الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأمس واليوم...السياسة والرياضة في العراق

بشير ناظر حميد

2012 / 3 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سوف يتبادر إلى أذهان غير المتخصصين، ما هو الربط بين السياسة والرياضة، مع إيماني وتأكيدي بأن العلاقة بين السياسة والرياضة عميقة وشواهدها كثيرة سوا على الصعيد الداخلي أو الخارجي وفي جميع البلدان، وحتى لا نبتعد كثيرا عن موضوعنا الرئيس وهو السياسة والرياضة في عراق الأمس واليوم وبرؤى مقارنة، فالجميع يتذكر أيام ما قبل 2003 كيف كانت، فأي وزير في ظل حكم حزب البعث قد يتولى أي وزارة بين ليلة وضحاها بمجرد موافقة الرئيس، وزير الصناعة قد يكون وزير للزراعة، أو التربية أو الصحة أو الثقافة أو أي منصب حكومي أخر، فالمنهج مرسوم ومحدد مسبقاً وما علية إلا التوقيع والموافقة على السياسة العامة التي تعد بمثابة سيناريو كتبت بأيدي الرئيس والحزب الحاكم، وعلى الصعيد الرياضي نفس الشيء فرئيس هذا النادي وأعضاء الهيئات الإدارية هم نفسهم لسنوات عديدة، بمباركة كبيرهم المتربع على العرش الرياضي بتفاصيله الدقيقة. وفي ذلك الوقت كان الكثير ممن يحملون الفكر النير يهمسون ويوشوشون ويتألمون لما يحدث ولكن بصمت. زبده القول أن القيادة اليوم على المستوى السياسي لم تختلف عن التي كانت سائدة أيام حزب البعث البائد، فالتغيير الذي حدث على يد الاحتلال الأمريكي جاءنا بوجوه وأحزاب وأسماء جديد، مع مزيد من الفقر والانحلال الاجتماعي وكثير من الفساد بأنواعه المختلفة، مع عقول وسياسات تحمل فكر الحزب البائد ولكن بدرجة مطوره وملائمة لروح العصر، فوزير الثقافة هو نفسه وزير الدفاع، وأكثر المناصب القيادية هي تدور بين مجموعه محدودة وأسماء معينة، فهم يفهمون في كل شيء، وعلى مستوى السياسة أيضا، قد أدمن الشعب هذه القيادات وبات لا يستغرب ولا يتعجب لأي غريب يحدث على مستوى القيادات السياسية، فأنت اليوم نائب رئيس جمهورية أو وزير أو وكيل أو أي درجة خاصة، قد تكون في إي لحظة متهم ومطلوب للقضاء، لا لشيء إلا لكونك خرجت عما مرسوم لك من دور، أو خالفت أو اختلفت مع كاتب هذه السيناريو، وكأننا مازلنا نعيش في أيام البعث البائد وحيطانهم التي تسمع كل شيء. والأدهى من السياسة ما يحدث على مستوى الرياضة وقياداتها، فالمتتبع للانتخابات الجارية منذ الخامس عشر من آذار/مارس الجاري ومازالت مستمرة لأيام مقبلة، لا يرى إي تغيير على مستوى رؤساء الأندية، فجميع الأندية التي جرى فيها انتخابات إلى حد هذه اللحظة تم إعادة انتخاب رؤسائها وتجديد الثقة بهم من جديد، وكذلك اغلب أعضاء الهيئات الإدارية، والجديد فيهم يتفق مع رئيس هذا النادي والقديم الذي لم يتم انتخابه قد اختلف مع هذا الرئيس لأسباب بعيدة كل البعد عن الروح الرياضية والأخلاق الإنسانية. وفي ظل هذه الظروف واستنساخ تجربة الماضي وتعديلها بشكل يلاءم متطلبات العصر وثورته التكنولوجية، وبعيداً عن المواطنة والمصلحة العامة، كيف تستطيع قياداتنا السياسية النهوض بالمجتمع ونحن نعيش على أيديهم عصور القرن الثامن عشر، عصر الظلمات، حتى المؤسسة الوحيدة التي يعتبرها أكثر إفراد المجتمع هي الواحة التي يتم تناسي هموم الكهرباء والماء ونقص الخدمات قد تم سرقتها وتسييسها لمصلحة جماعات تعتبر نفسها رياضية ولكنها مصلحيه وصولية براغماتية لا غير، ومابين الأمس واليوم يستمر الحلم بعراق امن ومستقر ومتقدم، وخالي من المحاصصة بأشكالها كافة، يا ترى هل يطول الحلم كثيراً؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي