلك ، فتَفَحصُوا جَيّداً ماتَنْطُقون بِهِ .
الحِوار هو دَعْوَة لاحْتِرامِ الآخَر فهَلْ فَعَلْتُم ذلك مَعَ مَنْ يُغْلِقون بَابَ التَعْلِيقات ، أَتْرُكُ لكُم ولِلقُرَّاءِ الجَواب ........
مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَتَعلَّم ويَتَطوَّر لايَحْتَاجُ لِلجِدالِ والصُراخِ والشَتْم ، فالكَاتِب يَطْرَحُ فِكْرَةً أَوْ رَأْياً وعلى المُتلقِي إِنْ أَرادَ الاسْتِفادَة أَنْ يَبْحثَ ويَتأمَّل ويُفكِّر ويَسْتَنْتِج ويَرْبط ....... إلخ ، وكُلَّ هذه الأَفْعال كما نَرَى لَيْسَتْ بِحاجَةٍ إِلى الكَلامِ وإِنْ احْتاجَتْهُ فإِنَّما إِلى القَليلِ مِنْهُ جِدَّاً .
مَنْ يُرِيدُ مُناقَشَة الكاتِب فهُناكَ الايميل ، أَوْ بإِمْكانِهِ كِتابَة مَقالَة كرَدّ ، أَوْ هُناك طُرُق أُخْرَى .......
أَمْ إِنَّ المُناقَشَة يَجِب أَنْ تَكُونَ على المَلأ وكُلٌّ يُحاوِلُ إِبْراز عَضلاتِهِ الفِكْرِيَّة في حَلبَةِ صُراع ........
أَما لِلسيّد وليد يوسف عطو ولِمُناصِريهِ فأَقُول : على رُسْلِك فَقَدْ ولرُبَّما يَحِينُ بِك الوَقْت يَوْماً ما فتَعْتَزِل التَعْلِيقات أَنْتَ أَيْضاً وتَنْبُذها ، وحِيْنَها رُبَّما ستُخْبِرنا بِأَسْبابِك وتَطْلُبُ مِن الجَمِيع تَفهُّمها ......
إِنْ كُنْتَ تَقْتَرِحُ مُعاقَبَةَ الكاتِبات لِعَدَمِ مُحاورَتِهم القُرَّاء فماهي العُقوبات المُقْتَرحَة لِلقُرَّاء مِمَّنْ هجَرُوا التَعْلِيقات أَوْ أَنْقَطعُوا عَنْها ، الإِنْصَاف يَقُول يَجِبُ مُعامَلَة الجَمِيع بِعَدالَة ، كُنْتُ أَظُنُّ إِنَّنا في مَوقِع ولَيْسَ في مَدْرسَة فيها مُعادَلَة الثَواب والعِقاب ، وإِنْ كانَ هُناك عِقاباً ، فلِماذَا لَيْسَ هُناك بِالمُقابِل جَوائِز ، كجَائِزةِ نُوبل مَثَلاً لِمَنْ تُزِيدُ تَعْلِيقاتَهُ عَنْ المِئةِ تَعْلِيق ، أَوْ جَائِزة الحِزامِ الذَهبِي لِمَنْ لَهُ خَمْسِين تَعْلِيق ...... إلخ .
كُنْ أَكْثَر إِنْصَافاً وتَعمُّقاً وودَّاً في التَعامُلِ مَعَ هكذا أَفْكار ........
إِنَّ الحِوار المتمدن يَفْعلُ حَسَناً إِذْ يَحْتَرِمُ رَغْبَةَ الكَاتِب في فَتْحِ بَابِ التَعْلِيقات أَوْ غَلْقِهِ ، وهذا أَقلُّ مايُمْكِن أَنْ يُقدِّمَهُ الحِوار تَقْدِيراً لِلكُتَّابِ وجُهُودَهُم واحْتِراماً لِلرَأْي الآخَر المُخْتَلف ..........
فمُنْذُ مَتى أَصْبَحَ فَتْح بَاب التَعْلِيق دَلِيلاً على جَوْدَةِ المَقالِ وقُدْرَة الكاتِب ونَضْجِهِ في مَجالِ المُقارَعَةِ الفِكْرِيَّة ، ومَنْ رَوَّجَ لِهذِهِ الفِكْرَة الخَاطِئَة وأَجازَها ويَسْعَى لِتَثْبِيتها .
حَسَب هذِهِ الفِكْرَة مَنْ يَقُول كَلِمات أَكْثَر عَدداً ويَصُولُ ويَجُولُ حَدِيثاً ( مُعبأً أَوْ فَارِغاً ) يُعْتَبَرُ شُجاعاً وقَديراً ، بَيْنَما مَنْ يَكْتَفِي بِطَرْحِ فِكْرَتِهِ لِلقَارِئ هو كاتِبٌ ضَعِيف ........ هَلْ لِهذِهِ التُرهات أُسس ؟
يَعْرِفُ القُرَّاء كاتِباً تُعاني مَقالاته مِنْ جُوعٍ وفَقْرٍ بليغين في الفِكْرِ ولكِنْ الرُدود والتَعْلِيقات تَتَدفَّقُ بِكَثافَةِ السِيولِ عَلَيْها فهَلْ يُؤْشِرُ هذا دَسامَتها ؟
لِكُلِّ مَنْ كَتَبَ سُوءً في حَقِّ الكُتَّاب مِمَّنْ أَغْلَقُوا بَابَ التَعْلِيقات :
قَبْلَ أَنْ تَرْمُوا الآخَرِين بِحِجاراتِ السِّجِّيل تَذكَّرُوا إِنَّ هؤلاء الآخَرِين قَادرِين على رَدِّها إِلَيْكم فتَلقُوها بِرحابَةِ الديمقراطية إِنْ كانَتْ حَقَّة لَدَيْكُم ولَيْسَ مُجرَّد شِعار تَتَصارخُون بِهِ .........

طُبْتم نَفْساً واسْتَرحتُم


الأثنين 14 / 6 / 2010 ــ الأثنين 5 / 3 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا


.. طالبة تلاحق رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق وتطالبها بالاستقا




.. بايدن يقول إنه لن يزود إسرائيل بأسلحة لاجتياح رفح.. ما دلالة