الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عصا الحُب السحرية

حسن إسماعيل

2012 / 3 / 23
الادب والفن



كـُـتبت لمن لا يعرف ما يحدث في كيانه
حب أم احتياج أم نزوة أم ... أم .....
فقلب الإنسان حمال أوجه
والنزوة سريرية الملامح
والاحتياج جوع لا يشبع
والاثنان وجهي عملة الأنانية الجائعة ..
والمدافعة طول الوقت عن نفسها وأمانها الوهمي

قصيدة
عندما تنشق سماء قلبك فجأة في لحظة ما .. في يوم ما .. في شهر ما .. في سنة ما .. في تاريخ ما ..
وأنت تسمع دقات أقدامه تهرول نحوك
وهبوب ريح عاصفة تسبقه كسجادة حمراء
ونسمة هواء برائحة الفانليا ترعش أثاث كيانك وأطرافك
وتهز أركان المسكونة حولك
ويبدأ فعل الإلتباس في الحضور
فتسأل زلزال هذا .. أم عاصفة الشتاء ؟
سخونة بركان سينفجر .. أم درجات حرارة وبعض الرشح سيبدأ
فتضع أدوية البرد بجوارك
فالوقاية خير من علاج الإلتباس

ويبدأ شيئ كالطيف يدخل من بابك
ومن كل نوافذك المفتوح منها والمغلق أو هكذا تتخيل
يدخل حتى من مسامك أو هكذا تتخيل
رويداً رويداً رويداً تتضح ملامحه
ويبدأ إندهاشك في الظهور
تندهش عندما تجده يلمس أشياء في أثاث كيانك ..
متأكد أنت من أنها من الجماد فتجدها تنبض
أو يلمس أشياء فيك تعرف أنها من الأموات
فتجدها تقوم من الأموات دون ضوضاء المعجزة الفجة
تجد كل كيانك استيقظ فجأة دون صباح يوم جديد
عصا سحرية تجول في أركانك
تضيء مصابيحك العتيقة المتكفنة منذ سنين تحت ركام الأتربة
تلمس أطراف شمعك المعتم فتتوهج توهج لم تراه من قبل
حتى إسطوناتك المعتادة تفعل في روحك فعل جديد .. تحليق غريب
الآن شيئا ما حدث لا تعرف مكنونه ولكنك تلمس وتشتم وترى كل شواهده
وتقطف كل ثماره دون عناء يذكر
ودون افتعال يــُسقط الحياة على الموت فيؤكد موتها
شيء سحري يحدث في كيانك
تعرف بدايته ..
ولكن لا تقدر أن تقف أمامه كطوفان ناعم رقيق .. عنيف في بعض الأحيان
يقلب كل موائدك .. يغير لون أثاثك العتيق
وملابسك المألوفة .. وملامح بلا مكياج فج أصبحت أكثر جمالاً
كل شيء كان يجعلك سهل المنال يختفي الآن

تسقط أقنعتك فجأة .. وتراك تحب طقس الإعتراف
فلم تعد من الآن وصاعدا تخشى الإدانة وحجر الرجم
في هذا الحضن أنت بمأمن رغم عريك .. رغم ضعفك المعروف له
رغم قبحك الذي يربت عليه
الآن يمكن أن تصمت دون أن يفتش صمتك أحد
الآن يمكن أن تعلن نواياك الخير منها والشرير .. المؤمن منها والشاكك
حضنك وطن بلا محاكم تفتيش
أصبحت تحب رؤية هرطقتك وهي تتراقص في أعينها
وشجرة معرفتك المحتفظة بها في حديقتها الخلفية
شيئاً سحري خرافي فلسفي جداً
وجودي وغيبي جداً
جبري واختياري جداً
الآن تكتشف زيف كل مرايا تاريخك
الآن تقدر أن تتحسس ملامحك وكل عوراتك بلا خجل
الآن تبدأ في التعلم من جديد ونطق الأبجدية من
" زرع " و" حصد " .. " كان " و " يكون "
الآن توضع بين مفترق الطرق بين الموت والحياة
بين العادي والمبهر .. بين البركة والنهر
بين اجترار الجمع .. والتلمذة
بين رائحة القبر .. ورائحة الفانيليا
بين طعم العدم .. وطعم المغامرة القصوى
بين النزوة .. والديمومة المجانية
بين جوع الإحتياج .. وشبع العطاء غير المشروط
الآن كل شيء أصبح له معني .. أصبح له طعم ورائحة ولون
الآن كل شيء أصبح له إيقاعه الخاص والحميمي
الآن تقدر أن تنظر للخلف دون أن تصاب بالغثيان
ودون أن تعاود الهروب منك وتاريخك .. ومن هزائمك المتكررة
دون أن تحتاج للكفر به أن ينتشلك من حفرة ماضيك السحيق
الآن تعرف بعض المعرفة التي تنمو مع الوقت بك وبالآخر ..
وبالحياة وبالحقيقة وبالأحلام وبالتحقق
الآن تحبو دون ضبابية في تعاريج ونتوءات ودواير وطرق
وتفاصيل خريطة ذاتك المعقدة البسيطة المشفرة الواضحة في عين الحب
الآن تمت إصابتك إصابة في مقتل زيفك
لتفتح لك كوة في سور كيانك ووحدتك على النور .. على الحرية .. على الحلم
لن تقدر أن تهرب منها مها حاولت ..
ومها كان احتراف خمرك على فعل النسيان
نزواتك لا تقدر أن تنسخ الحب من روحك
إحتياجاتك لا تقدر أن تمحي اكتشافك الخارق لطبيعتك
لن تقدر أن تهرب منه ولن تقدر أن تستبدله
أراهنك ولديك الحياة كلها لتحاول
لتحاول الهروب منه .. فتجد هروبك اليه
ولتبحث عن المتفرد في الإجماع
ولتبحث عن الحـُر في العبيد
ولتبحث عن المهرطق في الخائفين
ولتحبث عنه .. ولتبحث عنك
إن تاه منك تـُهت
إن ضاع منك ضعت
إن ربحته ربحتك
إن وجدته وجدتك
لا يوجد أجمل من أن تراك عين على حقيقتك .. وتكون عين حبيبتك








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو