الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوافات عرفانية (3) الوصول البعيد

عادل علي عبيد

2012 / 3 / 23
الادب والفن


كل الموازين لا ترجح بمقاييسها / وكل كفة تستشعر خيانة أختها لها / الهواء المعبأ بالوزن ظل يهادن ويساوم / أملا بذلك النيل الكاسد الخاسر / قد نعتب كل العتب على الهواء والمقياس والكيل ، لكنما العتب العتب على أنفسنا التي لما تستقر في مكان ، ولم تثبت على أيك / اعتقد أن ثالثة أثافينا تكمن بالدم / الدم الذي راح يتوق إلى الكيف الموزون والجنس الراجح والنوع المفضل / فمال هواه قبل ميل الوزن ورجحة كفته تسابق رجحان أختها / المشكلة سيدي في تهذيب النفس قبل سلامة الميزان وصفاء الوزن / وهي مرتبة من المقامات لم نبلغها ، ومرحلة من الكرامات العالية المحمودة التي سصعب نيلها ونوالها / فالفوز بهذه المقامات يعني نيلك لتلك المنزلات العاليات الساميات التي تعينك على مرحلة التكشف والتمكين / وهذا التحقق لا تحسمه حتى سني العمر القاصرة القليلة / وحتى الحاح طوافاتنا ونحن نوغل في تقصي الجديد والغريب / ونجتاز شاهق النفس إلى مرحلة من التطلع البعيد / وهذه المنازل لا يمكن نيلها بدون تغليب الإيثار بطي مراحل هامة في سير الحياة / أما سر أسرار الحياة فيكمن بالنفس / الصور والأحداث والشخوص والوجوه ومنعكسات الخيال وشطحاته لا تشفع إليك وآنت تمتطي ذاتك وصولا إلى محطتك التي تغادرك / وهي مرحلة من الشد والجدب التي لا تستقر ولا تعرف القرار / قد تكون كل تلك المواطن تستهدفك وتثير فيك روح المشاركة / وصولا إلى استكمال غاياتك / فقد يكون العقل حيا لكن النفس هامدة ميتة / او يكون العكس ، ويا لها من معادلة لا يحسمها غير الوثوق والإيمان بالوجود المطلق ، والموجود الفاعل / المبرقات اللامعات التي تثير فيك الشهوة ، وتترك بقايا النشوة ، والغريبات اللواتي يحركن سواكنك ، يؤكدن حضورك في ساحة الوجود / وهي منن ونعم وكرامات إذا استثمرت وفق سلامة معطيات العقل / ولكنها ايضا نقم تنفي دور العقل إذا تلاعبت بك / إذ انك في كل حين أمام اختبار صعوب وامتحان عسير / قد تجد مخرجا من حيرتك / وتلتمس سكينة لنهاية صخبك / ودعة لقرارك المزدحم / ولكن ذلك الأمل وذاك النوال لا تحسمه رحلة العمر القصيرة / ها أنت تعلن حيرتك وتجدد قلقك وتشير نحو وجومك أمام صخب الحركة / المشكلة في غياب الإدراك الناصع / وصاحبه متأرجح بين المحنة والحيرة / قد يلعن صاحب العلم المعرفة ، ويرفض داعي الحجة والإدراك الناجع دهره / وهو يتصدر مواكب العارفين / فهو مطالب بكل تفسير / ومساءل حيال كل تأويل / فلا حجة او عذر او أمر يقبل التأجيل / المبرقات الوامضات المشتعلات بنجيماتها وكواكبها الثابتة والسيارة تزاحمك وهي تزيد من سيول حرائقها وازدحام البريق / / هكذا يتلبسك الإفراط والتفريط / وأنت توغل في الشهوات التي ترسل مهيمناتها ومسيطراتها / فالنفس بخواصها وغلبة أحكامها وطبائعها غافلة عن فطرتها / لكنها تسهم في أفعالها فتبقى تنظر إلى الحجب نظرة الفاني إلى المستحيل / ونظرة العاجز إلى إصلاح الشأن / وتبقى ترزح إلى عوالم العويصات والمعضلات من دون أن تحقق شيئا او تدرك معنى للسمو / تبصر في مرآتك المجلوة سيولا من تلك الخدوش والتصدعات والتعرجات التي تسبح على أديم الذكريات / وتحط منتشرة في تلك التشققات التي تشبه المنحدرات والخرائط التي تجتاز معالم وجهك ، فتنشر بحارها وسهولها وقفارها وجبالها وسهوبها وهضابها / وتقيم مداراتها / وتوزع مسطحاتها / وتعتمد حصونها وقلاعها وقصورها / وأنت ترقب تلك السنوات الجامحات التي مرت بمحطاتك وتزودت من زاد أحداثك استعدادا لتلك الرحلة الشاقة والعسيرة والمهمة المستحيلة / الأسئلة التي رحت تلوكها وتتذوق رشيف عصيرها لم تعد تمنحك من رحيقها سوى مرارة تشبه بقايا راحة طعام الأمس الذي لم يدرك ناصع الغبش / كنت بتردد تطلق أسئلتك في حضرة وجودك ، ولم تلق سوى صدى أجوبة خجلة تتوارى خلف زحامك الذي يضج بك / قد تشعل قناديلك من زيت نفسك / وتوقد شعلتك ، وتهتدي بظلك في ليلك الحائر وأنت تتعثر بحقيقتك باحثا متحريا عن سرك / لكنك سرعان ما تعود بعد أن أعياك الطواف ، وأنهكتك دياجير المسافات في دهاليزك المتشابكة / تعود خائبا تجر اذيال هزيمتك / وتفتش عن زاوية تطمر بها نفسك / ومكان ناء تتوارى بعزلته / وتظل تحلم بالطواف نحو مدنك البعيدة ومثاباتك القصية / فمتى تحط الرحال ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة


.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد




.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم


.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?




.. لعبة الافلام الأليفة مع أبطال فيلم البحث عن منفذ لخروج السيد