الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الدبلوماسية قوة الإقناع أم الإقناع بالقوة
روفيدا كادي هاتان
2012 / 3 / 25الثورات والانتفاضات الجماهيرية
على الرغم من ارتباط مصطلح الدبلوماسية مع السياسة والحكم حيث تم تعريفه على انه فن التفاوض من اجل منع النزاعات بين الدول وتوحيد المصالح بين البلدان وتوطيد العلاقات بين الشعوب إذ اتخذت الأمم من الدبلوماسية الحل الأمثل في حل المشاكل العالقة وللتقريب فيما بينها وهو من أكثر الطرق السلمية البديلة للحرب وما تخلفه من خسائر ولهذا فان اختيار الشخص الذي يشغل هذا المنصب لم يكن من السهل إذ أن المعايير التي يتم من خلالها اختياره لشغل مثل هذا المنصب متغيرة في الوصف والصورة إذ يرى البعض انه الشخص الأكثر كفاءة وذكاءا في إدارة الحوار والتفاوض للوصول إلى النتائج المرضية لجميع الأطراف بالإضافة إلى كونه الأكثر انتماءا إلى الجهة التي يمثلها والبعض الأخر يجده شخصا ذو وجهين يقول ما لا يؤمن به ويلعب على أوتار العقول للوصول إلى غايته حتى وان كانت مجحفة بحق الآخرين وما أن ازدادت الحوارات الدبلوماسية بين الأمم والشعوب وانتقلت الحروب من ساحات القتال إلى طاولات المفاوضات حتى انتقل معها هذا المصطلح من الساسة إلى العامة ولكن أي الاتجاهين اخذ تفسير هذا المصطلح لدى العامة من الناس .
ففي بدايات استخدام هذا اللفظ كان يطلق على الشخص الذي يملك إقناعا قويا وبطريقة مؤثرة وبأسلوب بالغ الرفعة وإذا ما افلت منه زمام الإقناع فان الرضا يكون من نصيب من يخالفه في الرأي استنادا إلى قوة تأثير الدبلوماسية في الآخرين حتى إن البعض قد وصف الدبلوماسية بأنها فن تقسيم الكعكة بطريقة ينصرف بعدها كل من الحضور معتقدا أنه حصل على الجزء الأكبر وعلى الرغم من إعجاب العامة كما هو الحال مع الساسة بالطرق الدبلوماسية إلا إنها لم تخلو من الاقتناع بصفات الاحتيال والخداع إذا ما لزم الأمر للفوز .
ومع اختلاف مفهوم القيم الأخلاقية للدبلوماسية عامة والدبلوماسي كشخص خاصة بين الذكاء والمسايسة والإقناع وبين الخداع والكذب والتضليل إلا إنها التزمت بمبدأ واحد وهو قوة الإقناع فالجهة المقابلة مضللة أم غير مضللة فهي راضية بقوة إقناع الدبلوماسية مقتنعة بما أعطته لها .
أما في الوقت الحالي ومع تصاعد أوتار الأوضاع السياسية وتأثيرها على العالم بأسره نلحظ تغيرا في مفهوم الدبلوماسية إذ إنها انتقلت من فن التفاوض إلى فن المشاجرة والاستبداد بالرأي مع التعنت الملحوظ في اخذ القرارات وإقصاء الآراء المخالفة وبدلا من الإقناع على أساس المحاورة أصبح انتزاع القبول حتى ولو بالقوة لنعود إلى عصر ما قبل الحضارة إلى إنسان الغاب الأول الذي ينفذ من غير أن يناقش إلا إن وجه الاختلاف بصفتنا أناس حضاريين بأننا ننفذ ثم نناقش وإذا لم يؤتي الجدال غايته المنشودة تم استعراض القوة للفرض واخذ التأييد بطرق قسرية طبعا تحت بند الحوارات السلمية على طاولة المفاوضات وإذا ما كان هذا حال الساسة وهم من تقع أعين العامة عليهم ولان الناس على دين ملوكهم واستنادا لمقولة إذا كان رب البيت على الدف ضارب نجد الشارع الآن يميل إلى الحوارات الدبلوماسية من نوع انتزع الإقناع من الآخرين بالقوة بدلا من اللجوء إلى المنطق القديم اقنع الآخرين بقوة رأيك .
وإذ ندرك بان انتزاع الموافقة بالقوة وليس قوة الإقناع هي ما تميز السياسة اليوم والأمس فربما هو ليس بالشيء الجديد إلا انه أصبح واضح المعالم وعلى الملأ يظهر سؤال يدق أبواب الشرق الأوسط وما يحدث به من تغيرات هل هو قوة اختيار الشعوب أم فرض القرار عليها وما هو الدور الذي ستلعبه هذه الشعوب في تصحيح مسارها إذا كانت هي من تختار مصيرها وتحدد مسارها من غير تدخل أو فرض من جهات أخرى وهل قوة الإقناع ستلعب دورا في التراضي بين هذه الشعوب ليحل السلام والعدالة بين جميع الفئات من غير جور أو ظلم أو تهميش أم أن فرض القرار والاستبداد بالرأي ما يميز التغيير وهو ما فرضه بالأساس ليكون المجتمع بين خائف صامت أو رافع لولاء الموافقة في ظل الخوف والرأي المستبد ليكون التغيير خاصا بفئة دون غيرها وتبادل بالمواقع لا غير .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال