الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل قوة ريفية ضاغطة

فكري الأزراق

2012 / 3 / 25
حقوق الانسان


شكل اللقاء الذي نظمه منتدى حقوق الإنسان بشمال المغرب يوم أمس (السبت 24 مارس 2012) بقاعة المركب الثقافي والرياضي بالحسيمة، والذي شاركنا فيه إلى جانب مجموعة من الفعاليات الحقوقية، النقابية، المدنية التي حضرت من مختلف مناطق الريف، مناسبة جيدة للتشاور بين مختلف الفعاليات لاقتراج أجدى سبل التمفصل بين الغايات والأهداف الاستراتيجية للخروج من المأزق السوسيواجتماعي الحالي الذي أنتجته مقاربات الدولة المركزية من منظور رأي أحادي إقصائي بعيد كل البعد عن تطلعات الإنسان الريفي الذي لا زال يذوق مرارة الحكرة المفروضة عليه من طرف النظام المركزي الديكتاتوري.
اللقاء المذكور عرف نقاشا مستفيضا حول طبيعة المرحلة التي تمر منها منطقة الريف، في ظل "تفرد" المركز في صياغة قرارات من منظور يحكمه هوس المقاربة الأمنية، لا تتوافق مع تطلعات أبناء المنطقة، فقد أجمع المشاركون على أن الدولة المغربية المركزية / الجاكوبينية غائبة في المنطقة إلا من خلال أجهزتها القمعية، وأن الريف كمنطقة جغرافية وسكانية اجتازت المرحلة الأولى من سنوات الرصاص قبل إنشاء هيئة الإنصاف والمصالحة، والآن تجتاز المرحلة الثانية من خلال "العودة القوية لممارسات الماضي" في الأحداث الأخيرة التي عرفتها كل من آيث بوعياش، إمزورن، بوكيدان... وهو ما يؤكد مرة أخرى امتداد الماضي في الحاضر وبالتالي زيف مفهوم التغيير النخبوي الفوقي الذي طبل وغرد له مجموعة من السابحين في فلك النظام السياسي القائم بالبلاد.
ومن حسنات اللقاء المذكور أنه جمع بين فعاليات تختلف من حيث المرجعية الفكرية (يسارية- أمازيغية...الخ) لكن يجمعها الإنتماء لهذا الريف، وهم التغيير الديموقراطي في هذا الريف الذي لا زال محكوما عليه من طرف قوى ماضوية لا تتردد في المهادنة مع القوى اللاديموقراطية (أكانت أحزاب أو تنظيمات المجتمع المدني ...الخ) للاستقواء السياسي ودحض المشروع الطموح / العادل للريفيين.
وفي هذا المضمار نرى بأن الريف في حاجة ماسة إلى أكبر تحالف ريفي – ريفي بين مختلف الفعاليات رغم الاختلافات الايديولوجية التي تعتبرب من وجهة نظرنا متجاوزة بحكم طبيعة المرحلة في ظل الزمن السياسي الإقليمي والدولي الذي يعرف تطورات جد متسارعة تفرض علينا نفسها بقوة، ورغم الانتماء السياسي أو الجمعوي أو النقابي لهذه الفعاليات ذلك أن الاصطفاف في إطار ما لا يبيح التحجج لا لجهة التفريط في حقوق رأي هذا أو ذاك ولا لجهة إشاعة الشلل وافتعال الأزمات والأوضاع المحجوزة من قبل هذا التيار أو ذاك، ذلك أن قضايا الممارسة الميدانية في ظل الوضع الراهن هي قضايا إجرائية عملياتية بالأساس وتتطلب مبادرات مستندة إلى واقع الحال الميداني بما يستلزمه من مرونة وتكييف بين المرجعي والظرفي على خلاف التموقفات بالنسبة للقضايا والمبادرات الرامية إلى إدارة الصراع والمساهمة في الحراك السياسي العام على المدى الاستراتيجي والتي يجب أن تعكس مقتضيات الشرعية المتفق عليها بين الريفيين ، إذ تظل محكومة بالمراقبة والمحاسبة ومن ثمة من حقها أن تمتلك مختلف الإمكانيات لتصريف مقاربتها لا أن تعمد إلى البحث الدائب عن سبيل لشلها بما يرسي مفهوما وفهما منحرفا للمبادرة، فردية كانت أو جماعية، بقتلها في المهد كمبادرة من أجل المساهمة في بلورة تصور جاد من أجل غد أفضل للريف والريفيين.
إن هذا لا يأتي إلا بتنمية الإنصات والتفاعل مع الآخر/ الرأي المخالف لبلورة أجدى التصورات من أجل مستقبلنا الجماعي، وأيضا بضرورة القطع مع الأفكار والتصورات الجاهزة التي تروج أحيانا عن هذا التنظيم / الفاعل أو ذاك من طرف بعض القوى الماضوية التي لا يهمها إلا إبقاء الوضع على ما هو عليه لحماية مجموعة من المصالح ذات الطبيعة الاستبدادية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو حمزة: الطريق الوحيد لاستعادة الأسرى هو الانسحاب من غزة


.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق


.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟




.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع