الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 7

حمادي بلخشين

2012 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


حسن البنّا كان صنما إخوانيّا و مهرّجا سلفيّا 7


لأوّل مرّة في التاريخ الإسلامي زعيم صليبيّ يكلف بتطبيق حدّ إسلامي!:

الغريب في الأمر أن إعطاء صلاحية إقامة حدّ الحرابة دون ضوابط شرعيّة ،( تلك الأعطية التي طالما جاد بها المرتزقة من العلماء على المـتغلبين من الحـكام ، فأتخذوها ذريعة لســفك دماء و مصادرة أموال الخارجين عليهم بحقّ (1) ، يمنحها القرضاوي(2) و في مطلع القرن الحادي و العشرين، الى قائد مسيحي متعصّب ـ جورج بوش الإبن ـ أعلن بكلّ تبجّح أن حملته على أفغانستان هي حملة صليبيّة، و ليس دافعها الغيرة على حدّ الحرابة المهجور، كما ذكر يوسف القرضاوي في فتواه التعيسة!

أسوأ ما تضمّنته فتوى القرضاوي:

لعلّ أخطر ما جاء في الفتوى هي الموالاة الصريحة للكفّار. موالاة بلغت حدّ المشاركة الفعلية في حرب المسلمين أمرا و تنفـيذا ( الفتوى من القرضاوي، و التنفيذ من الزعيم الإخواني الأفغاني برهان الدين رباني قائد تحالف الشمال، ثم التعساء من المجندين المسلمين الأمريكان والأفغان). لأن أن نصرة الكفار أو مظاهرتهم على المسلمين، تعدّ ردّة صريحة لا تجبرها سوى توبة معلنة، و قد حرّر بمناسبة هذا الحدث الجلل عشرة من العلـماء الأجلاء بيانا نشـر في جريدة "الشعب"على موقعها في الأنترنيت و جاء فيه:"و نحـذّر من إعانتهم (3) و نصرتهم على المسلمين بأي نوع من الإعانة و لو باللسان فإن هذه ردّة عن الإسلام والعياذ بالله، و قد أجمع علماء الإسلام على أنه من ظاهر الكفار على المسلمـين و ساعدهم بأيّ أنواع المساعدة فهو كافر مثلهم كما قال الله سبحانه وتعالى: ( يا أيّها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض، و من يتوّلهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمـين))المائدة 51، و الخصم الرئـيس في هذه الأحداث هـم اليهود و النصارى فبعضهم أولياء بعض، فكيف إذا أنضمّ تحت رايتهم أهل الشرك والإلحاد و النفاق كما هو في هذا التحالف المشئوم الذي تقوده أمريكا الكافرة ؟" إهــ و هـؤلاء العلماء هم على التوالي:
د. الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود / الشيخ أحمد بن صالح السناني/ الشيخ الدكتور سعد عبد الله عبد الله الحميد / الشيخ الدكتورعبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف / الشيخ عبد العزيز بن ناصر الجليل/الشيخ حمد بن ريس الريس/الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التركي/ الشيخ فريح بن صالح البهلال/ الشيخ حمد بن عبد الله الحميدي/الشيخ ناصر بن حمد الفهد. ( انظرجريدة" الشعب " بتاريخ 23 /11/ 2001).

فتوى القرضاوي: ظلمات بعضها فوق بعض:

يعد القرضاوي ـ بالمنظور الإسلامي ــ أول ضحايا فتوى الحال، لأن الفتوى حلقت دينه و دين من رضي بفتواه، قبل أن تحلق رؤوس الأفغان و من سيليهم من الضحايا المسلمين، و لقد أحدث القرضاوي بفتواه هذه تحريفا غير مسبوق(4) و إن لم يكن مستغربا إن صدر من البيت الإخواني، حين جعل الولاء للوطن بدل الإسلام، ثم حين أضاف الحشف الى سوء الكيلة بجعل ذلك الوطن دار كفر! ثم حين أضاف الى الحشف و سوء الكيلة غلاء السّعر، حين جعل الولاء لوطن كافر يعد رأس حربة في تأليبه و تجنيده شعوب الأرض لرمي المسلمين عن قوس واحدة، وذلك الوطن هو أمريكا " الأمّة الـطاغية التي جمعت بين جبروت عاد، و عدوان ثمـود، و إستكبار فرعون، و خبائث قوم لوط، و تطـفيف مدين، و ضمّت إلى ذلك مكراليهود، و حرصهم على حياة، و تلاعبهم بالألفاظ، و تزكيتهم أنفسهم على كلّ أحد سواهم"(5).

كما إشـتملت فتوى الحال على أعاجيب و مخاريق ينسي بعضها البعض الآخر، لعل أخطرها كما أشار د.صلاح الصاوي:" تقديم الولاء على أساس المواطنة على الولاء على أساس الإسلام ، فمتى حدث تعارض قـدّم الولاء الوطني على الولاء الدينيّ، فترخص الدّماء، و يضرب الذكر صفحا عن جميع التداعيات، فقد ذكرت الفتوى في معرض تسـويغها لقتال المسلمـين تحت رايـة الكافرين أنه مغـتفر في جانب الأضرار العامّة الـتي تلحق المسلمين في الجيش الأمريكي، بل و في الولايات المتحدة بوجـه عام، إذا أصبح مشكوكا في ولائهم لبلدهم الذي يحملون جنسيّـته و يتمتعون فيه بحقّ المواطنة. و أعجب من هذا كلّه، إستـدلاله لهذه المشاركة والإعتذار عنها بالمحافـظة على الولاء للدولة التي يحملون جنسيتها و يعملون في جيوشها! و هذا لعمر الحقّ معقد جديد للولاء و البراء، ما سمعنا بمثله إلاّ من أمثال هؤلاء أو في مثل هاته الفتوى! ولله في خلقه شؤون!". ثم يؤكّد صاحب المقال على أنّ" معقد الولاء و البراء في الشريعة هو الإسلام و ما جاء به من البينات و الهدى، فقد حرّر الإسـلام بني البشر من التعصّب للأعراق و الألوان والألسنة، ومحّض ولاءهم للحقّ الذي نزل من عـند الله، و أمرهم أن يكونوا قوّامين بالقـسط شهـداء لله، ولو على أنفسهم أو الوالدين و الأقربين وهو بهذا لا يفرّق بين من يقيم في دار الإسلام ،أو يقيم خارجها، فهذه الـشريعة عامة تخاطب المسلم أينما كان، فـوق كلّ أرض، و تحت كلّ سماء، فالمسلم لا ينصر أحدا على باطل، مسلما كان أو غير مسلم، فردا كان أو كيانا سياسيّا،غربيّا كان أو شرقيّا. فإن نصر قومه على الباطل، فهو كالبعير الذي تردّى، فهو ينزع بذنبه"إهـ .

يتبع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) " أغلب المجتهدين يجمعون على أن البغاة هم الخارجون على الحاكم سواء فسق الحاكم أو ظلم أو كفر، وبذلك صار إجتهادهم هم أيضا بغيا على الأمّة و ظلما لها "( الأستاذ عبد الكريم مطيع الحمداوي في تحقيقه لكتاب تحفة الترك للطرطوسي). انظــروا كتبه القيّمة في موقعه: http://www.achabibah.com

(2) قرض قرضا الشيء : قطعه، القرضاوي هو قرضاوي بالمدلول التونسي للكلمة فالقرضة باللهجة العامية التونسية، و بالعربية الفصحي القرمة وهي قطعة الحطب الضخمة التي يستعملها الجزّار كأرضيّة يضع عليها اللحم ليهوي عليه بالساطور قصد تجزئته، القرضاوي هنا قد أدّى بفتواه، نفس الدور الذي تؤديه القرضة في تعاونها التآمري مع الجزّار، حيث جعل من ظهره قرضة عرّض عليها لحوم أهل التوحيد للساطور الأمريكي الأهوج ليفـعل فيه فعله. ولا شكّ أن الـساطورالأمريكي الأخرق، سـينال من القرضاوي نفسه أضعاف ما سيناله الضحايا من حدّ شفرته.لأن القرضة(القرمة) ذاتها معرّضة دوما الى ضربات الجزار الطائشة بخلاف اللحم ــ الضحيّة ــ الذي يقطع مرّة واحدة. فالغـرب الذي إستبشر بهاته الفتوى ووصف صاحبها ب"الشيخ الشجاع" سوف يحسن إستغلالها، و ستبقى لعنة جارية على أصحابها ما لم يعلنوا توبتهم العلنية عن كل ما تقدم ز ما تأخر من جرائمهم الإخوانية.

(3) أي إعانة و نصرة أمريكا و من حالفها من الأفغان، و من جيوش جمهورية إيرن المجوسية التي برهنت عمليّا عن "عدائها للشيطان الأكبر" بمساهمتها في تلك المعارك الي جانب أمريكا ! وهو الأمر الذي كشفه رئيسها الأسبق هاشمي رفسنجاني في خطبة جمعة بجامعة طهران، حيث صرّح بأنه " لو لم تساعد قواتنا في قتال طالبان، لغرق الأمريكيون في مستنقع أفغاستان" و قد نشرت ذلك صحيفة القدس في شباط 2002، وهـذا يبيـّن لنا متانة الخلّة و التحالف بين الإخوان والشيعة، والأمريكان، و وضعهم اليد في اليد، لنصرة كل جهة تستهدف الإسلام و أهله ( الأخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتقين).

(4) أي لم يسبق الإخوان به أحد، و إلاّ فله نظير في تاريخ الإخوان كما سنرى ذلك مفصّلا في الرسالة الثانية من هذا البحث، فتـناول القرضاوي كصفحة مقتطعة من كتاب، أو كحالة معزولة، لن يكشف سرّ ظهور فتوى الحال بهاته الصيغة، كما لن يكـشف عن سر قفز القرضاوي العجيب على الأدلة الشرعية و تجاهله المعلوم من الدين بالضرورة، فلمعرفة القرضاوي(كما سبق أن ذكرت )لا بدّ من معـرفة فكر حسن البنا، ولمعرفة فكر حسن البنا، لا بدّ من الإطلاع على الفكر السنّي السلفيّ الإرجائي، فالحلقات الثلاث شديدة الإتصال ببعضها، و لا يمكن تناول كلّ حلقة منها على حدة، وإلاّ لصنّفت فتوى القرضاوي في خانة المبادرة الفردية و الإجتهاد الشخصي المأجور! وهذا خلاف الواقع تماما. فالقرضاوي يتكلّم بإسـم فكر جماعة الإخوان و ثوابتها العقائدية، والإخوان يتكلمون باسم أهل السنة و أهل السنة يدافعون بكل غباء عن سنة فرعون لا سنة محمد، و ينافحون عن دين الملك، لا عن دين الله.( فالمسألة تحتاج الى اصلاح هيكليّ و نقض للبيت السني من أساسه لو أردنا النهوض من جديد ودون ذلك خرط القتاد).

(5) انظر د. سفر الحوالي مجلة السنة العدد 110 نوفمبر 2001.
عن ظلم امريكا قال الشاعر احمد مطر:
في الكون مخلوقان / إنس و أمريكان .
كما كتب أيضا:
أنا ضدّ أمريكا إلى أن تنقضي/ هذي الحياة و يوضع الميزان ...
هي جذر دوح الموبقـات وكل ما/ في الأرض من شرّ هو الأغصان
من غيرها زرع الطغاة بأرضنا / و بمن سواها أثمر الطغيان؟!
و عن الصلف و الغرور الأمريكي كتبت رنا قباني "...و أذكر أن وزير خارجية أمريكا شولتز خبط بقبضة يده خلال أحد مؤتمراته الصحفية، وأعلن أنه ما من سبب في هذا العالم، يبرّر الإعتداء على حياة الأمريكيين "! ( رسالة إلى الغرب د. رنا قباني ص 34).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا