الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتفاضة 23 مارس 1965...الذكرى والعبر

رفيق عبد الكريم الخطابي

2012 / 3 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ملاحظة عامة :
هذا جزء من دراسة ما زلنا في طزر إعدادها , حول اليسار الجذري بالمغرب ...ارتأينا نشر هذا الجزء تخليدا لذكرى الانتفاضة المجيدة ل 23مارس 1965 ..لذلك سيجد القارئ شيئا من انعدام الترابط بين فقرات المقال ...نظرا لأننا اجتزئناه من المقال المشار إليه سابقا...لذلك وجبت الإشارة

بعد انتهاء لعبة الغميضة أو الكر والفر مع اليسار الاصلاحي بعد فترة ما يمكن تسميته بالغموض السياسي التي أعقبت الاستعمار المباشر, وترسيخ أسس مؤسسات الاستقلال الشكلي , والتي شكلت معاهدة إيكس ليبان الخيانية إطاره العام , ومن سيتعاقب على المناصب الحكومية بعد ذلك هم من الموقعين عليها .., عبر ضرب كل القوى التي من الممكن أن تشكل عائقا أمام ترسيخ تلك المؤسسات لإضفاء شرعية على نظام تبعي عميل للامبريالية الفرنسية, أوما ندرج على تسميته الاستعمار الجديد ....وبعد تصفية عناصر جيش التحرير والمقاومة المسلحة عبر عمليات عسكرية متتالية شاركت فيها جيوش الامبرياليتين الفرنسية والاسبانية ومرتزقة الملكية.., يمكن أن نشير إلى أبرز تلك العمليات العسكرية , عملية إيكوفيون سنة 1960 والتي تمت فيها تصفية العديد من تلك العناصر المسلحة ,,مع الإشارة أنه في ظل حكومة عبد الله إبراهيم والتي يطلق عليها بعض تجار الشعارات حكومة وطنية سيتم ضرب أكثر من عصفور بهذه الحكومة ...القمع الدموي لانتفاضة الريف 1959 والتي كانت في جزء منها مسلحة , وتصفية جزء من جيش التحرير الذي رفض إلقاء السلاح ..وبالتالي ستبقى القوة الوحيدة المسلحة هي الجيش الملكي...بعد انتهائه من هذه المهام الجرائم والذي لم يكن ممكنا أن يتم بذاك الشكل السلس, بدون وجود حكومة يرأسها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ...والتي سيقيلها النظام مباشرة بعد إنهاء هذه المهام أي في سنة 1960التي اتضحت فيها أوهام الاستقلال الشكلي ...واتضاح شكل اللعبة التي على الكل أن يستوعبها للمشاركة في المراحل اللاحقة....
إن أهمية انتفاضة 1965 تكمن في زعزعة محاولة اعتقال الدينامية النضالية للمجتمع المغربي والالتفاف على الحركة الوطنية الحقيقية ..بعد محاولات جر الجميع إلى دخول مؤسسات انتخابات ماي 1963 والعودة بالوضع الاقتصادي إلى سابق عهده بعد الاصلاحات الطفيفة التي حاولت إنجازها حكومة عبد الله ابراهيم ...هذا الوضع لم يكن ليولد سوى الانفجار الربيعي لسنة 1965..فبعد التراجع عن شتى المكتسبات التي حققتها الجماهير الشعبية بتضحياتها , بنضلاتها , وبكدحها اليومي وعلى رأسها التعليم , ليستفيد منه أبناء تلك الجماهير بعد ان حرمها الاستعمار المباشر منه , وبعد توقيف العمل بالمخطط الخماسي الذي كان يسعى للحفاظ على تلك المكتسبات عبر تكوين الأطر وتوسيع التعليم , والاعلان الرسمي عن إلغاء حق التلاميذ الذين تجاوزوا سنا معينا في الالتحاق بالتعليم ,,لم يبق أمام التلاميذ والطلبة سوى الشوارع للتعبير عن رفضهم للتجهيل والفقر والقمع والتحقت بهم باقي الجماهير الشعبية وهي تختزن كل السخط والغضب على واقعها المزري والمتردي وصانعيه,,,,
لقد استمرت انتفاضة 23مارس 1965 زهاء أسبوع , وكانت إعلانا صريحا لانتهاء كل الأوهام الاصلاحية التي كرستها ممارسات أحزاب البرجوازية الصغيرة من الحزب الشيوعي المغربي إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية...وإعلانا على الانهيار الشامل لكل الآمال التي كانت تعلقها الجماهير الشعبية على مرحلة ما بعد 1956 أي أوهام الاستقلال الشكلي أو اوهام التحرر من الاستعمار الامبريالي..حيث كان الدرس ضمن دروس أخرى عديدة أن الاستعمار لم يخرج ما دام عملاؤه في السلطة ويسيطرون على الثروة...ولعل المقولة التي تناقلها آباؤنا آنذاك جد معبرة " الاستعمار خرج من الباب ...وعاد عبر النافذة "
عمد النظام إلى إغراق هذه الانتفاضة في الدم ,ومع تدهور الأوضاع سيعلن النظام في 7أبريل 1965 عن تعليق الدستور ويعلن الملك في خطاب له عن " حالة الاستثناء من أجل حماية المؤسسات الدستورية "
الأهم من كل هذا أن الانتفاضة ستشكل إحدى أهم إرهاصات الحاجة الموضوعية , لبروز تعبيرات سياسية جديدة , تعبر عن تلك الجماهير المنتفضة ومصالحها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ...لقد كشفت انتفاضة 23مارس 1965 عن زيف ادعاءات تحقيق الاستقلال الفعلي ,,وعن عجز القوى السياسية الموجودة آنذاك على التعبير عن المصالح الحقيقية لتلك الجماهير الشعبية ,,بعدما اختارت نهج المساومات الانتهازية مع النظام والتطبيل لمخططاته ..برغم بروز تجادبات أو تناقضات ثانوية بينها وبين التحالف الطبقي السائد بين الحين والآخر ...إلا أن طابع ممارستها العام ظل انتظاريا ومساوما طيلة مسارها التاريخي....إن انتفاضة 23مارس 1965 ستشكل إحدى الأسس الموضوعية لظهور تنظمات الحركة الماركسية اللينينية المغربي...وسنعود لمجمل الظروف الأخرى في مقالات لاحقة ,,,,
في 23مارس 2012 يقف الماركسيون الليننيون وكل الثوريين المغاربة ,,,كل الطامحين لمجتمع الحرية والتحرر حيث ينعدم استغلال الانسان للانسان ,,نقف إجلالا وتقديرا لكل شهداء الانتفاضة المجيدة ...ممن ساهموا في اتصال وتواصل حلقات مسلسل التضحية والمقاومة بين الأمس واليوم والغد ...لمن حققوا التراكمات الكمية لتحقيق القفزة النوعية ,,,ضد مسلسل التركيع والاستسلام والخنوع....لأبطال 23 مارس ننحني في خشوع ...نحييهم نقبل جباههم ....ونستحضرهم باستحضار تضحياتهم ...فلولاهم ما وجدنا مدرسة تأوينا ...لولا تضحياتهم لكنا عبيدا , بكل ما تحمله الكلمة من معنى مباشر, للأسياد تجار الدم والعرق الأدميين....لمن استبسلوا وناضلوا ليرسموا لوحات البطولة التي تزين تاريخنا كل التحية والإكبار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بشأن مؤامرة حل وتصفية جيش التحرير
ابراهيم أحنصال ( 2012 / 3 / 25 - 18:58 )
لست أدري إن كان يصح لي أن أدلي بملاحظاتي حول -دراسة في طور الإنجاز- للرفيق رفيق عبد الكريم الخطابي التي اجتزأها من مقال لم يكتمل بعد، كما أشار هو نفسه؛ غير أن روعة المقال وغزارة المعطيات التاريخية التي وظفها أغوتني بتقديم ملاحظات سريعة وجزئية:

لقد أرجع المقال جزء من المسؤولية عن عملية إيكوفيون Ecouvillon التي استهدفت تصفية جيش التحرير إلى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية باعتبار الحكومة القائمة كان يرأسها أحد قادته عبد الله إبراهيم، والواقع أن هذا الحكم القاسي لا يستقيم من الزاوية التاريخية في الحد الأدنى، فمؤامرة إيكوفيون التي نفذتها جيوش الاحتلال الاسباني والفرنسي والعناصر الذين كانوا مجندين كمرتزقة في الجيش الفرنسي –حيث حارب بأغلبهم في المغرب والهند الصينية- والذيم شكلوا النواة الأولى للجيش الملكي تحت إشراف -ولي العهد- الحسن الثاني، ارتُكبت في 1958، أي قبل تأسيس الجامعات المتحدة لحزب الإستقلال في يناير 1959 ناهيك عن تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في شتنبر 1959 وقبل تشكل حكومة عبد الله إبراهيم.

ثانيا، أن المقاومة ممثلة في المنظمة السرية ثم جيش التحرير فيما بعد أغلب قادتها ونش


2 - للرفيق احنصال تحية خاصة
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 3 / 26 - 02:46 )
ملاحظتك وجيهة جدا ,ويبدو أن الصياغة وكذلك الخطأ الغير مقصود في تاريخ عملية إيكوفيون قد يخلق لبسا لم نقصده
لقد انطلقت عملية إيكوفيون في فبراير1958 وجاءت عقب إرغام الجيش الاسباني على الانسحاب من اسمارة
الاعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني ق.ش. كان في يناير 1959
تشكيل حكومة عبد الله ابراهيم كان في نهاية ديسمبر 1958
المهم هنا هو صحة ملاحظتك ودقتها بل أشكرك عليها
لم يكن مهما لدي ولا مقصودا تحميل الحكومة المسؤولية المباشرة في تلك الجريمة أو غيرها من الجرائم ,,بل المهم هو الاشارة في سياق التحليل إلى الظروف الموضوعية التي واكبت تشكلها ودورها في تيسير القضاء على كل ما يعيق السيطرة السياسية للتحالف الطبقي السائد حاليا...لم يكن باعتقادنا قمع الانتفاضة بالريف بذلك الشكل الدموي8000قتيل حسب بعض التقديرات أي رقم يقارب عدد القتلى بسوريا طيلة سنة وكذلك التقتيل ضد المقاومين وجيش التحرير دون مقاومة في المستوى لولا تنصيب تلك الحكومة ..وأظن أن الحكومة الحالية تلعب نفس الدور أي بيع الوهم للمغاربة..أحييك رفيقي عاليا وأتمنى أن أكون صححت اللبس الذي أشرت اليه مشكورا...تحياتي


3 - يجب أن تكف الجماهير عن أن تكون مجرد وقود
عزالدين بن عثمان الحديدي ( 2012 / 3 / 26 - 14:53 )
تحية عالية للرفيق الخطابي، نحن جميعا في أمس الحاجة إلى تحليل علمي لتلك المرحلة العصيبة من تاريخ أقطارنا العربية، مرحلةخيانة تضحيات الجماهير والانقلاب على النضالات الوطنية الثورية في إطار -صفقات- المرور من النظام الاستعماري إلى النظام شبه الاستعماري. نفس الشيء حدث في تونس حيث وقع قطع مسار تجذر النضال الوطني بتصفية اليوسفيين و-الفلاقة- والقضاء على كفاحهم المسلح بتعاون بين الأجهزة العسكرية الاستعمارية وأجهزة دولة النظام شبه الاستعماري الناشئة. وقد كان للخيانة الخروتشوفية وتصفية القيادة البلشفية في الاتحاد السوفيتي نتائج كارثية على النضال الوطني في المستعمرات تجسدت في خيانة أغلب الأحزاب الشيوعية وتخليها عن تجذير النضال الوطني وتركيز قيادة الطبقة العاملة والشيوعيين وتمت تلك الخيانة في إطار أطروحات خروتشوف حول -الديمقراطية الوطنية- و-إطفاء بؤر التوتر- و-الطريق اللارأسمالي-. ونتيجة كل ذلك كانت تضحية ملايين العمال والفلاحين بأرواحهم في سبيل أن تؤول الأمور إلى حلّ شبه استعماري للمسألة الوطنية يخدم مصالح الامبريالية وخدمها من الكمبرادوريين وكبار الملاكين العقاريين.


4 - للرفيق الحديدي تحية
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 3 / 26 - 23:23 )
بعد تحيتك رفيقي عاليا على إطلالتك التي تسعدنا كثيرا ..ومساهماتك التي تسطع ضوءا وإظاءة..فعلا رفيقي تاريخنا متشابه إلى أبعد الحدود ..تقريبا كل مجتمعنا المغاربي عانى نفس المعاناة مع نفس سماسرة الاستعمار المباشر والغير المباشر باستثناءات طفيفة بين تجربة هذا القطر أو ذاك...ولعل هذا التقارب مضافا لغيره من العوامل التاريخية الاجتماعية هي ما أوحت أو حتمت على الحركة الماركسية اللينينية اعتماد استراتيجية الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية تعم كل أقطار المغرب العربي أو الشمال إفريقي في أفق الثورة العربية العامة التي تكون أساس للتحول للاشتراكية ..إنها نفس الأسباب التي تحتم علينا اليوم البحث عن منافذ للعمل والتنسيق بين شيوعيي المنطقة من أجل إنجاز الإجابة الموضوعية على إشكالات الحاضر ...هذا الحضور وتلك الاجابة هي وحدها الكفيلة بعدم ترك جماهير شعوبنا وفي طليعتها الطبقة العاملة وقودا لمشاريع غيرها ,,,أي مختلف القوى الانتهازية والرجعية...إنها مهمة شيوعيو اليوم كما بالامس ,ليست سهلة لكن لابد من إنجازها, لنسبر التاريخ ولنتعلم من دروسه ولنواجه مشكلات الواقع...تحية رفيقي على مرورك


5 - إلى الرفيق علي حيجو
رفيق عبد الكريم الخطابي ( 2012 / 3 / 27 - 11:24 )
نشكر مرورك الكريم ...فعلا مرحلة تاريخية مهمة وارتداداتها مازال فاعلة إلى الآن وإن بأشكال أخرى ومتجددة في أساليبها الانتهازية من جانب القوى المتاجرة بنضالات شعبنا وإن من جانب نظام طبيعته الاوطنية واللاديمقراطية تفرض شكلا وحيدا للتعاطي مع نضالات شعبنا واحتجاجاته وهي لغة القمع الدموي

اخر الافلام

.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي


.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه




.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر