الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة العداء

حميد المصباحي

2012 / 3 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ثقافة العدوان,ثقافة ترتكز إلى منطق القوة,بما هي سياسة الغاية منها قهر الإرادات الوطنية في كل الدول,بحيث تظل خيرات العالم محتكرة,وغير قابلة لإعادة التوزيع,أو التصرف الحر فيها حتى من طرف أصحابها الفعليين,سواء كانت ثروات نفطية,أو مواقع استراتيجية تتحكم في الممرات الأساسية للتجارة الدولية,فالولايات المتحدة الأمريكية,بحكم قوتها ونفودها,صارت مؤسسة يحتكم إليها في جل الصراعات الدولية,بظلها يستظل الضعفاء,وبها يهدد الحلفاء جيرانهم وخصومهم,بل إن الصراعات الإنتخابية داخلها,يترقبها الكل ويراهن عليها العالم,ولأن إسرائيل,تمتلك أقوى لوبي بها,فقد صارت المدخل الأساس لنيل رضى الولايات المتحدة الأمريكية,وكذلك سخطها,إن إسرائيل لاعب مهم في الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمركية,يحسب لها الحساب,مما خلق عداء كبيرا للأمريكان في كل بقاع العالم,
والإدارة الأمريكية صارت مدركة لهذه الحقيقة,بل إن الثقة في معلوماتها الإستباراتية منذ غزو العراق,صارت تطرح حولها العديد من الأسئلة المحرجة,إذ لم توجد أسلحة دمار شامل,وتبين فيما بعد أن المعلومات كانت مضللة للرأي العام الدولي بل وحتى الأمريكي نفسه,وهذه اللعبة قابلة للتكرار مرة أخرى مع دول مغضوب عليها من طرف صانعي السياسة,في الوليات المتحدة الأمريكية وإسرائيل نفسها,فكيف يقبل العالم أن يصير تابعا لاستراتيجية مصلحية,يمكن أن تجر الكثير من مناطق العالم إلى مواجهات مسلحة,تؤدي إلى ضحايا كثر ومنكوبين,ودمار بيئي وجغرافي,ليس غريبا كل هذا أمام ساسة,همهم الوحيد هو استمرار أحزابهم السياسية في الحكم,ولهم استراتيجية برغماتية,ما يهم بالنسبة لها هو الحفاظ على المصالح مهما كانت النتائج,وأروبا المعول عليها تنجر لمثل هذه الإختيارات,وهي التي أدركت حقيقة الحروب وما تخلفه من خراب وخيبات وخسارات بشرية وحضارية,ومع ذلك لاتستطيع الوقوف في داقي طبول الحروب والمهددين بها,بينما العالم الثالث,منشغل بحروبه الصغيرة,لتدبير شؤونه الداخلية,رغم عودة الصين وروسيا للمسرح الدولي,لإعادة التوازن الإستراتيجي,الذي افتقد منذ نهاية الحرب الباردة,بانهيار الإتحاد السوفياتي وانهيار الكتلة الإشتراكية,
إن هذه الحملات الحربية,لايمكن تصنيفها,إلا في ثقافة جديدة سعرفها العالم المعاصر,وهي ثقافة العدوان,ومحاولة اعتباره حقا,الغاية منه تجنيب العالم,حروبا غير تقليدية,تستعمل فيها الأسلحة البيولوجية أو الذرية,والحقيقة التي ينبغي عدم التنكر لها,هي أن سبب الحروب ليست هي الأسلحة,بل الأفكار المتحكمة في المحاربين,وهي عقلية القتل والتدمير,وعدم الإعتراف بحقوق الآخرين,شعوبا وحضارات وحتى ثقافات,بتجييش المجتمعات وتحريضها ضد مجتمعات أخرى,تختلف عنها أو تتنافس معها حول خيرات العالم,من علم وثروات,وحتى أمجاد,فالأسلحة كانت موجودة,ولم تستعمل إلا مرة في تاريخ الحروب,واستعملتها الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ضد اليابان,وربما ندمت على ذلك,وكادت تلجأ إليها إسرائيل في آخر حروبها ضد العرب,سنة1973,أما البيولوجية فقد استخدمت في الحروب العالمية,وخلفت ضحايا,مدنيين وعسكريين,العالم,في حاجة إلى ساسة,يدافعون عن السلم بوسائل أخرى غير الحروب,ليثبثوا عبقريتهم ومهاراتهم,العالم في حاجة لساسة جدد,يدافعون عن القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة,بالحماسة نفسها التي يدافعون بها عن تنفيذ قوانينهم في مجتمعاتهم,العالم في حاجة لأبطال,ينبذون ثقافة استصغار الدول,وحرمانها من حقوقها في الدفاع عن نفسها وحدودها المعترف بها دوليا,دون انحياز للقوي,وتردد في مواجهته بحقيقة تجاوزه وتعطيله لقرارات الأمم المتحدة ,هنا تكون البطولة الحقيقية,التي ينتظرها القرن الجديد,على المجتمعات في كل الدول,والمؤسسات المدنية,محاسبة الساسة المهددين باستخدام القوة ضد دول أخرى,أو السكوت على ذلك,وأول المجتمعات المدنية هي أروبا,لأنها عاشت محن الحروب,التي هي أبشع الحلول,وأكثرها حيوانية,إلا من ظلم باغتصاب أرضه أو احتلال وطنه,فهنا لامناص من الدفاع عن الحقوق لاسترجاعها,وهنا أيضا على المجتمعات الدولية المدنية,أن تكون مؤثرة,وفاعلة تجاه ساستها,وقيادييها,إحقاقا لحقوق الغير,ودفاعا عن الحقوق الكونية والمثل الأخلاقية التي تشترك البشرية فيها جمعاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ستارمر يتولى رئاسة وزراء بريطاينا بعد 14 عاما من حكم المحافظ


.. اشتعال النيران في منزل بكريات شمونة شمال إسرائيل إثر سقوط صو




.. ما دلالات تقدم المرشح الإصلاحي بزشكيان على منافسه المحافظ جل


.. هل يرغب نتيناهو بالتوصل لاتفاق بشأن وقف الحرب على غزة؟




.. ما الضغوط التي تمارسها أمريكا لدفع إسرائيل لقبول الصفقة؟