الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يعقوب بن افرات الأمين العام لحزب دعم العمالي - اسرائيل في حوار مفتوح حول : الربيع العربي والطريق الثالث، القضية الفلسطينية، والحركة العمالية والاحتجاجية في اسرائيل

يعقوب بن افرات

2012 / 3 / 25
مقابلات و حوارات


من اجل تنشيط الحوارات الفكرية والثقافية والسياسية بين الكتاب والكاتبات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية الأخرى من جهة, وبين قراء وقارئات موقع الحوار المتمدن على الانترنت من جهة أخرى, ومن أجل تعزيز التفاعل الايجابي والحوار اليساري والعلماني والديمقراطي الموضوعي والحضاري البناء, تقوم مؤسسة الحوار المتمدن بأجراء حوارات مفتوحة حول المواضيع الحساسة والمهمة المتعلقة بتطوير مجتمعاتنا وتحديثها وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة والعدالة الاجتماعية والتقدم والسلام.
حوارنا - 77 - سيكون مع الاستاذ يعقوب بن افرات الأمين العام لحزب دعم العمالي - اسرائيل حول: الربيع العربي والطريق الثالث، القضية الفلسطينية، والحركة العمالية والاحتجاجية في اسرائيل.


قلبت الثورة العربية المعاصرة كل المفاهيم السياسية، وهمّشت أخيرا الخطاب السياسي الذي احتكر الساحة السياسية العربية لمدة عقدين من الزمن، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع الأحزاب الشيوعية. طيلة هذه المدة انقسمت الساحة السياسية إلى معسكرين: معسكر "الموالاة" لأمريكا بمشاركة أنظمة سقطت في مصر، تونس، اليمن وحتى ليبيا، وأنظمة لم تسقط بعد في السعودية والممالك العربية الأخرى، إضافة إلى السلطة الفلسطينية؛ بالمقابل انتصب معسكر "المقاومة" وعلى رأسه إيران وسورية والتيارات الأصولية مثل حزب الله، حماس والجهاد. وقد اصطفت التيارات اليسارية أيضا بين داعمة للموالاة أو للمانعة، ما عدا الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي يعاني انفصاما في الشخصية، إذ يدعم المعسكرين في آن معا.
الثورة العربية التي انفجرت في معسكر الموالاة غيّرت قوانين اللعبة تماما، لأنها انتشرت أيضا إلى معسكر الممانعة وخاصة سورية. الثورة العربية المتمثلة بالحراك الشبابي الديمقراطي والعلماني تطرح خيارا ثالثا يقوم على النضال الشعبي السلمي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. هذه الثورة لا تميز بين الأنظمة العربية، بل تحكم عليها حسب معيار واحد هو موقفها من الحريات المدنية وحقوق الطبقة العاملة والفقراء. والواقع أن الأنظمة العربية جميعها، بغض النظر عن موقفها من أمريكا وإسرائيل وعن خطابها السياسي، يجمعها الاستبداد، الفساد، الخصخصة، الفجوة الاجتماعية الواسعة، التخلف الاقتصادي، وإهمالها لحق الشعوب في حرية الرأي والتعبير، العمل الكريم، المسكن، الصحة، التعليم وغيرها.
ورغم التغيير الجذري في المشهد السياسي العربي، ليست هناك رؤية موحدة حول مغزاه. البعض يعتبره مجرد انقلاب عسكري، قاد في مصر مثلا لصفقة بين الجيش والإخوان المسلمين حول تقاسم السلطة. البعض الآخر يراه مجرد تغيير شكلي، ويستدل على ذلك بما حدث في اليمن. البعض الآخر يراه خطوة إلى الوراء تؤدي لتفكك البلاد كما يحدث في ليبيا. هذا ناهيك عمن يعتبر الثورة مؤامرة امبريالية صهيونية مشتركة ضد الأنظمة العربية، كما يدعي النظام السوري ومريدوه. السؤال الثاني الذي يستدعي الوقوف عنده هو ما هي انعكاسات الربيع العربي على القضية الفلسطينية وعلى سياسة إسرائيل في المنطقة؟
نحن في "حزب دعم العمالي" نفهم التطورات في العالم العربي وإسرائيل في سياق رؤيتنا الواسعة للتطورات العالمية. الدول العربية وإسرائيل مرتبطة وتلعب دورها في الاقتصاد العالمي وتتأثر منه. ومن هنا، فالثورة العربية التي تزلزل العالم العربي، تعبر عن زلزال أكبر يضرب النظام الرأسمالي العالمي، دون ان تنجح محاولات الإدارة الأمريكية وقف هذا الانهيار البطيء، سواء بالحرب أو بالتدابير الاقتصادية الاستثنائية.
ان ما يحدث في نيويورك، أثينا، مدريد وموسكو مربوط ارتباطا عضويا بما يحدث في القاهرة ودمشق. اننا في عهد تاريخي جديد يسقط فيه النظام الرأسمالي النيوليبرالي بعد أن قضى على دولة الرفاه واستبدلها بالسيطرة المطلقة لرأس المال المالي. انتهاج الخصخصة كنظام حياة قضى على العمل المنظم واستبدل العمال المحلية بالعمالة المهاجرة الرخيصة لصالح ثلة من اصحاب الرساميل على حساب الأغلبية الساحقة الماحقة من الشعوب. بالمقابل انتشرت مظاهر الفساد، الزواج بين رأس المال والسلطة، الفقر، البطالة، النقص في المساكن، تدهور اجهزة التعليم والصحة والرفاه، في كل الدول التي اتبعت هذا النظام بما فيها مصر وسورية واسرائيل. وليس سقوط الأنظمة العربية التي سارت على هذا النهج سوى نذير بانهيار الحلقة الضعيفة في السلسلة الرأسمالية ومبشر بسقوطها كليا.
من هذا المنطلق يرى حزب دعم العمالي في الربيع العربي تطورا تاريخيا عميقا يتماشى مع سيرة التاريخ العالمي ويعتبر جزءا لا يتجزأ منه. وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة لا يجب أن يثير البلبلة بالنسبة لمعنى الثورة العربية ومدى عمقها في مصر او تونس، بل هو عبارة عن حالة عابرة لا بد منها، لانها تعبر عن موازين قوى مؤقتة، وهي مرحلة ضرورية لا يمكن القفز عنها والتغلب عليها إلا من خلال التجربة نفسها واختبار من ادعى انه البديل للسلطة وان "الاسلام هو الحل".
هنا لا بد من التذكير بان الشرارة الأولى للثورة المصرية انطلقت من المحلة الكبرى عام 2008 عندما أضرب عمال النسيج وتحدوا النظام بشكل مباشر. ان حركة الإضرابات في مصر المستمرة منذ عدة أعوام تدل على وعي العمال من ناحية وعلى ضرورة وإمكانية اليسار المصري تنظيم العمال سياسيا وبناء بديل عمالي واقعي ثوري لسلطة الإخوان والجيش.
صمود الاخوان في السلطة ليس متعلقا بأدائهم السياسي وقدرتهم على الاستجابة لمطالب الجماهير والطبقة العاملة فحسب، بل متعلق أكثر بالتطورات داخل الدول الكبرى نفسها وإمكانية بروز منظمات ثورية يسارية تطرح برنامجا بديلا للسياسة الرأسمالية الراهنة التي تقودها المانيا والولايات المتحدة ويمكنها ان تكون سندا لنمو حركات يسارية شعبية في العالم العربي نفسه.
على الصعيد الفلسطيني نقف أمام واقع جديد ومأساوي في آن، بعد أن سقطت كل الخيارات المعروفة، سواء نهج المفاوضات العبثية الذي اتبعته قيادة فتح ونهج المقاومة المسلحة الذي انتهجته حماس. وتبين ان مقاومة إسرائيل او السلام معها كانا حجة لكلتا الحركتين، فتح وحماس، لإحكام السيطرة على الشعب الفلسطيني وبسط الاستبداد والفساد. على الساحة الفلسطينية انتهى الأمر بانقسام عميق سياسي وإقليمي، وبات الشعب الفلسطيني يخضع لسلطتين إحداهما في الضفة الغربية والثانية في قطاع غزة، والجميع خاضع للاحتلال الإسرائيلي البغيض الذي يتحكم بكل كبيرة وصغيرة. عمليا، عزّز الانقسام الفلسطيني الاحتلال، وأعطى حجة لإسرائيل لتوسيع الاستيطان وإحكام الحصار وزيادة معاناة الشعب الفلسطيني.
ان التحدي الماثل أمام الشباب الفلسطيني كبير جدا، ويماثل ما قام به الشباب المصري الذي ثار ضد كلا الطرفين، الإخوان المسلمين والنظام البائد في آن. الأمل أمام الشعب الفلسطيني يكون بتبني الطريق الثالث، طريق النضال الشعبي ضد الاحتلال والدعوة للإصلاح الداخلي وليس للمصالحة بين طرفين مستبدين فاسدين. من خلال إسقاط السلطتين ومعهما الأساس الذي قامتا عليه، أي اتفاق أوسلو، سيتم وضع إسرائيل أمام معادلة جديدة: إما إعادة الاحتلال المباشر وما يرافق ذلك من مقاومة مشروعة له، أو الانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ما سيسمح بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة.
حركة الاحتجاج التي شهدتها مدن مختلفة في إسرائيل في الصيف الماضي، عبرت عن سخط الطبقة الوسطى اليهودية على السياسة الرأسمالية المفرطة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية التي باعت القطاع العام التعاوني لثلة من العائلات الغنية التي تسيطر على السياسة والاقتصاد معًا. الواقع ان هذا الحراك كان محدودا جدا من الناحية السياسية، فهو لم يطالب بإسقاط حكومة نتانياهو ولم يتطرق لقضية الاحتلال ولم يكن له صدى لدى الجماهير الفلسطينية داخل إسرائيل. ومع ذلك، فإنه خلق مناخا من التشكيك بسياسة الحكومة ليس على الصعيد الاقتصادي فحسب، بل السياسي أيضا. ومن علامات ذلك مثلا، الموقف من تهديد نتانياهو بضرب إيران وتعنته في نفس الوقت تجاه حل النزاع مع الفلسطينيين.
الطبقة العاملة في إسرائيل التي تشمل اليهود والعرب على حد سواء، تعاني من السياسة الاقتصادية ومن الاستغلال الذي تمارسه الشركات ورأس المال بسبب التعاون بين النقابة الصهيونية الهستدروت وبين الحكومة وأرباب العمل، وبسبب الحرب المعلنة التي يشنها أصحاب العمل ضد محاولات العمال تنظيم أنفسهم في نقابات ديمقراطية وأممية مستقلة عن الهستدروت.
الاستياء إزاء السياسة الاقتصادية الحكومية التي تدفع بأعداد متزايدة من الإسرائيليين إلى هوامش المجتمع، يخلق فرصة لبناء يسار أممي، يجمع بين العمال اليهود والعرب على أساس رفض الاحتلال وكل أشكال العنصرية. ويزداد الاحتمال كلما فقدت الحكومة مصداقيتها بسببها عجزها عن توفير الأمان الاقتصادي والأمان السياسي بسبب سياستها المتطرفة على الناحيتين الاقتصادية والسياسية.
بناء حركة يسارية عمالية قوية متعلق أيضا ببروز حركة عمالية في العالم، وبشكل خاص ببلورة يسار عربي أممي بعيد عن الخطاب القومي الديني المتعصب الذي لم يسعف الشعوب العربية وفي نفس الوقت ألقى بالمجتمع الإسرائيلي إلى حضن الحكومة اليمينية العنصرية. بإمكان اليسار العربي والفلسطيني التوجه للعمال في إسرائيل وللشرائح المتضررة من سياسة الحكومة، وطرح بديل للعيش بسلام وكرامة على أساس احترام الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وسيادة الشعوب العربية وحقها في تقرير مصيرها ومستقبلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كارثتنا الحقيقية
سعيد رمضان على ( 2012 / 3 / 25 - 19:43 )

ليس من السهل في هذه المرحلة تفحص انعكاسات الربيع العربي على القضية الفلسطينية وعلى سياسة إسرائيل في المنطقة.. فإسرائيل المتغير فيها هي التفاصيل أما الأسس فهي ثابتة .. بالنسبة لنا في مصر فان ما يميز ثورتنا هي أعداد الملايين التي خرجت إلى ساحة النضال .. هناك تغير في درجة الوعي وفي درجة مواجهة الخوف .. وهذا ما تحتاجه كل الشعوب للنهوض من انكساراتها .. و بالنسبة للشعب الفلسطيني فقد اختار لسنوات طويلة طريق النضال .. لذا فالطريق الثالث المقترح هو طريق قديم ماقبل اتفاقية أوسلو وقد فشل طريق النضال القديم لأن بعض القادة الفلسطينيين اختاروا إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة وليس على كامل التراب الوطني .. مشكلتنا في هذا الحوار وغيره أننا لا نقرأ القضايا في التاريخ الذي صاغها بل هي مجرد حكايات .. وتبعا لهذا المنطق فإسرائيل تحولت لدولة مجاورة يمكن مفاوضتها حول قيام دولة فلسطينية .. أما الدمار والموت وإبادة الشعب الفلسطيني فيمكن التغاضي عنهم مقابل قطعة هزيلة من الأرض أن مصيبتنا كلنا أن اكبر مأساة في التاريخ العربي ، وهى الكيان الصهيوني المنزرع في قلبنا تم ابتسارها وتحجيمها، لتصبح مجرد مشكلة قيام دولة فلسطينية على قطعة ارض هزيلة وليس نهو الكيان المنزرع .. ولعلى أوضحت ذلك بشكل اكبر في كتبي .
مع غاية شكري



2 - رد الى: سعيد رمضان على
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 26 - 12:26 )
تحية لك وللشعب المصري على الثورة العظيمة التي اطاحت بالركيزة الاساسية للامبريالية الامريكية والصهيونية في المنطقة. اوافقك فيما تكتبه عن مدى تغير درجة الوعي وانكسار حاجز الخوف لدى الشعوب العربية وخاصة الشعب السوري المستمر لاكثر من سنة في تحدي نظام القمع السوري ويقدم آلاف الضحايا في سبيل تحرره.
اما بالنسبة للنضال الفلسطيني، فحسب تقديرنا المشكلة الاساسية تكمن في وجود حلقة سياسية مفرغة، تجعل القضية رهينة لتيارين سياسيين متناقضين، الاول ينتهج المفاوضات العبثية مع اسرائيل والثاني يرفضها وينتهج المقاومة المسلحة. هذا الانقسام السياسي والجغرافي، يخدم كلا الطرفين على حساب وحدة الشعب ومصالحه الوطنية والاجتماعية، ويجعل من الشعب ضحية للحصار ولادامة الاحتلال للبطالة والفقر.
ان الشرط المسبق لطرح اي برنامج يتعلق بحل القضية الفلسطينية ودحر الاحتلال يستوجب برنامج وحدوي عمالي شبابي بديل للتيارين الحاكمين كما حدث في مصر عندما توحد العمال والشباب واحدثوا الثورة واطاحوا بالنظام وفتحوا افقا جديدا لمصر والمنطقة وللقضية الفلسطينية. ان ما حدث في مصر هو اكبر خدمة للقضية الفلسطينية ليس بالمعنى السياسي المباشر وانما لانه يضع اسرائيل في وضع استراتيجي جديد فهي محاطة اليوم بدول تمر تغييرات بنيوية سياسية جديدة، ستكسب دعم العالم وستؤثر على المجتمع الاسرائيلي نفسه باتجاه التخلي عن سياسة الاستيطان والاحتلال والعنصرية.
الغاء السلطة الفلسطينية ومواجهة الاحتلال بشكل مباشر شعبي وسلمي، سيسقط من يد اسرائيل اهم ورقة استعملتها لادامة احتلالها، وسيضع الجمهور الاسرائيلي امام احد خيارين: اما اعادة الاحتلال المباشر وعزل نفسها عن العالم والتعرض لمقاومة فلسطينية، واما الانسحاب الكامل من المناطق المحتلة ليتمكن الفلسطينيون من اقامة دولتهم المستقلة.


3 - مد يد العمال اليهود
مازن العلى ( 2012 / 3 / 26 - 00:37 )
ان مد يد العون الان بالتحديد من العمال اليهود الى جيرانهم السوريين بتهريب اسلحه نوعيه ليدافعو عن انفسهم امام هذه الاله الاسديه الهمجيه البربريه التى تحرق الاخضر واليابس سيجذر العلاقه بين عمال سوريا وعمال اسرائيل ويأسس لسلام حلمنا فيه منذ عشرات السنين الدعم الان من عمال اليهود اهم من مؤتمر مدريد واهم من اتفاقية كامب ديفد


4 - رد الى: مازن العلى
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 26 - 12:32 )
الادعاء بان اسرائيل تسلح المقاومة السورية هو ادعاء النظام الاسدي الفاشي، ليبرر المذابح التي يقترفها بحق النساء والاطفال والشيوخ والشباب. الحقيقة هي ان الحكومة الاسرائيلية قلقة من الثورة السورية وكانت تحبذ بقاء الاسد كما هو لانه ضمن لاسرائيل الامن والهدوء على مدار 40 عاما على حدودها الشمالية، وسمح لها بالاستيطان في هضبة الجولان المحتلة دون طلقة واحدة.

نحن كحزب دعم بادرنا الى ائتلاف مع منظمات وفعاليات يسارية عربية ويهودية للتضامن مع الثورة السورية (فيما يلي صفحة المظاهرة في يافا تضامنا مع الثورة السورية وضد الاسد: http://www.facebook.com/events/293894597349840/)
دورنا كحزب دعم هو تثقيف وتنظيم الطبقة العاملة يهودا وعربا على مبادئ الاممية، على وحدة الطبقة العاملة، على اهمية كفاح الطبقة العاملة العربية وعلى رأسها الطبقة العاملة المصرية التي تخوض اليوم اضرابات عمالية بالغة الاهمية لتحقيق مطالب الثورة وتشكل قدوة ونموذج لنا جمعيا نحتذي به.


5 - الاستاذ يعوب بن افرات
سعيد علم الدين ( 2012 / 3 / 26 - 08:58 )
ما هي النظرة الاسرائيلية المستقبلية الى تداعيات الربيع العربي؟
هل هي تفاؤلية بالمستقبل ام تشاؤمية على ضوء نتائج الانتخابات في مصر وتونس وفوز الاسلام السياسي.
اليس اليوم هو الوقت المناسب لاسرائيل لكي تتلقف المبادرة العربية التي ستؤدي الى حل الدولتين وتكون تتويجا لربيع فلسطينيي اسرائيلي مكملا للربيع العربي؟ ام ان اليمين الاسرائيلي يعتقد انه بقضم فلسطين بكاملها واستيطان الضفة الغربية سيكون بردا وسلاما على الشعوب العربية الثائرة اليوم من اجل الحرية والكرامة وربما غدا من اجل تحرير كامل التراب الفلسطيني.
مع تحياتي لك ولكل القوى الحرة والنبيلة والسلمية الحضارية في اسرائيل


6 - رد الى: سعيد علم الدين
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 26 - 12:47 )
اسرائيل نظرت بعين القلق البالغ لثورة 25 يناير، وتمنت ان ينجح مبارك في قمع الثورة. وكان هناك غضب اسرائيلي شديد عل الرئيس اوباما الذي -تخلى- عن حليفه المصري. اما بما يتعلق بالاخوان المسلمين ففي الوقت الذي تدعي فيه اسرائيل ان الربيع العربي انما هو خريف عربي بسبب صعود الاسلام السياسي للحكم، فالمؤسسة اسياسية والعسكرية في اسرائيل مطمئنة بان التوافق بين الاخوان المسلمين وبين المجلس العسكري سيحافظ على العلاقة الوطيدة مع امريكا ومن خلال ذلك ايضا ضمان الالتزام بالاتفاق مع اسرائيل.
الخبر الذي نشر امس 25/3 في نيويورك تايمز وفيه عبر احد قيادات الاخوان في مصر طلبه من حماس العدول عن الكفاح المسلح والتصالح مع فتح والاعتراف باسرائيل مقابل اقامة دولة فلسطينية في حدود ال67 بالادعاء ان الاخوان لا يمكن ان يستمروا وهم الآن في السلطة بنفس الموقف الذي اتخذوه حين كانوا في المعارضة. هذا اكبر دليل بان ما تقوله اسرائيل علنا ليس ما تفكر به باطنا.
اما بالنسبة للمبادرة العربية للسلام فهي تعبر عن عهد انتهى بعد الثورات العربية. ومن المتوقع انه بعد الوصول الى نوع من الاستقرار الداخلي في الدول العربية التي مرت بالثورة، ان تنطلق مبادرة جديدة لحل القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال في الجولان، الامر الذي سيفرض تغييرا سياسيا جذريا في اسرائيل وهزيمة الائتلاف اليميني العنصري الذي يسيطر اليوم على الساحة السياسية في اسرائيل.


7 - أختلف لنرثي الجماعة...
الكاتب والناقد السياسي/ ميمد شعلان ( 2012 / 3 / 29 - 00:39 )
قلت: رغم التغيير الجذري في المشهد السياسي العربي، ليست هناك رؤية موحدة حول مغزاه. فالبعض يعتبره مجرد انقلاب عسكري، كما في مصر مثلا بصفقات بين الجيش والإخوان المسلمين !حول تقاسم السلطة
أقول لك.. بأن الإخوان سليل هذا التغيير الممنهج والذي ترسم بحالات رفض لسياسات الرأسمالية والبرجوازية المتعفنة من خلال حملات عمالية طلابية شعبية ضمت العقلية اليسارية والإسلامية قي آن واحد.. دون التطرق في حيثيات الرغبة الشخصية التي تهتري كل واحد اليوم وبشكل يرثي له الجبين! لكن دعني أقول لك صراحة بأن الفرضية التي فرضتها بالصفقات والعلاقة الوردية بين الإخوان -الكيان الوطني الحر- والمجلس العسكري -أذناب النظام البائد-.. ليس لها أي دليل من الصحة! فالإخوان يتعاملوا مع المؤسسة العسكرية بمبدأ -مااتقفنا عليه قمنا عليه.. ومااختلفنا عليه عذرنا بعضنا البعض- ولكم في موقفهم من المجلس الإستشاري ورفضهم لوثيقة السلمي -آية- والمليونيات ضد هيمنة العسكري أكثرها تداركا لحقيقة -سقوط عسكري بدون خروج آمن- وإن أخذنا الوقت, لكنه آت آت لامحال!
أما ماذكرته بخصوص آلية صمود الإخوان في السلطة متعلق أكثر بالتطورات داخل الدول الكبرى نفسها..! فالثورية اليسارية المصرية متواجدة بالفعل منذ قديم الأزل.. اللهم وإن أعيد نفخ صورتها إبان الثورة, لكنها لم يكن لها التأثير الفعلي علي طبقات المجتمع.. بل وعلي العمال أنفسهم, فقد إشتمل علي التيقن بالفكر الإسلامي الأصولي.. حتي وإن كانت الرؤي موجودة فلاتستطيع بدورها أن تقدم الشكل الكامل لعدالة الفرد كما قدمه الإخوان بحرية وعدالة في إنتخابات النقابات والمؤسسات المهنية المختلفة.. كضمان لحقوق اندثرت ويعاد تحقيقها الآن بقدم وساق.. ولك في مكتسباتهم أسمي البراهين وأعم المفاهيم..! لكن هذا لايعني أننا نرفض تواجد شموليات الرؤي ماكثر وأثمر.. طالما خرجت للصالح العام واستجابت لمقترحاته وايقنت متطلباته. تحياتي


8 - رد الى: الكاتب والناقد السياسي/ ميمد شعلان
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 29 - 12:56 )
اوافقك بأن لكل ثورة وحدث تاريخي اكثر من رواية، واعترف اني لم أزر مصر في حياتي بل نتابع ما يحدث عن بعد، ومع ذلك فهناك اجماع على ان ابطال الثورة والمبادرين اليها كانوا من البداية العمال وتحديدا في المحلة الكبرى الذين اعلنوا اضرابهم التاريخي في 6 ابريل 2008 ثم جاء دور شباب الفيسبوك الذين اشعلوا فتيل الثورة، قادوها وتحدوا باسمها. ومع هذا، كان تقديري منذ اليوم الاول للثورة بان المستفيد من ثورة الشباب والعمال سيكون دون شك الاخوان المسلمون (بالامكان متابعة ما كتبته حول هذا الموضوع في عدة مقالات نشرت جميعها في الحوار المتمدن).
ان توافق الاخوان او اختلافهم مع الجيش نابع من منطلق واحد وحيد هو مصلحتهم في السيطرة على السلطة. هناك عدة امثلة على ذلك، فعندما خرج شباب الثورة ضد الاستفتاء على الدستور، اختار الاخوان دعم موقف العسكر. كذلك حدث عندما طلب الشباب تأجيل الانتخابات. متى خرج الاخوان ضد العسكر؟ عندما شعروا بانه يهدد سلطتهم ويحد من صلاحياتهم كحكومة في المستقبل القريب، ومن ذلك بالفعل وثيقة السلمي التي حاولت وضع الجيش فوق الدستور.
ومع ذلك، فالقضية الاساسية هي هل يكون بمقدور الاخوان التجاوب مع مطالب الشعب المصري، وتحديدا الطبقة العاملة المنتفضة، بالعدالة الاجتماعية التي تشمل زيادة في المعاشات، التثبيت في العمل، حرية التنظيم النقابي، حرية الاضراب والاحتجاج، ومعالجة مشكلة السكن، التعليم، الصحة والماء وسائر الحاجات التي اهملها النظام البائد؟
لقد نجح الاخوان في كسب شعبية كبيرة على اساس الترويج لشعار -الاسلام هو الحل-، وسيكون حكمهم في الفترة المقبلة فرصة ثمينة لفحص مدى واقعية هذا الشعار، وهل يكفي لحل المشاكل العويصة التي اوردنا في الفقرة السالفة. لكن ما هو واضح هو ان تقييد حرية المرأة، وملاحقة الابداع والمبدعين، وتكفير العلمانيين، التي كانت وسيلة ناجحة في غسيل الادمغة، لم تعد اساسا لتجنيد الشعب، خاصة بعد ان لعبت القوى العلمانية والمرأة دورا قياديا في الثورة العظيمة التي اسقطت دكتاتورية مبارك، وبفضلها وصل الاخوان الى السلطة، فلم يعد الشعب يخاف من العلمانيين بعد ان رأى ما بذلوه في سبيل تحرير البلد.
ان الثورة المصرية قامت على اساس التعطش لبناء مجتمع عصري، يعتمد على العلم وحرية الابداع، وهذه وحدها التي يمكنها ان تضمن للشعب مجتمعا عصريا متقدما قائما على احترام الحريات والعدالة الاجتماعية.
في مصر الجديدة سيكون على الاخوان ان يحكموا وسيكون على اليسار ان ينظم العمال وكل القوى الديمقراطية لطرح معارضة بديلة ثورية واقعية. وما نراه اليوم من صراع على الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور من ناحية والاضرابات العمالية من ناحية اخرى، انما هي الطلقات الاولى في النضال الطويل لاعادة بناء صفوف اليسار سعيا للوصول الى السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية حرة تضمنها ثورة 25 يناير.


9 - ما هو تقييمك لثورات الربيع العربي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 3 / 29 - 05:36 )
موقف دولة اسرائيل امام ثورات الربيع العربي السلمية كان واضحاً منذ اللحظات الاولى عند خروج مبارك من الحكم ... كان موقفاً مشابهاً لموقف الحكام العرب
فما هو تقييمك الشخصي لتلك الثورات ؟


10 - رد الى: سامي بن بلعيد
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 29 - 13:14 )
نحن نتعامل مع الثورة العربية كحدث تاريخي اطاح بكل المفاهيم التي سادت حتى الآن حول العرب والطبقة العاملة العربية بشكل خاص، وتضع خيارا ثالثا قائم على تحدي السياسات الرأسمالية من جهة والاصولية من جهة اخرى، تعتمد على شعار الديمقراطية والعدالة الاجتماعية من خلال النضال الشعبي ضد الاضطهاد السلطوي سواء كان -ممانعا- او -مدجنا-.
يرى حزبنا في البرنامج الديمقراطي الاجتماعي الذي طرحته الثورات العربية جزءا عضويا من برنامجنا السياسي. منذ تأسيس حزب دعم دعونا لبناء تيار ديمقراطي ثوري بديل للتيار الاسلامي من ناحية وللأنظمة الحاكمة من ناحية ثانية، وفي الساحة الفلسطينية خصيصا نتحدث منذ سنوات عن ضرورة بناء بديل لفتح وحماس اللتين تشبثتا بالسلطة وقادتا لانقسام فلسطيني داخلي يضر المصالح الفلسطينية ويكرس الاحتلال.
الثورة العربية في مفهومنا هي جزء لا يتجزأ من الحركة العمالية التي بدأت تواجه اليوم النظام الرأسمالي المتفسخ في شتى انحاء العالم، وتحديدا في اوروبا وأمريكا. ان دور الطبقة العاملة المصرية في حسم المعركة مع النظام البائد، والإضرابات المستمرة، هي اشارة إلى وعي الطبقة العاملة ودورها الطليعي في هذه الثورة. ونحن كحزب عمالي ثوري ندعم هذه الثورة بكل قوتنا وطاقاتنا لما تفتحه من أفق امام الطبقة العالمة العربية والفلسطينية لتنظيم نفسها وفرض موقفها ومصالحها على الساحة. ان الثورة العربية تشكل ضربة لسياسات إسرائيل وامريكا الاستعمارية من جهة والرأسمالية المفرطة من جهة اخرى، وهي ضربة ماكنة للأنظمة الرجعية في المنطقة وتفتح آفاقا جديدة امام الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ودحره.


11 - السيد يعقوب
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 3 / 29 - 06:38 )
السيد يعقوب
تحية حب و احتراك
يكثر هذه الايام ..نعت كل من يعيش داخل اسرائيل بالصهيونية
ما تعريفكم سيدي الكريم للصهيونية و ماهو موقفكم منها
مع فائق الاحترام و التقدير


12 - رد الى: جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 29 - 13:26 )
حزب دعم يعارض الحركة الصهيونية كونها حركة استيطانيه قومية متعصبة وعنصرية. وبصفتنا حزب عمالي اشتراكي وثوري فنحن نرفض الاستعمار وندعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل تقرير مصيره بذاته من خلال اقامة دولة فلسطينية مستقلة على اساس ازالة الاحتلال والثوابت الوطنية.
ان المهمة الاساسية التي تقع على عاتقنا اليوم هي المساهمة في بناء قوى سياسية مؤثرة، وتجنيد الطبقة العالمة اليهودية والعربية وحشد الرأي العام الاسرائيلي في سبيل انهاء الاحتلال وإزالة الاستيطان وهزم اليمين الفاشي المسيطر على الحكومة، وذلك لضمان حياة قائمة على الديمقراطية والعدل الاجتماعي بعيدا عن النهج الاستيطاني والرأسمالي المفرط الذي تفرضه الحكومة الحالية على المجتمع.


13 - أعتقد...
الكاتب والناقد السياسي/ ميمد شعلان ( 2012 / 3 / 29 - 22:35 )
أعتقد بوجودك خارج الحدث يجعلك تتبني المواقف الشكلية أكثر ماهي بناءة وتلتزم بالواقع الزمني.. الذي يشكل في حياة بعضنا عنصرا هاما في إبداء شاكلة الرأي. فلك أن تتخيل أن ماقلته فروض لها مالها وعليها ماعليها! لكن أتمني أن تترسم أجوائنا بـعيش حرية عدالة إجتماعة فهي الأسمي عن شعارات فرضت علينا قديما ولم تؤتي أُكلها حديثا. عموما سعيد بمروري وحديثي معك ونتمني حسن التوفيق ومن حال لحال. تحياتي


14 - دور القوى التقدمية في إسرائيل
علي الكندي ( 2012 / 3 / 30 - 09:15 )
الأخ يعقوب بن افرات المحترم ...
وفقا لما طرحته من تصورات دقيقة حول التغييرات السيسو – بوليتيكية في المنطقة و العالم , هذه التغييرات التي مهدت لها تداعيات الاقتصادات الرأسمالية العالمية و ما أفرزته من نتائج كارثية على مستوى العالم , و ما نجم عنها من فقدان الملايين من الشغيلة لمصادر عيشهم , كان للشباب النصيب الاكبر من هذه الآثار التي أصبحت تهدد وجودهم , ما دفعهم لمواجهة سلطة الرأسمال بضراوة دفاعا عن حقهم في الحياة و الحصول على فرص عمل لائقة , ان عمليات التغيير السياسي في منطقتنا كانت ردة فعل منطقية لمواجهة هذا التدهور المدمر و هيمنة حفنة من الحكام على مقاليد السلطة و نهب الثروات الوطنية لعقود طويلة , و كان للشباب الدور الريادي و القيادي في هذه الانتفاضات المتوالية , الآن ... ما هو دور القوى التقدمية في إسرائيل تجاه المشكلة الفلسطينية ؟ و هل من ثمة فعاليات سياسية او اجتماعية تتمحور حول انهاء الاحتلال و الإقرار لشعب فلسطين بحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة , بغض النظر عمن سيتصدى لقيادة هذه الدولة ؟؟؟
مجرد تساؤل ... مع جزيل شكري و تقديري


15 - رد الى: علي الكندي
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 31 - 08:25 )
سؤالك في الصميم وهو يشغل بال واهتمام حزب دعم باستمرار. ان للقوى التقدمية في اسرائيل دورا مهما جدا بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومع ذلك ففي العقد الأخير طرأ تراجع كبير في هذا الصدد بين أوساط القوى الليبرالية الاسرائيلية. مع ذلك، من المنصف التذكير بان هناك نوعا من عدم الثقة والاستياء في صفوف هؤلاء ازاء الحكومة اليمينية وسياستها تجاه الفلسطينيين. لهذه الظاهرة تعبيرات عدة مثل التهرب من الخدمة العسكرية، استياء كبير من اعمال المستوطنين تجاه المواطن الفلسطيني في المناطق المحتلة، وإضافة لذلك استياء كبير من القوانين والحملة العنصرية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل.
الى جانب هذا التطور هناك قاسم مشترك بين ما يحدث في بعض دول العالم، والعالم العربي، وبين اسرائيل من ناحية اقتصادية واجتماعية. ان الدولة الصهيونية التي انشئت على اساس تعاوني خلق اجماعا صهيونيا متماسكا تم بيعها من خلال الخصخصة الى قلة من العائلات الغنية التي تستفيد من الاقتصاد، مما خلق فجوات اجتماعية كبيرة جدا بين الاغنياء والفقراء الاسرائيليين لدرجة انها اعمق فجوة في كل الدول المتطورة. ان رأس المال يشتري الساسة الذين تم الزج بالكثيرين منهم في السجون ومنهم وزير المالية الاسبق، كما تمت الاطاحة برئيس الحكومة اولمرت بتهمة الفساد، هذا ناهيك عن الالقاء برئيس الدولة في السجن بتهمة الاغتصاب مما يدل على عمق الانحلال في الاوساط الحاكمة. من هذه الصورة يمكن الاستخلاص بان المجتمع الاسرائيلي يمر بأزمة قيم عميقة جدا انتهت الى خروج مئات الآلاف في الحراك الاحتجاجي في الصيف الماضي في سابقة لا مثيل لها.
غير ان الخطاب القومي او الديني المتعصب والعنصري احيانا من جانب الاحزاب والتيارات العربية في اسرائيل، لا يفيدنا في استثمار الحراك الاحتجاجي كما يجب وجذبه لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية، لانه يدفع المجتمع الاسرائيلي بعماله وقواه الليبرالية الى أحضان اليمين او حتى الاحزاب الليبرالية الصهيونية ويزيد من انغلاقه عن القضية الوطنية الفلسطينية.
ان ما حدث من ثورة عميقة في العالم العربي وتحديدا مصر وتونس وتحديدا ما يحدث في سورية، فتح آفاقا جديدة امام حزب دعم الذي أمثله، لأنها قامت على اساس برنامج ديمقراطي، مدني يطلب العدالة الاجتماعية. ان الديمقراطية والتقدم يقوي المجتمع العربي بشكل عام وهو في نفس الوقت يسدد ضربة معنوية كبيرة جدا لاسرائيل لانه يفند الدعاية الصهيونية التي تصور العرب كإرهابيين ومتخلفين لا يستحقون الديمقراطية، كما قال عمر سليمان، وكما يروج ايضا بشار الاسد وهو يذبح شعبه. ومن هنا يعمل حزبنا على بناء اوسع ائتلاف ممكن للقوى السياسية في اسرائيل تضم عربا ويهودا على اساس شعار -السلام، المساواة والعدالة الاجتماعية- ونشارك في الانتخابات على اساس برنامج عمالي ديمقراطي ويترأس القائمة الرفيقة اسماء اغبارية.
واكرر هنا ما كتبته في المقدمة بان بناء حزب او ائتلاف بديل لحركة فتح وحماس، بعيد عن امريكا من ناحية وعن الأصولية الدينية من ناحية اخرى، قادر على انهاء الانقسام السياسي والإقليمي، هو شرط لا بد منه لتجنيد القوى الليبرالية في اسرائيل ضد اليمين الفاشي الحاكم ودعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل انهاء الاحتلال وازالة الاستيطان وبناء دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. لا شك ان حدثا من هذا القبيل هو ثورة بحد ذاتها ستؤدي الى تغيير جذري في المجتمع الفلسطيني والاسرائيلي ايضا.


16 - الاخ يعقوب
ناصر عجمايا ( 2012 / 3 / 30 - 14:03 )
هل بامكانكم توضيح لشعبكم وشعوب العالم اجمع ، قدراتكم الواقعية ، ومن خلال الذات العملية في مواجهة الصعاب التي ترادفكم والشعب ، وما هو تقديركم االزمني لتغيير واقع مؤلم لعقود عديدة وحروب متواصلة ودامية ، ؟ وهل هنا برنامج عملي واقعي لحزبكم تنفيذاّ لما ترغب به الجماهير في اسرائيل وفلسطين ، تقريبا لوجهات نظر الشعب لحلحلة الامور والعقد المستعصية بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني؟ وهل يمكنكم تحديد حدود الدولتين من وجهة نظركم الموضوعية؟؟؟
هل عندكم برنامج طموح واقعي وعملي تحالفي مع اليسار الاسرائلي والفلسطيني على اسس وطنية لكلا الشعبين ؟ وما هو تقييمكم لمستقبل الشعبين ضمن الظروف الحالية والمستقبلية؟؟ تحياتنا لكم وللشعوب اجمع


17 - رد الى: ناصر عجمايا
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 31 - 08:39 )
ما يمكنني قوله لك هو ان حزبنا تأسس بعد وصول الحركة الوطنية الفلسطينية الى طريق مسدود مع قبول اتفاق اوسلو، وبهذا القرار تم القضاء على الثورة الفلسطينية بمعناها الديمقراطي التحرري الذي وضع امام الشعب الاسرائيلي تحديا كبيرا جدا: إما ان يختار مواصلة مواجهة انتفاضة سلمية حضارية كما كانت الحال في الانتفاضة الاولى عام 1988 او ان يقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967. منذ ذلك الحين تحولت منظمة التحرير الى سلطة تابعة لاسرائيل وامريكا، سمحت بتوسع الاستيطان وسهلت على اسرائيل فرض الحصار على الشعب الفلسطيني. ازاء هذه الظروف نشأت حماس كمعارضة للسلطة واتبعت نهج المقاومة الانتحارية التي زادت من الكارثة واستخدمت للانقلاب على السلطة الفلسطينية في غزة.
اشير الى هذه الخلفية ليس لتبرير ضعف اليسار الاممي الثوري داخل اسرائيل بل لتوضيح موقفنا الذي يقول ان كون الشعب الفلسطيني صاحب القضية فعليه ان يحل العقدة السياسية التي يواجهها وذلك من خلال حل السلطتين في الضفة وغزة وإعادة بناء قيادة ثورية تضع الانتفاضة السلمية على اساس التحرك الجماهيري محورا اساسيا للنضال، وبالتالي تتمكن من ان تفرض على اسرائيل مجددا خيارين لا ثالث لهما، اما الاحتلال المباشر وعندها ستكون بالفعل دولة ابارتهايد وسيكون عليها مواجهة العزلة الدولية والمواجهة الداخلية، او الانسحاب، في هذا السيناريو لن يكون هناك مجال للحالة الهجينة القائمة اليوم وهي احتلال بالوكالة. نحن نقول هذا القول على اعتبار ان حزب دعم هو قوة سياسية ثورية في اسرائيل، تأسست بعد ان وجدت في منظمة التحرير قوى ثورية فانضمت اليها منذ الثمانينات وسجنت قياداته على هذا الاساس.
ان الربيع العربي وبرنامجه الديمقراطي الشعبي يفتح آفاقا جديدة امام التغيير السياسي على الساحة الفلسطينية، يخلق مناخا سياسيا جديدا وميزان قوى جديد، ويصبح للشعب العربي فيه تأثير كبير، ومن هذا المنطلق ندعمه بكل الثقة.
بالنسبة لامكانيات النشاط داخل اسرائيل، فان حزبنا منذ تأسيسه يعمل لتنظيم العمال العرب واليهود نقابيا، وقد اسس لهذا الغرض -نقابة معا العمالية- وهي تقود معارك نقابية عديدة وحققت انجازات كبيرة لتحسين ظروف العمال ورفع اجورهم وتثبيتهم في اماكن عملهم وتحصيل حقوق قضائية وارشادهم، ومنهم عمال كسارة من الضفة الغربية، محاضرون يهود في معاهد الفنون، سائقو شاحنات عرب ويهود وروس، عاملات زراعة عربيات، عمال بناء عرب، عمال حفريات من القدس الشرقية وغيرهم. عندما تتكون لجان عمالية مشتركة لعرب ويهود فان هذه خطوة مهمة في التقريب بين وجهات النظر بداية على اساس القاسم المشترك العريض في المجال الاقتصادي الاجتماعي المعيشي، وعندما يسير كل هؤلاء جنبا الى جنب في الاول من ايار فانك تحصل على لفيف فريد من نوعه من عمال وعاملات مطلبهم واحد هو تحقيق العدل الاجتماعي، وهي قاعدة للبناء عليها في تقريب وجهات النظر على الصعيد السياسي ايضا ودعم مطالب الشعب الفلسطيني بالحرية.
عمل مشابه نقوم به في صفوف الشباب من خلال برامج تثقيفية بعنوان -شباب من اجل التغيير الاجتماعي- في المدارس اليهودية والعربية. كما نقود مشاريع لتشغيل وتمكين النساء العربيات، ونشاط سياسي وثقافي كثيف في الشارع الاسرائيلي بين عناصر الحراك الاحتجاجي في تل ابيب والقدس وحيفا، نشارك في المظاهرات والندوات والفعاليات سواء الاحتجاجية، يوم المرأة، الاول من ايار، كلها على اساس شعار -السلام، المساواة والعدالة الاجتماعية-.
حزب دعم ليس حزبا كبيرا بعد ولكنه ملتزم ونشيط جدا وله مصداقية عالية، ونحن نؤمن بان ما نراه في العالم من تحرك عمالي وما نراه في العالم العربي من تغيير جذري يقرب يوم الفرج. ان اليمين في اسرائيل مثل اليمين في امريكا وأوروبا سيعزل نفسه لا محالة، وحزبنا مثل احزاب يسارية اخرى سيشق طريقه الى قلب الجماهير لأننا نملك البرنامج الواقعي الثوري الذي بإمكانه انقاذ الانسانية من الكارثة. ومن هنا، فنحن نؤمن بان الحل السلمي، العادل، المنصف والتحرر الوطني للشعب الفلسطيني امر محتوم وما نراه من تطورات حتى وإن كانت مؤلمة كما هو الحال العصيب في سورية، فانها تقربنا من هذا الهدف.


18 - يتطلب وحدة القوى الحرة
مهدي مولى المولى ( 2012 / 3 / 30 - 17:45 )
لا شك تأسيس احزاب يسارية ديمقراطية عمالية جديدة لا تنفع في الظروف التي تعيشها شعوب المنطقة وخاصة العربية بل تؤدي الى فشل وهزيمة القوى اليسارية العمالية الديمقراطية على هذه القوى ان تدرك ان فشل القوى اليسارية العمالية الديمقراطية حتى في القوى التي وصلت الى الحكم هو عدم خلق قيم واخلاق ديمقراطية شعب ديمقراطي لهذا يتطلب من كل القوى اليسارية العمالية الديمقراطية ان تتوجه في وحدة واحدة وفق برنامج شفاف موضوعي واضح يجمع الجميع والتحرك وفق ذلك ويكون الهدف هو ترسيخ الديمقراطية ودعمها هذا من جهة ومن جهة اخرى الالتقاء باليسار العمالي الديمقراطي الاسرائيلي والاتفاق على حل القضية الفلسطينية بشكل واضح وعلني هل يمكن توحيد اليسار العمالي الديمقراطي اليهودي الفلسطيني في اسرائيل في تيار واحد وهل يمكن لليسار العمالي الديمقراطي العربي والتحرك معه لحل القضية الفلسطينية العربية وفق ما اتفقا عليه لا شك ان القوى اليسارية العمالية الديمقراطية في المنطقة وخاصة العربية تواجه هجمة ظلامية حادة هدفها سيادة الظلام والحروب والجهل في المنطقة لتحقيق مصالحها ولا يمكن مواجهتها الابوحدة القوى الديمقراطية بصدق وخلق قيم ديمقراطية


19 - رد الى: مهدي مولى المولى
يعقوب بن افرات ( 2012 / 3 / 31 - 08:02 )
اتفق معك بكل ما يتعلق الديمقراطية كنهج الذي من الممكن ان يضمن بناء دولة اشتراكية سليمة، فقد اصدر حزب دعم وثيقة حول هذا الموضوع على اساس تجربة الاتحاد السوفيتي نتبنى بكل وضوح التعددية السياسية ونظام الديمقراطي في ادارة الاقتصاد المبرمج البديل عن النظام الرأسمالي السائد اليوم. لا اريد ان اطول في هذا الموضوع بل اقول ان التجربة الثورية وتحديدا التجربة الثورية العربية وعلى رأسها مصر ترشدنا في الطريق الصحيح بكل ما يتعلق المشاركة الفعالة في ثورة، في السياسة، في الانتخابات، في استغلال كل فرصة لتقوية الطبقة العاملة ونقاباتها وأطرها مثل ما قام بها كتلة -الثورة المستمرة- التي تشن حملة مهمة جدا في مواجهة الاسلاميين ومحاولتهم لفرض هيمنتهم على الدستور المصري. من هذا المنطلق نحن نبحث عن شركاء في العالم العربي وتحديدا على ساحة الفلسطينية فهذه الشراكة ستسهل على تقوي اليسار في اسرائيل ونفوذه على الساحة السياسية الاسرائيلية.


20 - االاْنتفاضة من خلال الرؤية الليبرالية
نجات حميد اْحمد ( 2012 / 4 / 1 - 20:06 )
الاخ يعقوب بن افرات
تفسيركم لاْسباب الانتفاضة العربية هو تفسير اْيدولوجى بحت,والسبب في ذلك اْن الفكر الاْيدولوجي لايمكن اْن يتصف بالحياد بل يكتفي ببعده الفكري التوجيهي فقط اْى النظر الى الاءشياء من خلال زاوية واحدة,بينما يتصف الفكر الماركسي باْبعاد من الممكن تفسيرها من خلال عدة زوايا مختلفة,اْن علاقة الثورات اْو الاْنتفاضات العربية بالحركة العمالية ودمجها بحركة عالمية غطت مساحاة واسعة من القارات العالمية,من الممكن وصفه بفطازيا الفكر الاْيدولوجى,لاْن الهوة بين الفكر الشيوعي وما يحدث الان في البلدان العربية واضحة للعيان ,وذلك لاْسباب نذكر منها,اْن نمط الحياة في الدول الليبرالية التي تسمونها دول راْسمالية هو سبب جذري لهذه الحركات ,فالاْنظمة العربية كانت ترفض خصائص وتاْثيرات الفكر التجديدي للمجتمعات الليبرالية قبل الشعب ,فكانت السياسات المنتهجة من قبلها هي سياسات حجب نمو وتطور الفكر الحر في البلدان العربية,لاْنها كانت تعلم اْن الفكر الحر سيؤثر بقوة على فكر الاءنسان العربى واْن تنامي الفكر وبلورة الراْي العام العربي ستؤدي الى مواجهات بين الشعب والسلطة,اْولا اْن السلطات العربية لم تكن تؤمن يالفكر الليبرالى,لاْن اْساس الفكر الليبرالي يعتمد على اْنتهاج النظام الديمقراطي وليس على نظام راْسمالي صرف.لان اي نظام ليبرالي من المقدور اْن تصبح نظاما ديمقراطيا,بينما من الصعب وصف كل الاْنظمة الراْسمالية بالديمقراطية,فالانظمة الاوروبية الجديدة قد ولدت من رحم الدكتاتوريات الملكية والعسكرية والاْيدولوجية,يعني ذلك اْن الثورة العربية هي ليست بثورة اْنبثقت من حركة عمالية نشيطة,فكما ذكرتم اْيضا اْن التيار الاسلامي كن له وجود غعال واْنها ليست بحركة مؤقته كما ذكرتم اْنتم,بل اْن الحركة الاسلامية في الوطن العربي لها جذور عميقة في رؤية الانسان العربي نفسه,فلا زال الفكر الاْسلامي يغطي مساحات غير قابلة للشك في الراْى العام العربي,ولها تاْريخ طويل مع الحكام العرب.لايعني ذلك اْن الحركات الاْسلامية لها اْبعاد فكرية عميقو,اْو رؤية اْقتصادية بليغة اْو سياسة اْجتماعية جذرية,لاْن التيار الاسلامي في الوطن العربي اْنبثقت منه حركات جل اْهتماماتها السيطرة على السلطة تحت شعار العدالة الاجتماعية,وان هذه اللحركات تناهض الفكر الراْسمالي والشيوعي والليبرالي على حد سواء,لاْنها تعتبر جميع الايدولوجيات والافكار الغير اْسلامية بالالحاد والكفر والشرك بالله,من ذلك نفهم عمق الاْزمة التي جلبتها الاْنتفاضات في الوطن العربي,وهي كالاتي,كيف سيشارك الاسلامي مع الشيوعي والديمقراطي والملكي ووالليبرالي وهو لا يؤمن بالفكرة الديمقراطية التي ربما ستكون هي السبب في نجاح التيار الاسلامي في تسلم السلطات وفي الانتخابات العامة والنيابية؟لقد ذكرت في تعقيبات سابقة اْن هذه الحركات ما هي الا بداية لثورة حقيقية واْن اللجوء الى العنف وسفك الدماء سيغطيان مساحات واسعة بعد هذه الانتفاضات,وها هي دول الانتفاضة غمرتها صراعات دموية عنيفة,كما يحدث الان في ليبيا ومصر واليمن,اذا ما هو الحل,؟اْعتقد اْن مشروع الفكر الديمقراطي هو الطريق القويم والنهج التاْريخي الذي يجب اْن يتبع في كافة الدول العربية,فهي التي تجمع بين الشيوعي والاسلامي والليبرالى,يحدد بحق مدى نجاح اْية حركة سياسية في تسلم السلطة وتفتح الباب على مصراعيها بوج التغير الجذري في عقلية الانسان العربي,وترسخ قانةنا ودستورا مدنيا يحترمه الجميع بغض النظر الى اللون اْو العرق اْو الانتماء السياسي وهذا لا يعني نبذ الايدولوجيات الاخرى اْو التفرقة على اْساس الفكر,بل المقصود هو كيف نمد يدنا للاخر دون اْن نقل من اْهميته وحضوره ولكم الشكر,, ,


21 - رد الى: نجات حميد اْحمد
يعقوب بن افرات ( 2012 / 4 / 2 - 11:56 )
اتفق معك تماما فيما تكتبه بأن -مشروع الفكر الديمقراطي هو الطريق القويم والنهج التاريخي الذي يجب ان يتبع في كافة الدول العربية-، وذلك من منطلق ان الديمقراطية تخدم أولا وأخيرا الطبقة العاملة نفسها، ودون هذه المساحة من الحريات يصبح من الصعب تنظيم الطبقة العاملة نقابيا وسياسيا. برأينا اهم انجاز للثورة العربية في كل من مصر وتونس هو النظام الديمقراطي البرلماني، وحتى وإن جاءت النتائج في صالح الاخوان، بسبب انتشار نفوذهم بين الجماهير، فهي تعبر عن ارادة الشعب، لذا نرى بوجوب احترام النتائج. مع هذا فنحن لا نتوهم بان الاخوان المسلمين هم التعبير الامثل للديمقراطية، بل نشارك الكثيرين خشيتهم من عدم احترام الحركات الاسلامية لإرادة الشعب ذلك ان النظام الديمقراطي بالنسبة لهم هم بدعة وكفر. غير انه من الخطأ التوقع بان الديمقراطية ستنمو من تلقاء نفسها او ان الاخوان قادرون على القضاء عليها، فهم يعلمون انهم وصلوا الحكم بفضل ثورة علمانية بطبيعتها مطلبها الرئيسي هو الديمقراطية والحلول لازمة البطالة والفقر، وهم يدركون ان التفويض الذي حصلوا عليه من الشعب هو تفويض مؤقت، وان الشعب الذي اوصلهم للحكم انما يختبرهم وقادر على الاطاحة بهم اذا هم لم يلبّوا مطالبه. ولكن لتتجه الامور الى المسار المطلوب، هناك مهمة ثقيلة ملقاة على اليسار العربي والنقابات العمالية المستقلة الجديدة الوقوف بالمرصاد لمحاولات الاخوان تقليص الحيز الديمقراطي، وسيكون عليهم التعاون مع القوى الليبرالية من اجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية ضد العسكر من جهة والاخوان من جهة اخرى، على اعتبار ان هؤلاء هم العدو الرئيس للديمقراطية.

اما بالنسبة للأسباب التي قادت لاندلاع الثورات العربية، فهي بلا شك كامنة في الوضع الاقتصادي للجماهير الغفيرة من الفقراء والعمال الذين توحدوا ضد انظمتهم وراء شعار -عيش، حرية، عدالة اجتماعية-. بغض النظر عما إذا كانت الانظمة العربية دكتاتورية قومية او مدجنة تابعة لأمريكا، فما يميزها جميعا هو تبنيها النهج الرأسمالي المفرط، او ما يسمى ب-اقتصاد السوق- الذي يعتمد على الخصخصة، المضاربة في البورصة والعقارات، الاستغلال المفرط للطبقة العاملة والغاء كل انواع دولة الرفاه او الدعم الحكومي للبضائع الاساسية. هذا هو القاسم المشترك الذي يجمع بين كل دول العالم بطريقة متفاوتة، من امريكا الى اوروبا الى العالم العربي وحتى اسرائيل. وما فجّر الثورة هو وصول هذا النهج الى طريق مسدود وتسببه بكارثة اجتماعية عميقة بلغت مدى لم يعد بمقدور الانسان تحمله فانفجر. هذا ليس تحليلا ايديولوجيا بل وصف لوضع موضوعي ممكن ان يتفق عليه الليبرالي والاشتراكي وحتى الاسلامي، ويبقى الخلاف حول الطريق الانسب لضمان الرفاهية والنمو والتطور العلمي للمجتمع ككل.


22 - العزيز يعقوب
ناصر عجمايا ( 2012 / 4 / 2 - 13:54 )
نحن على يقين بان الاسلام السياسي سوف يفشل في ادارة سوة الحكم وهذا مؤكد وتعلم به حتى شريكته امريكا وبريطانيا ، وهما القوتين الاساسيتين الداعمتين للاسلام السياسي
لكننا نرى بان فشل الاسلام السياسي في ادرة الدولة ، يعود لسببين اولهما عدم مقدرتهم لمواصلة التطور العلمي الحاصل في بلدان العالم ، وهو المطلوب في هذه المرحلة واللاحقة وهو طريق الجماهير المتطلعة نحو التقدم والرقي ، وهو مت ترفضه قوى الاسلام السياسي المتخلف ، وهنا سوف يشتد الصراع بين العلماء والمعرفة والثقافة والادب وبين التخلف الامية
والسبب الثاني هو القوى الاسلامية السياسية لا تملك برنامج عمل لأدارة الامور والصراع السلمي لبناء المجتمع والاقتصاد الارشادي ، بل سوف تلجأ الى الفوضى والنهب والسلب وسوء أدارة ماليا واجتماعيا واقتصاديأّ ، وهذا يعني فشل هذه القوى لا محالة
تقبلوا تحياتي الخالصة، ننتظر افادتنا ورأيكم السديد


23 - رد الى: ناصر عجمايا
يعقوب بن افرات ( 2012 / 4 / 3 - 10:16 )
اتفق معك بشكل عام بالنسبة لتحليلك حول الاسلام السياسي وقدرته على ادارة دولة عصرية. ولكن الحقيقة انه حتى الآن لم تسنح هناك فرصة لاختبار هذا الامر والتحقق من هذا الاعتقاد. واذا اعتمدنا على ما يحدث في غزة فحكومة حماس فشلت فشلا ذريعا في ادارة البلد ولكن الحصار المفروض من قبل الاحتلال الاسرائيلي من الممكن ان يبرر اداءهم السيئ. اما مصر فقصة مختلفة تماما. نحن بصدد اهم دولة عربية مع كثافة سكنية كبيرة ومشاكل اجتماعية واقتصادية جمة. توقعاتنا من الاخوان المسلمين وتحديدا من مرشحهم للرئاسة خيرت الشاطر هو مواصلة انتهاج سياسة السوق الحرة كما كان الحال مع النظام البائد، بمعنى الاستمرار في ادارة الاقتصاد لصالح الاغنياء ورأس المال، حتى وإن خففوا من حدة الفساد والقمع اللذين اتبعهما نظام مبارك.
ان القول ان الاخوان سيفشلون في ادارة مصر للأسباب التي ذكرتها في مداخلتك لا يكفي ولا يجب ان يجعلنا نطمئن على مستقبل البلاد. فالفشل لا يضمن ظهور البديل، بل لا بد من العمل الدؤوب الذي بدأت به بعض الاحزاب اليسارية والنقابات العمالية الجديدة بهدف بناء قوى سياسية عمالية عصرية تعتمد على العلم والتقدم وتحظى بدعم الطبقة العاملة والفقراء.
ان المرحلة الراهنة لا يمكن ان تقتصر على الانتقاد الدائم والثابت للاخوان المسلمين على كل الاصعدة، بل لا بد من توسيع مستمر لرقعة الديمقراطية، الانغماس بين العمال، بناء نقابات ديمقراطية وقوية، بناء اتحادات طلابية، لجان نسائية وغيرها من الاطر الجماهيرية لتكون بديلا قويا للاخوان في الانتخابات القادمة. ولا يسعنا الا ان نتمنى للرفاق في مصر النجاح في هذه المهمة الصعبة بعد ان لعبوا دورا هاما في إنجاح ثورة 25 يناير.


24 - هل في استنساخ المواقف إضافة نوعية؟
سعيد مضيه ( 2012 / 4 / 3 - 17:04 )
السيد يعقوب: يظهر من مداخلاتك أنك مهتم بالمنطقة المحيطة ومشغول بقضاياها ؛ فأنتم لا تعتبرون إسرائيل قطعة من الغرب وهذا يبعث على التفاؤل. غير أن هناك تجانسا كبيرا بين موقف حزبك وموقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي ، صاحب الماضي العريق والمواقف الواضحة من قضايا الشعب الإسرائيلي وقضايا المنطقة . فلماذا الفرز في المواقف وما هو المانع من ائتلافكم وحتى انصهاركم في الحزب الشيوعي؟ هل النظرية الماركسية هي المانع؟ وهل تعتقد أن أهدافكم المرسومة يمكن أن تتجسد
في الواقع بدون الاسترشاد بالديالكتيك الماركسي؟


25 - رد الى: سعيد مضيه
يعقوب بن افرات ( 2012 / 4 / 4 - 20:05 )
من البداية يجدر التوضيح بأن اسرائيل هي فعلا -قطعة من الغرب- من الناحية السياسية والاقتصادية، فهي الحليف الاستراتيجي لأمريكا في المنطقة، وهي عضو في -منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي- (OECD)، التي تضم 32 دولة متطورة. هذا التوضيح مهم لفهم طبيعة الدولة وبنيتها ومشاكلها، فهي تتبنى النهج الرأسمالي النيوليبرالي، الأمر الذي أدى الى تفكك الاقتصاد التعاوني الذي ميز الدولة حتى تسعينات القرن الماضي، وقاد بالتالي الى فجوات اجتماعية كبيرة جدا هي الأكبر قياسا بالدول الرأسمالية المتطورة. هذا ما يفسر الغليان الاجتماعي المتصاعد في اسرائيل، والمظاهرات المستمرة ضد الحكومة اليمينية تحت شعار -الشعب يريد عدالة اجتماعية-.
ان هذا الحراك الاحتجاجي يسمح لحزب دعم بالمشاركة الفعالة ويطرح شعاره -سلام، مساواة وعدالة الاجتماعية-، ليقول انه لا مكان لعدالة اجتماعية في ظل الاحتلال والحرب المستمرة ضد العرب والفلسطينيين ولن يكون رفاه في ظل العنصرية ضد المواطنين العرب داخل اسرائيل.
اهتمامنا البالغ بما يحدث بالعالم العربي هو أمر طبيعي بالنسبة لأي حزب ثوري اشتراكي في العالم، لأن الثوار في كل من مصر، تونس، اليمن وسورية يقدمون لنا دروسا بالغة في الثورة، واهم من ذلك يثبتون لنا بدمائهم وتضحياتهم الجسيمة ان عهد الثورات لم يولِّ. ضف الى ذلك حقيقة ان مصير اسرائيل محكوم بالنزاع مع الشعب الفلسطيني، ومصير الشعب الفلسطيني محكوم بمصير الشعوب العربية. لا شك ان الثورة الديمقراطية العربية تسدد ضربة ماكنة لإسرائيل وأمريكا حتى لو حاولت الأخيرة الاستفادة من موجة التغيير والصيد فيها. فالثورات العربية تفتح آفاقا جديدة امام الشعب الفلسطيني ليغير سبل نضاله ويبدل القيادة الحالية المنقسمة بين فتح وحماس واللتين تحتكران الساحة السياسية وأوصلتا النضال التحرري الى طريق مسدود.
اما بما يتعلق بالحزب الشيوعي الاسرائيلي، فأقول ان الوحدة او -الانصهار- الذي تقترحه هو أمر مستحيل نظرا للفجوة المبدئية في المواقف السياسية. فرغم تبني الحزب الشيوعي الاسرائيلي للماركسية نظريا، الا انه لا يطبقها عمليا، فالحزب من جهة يدعم نظام بشار الاسد، بينما يدعم حزب دعم الثورة ويدعو لإسقاط الاسد، الشيوعي يبرر موقفه بان الثوار هم من جماعات مسلحة، -القاعدة-، جماعات مدعومة من امريكا ويكرر بذلك اتهامات النظام، ولكنه في نفس الوقت يدعم اتفاق اوسلو وحكومة ابو مازن المدعومة ماليا، سياسيا وعسكريا من قبل امريكا؛ أما حزب دعم فعارض اتفاق اوسلو من يومه الأول، وينادي لإسقاط سلطة أبو مازن التي تهاونت في الحقوق الوطنية الفلسطينية. الحزب الشيوعي يتحالف مع حزبي العمل وكاديما في قائمة موحدة للانتخابات الجارية هذه الايام للنقابة العامة -الهستدروت-، في حين يعمل حزب دعم على بناء نقابة عمالية أممية بديلة. الحزب الشيوعي للأسف الشديد فقدَ صفته الثورية وما يميزه هو الانتهازية السياسية، فهو يهرول وراء المناصب تارة في النقابة وتارة في السلطة المحلية، وسياسته تتلاءم مع اعتباراته الانتخابية الضيقة.


26 - عقلانية سياسية وفكرية
سيد ماجد مجدلاوي ( 2012 / 4 / 8 - 04:44 )
هذا اول طرح عقلاني لما يجري في العالم العربي وخاصة في سوريا يطرحه حزب ماركسي واسجل هذا الاقتباس الهام من مداخلته :-
الواقع أن الأنظمة العربية جميعها، بغض النظر عن موقفها من أمريكا وإسرائيل وعن خطابها السياسي، يجمعها الاستبداد، الفساد، الخصخصة، الفجوة الاجتماعية الواسعة، التخلف الاقتصادي، وإهمالها لحق الشعوب في حرية الرأي والتعبير، العمل الكريم، المسكن، الصحة، التعليم وغيرها-
هذا موقف عقلاني وصحيح ويعيد لليسار بعضا من يساريته ، بينما نلاحظ ان قادة الأحزاب الشيوعية في اسرائيل والعالم العربي ايضا فقدوا بوصلتهم بالدفاع عن نظام فاسد وقمعي وفاشي وغارق بدماء الشعب السوري من اجل بقاء سلطة القبيلة الأسدية والطائفية المقيتة في سوريا
في سوريا انشقت قواعد الحزب الشيوعي السوري عن قيادة الحزب العميلة لنظام بشار القمعي وانضمت للثورة.
معا هو حقا حزب صغير ولكنه يحمل صوت الضمير الانساني والاستقامة الفكرية والسياسية

اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا