الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ماتزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية مصرة على أن يبقى نظامها دكتاتورياً
فينوس فائق
2005 / 1 / 18حقوق الانسان
![](https://www.ahewar.org//debat/images/fpage/art/2.jpg)
شمزيني جيهاني الصحفية الإيرانية حكم عليها بالسجن ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ ، و تنفيذ حكم بالسجن لمدة 91 يوم ، لكن داخل زنزانة واحدة مع القتلة و اللصوص و المتهمون بتهم كالسرقة و التهم المخلة بالشرف و تهم كتجارة المخدرات.. و تهمة شمزيني هي الدفاع عن حقوق المرأة والكتابة الحرة و إنتقاد نظام الحكم في إيران ، و نشاطات صحفية و ثقافية مختلفة تعتبر في نظر الجمهورية الإسلامية جرائم في حق الدولة و النظام الحاكم ، تلك التهم التي هي تهم إنما في نظر الحكومة الإسلامية ، و إلا فإن شمزيني وفق كل المقاييس الحضارية للدول المتحضرة و المتقدمة في العالم نموذج المرأة التي تستحق التقدير و موضع فخر للمجتمع لأي مجتمع تقدر الأقلام الحرة التي تدافع عن حقوق الإنسان و عن حقوق المرأة في المجتمعات المضطهدة..
لكن الجمهورية الإسلامية في إيران و بإصدار حكمها على شمزيني إنما تقرر أنها حكومة بنظام دكتاتوري بمرتبة الشرف ، فإن اي سلطة حاكمة لا تسمح بحرية الرأي و لم تفسح المجال أما الرأي الآخر فإنها سلطة بدرجة دكتاتور رفيع المستوى ، و أي نظام حكومي لا يؤمن بحرية الصحافة و حرية التعبير و الكلمة الحرة ، و تقيم المباديء و القيم الإنسانية من تحت العمامات و الأدمغة المتصلبة ، فهو نظام يحمل فكر مصاب بالجمود العقائدي المزمن ، و أي حكومة لا تنظر إلى الحريات البيضاء إلا من تحت نظارات سوداء فهي حكومة دكتاتورية حد العظم ، و لا تؤمن بشمس الحرية و لا تؤمن لا بقدرات الإنسان في التغيير و التطور و لا تؤمن حتى بنفسها ..
تلك الأنظمة لا تؤمن إلا بالحكم بالحديد و النار لأنها الوسيلة الوحيدة التي تضمن لها البقاء على كورسي الحكم ، و تلك هي أخطر درجات الدكتاتورية.. إذ هاهو النظام الدكتاتوري للجمهورية الإسلامية في إيران تحاكم صوتاً من الأصوات التي تنادي بحرية الرأي و تدافع عن حقوق المرأة في المجتمع الإيراني المحكوم بالظلم و الظلام ، إذ تحكم على إمرأة مثقفة رفعت صوتها بوجه الظلم و قالت كلمة حق ، فسارعت الجمهورية الإسلامية بقطف كل زهور الحرية و حرقها عن بكرة أبيها لئلا تكبر و تطرح زهوراً أخرى و ينعم المجتمع الإيراني برائحة الحرية التي يتقيؤون منها من تحت عباءاتهم ، و هاهم يسارعون إلى سد كل الثغرات و الشبابيك التي قد يدخل منها الهواء النقي المنعش الذي يأتي إثر إنفتاح العقول و إنتشار الحريات ، و تدخل منها أشعة شمس الحرية. و يرفضون كل أنواع الحوار المعاصر ، فيحكمون على إمرأة هي الصحفية و الناشطة في مجال حقوق المرأة شمزيني جيهاني بالسجن عقاباً على أنها تؤمن بحرية التعبير و بتهمة حملها أفكار إنسانية سامية تنادي بها من أجل إصلاح مجتمعها و تخليصه من الظلم و القهر.
اليوم و في العالم المتحضر تبحث الحكومات و الأنظمة المتقدمة عن الأشخاص من حملة الأفكار التقدمية و المبدعون و المثقفون ليس من أجناسهم فقط و إنما من كل الأجناس و القوميات من أجل دعمهم و مساندتهم ، و من أجل زيادة عدد الداعيين إلى نشر قيم التسامح و إحترام حقوق الإنسان لكي تنعم مجتمعاتهم بالمزيد من الحريات خصوصاً في مجال الصحافة و الثقافة.. و من أجل أن تزاد أعداد الأقلام التي تدافع عن حقوق الإنسان و عن حقوق المرأة تحديداً ، لكي تنتصر المباديء الإنسانية و القوانين التي تحفظ للإنسان كرامته على قوانين الغاب و تنهي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. يبحثون عنهم لكي يمنحونهم الجوائز و المكافئات و يقدرونهم بالشكل الذي يستحقون ، و ليس لزجهم في السجون بين اللصوص و القتلة و تجار المخدرات ، فهنالك المئات من المنظمات التي تدعم الثقافة و الصحافة الحرة و تدافع عن حقوقهم و تعمل على إفساح المجال للفكر الحر و الأقلام الحرة. في الوقت الذي تعود فيه الجمهورية الإسلامية في إيران إلى قوانين الغاب و تحاكم الثقافة و المثقفين بقوانين من عصور الجهل و التخلف و الظلام الفكري ، و التهم هي الثقافة و حرية الرأي و الدفاع عن حقوق المرأة..
فحكم الجمهورية الإسلامية في إيران على شمزيني جيهاني بالسجن مدة 91 يوم بين اللصوص و القتلة و المتهمون بالتهم المخلة بالشرف إن كان يدل على شيء فإنه يدل على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تصل بعد حتى إلى القرون الوسطى ، بل لاتزال تتراوح في مكانها في عصر الظلام الفكري ..
فهم و كما يذبحون الدجاجة و يريقون دماءها على الأرض هكذا يذبحون الكلمة و يصادرون الأفكار و يعدمون القيم و المباديء الإنسانية و يضعونها تحت أقدامهم العفنة ، ففي تقديري لم يقرأوا بعد ألفياء مباديء قوانين حقوق الإنسان و لا يؤمنون حتى بها.
من هنا فإن أي سلطة تأتي إلى سدة الحكم بالدم ، ستحكم بالحديد و النار و لا تؤمن بلغة الدم كلغة للتحاور ، و إلا فليس هناك دولة في العالم المتحضر تؤمن بكبت الحريات في هذا العصر المعلوماتي المتطور ، و في عصر التقدم و الإزدهار الحضاري و التبادل الفكري و العلمي ، إلا في دول الشرق الأوسط الموبوء بالقيم المتخلفة و الفكر الظلامي ، المنطقة التي يحكمها منطق البقاء للأقوى و الأقوى في قاموسهم هو الذي يمتلك السلاح و ليس الفكر النير.
لذا من المخجل و نحن في القرن الحادي و العشرون و تحاكم إمرأة نشيطة و تحمل قلماً نظيفاً و فكراً متقدماً مثل شمزيني بالسجن بتهمة التعبير الحر . ستبقى الجمهورية الإسلامية في إيران إلى اليوم ستسقط فيه ستبقى في الخطوط الخلفية لكل المباديء الإنسانية في التأريخ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أطفال فلسطينيون يطلقون صرخات جوع في ظل اشتداد المجاعة شمال ق
![](https://i4.ytimg.com/vi/In4hYupUNAA/default.jpg)
.. الأمم المتحدة: نحو نصف مليون من أهالي قطاع غزة يواجهون جوعا
![](https://i4.ytimg.com/vi/flIZZfkn_FU/default.jpg)
.. شبح المجاعة.. نصف مليون شخص يعانون الجوع الكارثي | #غرفة_الأ
![](https://i4.ytimg.com/vi/8nOvls_6zOk/default.jpg)
.. الجنائية الدولية.. مذكرتا اعتقال بحق مسؤولَين روسيين | #غرفة
![](https://i4.ytimg.com/vi/JDbe8_mKKOQ/default.jpg)
.. خطر المجاعة لا يزال قائما في أنحاء قطاع غزة
![](https://i4.ytimg.com/vi/hVarzSiEUew/default.jpg)